خبراء المناخسياسة

عين العالم على الغاز المغربي

ساوند إنرجي وحقل تندرارة ... اتفاق استثماري رائد

عبد العالي الطاهري

قادت الإنجازات الجديدة في اكتشافات الغاز المغربي سعر سهم ساوند إنرجي إلى أعلى بأكثر من 5% خلال تعاملات اليوم، وذلك بعد إعلان الشركة البريطانية إنتاج أول غاز مسال في المغرب بحلول العام المقبل (2023).

وقفز سهم الشركة، اليوم الإثنين 12 سبتمبر/أيلول (2022)، بحلول الساعة 01.40 مساءً بتوقيت غرينتش (04.40 مساءً بتوقيت مكة المكرمة) بنسبة 5.26%، مسجلًا 1.50 جنيهًا إسترلينيًا (1.75 دولارًا أميركيًا)، وفق بيانات بورصة لندن للأوراق المالية.

وكانت شركة الطاقة البريطانية ساوند إنرجي قد أعلنت قبل يومين تحقيقها أرباحًا مؤقتة بقيمة 8.6 مليون جنيه إسترليني (9.9 مليون دولار أميركي) خلال النصف الأول من العام الجاري (2022).

ساوند إنرجي في المغرب

كشفت شركة ساوند إنرجي عن سعيها إلى تسليم أول إنتاج من الغاز الطبيعي المسال من حقل الغاز المغربي تندرارة، في نهاية 2023، وذلك بالتزامن مع إعلانها تحقيق أرباح مؤقتة بقيمة 9.9 مليون دولار أميركي.

وفور هذا الإعلان، انتعش سعر سهم ساوند إنرجي، إذ يعتبره محللون بمثابة «فرصة استثمارية» في المرحلة المقبلة، خاصة إذا استمرت الأخبار الإيجابية بشأن أعمال الشركة في المغرب.

وتتابع الشركة البريطانية خطة تطوير حقل الغز المغربي بمرحلتين، تهدف الأولى منهما إلى منح الأولوية للتدفقات النقدية المبكرة من الامتياز، ضمن مخطط إنتاج محطة الغاز المسال الصغيرة، وذلك قبل عام من المرحلة الثانية.

وتشمل المرحلة الثانية تركيب خط أنابيب لتصدير الغاز المسال، يبلغ طوله 120 كيلومترًا، والذي يهدف إلى إطلاق إمكانات الغاز في كامل المنطقة، وتقليص حاجز النشاط التجاري للاكتشافات المستقبلية، وفق معلومات اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

وبدأت أعمال بناء محطة الغاز المسال الصغيرة في شهر مارس/آذار (2022)، بعد الانتهاء من أعمال المسح والمعالجة لطريق الوصول إلى المنشأة، في حين ما زال الموعد المحدد للانتهاء من مشروع تطوير المرحلة الأولى من حقل الغاز المغربي تندرارة، خلال الربع الرابع من عام 2023.

ساوند إنرجي والغاز المغربي

في نوفمبر/تشرين الثاني (2021)، وقّعت الرباط اتفاقية بيع الغاز المغربي مع شركة ساوند إنرجي البريطانية، وذلك بعد شهر واحد من إعلان الجزائر وقف تصدير الغاز من خلال خط أنابيب المغرب العربي وأوروبا، وهي الخطوة التي جاءت صادمة للجميع.

يشار إلى أن الشركة البريطانية كانت قد بدأت أعمالها في حقل تندرارة في شهر يونيو/حزيران 2015، إذ بلغت حصتها التشغيلية في ذلك الوقت 55%، وبحلول عام 2016، كانت قد حفرت 5 آبار في الحقل، وهي «تي إي 6»، و»تي إي 7»، و»تي إي 8»، و»تي إي 9»، و»تي إي 10».

وفي مايو/أيار 2019، توصلت شركة الطاقة البريطانية إلى كميات ضخمة من الغاز في بئر «تي إي 10»، والتي قدرتها بما يتراوح بين 15 إلى 20 مليون متر مكعب من الغاز الطبيعي، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

حقل تندرارة .. مسار اتفاق استثماري رائد

أعلنت شركة ساوند إنرجي البريطانية تمديد الموعد النهائي للوفاء بشروط صفقة توريد الغاز من حقل تندرارة  في المغرب لمدّة 3 أشهر أخرى.

وأكدت الشركة -في بيان صحفي أصدرته- إحراز تقدّم في إعداد اتفاقيات دخول خطوط الأنابيب، وكشوف الشروط للتمويل، والموافقات، وقرار الاستثمار النهائي، ومن ثم وافقت جميع الأطراف على تمديد اتفاقية بيع الغاز لمدّة 90 يومًا.

أبرمت ساوند إنرجي اتفاقية بيع وشراء الغاز مع المكتب الوطني المغربي للماء والكهرباء، في نوفمبر/تشرين الثاني 2021.

تشمل شروط الاتفاقية إمدادات الغاز من المرحلة الثانية من تطوير حقل تندرارة في شرق المغرب، لبيع 350 مليون متر مكعب من الغاز الطبيعي سنويًا، على مدى 10 سنوات.

شروط اتفاقية حقل تندرارة

أكدت ساوند إنرجي -في بيانها- أن اتفاقية بيع الغاز تظلّ مشروطة بعدّة أمور، من بينها منح جميع التراخيص والتصاريح اللازمة لبناء منشآت الغاز في المرحلة الثانية.

وتشمل أيضًا موافقة وزارتي الانتقال الطاقي والتنمية والمستدامة، والاقتصاد والمالية المغربيتين، على قرار الاستثمار النهائي، عند اتخاذه من قبل شركاء مشروع تندرارة المشترك.

كما تنصّ الاتفاقية على التوصّل إلى اتفاقية الربط بين شركاء مشروع تندرارة ومشغّل خط أنابيب المغرب العربي-أوروبا.

إحراز تقدّم.. وشراكة جيدة

شدد الرئيس التنفيذي لشركة ساوند إنرجي، غراهام ليون، على أن التقدم المُحرَز في مختلف الظروف على مدار الـ90 يومًا الماضية مشجّع للجميع، لا سيما اهتمام التمويل من قبل الشركاء المحليين والدوليين.

وقال: «من ثم، فإن تمديد اتفاقية بيع الغاز موضع ترحيب».

وأضاف: «نحن سعداء بهذا التأكيد على أن الشراكة بين المملكة المتحدة والمغرب والمكتب الوطني المغربي للماء والكهرباء وشركة ساوند إنرجي تعمل بشكل جيد».

ساوند إنرجي وحقل تندرارة

جاء توقيع المغرب على اتفاقية بيع الغاز مع شركة ساوند إنرجي البريطانية، بعد شهر واحد من إعلان الجزائر وقف تصدير الغاز عبر خط أنابيب المغرب العربي وأوروبا.

كانت ساوند إنرجي قد بدأت أعمالها في حقل تندرارة في يونيو/حزيران 2015، بحصّة تشغيل بلغت 55%.

ومنذ عام 2016 وحتى الآن، حفرت الشركة 5 آبار في حقل تندرارة، وهي تي إي 6، تي إي 7، وتي إي 8، وتي إي 9، وتي إي 10، بحجم احتياطيات متفاوتة.

وفي مايو/أيار 2019، اكتشفت ساوند إنرجي كميات ضخمة من الغاز في بئر «تي إي-10» بحقل تندرارة، وأشارت إلى وجود موارد تُقدَّر بما يتراوح بين 15-20 مليون متر مكعب.

ساوند إنرجي: الجميع يريد شراء الغاز المغربي .. وهذه تطورات تندرارة

أكد الرئيس التنفيذي لشركة ساوند إنرجي، غراهام ليون، أن الجميع يريد شراء الغز المغربي، سواء على المستوى المحلي أو في الخارج.

وأوضح -في مقابلة مع منصة «برواكتيف»- أن هذا الاهتمام المتزايد نتج عن الحاجة إلى إمدادات الغاز البديلة في أعقاب غزو روسيا لأوكرانيا، ومتطلبات التنمية الخاصة بالمغرب.

وشدد على أن الشركة تحصل على دعم وزاري قوي في المغرب، مشيرًا إلى أن مشروع حقل غاز تندرارة يمضي قدمًا بشكل جيد.

وقال: «أعتقد حقًا أن ما تغير في الأشهر القليلة الماضية هو أننا ندفع بابًا مفتوحًا.. الكل يريد الغاز في المغرب.. الكل يريد الغاز في أوروبا.. وساوند تؤدي دورها لتغذية تحول الطاقة».

تطوير الغاز المغربي

تحدث ليون عن تطوير الغاز المغربي من خلال امتياز حقل غاز تندرارة؛ إذ بدأ الأمر في نهاية أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي، عندما قطعت الجزائر إمدادات الغاز عبر خط أنابيب المغرب العربي-أوروبا إلى إسبانيا، وكان المغرب أحد المتلقين لذلك الغاز.

وبعد نحو 30 يومًا، وقّع المكتب الوطني للكهرباء والمياه الصالحة للشرب اتفافية مع ساوند إنرجي لشراء 300 مليون متر مكعب من الغاز سنويًا.

وقال: «كل ذلك كان قبل المأساة التي تحدث بين أوكرانيا وروسيا في الوقت الحالي؛ لذلك كان المغرب دائمًا بحاجة إلى الغاز.. وليس هناك أفضل من توصيل الغاز الخاص بك إلى محطة الكهرباء الخاصة بك».

وأشار إلى إطلاق مرحلة تطوير حقل غاز تندرارة من خلال الشراكة مع أفريقيا غاز المحلية؛ لشراء كمية أصغر من الغاز عبر نظام الغاز الطبيعي المسال.

وتابع: «العمل الشاق الذي بذلناه على مدار العامين الماضيين بدأ يؤتي ثماره.. الجميع يريد الغاز المغربي الآن».

وأوضح أن المشروع سيشهد إنشاء خط دفع بطول 120 كيلومترًا للربط بشبكة الغاز المغربية، ويُمكن بعد ذلك زيادة الإنتاج.

تمويل حقل غاز تندرارة

أشاد ليون بالدعم الذي تحظى به ساوند إنرجي من قِبل المصارف المغربية، وتطلعه إلى الحصول على قرار استثمار نهائي بحلول نهاية العام، إن لم يكن قبل ذلك.

وقال: «أعتقد أن ما حدث هو أن المصارف المحلية في المغرب أدركت أنها بحاجة إلى هذا الغاز مثل أي شخص آخر، لتمويل جميع المشروعات التي تُمولها في المناطق الصناعية وفي مناطق الكهرباء. نتعامل مع البنوك المحلية والبنوك الدولية أيضًا».

وشدد على أنه إذا لم يشترِ المغرب الغاز؛ فإن السوق حريصة جدًا على شراء هذا الغاز، الذي يُمكن أن يصل إلى أوروبا».

وتابع: «لذا، كما تعلمون، هناك مشترون آخرون وليس المشترون المغاربة فقط هم من يحرصون على شراء هذا الغاز».

اكتشافات أخرى في المغرب

أشار ليون إلى أنه يمكن تنمية الشركة عن طريق بيع المزيد من الغاز بطرق مختلفة.

لذلك، تحتاج ساوند إنرجي إلى ربط تندرارة بالسوق نظرًا لموقعه البعيد؛ ما دفعها إلى استخدام مشروع الغاز الطبيعي المسال الصغير.

كما تطرق إلى اثنين من اكتشافات الغاز المغربي؛ أحدهما هو حقل «تي إي 4»، الذي يبعد نحو 5 كيلومترات فقط عن موقع منشأة المعالجة للمرحلة الثانية من حقل تندرارة؛ ما يجعله بمثابة فرصة وسيكون رابطًا سهلًا بمنشأة المعالجة الرئيسة.

والاكشاف الآخر هو حقل «إس بي كيه»، الذي سيكون على بُعد نحو 50 كيلومترًا من منشأة المعالجة، ويُمكن أن يدعم مشروع الغاز الطبيعي المسال أو مشروعًا صغيرًا للغاز الطبيعي المضغوط.

الطاقة المتجددة في المغرب

أكد ليون أن الشركة تبحث أيضًا في أنشطة أخرى خارج المحفظة؛ إذ تتطلع إلى استخدام الطاقة المتجددة في المغرب لتزويد مشروعاتها بالوقود.

وقال: «هذا يُعَد مكسبًا لنا، بمعنى أننا نستخدم الطاقة المتجددة، ولكن لدينا أيضًا المزيد من الغاز للبيع. نحن لا نستخدمه للحرق لتزويد مشروعاتنا بالوقود».

علاوة على ذلك، تبحث الشركة في العمل مع بعض المزارعين، الذين يشترون الكهرباء من الدولة، لكنهم يخضعون الآن لقواعد الاستيراد في الاتحاد الأوروبي، والتي ستضع علاوة على ضرائبهم أو ضريبة بشكل أساسي على منتجاتهم -ضريبة الكربون- إذا لم يستخدموا الطاقة المتجددة.

وتابع: «لذلك؛ إذا تمكنّا من توفير الطاقة المتجددة لهؤلاء المزارعين؛ فهذا مكسب للجانبين. إنهم يحصلون على طاقة أرخص منا، ويتعين عليهم أيضًا تجنب دفع الضرائب الإضافية التي يريدها الاتحاد الأوروبي».

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق