سلايدرسياسة

أخرجوها للإنسانية طواعية قبل أن تخرج للكوارث كراهية

عبد الله بخيت أحمد

إن ما تعانيه كثير من شعوب العالم من حروب وجوع وجهل وامراض وتشريد وغيرها من أشكال الحياة التي لا تليق بالإنسانية لهو جدير بأن ينظر إليه من قبل المنظمات الدولية والدول المتقدمة نظرة إيجابية وبكل جدية تختلف عما هو عليه الآن من تناسي وتجاهل وتعامي لتقديم أبسط مقومات الحياة الكريمة من مأكل ومشرب وملبس ومسكن وتعليم وعلاج.

ولكن شاء أصحاب تلك الامكانيات الهائلة والمتاحة من  تكنولوجيا وتقنية حديثة  وناطحات سحاب وسباق مدن حديثة وسباق تسلح وكل ما نعلمه وما لا نعلمه مما وصلت إليه دول العالم المتقدم من علوم العصر وتقنية  المعلومات وغيرها، شاء لهم أن يعيشوا فى رفاهية بعيدين كل البعد عن شعوبهم و الشعوب المتخلفة حول العالم لا يأبهون ولا يكترثون لحياة البؤس التي يعيشها كثيرون بلا ذنب اقترفوه فقد انتبهت أعينهم ليجدوا من الطرقات بيوتهم ومن المزابل مأكلهم ومن السرقة كسبهم والإجرام  حرفتهم فلا أم ولا أب ولا عائل لهم ، إنها الفئات المنسية التي تعاني شتي أنواع المعاناة علي مرأي ومسمع من المسئولين والحكام والأمثلة كثيرة ولنأخذ معاناة اللاجئين والتي يندي جبين الحياء لها خجلا والمشردين في كثير من بقاع الأرض وكذلك المهاجرين والذين يموت الكثير منهم في البحر وغيره بغية الوصول إلى دول الغرب ما كان لهم ذلك إذا وجدوا في بلادهم ما يغنيهم عن الهجرة واتاحة سبل العيش الكريم وتهيئة بيئة صالحة للعمل والإنتاج . إن كل ذلك وغيره كثير من صنوف المعاناة لا يتسع المجال لذكره فقد لا يحتاج منا إلى كثير شرح وتبيين فقط “تتش سكرين” لتجد كل الخفايا والخبايا. لقد تعهد صندوق النقد الدولي ب (50 مليار دولار) لمكافحة (فيروس كوفيد-19)، أضف لذلك اضعافا مضاعفة لما ستنفقه دول العالم للقضاء على الفيروس مضافا إليه خسائر الاقتصاد العالمي والذي ربما يصل إلي أرقام فلكية، لكانت كافية لإخراج كل شعوب العالم من دائرة الفقر وحياة البؤس والبأس واليأس ولأصبح الجميع يعيش حياة طيبة كريمة ويعيش الغرب ودول المقدمة والعالم أجمع حياة خالية من متاعب وقضايا المهاجرين واللاجئين والمشردين بل ولاختفت كل أشكال البغض و الكراهية والنصب والاحتيال والقتل والتطرف وكل ما هو سيئ. إن الأمر لا يحتاج إلى كثير شرح وتفصيل لقد حان الوقت أيها العالم التكنولوجي المتقدم أن تضحوا بقليل من وقتكم وأموالكم وأن تقدموا للدول المتخلفة المتأخرة كل أنواع الدعم المالي والفني والتقني بلا من ولا أذى ولا أجندة خفية كانت أم معلنة ولكن من أجل كرامة الإنسان وحقوق الإنسان. إن العالم اليوم بأسره يقف جنبا الي جنب للقضاء على ذلك الفيروس والذي أتوقع أن يخلف وراءه ما يقرب من 5 مليون مصاب ويقتل حوالي 500 ألف إنسان حول العالم   ولكن هل سيقف ذات الموقف للقضاء علي معاناة من حولهم؟  ألا أيها القلوب الرحيمة ألا فانظروا لشعوبكم المشردة التي تعيش بينكم بجوار قصوركم ومساكنكم وحول طرقاتكم لا تغضون اطرافكم عنهم إنهم بشر ولهم حق العيش الكريم مثلكم ولكن شاءت الأقدار أن يعيشوا هكذا في شظف وشدة لا طعام ولا دواء ولا غطاء، فهل ذلك بعدل؟ إن ما ينفق على تبني القطط والكلاب وبني الحيوان لكان أولي به أن ينفق علي بني الإنسان. إن مسؤولية الدول المتقدمة أن تزيل كل آثار المجتمع المشرد في بلادها أولا ذلك بتوفير ضروريات الحياة لهم ثم تنظر بعد ذلك حولها من دول العالم المكتنزة بالمشردين التائهين في كل صوب وحين لتكون نهاية القضاء على كوفيد 19 نهاية للقضاء على مآسي القرن 21. عجلوا بها الآن قبل أن تأتي طامة كبري لا تبقي ولا تذر. لقد آن الأوان لرؤية جديدة لعالم جديد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق