آراءسياسة

ضفاف

التشخيص اولا ثم العلاج!

عاصم فقيري

جدل في ثوابت لن يحيد عنها الشعب، الشعب يريد دولة مدنية، الشعب يرفض كل انواع المليشيات والحركات المسلحة الانتهازية التي ليس لها برنامج سوى اقتسام السلطة والثورة مع القوي، حركات ومليشيات لا تشبه الشعب ولا تشبه مطالبه المشروعة!

تحدثنا كثيرا عن السودان والسودانيين وأصبح الأمر أكثر وضوحا مهما دفن كثير من الناس رؤوسهم في الرمال هروبا من مسألة المواطنة وأهميتها، الا انها تبقى هي الأساس الذي منه يتشكل الانتماء للوطن والقبول بالآخر في وطن واحد، ولكن يبدو أن من هم لا ينتمون وليس لهم انتماء حقيقي للوطن شريحة تبلورت من خلال ما يسمى بالحركات المسلحة والجنجويد وجميعهم تحركهم الكراهية للمواطن السوداني والشعب السوداني ولهم أجندة تشبهم هم فقط أجندة تشبه مجلوبي غرب افريقيا رضى من رضى وأبى من أبى، هذه الحقيقة لا يمكن تخطيها أو إهمال النظر إليها، ما هو مطروح من حركات مسلحة وجنجويد ليس هو الأجندة الحقيقية، بل الأجندة الحقيقية هي أجندة استعمار وتدمير لكل الأصول السودانية والتي يسمونها مجازا السودان القديم هذه النغمة مقصود بها خلاف ما هو معلن على أنها سياسة المركز أو غير ذلك، السودان القديم في منظورهم هو ابعاد واقصاء السكان من الشمال والوسط والشرق حتى وإن استعانوا بالاجانب  ومجلوبي غرب افريقيا، وهذا المشروع عملوا عليها سنينا طويلة!

المؤسف في الأمر أنهم وإن استطاعوا إقصاء سكان الشمال والوسط والشرق لن يستطيعوا أن يحكموا لأنهم هم اصلا ليسوا على اتفاق استراتيجي بل كل حراكهم لا يعدو أن يكون تكتيكيا فقط لتدمير السودان وشعوبه وخاصة في الوسط والشمال والشرق والمتأمل لسياسات جبريل وزير المالية يرى ذلك بوضوح ناهيك عن كل الإجرام والنهب المسلح وأشكاله المختلفة التي تزعزع الاستقرار، أضف إلى ذلك عدم انحياز نفس الحركات هذه للشارع ومطالب الجماهير، ما جعل البعض يندهش كيف أنها كانت معارضة مسلحة والان هي تقف مع العسكر ضد الشعب! ولكن إذا عرف السبب بطل العجب! وقوفهم مع العسكر ليس دعما للعسكر ولكنه مرحلة لكي يتمكنوا وبعدها سينقلبون على العسكر، هكذا يخططون، فالهدف ليس حكم مدني ولا ديمقراطية بل الهدف احتلال اثني عرقي لقبائل معينة تريد أن تسيطر عرقيا واثنيا!

إذا لم يتم الانتباه لهذه الفوضى، لن اقول أن المخطط سينفذ، ولكن اقول الانهيار الكامل ات لا محالة، لن يقف سكان الوسط والشمال والشرق مكتوفي الأيدي إلى النهاية، بل هناك لحظة محتملة بل جدا محتملة أن يتحول الصراع مسلحا بين الجميع، وكل الظروف تقود لذلك، ما يحدث ليس مبشرا ولن يأتي بدولة سودانية مدنية ديمقراطية!

السودان لن يعود كما كان مهما صيغت الاتفاقيات ومهما تدخلت الوساطات!

هذه مرحلة مخاض للانقسام، وقلناها مرارا فلتعملوا من أجل انقسام مدروس بدلا من انقسام يفرضه الأمر الواقع يحمل معه عوامل انهيار لا يمكن معالجتها ولا ترتيب الأوضاع لتجاوز الفوضى التي سوف تنجم عن ذلك!

ليس هناك حلول سحرية ولا حلول رغبوية تنقذ هكذا أوضاع!

الموضوع أكبر من قحت وأكبر من اي حزب أو حتى لو اجتمعت الأحزاب سويا، أن لم تشخص القضية تشخيصا سليما فلن يكون العلاج فعال!

الطريق شائك جدا ولا بد من استيعاب الأمر دون رغبوية.

التشخيص اولا، ثم العلاج!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق