آراء

هل يفعلها عرسان التفكيك والاسترداد؟

توظيف منظمة الدعوة الإسلامية لتمكين مكتسبات الثورة

عاصم البلال الطيب

توظيف التمكين

عرسان الثورة، أعضاء لجنة التفكيك واسترداد الأموال المنهوبة من بين فكي الإنقاذ الجريحة بتلك السقطة المدوية، أقوى من النبش لجثامين اجهزة ومؤسسات النظام الصراح بعد موتها ومواراة بعض الثرى ودفن البعض الآخر بالحياة. هذا إيلام اشد، عرسان الثورة يتزينون وللناس المحجورين  بإمرة كوفيد ١٩  ليلاً  يخرجون محدثين الناس صفقة ورقيصا في ساحة ودائرة تمكين ثلاثين سنة ليلة كل خميس مربوطة  بالأذهان سودانياً ووجدانياً ببيت المال والعيال، والدنيا مال وعيال، ولا تحسبن رقص وصفقة عرساننا غير طرب المتنبئ من الألم كذاك الطير المتراقص فى المذبح، لجنة تفكيك التمكين واسترداد الأموال المنهوبة تجد منا الدعم والمؤازرة والمدافعة مع المناصحة دون تصنيفات للتخويف والتخوين زمانها ولي، فأعضاؤها لم ينل ايهم شرف عضويتها عبطا وخبط عشواء، نالوها رجالة وحمرة عين، والبطل في الدراما الأم تلك الإغريقية يلقى سيفه أرضا ما سقط سيف مقاتله من يتحين الفرصة لقتله، فراسة الابطال، عرسان وابطال لجنة تفكيك التمكين  واسترداد الاموال يمتشقون اسلحتهم مرفوعي الهامة والقامة أمام صرعى سقطوا جرحى لا حول لهم ولا قوة بينهم الوضيع والرفيع والشريف والحقير ومنهم من تتطلب حالته مراجعة لأسباب مقاتلته، الفراسة تتطلب عدم التعامل بالتساوي بين هذا وذاك سعيا لتحقيق الغاية وتعزيز ثقافة الفراسة بمنح المستهدف كل فرص وأسباب عدم النيل إلا بالحق، لجنة تفكيك التمكين واسترداد الأموال المنهوبة ليست مقدسة والثورة رفضا للقداسة اشتعلت جذوتها، زهو عرسان الثورة واللجنة ليلة كل خميس كان على حق بائن فى ملفات ناطقة بالتمكين  ومتلازمته النهب العام ، تتداوله مجالس الجمعة بحبور و يغمرها سرور  من فرط إعجاب بالعرسان وادائهم، ولعرسان اللجنة نحمد ونشكر المراجعة و التراجع عن بعض القرارات او بتخفيف بعض الإجراءات درءً للمخاطر وحفظا للمصالح العامة من مسالخ التفكيك والاسترداد، ملفات تفكيك واسترداد شتي مثيرة للجدال والمغالطة لمسها مصالح طيف واسع كان ضحية للتمكين بالجهل والاستغفال والقانون لا يحمى المغفلين والدقة  تستوجب التبديل بالغافلين، انتقال الجدل حول بعض قرارات  لجنة العرسان  للإعلام دفع عضوها الدكتور صلاح مناع لاتهام دون تفصيل للوبي إعلامي مستغل ومسخر لمناهضة اللجنة وزاد من ينبري لمحاربة الفساد حاربه، الدكتور مناع يوصف برجل اللجنة القوي يقاسمه نجوميتها الأستاذ وجدى صالح المحامي وقد نال أداؤهما الاستحسان من المتأذين من التمكين كل السودانيين ويستحقان التشجيع والدعم والمساندة دون استغراق فى شخصنة أعمال اللجنة وكل أعضائها بفروعها المنتشرة يقومون بعمل عام لو غاب عنه أحدهم لأى سبب حل محله آخر من الثوار او المؤمنين بالثورة وإن لم ينل شرف صناعتها ولكن لم يتدنس برذيلة السرقة والنهب، دعم اللجنة واجب قومي بعيدا عن تصوير بطولات شخصية  لأعضاء كأنهم أصحاب قضية شخصية وليست سودانية، والدعوة مهمة وضرورة لمراجعة اداء اللجنة لتلافي اوجه القصور مراعاة للفوائد الكلية من تمكين لنظام استمر ثلاثين سنة اختلط فيها نابلنا بحابلنا وشريفنا بحرامينا وسط زحام التمكين كما راح من  ضعفوا أمام الإغراءات، وكذا تورط آخرون وراحوا دوسا تحت ارجل جحافل المتمكنين، وضعية معقدة، مطالبة اللجنة المؤهلة ثوريا بعد إنجاز مهمتها المحاربة من الفاسدة لتكون جسما رقابيا بل مضادا  وسدا منيعا وصدا قويا تتكسر امامه كل محاولات تمكين أُخر لن تنتهي وسط البشر، لتغدو لجنة منع التمكين والاستيلاء علي الاموال والممتلكات العامة.

ليست تبشيرية

منظمة الدعوة الإسلامية وليس من سبب ولا موقف، لم ادخل مقرها الرئيس في حياتي و لا مقارها الأخرى بالعاصمة والولايات ولم اكن حتى صحفيا قريبا منها بالتعامل المباشر وكما لم أبن صلات بقياداتها وقواعدها و لا أعرف منهم معرفة سطحية دعك من كافية سوى المشير الراحل عبدالرحمن سوار الذهب لارتباطه في الأذهان والوجدان العام بسلوكه النبيل وإيفائه الكريم بتسليم السلطة للمدنيين عقب انتفاضة الإطاحة بنميري ونظامه عام خمسة وثمانين وتسعمائة وألف، غادر السلطة زاهدا في صولجانها حتى بزغ نجمه مجددا ربانا لمنظمة الدعوة الإسلامية الشراكة بين طائفة من الدول الإسلامية التي تواثقت وتواطأت على رمزية الرجل وسيرته الإنسانية عسكريا ومدنيا ولمكانته في نفوس سكان دولة المقر بلدنا نحن السودانيين الذين ربما يأخذ بعضهم علي الرجل مساندته في محطات ومراحل للنظام السابق وريسه لرفعه شعارات إسلامية على المؤمن  تصديقها حتي يثبت له كذبها، والإنقاذ تملك  العقلية التآمرية والقدرة الفائقة علي غش الآخرين والتكذيب عليهم وقد بلغت شأوا به كذبت على بنيها، قصعة على بنيها كانت فتداعوا عليها أكلة ثم انقلبوا بين أنفسهم وافتتنوا وصاروا بين قصعة وأكلة، والمشير الراحل سوار الذهب بخلقه الرفيع   لو لمس نكوصا ومس شذوذا عن منيفستو منظمة الدعوة الإسلامية من لدن تأسيسها قبل نحو اربعة عقود، لما استمر فيها بعطائه سنوات حتى ارتبطت باسمه غير المتسم يوما بفساد، ومثله حسب ظننا مالم يكن مغيبا لا يقبل تحول منظمة الدعوة الإسلامية لذراع تمكين للإنقاذ لا للإسلام باستغلال دولتها، دولة المقر. ظننا في الرجل انه من جنس لا يريس ويستغفل، غير ذلك دول المنظمة لم تكن كلها علي وفاق مع نظام الإنقاذ، فلهذا وغيره لجنة تفكيك التمكين وإسترداد الأموال مرجو منها المزيد من المراجعات في اخطبوطية أفرع المنظمة المتمثلة فى أجهزة ومنظمات وشركات ومدارس ومراكز دعوية خدمة للإسلام وليس للكيزان الذين إن مكنتهم ثلاثين سنة لا بارك الله فينا ولا وفقنا فى نصرتها، والوصف بالاخطبوطية للدلالة علي وسع نشاط المنظمة في بلدنا المقر، ونحمد للمنظمة عدم خوضها فى هتر مع اللجنة ولجوئها للقانون وتوجيهها للدعوات للإعلاميين لشرح موقفها قانونا، ومنها تلقيت مع آخرين دعوات لم ألبها لظروف خاصة  لعكس وجهة نظرها حول قرارات لجنة تفكيك التمكين وكذلك ما قامت به من مراجعات لمصلحة متضررين من بعض قراراتها في هذا الملف مع الإبقاء علي سلطة تصرفها بصورة او أخرى على الاموال والمملوكات المحجوزة وتسييرها وفقا لمنطوق دستورها الأعلى حال تقاطعه مع أي قانون آخر، وهذه جدلية قانونية لا تنفى عن اللجنة أهميتها وأعين السودانيين عليها مسلطة وقد  رفعت معدل طموحاتهم للبرج الأعلى حتي يروا من فوقه الإنقاذ تتساقط صامولة صامولة واموالهم مردودة تعريفة تعريفة، فالتراجع او حتى الدعوة إليه عن أعمال ومهام اللجنة ستكون السقطة الكبري والقشة القاصمة لظهر بعير ثورة لا زالت قوية وفتية بإفشال واحد من اهم شعاراتها العدالة، لكن الدعوة للمراجعة لبعض الملفات وقراراتها المتخذة من صلب العدالة بالاستماع لصوت ناشديها بالقانون، ومنظمة الدعوة الإسلامية ليست تبشيرية بل خدمية معنية بالمسلمين في مواقعهم وبغير المسلمين فى اوقات شدتهم متي كانت خدماتها مطلوبة او مقبولة عطفا علي مبادرتها، ليس هناك ضير في مرونة في عمل لجنة تفكيك التمكين واسترداد الاموال. المنهوبة بالقيام بحركة عكسية لتوظيف التمكين، ذلك ان التمكين حماه دهاقنة الإنقاذ بوضعة وسط دروع الدولة الخدمية فمتى ما فكر أحدهم في النيل منه تراجع إشفاقا من إيذاء عام ،  لا تراجع ممكنا فى قاموس عرسان الثورة واللجنة ولكن عليهم إدخال مفردات المراجعة في ملف منظمة الدعوة الإسلامية توظيفا لقدراتها دون نيل من حقوقها الأصيلة قانونا لتمكين شعارات الثورة وتنزيلها ومقاصدها وتطبيقها، إذ ليس منظمة الدعوة الإسلامية ولا غيرها كنسية او يهودية بل وملحدة تأبي المشاركة في تطبيق شعارات الإنسانية المحببة  حرية سلام وعدالة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق