سياسة

كلمة معهد جنيف لحقوق الإنسان

بمناسبة اليوم العالمي للرياضة من أجل السلام والتنمية المستدامة

السادس من نيسان / أبريل يوم يحتفل فيه العالم بالرياضة باعتبارها دعامة أساسية من دعائم المحبّة والتآلف بين كافة الشعوب، فالرياضة هي اللغة المشتركة التي يتواصل عبرها الجميع، لذلك تعدّ الرياضة من وسائل إرساء السلام الذي يؤدي إلى التنمية المستدامة ممّا حدا بالجمعية العامة للأمم المتحدة أن تخصّص له يوماً خاصّاُ هو السادس من نيسان/ أبريل من كل عام، بقرارها 67/296 بتاريخ  23 آب/ أغسطس 2013 لما فيه من قيم التسامح والتآلف. وقد شهد احتفال هذا العام عدواً مشتركاً للإنسانية كلّها وهو داء فيروس كورونا ممّا يجعل التحدّي أكبر للرياضة في أثناء التعايش مع إجراءات العزل الاجتماعي، فضلاً عن إبراز روح التضامن والتعاون بين أفراد المجتمع ورفع الوعي بجائحة فيروس كورونا.

إن الاحتفال بهذه المناسبة يعزّز تأكيد أهميتها، بل ضرورتها في حياة كل فرد في المجتمع ؛ ففيها تكمن أسباب الصحّة والعافية والسعادة، فهي وسيلة مثلى لبناء العقل والجسم معاً. ومن جانب آخر تمثل الرياضة -بمختلف ضروبها- أداة التواصل الأولى بين شعوب الإنسانية وبالتالي تحقق الاستقرار والسلام الذي تعاني بسبب غيابه، الكثير من الدول في شمال أفريقيا وبلاد الشرق الأوسط . وتعدّ الرياضة أداة مرنة وزهيدة الثمن في تحقيق مقاصد أهداف السلام والتنمية، ففي جدول أعمال 2030 للتنمية المستدامة، تأكد اضطلاع الرياضة بدور مهم للدفع بالتقدّم المجتمعي. ‘‘فالرياضة هي كذلك من العناصر التمكينية المهمة للتنمية المستدامة. فهناك اعتراف بالمساهمة المتعاظمة التي تضطلع بها الرياضة في تحقيق التنمية والسلام بالنظر إلى دورها في تشجيع التسامح والاحترام ومساهمتها في تمكين المرأة والشباب والأفراد والمجتمعات، وفي بلوغ الأهداف المنشودة في مجالات الصحّة والتعليم والاندماج الاجتماعي. ولذلك أطلقت الأمم المتحدة دعوتها لكافة الدول والمنطمات المختلفة والأفراد أن يساهموا في رفع شأن الرياضة ودعمها بكلّ السبل. وللرياضة القدرة على تغيير العالم، فهي حق أساسي وأداة قوية لتقوية الروابط الاجتماعية وتعزيز التنمية المستدامة والسلام والتضامن والاحترام. ومن خلال مهاراتنا الفردية الفريدة وقوتنا الجماعية، يمكننا أن نتحد وأن نتشارك  وأن نخلق طرقًا مبتكرة لتحسين صحتنا ورفاهنا من خلال الرياضة والنشاط البدني حتى ونحن في منازلنا. نطلب إلى الجميع أن يحافظوا على نشاطهم وصحتهم وإبراز التضامن خلال فترة العزل الاجتماعي. وستساعدنا روح  المصير المشترك هذه جميعًا، على تجاوز التحديات الحالية معًا.

معهد جنيف لحقوق الإنسان باعتباره مهتماً بكل ما يقود إلى الاستقرار والتنمية للإنسان، رسالته في احتفال هذا العام المحافظة غايتها سلامة الجميع وذلك بسدّ كلّ منفذ يدخل من خلاله العدو المشترك فيروس كورونا، ويناشد الجميع باتّباع الإرشادات التي وجهت بها منظمة الصحّة العالمية حتى نتجاوز هذه الفترة الحرجة والامتحان الصعب وبذلك نكون قد حافظنا على أهم مقوّمات التنمية وهو الإنسان. ويؤكد معهد جنيف لحقوق الإنسان أن الرياضة وممارستها من مطلوبات أيّ إنسان ولا يمكن الاستغناء عنها، ويناشد معهد جنيف لحقوق الإنسان كل قطاعات المجتمع بمختلف شعوبها أن تجعل من الرياضة أداة نشطة وفعّالة لخلق التعاون والتعاضد والمحبّة والسلام بين الشعوب وبذلك تعيش الإنسانية كما ينبغي أن تعيش. وفي احتفال هذا العام يطالب المعهد الدول كافة أن توظّف الرياضة في تبصير الناس بمخاطر جائحة كورونا وذلك من خلال رسائل النجوم التوعوية عبر وسائل الاتصال المختلفة لأن الرياضة في زماننا هذا تعدّ الأسرع انتشاراً والأقوى تأثيراً. وبذلك تحقق مقاصد التنمية المستدامة.

جنيف 6 أبريل/ نيسان 2020م

… بمناسبة اليوم العالمي للصحة

اليوم السابع من نيسان / أبريل يحتفل العالم بيوم الصحة العالمي وهو حدث سنوي يهدف إلى لفت الانتباه إلى تعزيز أسلوب حياة صحي مثالي وحريّ به أن تعقد احتفالاته بتصميم يجذب الناس إلى القيم، وشاءت الأقدار أن تقام فعاليات الاحتفالات لهذا العام في ظرف، كلّ الناس مشغولون فيه بمواجهة ضيف خطير شغل كل الدنيا وهو فيروس كورونا ممّا يجعل الأنظار تتجه إلى المؤسسات الصحّية علّها تجد له علاجاً يقي البشرية خطر انتشاره. فالاحتفال هذا العام طابعه تنويري إرشادي غايته التثقيف الصحّي لكافة أفراد المجتمع لمجابهة خطر فيروس كورونا . وتشكّل جائحة كورونا ضغطاً على النُظم الصحية حول العالم، فالطلب المتزايد على المرافق الصحية وعاملي الرعاية الصحية يهدّد بإثقال كاهل بعض النُظم الصحية وعجزها عن تسيير أعمالها بصورة فعالة.

إنّ الاحتفال بيوم الصحّة العالمي من غاياته معرفة ضرورة الاهتمام بالصحة، ابتداء من المحافظة على النظافة وتجنّب الاختناقات والزحام خاصّة هذه الأيام، والتركيز على الغذاء الصحّي الشامل وممارسة الرياضة بانتظام وما إلى ذلك، فضلاً عن الفهم الصحيح للبدانة باعتبارها خطراً رغم ظنّ البعض أنه دلالة صحة وعافية. ومن الأساليب التي ينبغي أن تًتبّع في التثقيف الصحي استخدام الفنّ بمختلف ضروبه من شعر أو غناء أو رقص أو مسرح أو فنّ تشكيلي أو أفلام باعتبار الفن أفضل وسيلة جذب وأكثر تأثيراً وأسرع انتشاراً في كل قطاعات المجتمع بمختلف فئاته.

ومن التحديات كما أثبتت الجائحات السابقة أنه عندما تختنق النُظم الصحية بالأعباء، تزداد كذلك معدلات الوفيات بسبب أمراض يمكن معالجتها أو توقّيها باللقاحات. فأثناء فاشية الإيبولا خلال عامي 2014-2015، أدّت إخفاقات النظام الصحي إلى تجاوز عدد الوفيات الناتجة عن الإصابة بالحصبة والملاريا وفيروس العوز المناعي البشري/الأيدز والسل عدد تلك الوفيات الناتجة عن الإصابة بالإيبولا [1،2]. وفي هذا السياق، أكّد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، أن “أفضل دفاع نملكه في وجه أي فاشية هو متانة النظام الصحي. وقد أظهرت جائحة كورونا مدى ضعف العديد من النُظم والخدمات الصحية حول العالم، مما أرغم البلدان على اتخاذ خيارات صعبة بشأن السبل الأفضل لتلبية احتياجات شعوبها”.

وقد قامت منظمة الصحة العالمية بوضع إرشادات محدّثة للتخطيط التشغيلي على نحو يوازن بين متطلبات الاستجابة المباشرة لجائحة كورونا من جهة، وضمان إتاحة الخدمات الصحية الأساسية من جهة أخرى، مع تخفيف مخاطر انهيار النظم الصحية لمساعدة البلدان على مواجهة هذه التحديات. وتتناول الإرشادات كذلك مجموعة إجراءات فورية هادفة ينبغي أن تنظر البلدان في تطبيقها على الصعيد المحلي والمناطقي والوطني من أجل إعادة تنظيم خدماتها الصحية وتأمين إتاحة الخدمات الصحية الأساسية العالية الجودة للجميع.

في الاحتفال بيوم الصحة العالمي لهذا العام ينبغي أن تحدّد البلدان الخدمات الأساسية التي ستعطيها الأولوية في إطار جهودها الرامية إلى الحفاظ على استمرارية تقديم الخدمات، وأن تقوم بخيارات استراتيجية تضمن تحقيق أقصى استفادة لسكانها من الموارد الطبية التي باتت محدودة أكثر فأكثر. وسيتعين كذلك على البلدان أن تمتثل لأعلى المعايير الاحتياطية، لا سيما ممارسات النظافة الصحية، وتوفير الإمدادات اللازمة للعاملين الصحيين، بما في ذلك معدات الحماية الشخصية. ويتطلب ذلك تخطيطاً محكماً وإجراءات منسقة بين الحكومات ومرافق الرعاية الصحية ومديريها. فالنُظم الصحية المتأهبة والمنظمة تنظيماً جيداً من شأنها أن تتيح الخدمات الأساسية خلال فترات الطوارئ على نحو منصف يقلّل من عدد الوفيات المباشرة ويمنع حدوث زيادة في عدد الوفيات غير المباشرة.

معهد جنيف لحقوق الإنسان بوصفه مهتماً بسلامة الإنسان وتمام صحته باعتبار ذلك شرطاً في إسهام الإنسان في التنمية البشرية، إذ يحتفل في هذا العام يرسل شارات دعم التفاعل مع منظمة الصحة العالمية، ويناشد الجميع أن يتّبعوا الإرشادات والنشرات التي تصدرها المنظمات الصحية لتجاوز أزمة الكورونا، ولا يفوت معهد جنيف لحقوق الإنسان أن يشيد بالدور الطليعي الذي يقوم به الجنود المجهولون ابتداء من منظمة الصحة العالمية والجيش الأبيض من الأطباء والطبيبات والممرضين الممرضات والعاملين والعاملات في الحقل الصحي، وبهذه المناسبة يتقدم معهد جنيف لحقوق الإنسان بأسمى آيات التجلة والتقدير لهم جميعاً. ويرفع المعهد أكف الدعاء سائلاً المولى عز وجلّ أن يتجاوز العالم هذه الجائحة وتعم الصحة والعافية كل أرجاء الدنيا.

جنيف 7 أبريل 2020م

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق