سياسة

الجمود العقائدي والركود الفكري داخل الأحزاب السودانية

  محمًد هارون عمر

الأحزاب السودانية منذ  نشأتها، ظلت تتمسك بالثوابت ، بالأدلوجة السياسية التي اعتنقها وأطّر لها جيل الأستقلال أو قُبيل الأستقلال،  لم يحدث أي تحديث  للفكر أو القيادات. المؤتمرات الحزبية لاتحل. عقدة. أوديب السياسية، بل تعمّقها وتأزمّها.. .. ولاتأتي بجديد بل إعادة لإنتاج ماتركه السلف من أزمات و مسلمات. تتكرر في  ببغائية  وهي مجرد  استنساخ لما قيل(كانجيل مقدس) دون. حذف أو إضافة الشيء الذي اشاع بين تلك الأحزاب  الجدب االاديولوجي، والعقم الفكري. والجمود العقائدي . وإيصاد ووأد أيّ بصيص أمل،  وإغلاق كلّ منفذ فكريٌّ متبرعم لكيلا يتم نسف. أو العصف بالقديم.َ وإدمان التشبّث ب( الأرثوذكسية السياسية) المزعَومة.. وهذا ترتب عليه  تحنْط و تكلّس  تلك القيادات التي لاتغادر مواقعها إلّا. بالموت أو السقم العضال.. فأدي ذلك لأزمة قيادة.. وصراع مستتر. ظاهر وباطن   لا يخلو  من. روح. التآمر والعداء بين أجيال الساسة…وفي خاتمة المطاف أدّى لانقسامات وانشطارات اضعفت وبعثرت ونسفت كلّ جسور التناغم والوحدة الفكرية الحزبية .. فلنأخذ نموذجًا لثلاثة  أحزاب، من اليمين واليسار والاسلام السياسي ..

حزب الأمة أنقسم لجناح الإمام الهادي المهدي وجناح الصادق المهدي.. وأخيرًا حزب الأمة، الفدرالي والقيادة الجماعية( د. الصادق الهادي مسار نهار زهاوي مبارك) . ولا زال الانقسام واردًا.

الحزب الشيوعي السوداني. انشق منه الحزب الشيوعي القيادة الثورية(الماويّة) الحزب الشيوعي جناح معاوية إبراهيم. سورج الذي ايدّ مايو وذاب فيها.. حزب العمال والمزارعين، إتحاد القوى الديمقراطية. وحركة  (حق) ..

الإخوان المسلمون انشطر منهم الحزب الإشتراكيّ الإسلامي. الحركة الإسلامية.. الاخوان المسلمون.. المؤتمر الشعبي. الإصلاح والتجديد. ومنير السلام العادل.. وأيضا العدل والمساواة (رغم نكرانهم).. الحركة الشعبية انقسمت لأربعة جناح عقار والحلو. وخميس جلاب. وقبل يومين، انقسمت حركة عقار لشطرين جناح عقار وجناح ياسر عرمان( وهذا أجمل إنشقاق كان بود غير معهود. اتفقا  على الانقسام السلمي، بغير تخوين أو لعن أو سب). حزب البعث العربي الاشتراكي ثلاثة. أجنحة الحزب الاتحادي الديمقراطي ثلاثة أحزاب الحزب الجمهور تناسل لثلاثة. أحزاب..  حركة. تحرير السودان مني عبدالواحد وشظايا أخرى متناثرة.. الحزب الناصري أيضا انقسم لحزبين..

هذه هي إنقسامات وانشطارات الأحزاب السودانية.. لاغرو. أن فشلت في إدارة. الوطن..

لجان المقاومة استفادت من هذه الأخطاء فجاءت برؤ.ى مغايرة.جديدة؛ لتصحيح مسار الثورة السودانية اضاعت.الاحزاب بتعصبها  وتمترسها خلف ر ؤاها المثالية النضالية ( في نظرها) أضاعوا ثورة أكتوبر وأبريل. وشرعوا. في تفتيت و إجهاض ثورة ديسمبر ولكن هيهات.. من حق لجان المقاومة أن تطرح البديل الذي تراه مناسبًا. قدموا  ميثاق سلطة الشعب(قابل للنقد والأضافة والحذف) كبديل لقطع الطريق أمام الأحزاب التي أدمنت الإخفاق..  حقيقة ، طرح الأحزاب الراهن فيه تخبط وقصور. وعشوائية. لابد أن تصغي للجان المقاومة التي مافتئت  ترتاب في قيادات و خطط وبرامج و قدرات الأحزاب (المجرّبة) . والتي حصد الشعب ثمارها علقمًا وحنظلًا وتشطيًا… العسكر يغذون هذه الانقسامات ليستمروا في حكمهم الشمولي ّ القاتل!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق