آراء

أجراس المدائن

بعيدا عن شريان الشمال

عاصم البلال الطيب

مما يثير الأسف أن علاقات السودان الخارجية تضيع فى زحام وصراع أفيال الإنتقالية العسكرية والمدنية، ومن تبعات الإنتقال، دول بعينها تتعرض لحملات شرسة واتهامات تترى بتدخلاتها السالبة وإضرارها بالسودان أرضا وشعبا واقتصادا، وفى عالم اليوم من المقررات الإجبارية على الأمم والشعوب، الإحتفاظ بعلاقات متوازنة مع كل الدول البعيدة قبل القريبة والجارة بالجنب، وليس من ادل على هذه الأهمية من وجود البعثة الأممية الفنية لدعم الفترة الإنتقالية بطلب للجدل مثير من الدكتور عبدالله حمدوك رئيس الوزراء المستقيل المؤمن بسياسة الإبتداء بالملف الخارجى أساسا لحلول المشاكل والأزمات الداخلية، ومما يضر الآن بالإنتقال غير التشبث والتمسك بسلطة الانا، المساس المطلق بعلاقات السودان الخارجية  خاصة العربية منها والأفريقية وهى الأهم للقربى والقواسم المشتركة ولضرورة تبادل المنافع،لا ننكر هناك مسالب ومآخذ على علاقات السودانية الخارجية موروثة وتاريخية ومعاصرة تشتد بعد عزلة دولية فى الفترة الإنتقالية غير المحتملة صراع الأجندات الداخلية المتخذة من الخارجية فزاعة للتخوين والتخويف لتحقيق مكاسب ذاتية وحزبية بالتخفى وراء القومية بتصوير هذا البلد وذاك خائنا للثورة بدعم المكون العسكرى والأمنى لنهب ثروات البلاد وفت عضد الإقتصاد، ومثل هذه الإتهامات يستوجب إطلاقها بأدلة وشواهد بعد قيام دولة المؤسسات السودانية بدلا عن الحالية موضع النزاع ومصدر الخلاف بين النظاميين والمدنيين والمتسبب فى تدهور الأوضاع وتدنى الأجواء الحياتية والإحساس بارتفاع معدلات المخاطر والمخاوف الامنية، وازاء هذا الحال المائل من التسلط والتصلب المتبادل، يدفع السواد الأعظم فاتورة حروبات باردة وساخنة مفتوحة وشاملة لا تبدو لها من نهاية ولكأنما هنالك إستسلام للتعايش مع هذه الأوضاع غير المفهومة التى يصعب التنبوء بأجوائها مع غياب خبراء نشرة جوية حكومية تعين الناس بمعرفة التقلبات والإستعداد لكل أجواء بلبوسها،والنتيجة هذا التخبط وتعليق الأخطاء التاريخية والمعاصرة وسوء الأحوال العامة فى شماعة العلاقات الخارجية الإنتقالية و غض الطرف عن إهتراء الداخلية مع صاب جام الغضب على تسرب خيرات البلاد وسلعها المهمة بالتهريب وغيره من الحيل عبر نوافذ حدودية متعددة ولكن هناك تركيز فى هيئة حملة على الجبهة المصرية مصحوب بتعبيرية عن الإحساس بمرارات واستنكارات لحالات يتردد صداها من سلب ونهب لخيرات البلاد  عن طريق شريان الشمال، كثرة تناوش السهام، استدعى من الحكومة المصرية تفويض مسؤل تجاري رفيع لعقد لقاء صحفى بالخرطوم للرد على كل التساؤلات والإتهامات تناقلته الصحف ومختلف وسائل الإعلام عريقها وحديثها لكنه مما يبدو يحتاج لمضاعفة الجهد المصرى الإعلامى للمزيد من التوضيحات والرد على سيل الإتهامات ولإثبات أن الحركة الإقتصادية بين البلدين محكومة بأداء القائمين على الامر هنا وهناك والغلبة حاليا لا تتطلب تأكيدا لمصريتها لوجود دولة مكتملة الأركان تحظى باستقرار فى كل أوجه وصعد الحياة مقابل وضعية سودانية شاذة قوامها الصراعات والإلتفافات على الحلول والمسؤلية تقع على كاهل كل مكونات الفترة الإنتقالية ولكن أعظمها على عاتق المنظومة العسكرية الحاكم بأمره حتى الإستواء مجددا على جودى مدنية الإنتقالية والإستجابة لكافة مطالب المحتجين والمتظاهرين والمترسين والمغلقين حتى مس الضر طرقا قومية وأنشطة حيوية وانسحب على حياة الناس، الإستجابة بتسوية ما لا زالت ممكنة مع الوضع فى الحسبان سرعة سير قطار الأزمات على القضبان، ولو أخذنا الحركة الإقتصادية والتجارية بيننا والمصريين فليس من تيرمومتر للقياس للمقاربة او المقارنة ولا ميزان تجارى تميل كفاته لصالح المصريين بسبب شبه التعطل الكامل لكل مظاهر وعناصر نصب ميزاننا التجارى ومن ثم العمل على تقويته وتعزيزه ابتداء بقطع شأفة القصور السياسى الإنتقالى  لتلافيه حتى يتثنى التفرغ لعملية التأسيس والبناء لبلوغ مرحلة الإقتصاد السلعى الذى نتوافر على مقوماته وتنقصنا ادواته الإستقرار السياسى والتوافق على رؤية سودانية جامعة تخرجنا من ضيق شظفنا الشامل الحالى وتعليق إخفاقتنا على رقاب الآخرين والحفاظ على منتوجاتنا السودانية من التهريب والتحريف وخسران ميزها التفضيلية بالتصدير للخام وخلق آلية محكمة من التهريب،فالكرة فى ملعبنا والهتاف فلينصب على ضعف أدائنا، غير ذلك سنبقى محلك فشل وسر ولن نبلغ لرحاب نعمة وجود ميزان تجارى محروسة صادراته السلعية وواردته بقبضة دولة المؤسسية والبرامجية التى تضيق واسع الخلافات وشقتها المسبب الرئيس لشقوتنا ومعاناتنا وانهزامنا وفتح الابواب من وسع لإفساد العلاقات الخارجية التى لن تقوم دونها لدولة ولو قوية قائمة، المراجعة مطلوبة واطلاق الاتهامات ينبغى أن يكون محسوما بالادلة والشواهد والبراهين القاطعة لا المظان وقرائن الاحوال حفظا للحقوق الكلية، لابد أن نقر بان العلة فينا وليست من صنع غيرنا بفتح الملعب لمن يتفوقون علينا بالقدرة على العمل والإنتاج ورفع معدل الصادرات مع تخيّر الواردات تعزيزا للميزان التجارى الذى يتسبب افتقارنا إليه فى ضعف حجتنا و مقارعتنا الإقتصادية وقدراتنا على بسط هيبة الدولة بحماية العملية التجارية من غيلان السلطة القسرية والسوق ومن ثم إغلاق الأبواب بالحكم الراشد الذى يقاتل دونه الثائرة من الشباب، فبهذا لا غيره نضع حدا لما نحن فيه الآن من إختلالات و إختلافات على قضايانا الداخلية وهاهي تتمدد للخارجية ويمس ضرها علاقاتنا مع دول الجوار ويخلق حالة عدائية لانتحمل وزرها وغيرنا كذلك من يبادر بها ويرسمها وكانها عقلية جمعية تفرض تصديا جمعيا، وعلينا أن نتخذ من مصاعب تتوالد فى بيئات الإنتقال منصات لمواجهة الواقع والإبتعاد عن سياسة النعام ودفن الرؤوس فى الرمال.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق