ثقافة وفن

دائرة الأبالسة

محاولة تفكيك النص للكاتب محمد الخير حامد

إبراهيم سليمان

من وجهة نظرنا المتواضعة، وحسب تقييمنا الحر من أي قالب نقدي

ــ أبيات الشعر المنسوبة للفيتوري، تنبئ أن العمل الروائي، سيلقي الأضواء على متغيرات جمّة، إلاً أنّ واقع النص يخيب ذلك، لذا يبدو أنّ العنوان أضخم من المحتوى.

لوحة الغلاف كرسالة تجريداً وسريالياً؟

ــ إن لم يخنا الإدراك، هنالك رأس حصان، ضمن مكونات مشهد لوحة الغلاف، وزمالة الحصان للطبيعة أو الإنسان أو هما معاً؟ يقرأ كجسر تعبيري تجريداً أو سريالياً. الفنان التشكيلي عند استدعائه للحصان لفضائه التعبيري كجزء بصري يفترض أن يقلده مهمة نقل الخطاب، وهذه المهمة ليست بالأمر البسيط أمام السعي إلى التكامل البصري والنصي المراد بثه. وعندما يتجه للاستعانة بصرياً بالحصان الذي يمكن القول إنه يأخذ موقع الوصيف بعد الإنسان على مستوى الاستعارة البصرية فإنه قد يشير إلى أجواء درامية مليئة بالانفعال “العاطفي” أحياناً، أو السكون أحياناً أخرى.

كما يمكن أن يشير إلى الواقعية السحرية المشبّعة بعالم الأسطورة. هذا بالإضافة إلى الكبرياء والألم الإنساني، وهي وقائع محسوسة في خفايا السرد. وإن كان الشعر المتدلي من رأس الحصان، يرمز إلى الكبوة، فالرسالة هنا، تعنى سقوط العدالة، وهو موضوع معالج بحرفية وبصورة متقطعة من وراء سطور السرد. أيضا فإنّ إقحام الحصان في المشهد التشكيلي، قد يخدم أفكاراً وقضايا إنسانية وربما اجتماعية وسياسية أيضاً. فالخيول تشكيلياً ترمز إلى عنفوان وجموح الخيال.

ـــ الجبال والبحار في سديم اللوحة، تعني فهم الطبيعة وإدراك سر الحياة وتعقيدات العلائق بين المكونات الموجودة على كوكب الأرض.

ـــ مزج ألوان لوحة الغلاف بين البني والأصفر الفاتح، والأزرق والأسود يحتمل التعبير عن عفوان الشباب، ومدارج الطموح وخيبة التجريب، ومرارة الفشل.

ـــ منظر العري بين الجنسين، وتفاحة آدم في موضع التقديم، أي التفاحة، تعبير رمزي موفّق عن الإغراء الحسي، وتضخيم حجم الهيكل العظمي للسبّابة في ترميز للشعوذة والدجل، يبدو لنا أنّ هنالك منظر لثعبان في المشهد، قد يرمز للأذى والمعالجة في ذات الوقت، والألوان الداكنة الظلال تعكس الخيبة.

ــ لوحة الغلاف، تعكس جملة تناقضات، ما بين الطموح الجامح، والخيبة، والإغراء، والتفسّخ، وانعدام الشفافية، والسحر والشعوذة

دائرة الأبالسة:

ـــ يسلّط الرواية الضوء على ظاهرة المحسوبية الوظيفية أو ما عرفت حديثاً “بالشفاعة” وهي ظاهرة مقلقة للمجتمع كنوع من الفساد الإداري والمالي والسياسي، في دائرة حكومية، أي قطاع عام “هملة” لا جيع لها، فيها تجارة بالدين، وسمسرة بالأعراض، وفهلوة بالأجساد ومراودة عن الأنفس. بيئة العمل فيها تقتل الضمائر الحيّة، من أجل الفوز برضاء المدير العام، والفور بالترقي الوظيفي، وهي دائرة مؤدلجة بطبيعة الحال. ص. 88. خلاصة بيئة العمل في دائرة الأبالسة. ص. 135

ــــ دائرة الأبالسة مؤسسة يتحكم في مصير أبالستها الكبار، مشعوذين من غمار الناس، (يونس غسّال السيارات وحسن فكّة مراسلة أو فراش المؤسسة)!

البناء الدرامي:

ــ استهل الراوي السرد، بمضاعفات، أو تبعات القرار النهائي للبطل، أي تأنيب الضمير من معاقبة ابنة “كبير الأبالسة” أريج كريمة المدير العام صادق عبد الرحمن، كانتقام أو رد اعتبار لسماح شقيقة الصديق العابر للبطل، والتي راودها المدير العام عن نفسها للحصول على الوظيفة التي استحقتها عن جدارة. وشكل الانتقام فسخ خطوبتها ضمنياً بعد أنّ قضى منها وترا برغبتها، والتقدم لخطبة سماح.

” ضميره يؤنبه بشدة؛ لأنه قام بفعلته الأخيرة ضد واليها وهي لا تعلم بما حدث. بريئةٌ هي، ولا تستحق أن تُعامل بهذه الطريقة القاسية”. ص. 12

والقساوة هنا، يبدو في التخلي عنها، وهي الفتاة الحالمة المدللة، الفقيرة عاطفياً رغم جمالها وثرائها المحّرم، وليست القساوة في مضاجعتها من خطيبها بطل الرواية، وهو يضمر التخلي عنها؛ إذ هي من قدّمت “التفاحة” الشهية، في المضجع التي اختارته، وفي الغالب “الرجال” لا يردون مثل هذا النوع من العرض.

لكن هنالك غموض، في دوافع البطل عاصم، التي تبدو أنها تشكّلت كرد فعل لقرار أبعاده إلى فرعية من فروع دائرة الأبالسة، التي تعتبر محرقة للموظفين، لقطع الطريق أمام طموحاته في ميراث كرسي المدير العام، في حين أنه يحاول أنّ يصوّر نفسه بطلاً منقذا، ومهتماً بجبر خاطر شابة عفيفة محيضة الجناح بلا سند اجتماعي (سماح)!

ـــ بعد تأنيب الضمير، بدأت الرواية بألغاز وغموض عاطفي مشوّق؛ إذ ابتدر حوار مقتضب بين شاب وسيم وشابة مغرورة، من خلال التعليق على ما يستر أو ما يدفئ بدنيهما. جاءت الردود حصيفة ومفحميه ولبقة من الطرفين. ص. 16

توقعات:

ــ الانطباع الأولي هو أنّ العمل الروائي هنا مختلف، وهنالك غموض يحّرض على فضول المتابعة لمعرفته. يعزز هذا الانطباع النص الشعري للفيتوري، تحديداً “والغافل من ظن، الأشياء.. هي الأشياء..”

ـــــ من خلال العنوان، يتوقع القارئ دراما تراجيدية، يتوقع التبدّل والتحوّل على نحوٍ ما؟ يتوقع أعمال شيطانية لا صلة لها ببني الإنسان.

إيحاءات ترميزية:

ــ الاختلاء في حيز المصعد، هي الوضعية المثلى لظهور إبليس (ما اختلى رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما).

ـــ غرفة المصعد الحيز الأولي للدائرة الإبليسية، يشئ بضيق ومحدودية الحيز المكاني لأحداث الرواية، وقد كان.

ـــ “نادى عاصم على يونس الذي كان ممسكاً بفوطة الغسيل المصنوعة من قماش الدمور الأبيض.”

ما قيمة نوع ولون فوطة غسّال السيارات؟ مجرد فضول نقدي. ص. 132

ـــ ” كان الرجل يجلس خلف مكتبه بخبث تراءى له منذ الوهلة الأولى.” ص. 24

ما هي دلالات الخبث؟ يبدو لنا هذا موقف انطباعي مسبق تجاه المدير العام، سيما وأنه لم يدخل من قبل مكتب مدير العام.

شخصية البطل:

ـــ لم يركن عاصم إلى الإرادة الإلهية، في مشوار بحثه الملِح على الوظيفة، مما قد يشير إلي أنه ضعيف روحياً.

ـــ حتى منتصف الرواية، ظننا أنّ عاصم مأمون الرشيد هو بطل الرواية، إلاّ أنّ غيابه المطوّل درامياً، وتشتيت أدواره، كاد أن يحيله إلى “كمبارس”.

ـــ ما بين اجتيازه للمعاينة، وفوزه بثقة ومحبة المدير العام، يحتمل توصيف سردي لمشاعره ولواعج أحاسيسه، وعمل “فلاش باك” للضغط العصبي الذي يعانيه والده بسبب ضيق ذات اليد. ص. 31

ـــ يبدو لنا أنّ البطل عاصم إبليساً من نوع آخر، فهو خير مثالاً للجيل الأناني، الذي كان همه تخفيف الضغط المعيشي عن كاهل والده، وإزاحة المسغبة عن أسرته الفقيرة، بيد أنّه بمجرد أن توظّف، تمّحور حول نفسه، وقع في الحب، وفر المال، استدان من عدة جهات، لا من أجل إصلاح الوضع المعيشي لعائله، وإنما من أجل شراء سيارة، والإسراف في ليالي حمراء مع معشوقته ابنة المدير العام، “كبير الأبالسة”.

يبدو لنا أن هذا الأمر أكثر إيلاماً من اعتداءات الأبالسة على المال العام، والمحسوبيات والفساد الإداري، والتجارة باسم الدين.

ــ التقّرب من غمار الناس، وعدم ارتياحه عن تفشي حالات الفساد في البلد، وامتعاضه عن بدعة ما سُمي بفقه التحلل، والمجاملة الاجتماعية، لم يجعل البطل عاصم مثالاً للشاب النزيه والطموح، ابن البلد، لضعف اهتمامه بعائله، وغض طرفه عن تجاوزات المدير العام، الأمر الذي يحيله إلى شاب انتهازي ليس إلاّ.

شخوص الرواية:

ــ الرواية مزدحمة بالشخوص، فقد تجاوزت شخصياتها الـ 25 شخصية، مما صعّب الإمساك بتلابيب السرد، لدرجة قد يحتاج القارئ لإعداد دليل لهم لفهم العلائق والروابط.

دلالات الأسماء:

بصورة عامة، نعتقد أن الراوي قد وفّق في اختيار أسماء شخوص الرواية، في التماهي أحياناً، وفي التناقض أحياناً أخر. أمثلة:

المدير العام: محمود عبد الكريم، وهو ليس محمودا، لئيما وليس كريماً.

البطل: عاصم مأمون الرشيد: ليس معصوماً، فقد غدر حسيّاً ومعنوياً بخطيبته أريج، وخذلها في أن يكون الحضن الأمين لها، وليس راشداً في تناسيه هموم عائلته، وتجاهله الثقل القابع على كاهل والده، كما أنّ عدوله عن الوظيفة الإدارية المفتوحة السقف، إلى عمل الصحافة الاستقصائية، وهو الأحوج للمال من أجل أسرته، يقدح في رشد قراراته، فالصحافة ليست فيها مال.

صادق عبد الرحمن: (المدير الإداري بالمؤسسة) مديراً كذوباً وليس صادقا.

يونس موسى جوهر: الاسم يجسد البلاء والمثابرة.

سماح موسى جوهر: (شقيقة يونس غسّال السيارات)، فعلا هي سمحة وهي جوهرة متلألئة في فضاء الرواية.

مشاعر: مندوبة المبيعات اللعوبة المائعة، مفتاح دخولها لدائرة الأبالسة الإغراء، وجسدها رأس مال مبيعاتها، وهي قتّالة الرجال الضعاف، اسم مسمى بطريقة ما.

عدم اتساق:

ـــ نرى عدم اتساق في الربط بين الفساد الإداري واستغلال النفوذ في دواوين الخدمة المدنية، والتنافس العاطفي البريء والمشروع وسط طالبات الجامعات. لا نرى أنّ الأخيرة تصرفا مذموما، ما دام يعتمد على الإغراء الأنثوي المشروع، فهي ضرورة اجتماعية لاستمرار النسل البشري، غض النظر عن القيم والموروثات، وليس عملاً شيطانياً منكرا على إطلاقه، ولا نظن أنّ لإبليس دخل فيه، طالما العرض التنافسي عذري.

ـــ ما هي المؤسسة التي تقدم ساعة الروليكس هدية في مسابقة؟ ص. 51، نظن أنّ هنالك قدر من المبالغة.

ـــ لم يوضح لنا الراوي، أين يوجد سينما تعرض الأفلام الجديدة في الخرطوم حسب السياق الزمني؟ ليس لدينا علم بوجود شاشات سينما طيلة العهد الظلامي، ناهيك أن يكون الفيلم رومانسي، أو حالم يناسب شباب في دائرة الأبالسة! ص. 125

ـــ أريج حسب ثرائها، وامتلاكها لسيارتين، ومجوهرات وعقارات، لا نظن أنها تتأثر بإتلاف والدتها لجهاز هاتفها النقال، لدرجة تسبب لها حرج أمام خطيبها، ناهيك عن مقدرتها الحتمية على شراء هاتف آخر على جناح السرعة؛  فمن المؤكد أن لديها أكثر من جهاز، كما يفعل معظم عامة الناس، دعك عن الأبالسة. ص. 129

ـــ تطبيقات التجسس على إيميلات الأفراد، مثل هذه البرامج الحصول عليها عصيّة على الدول، ناهيك عن الأفراد وأن يكون الفرد غسّال سيارات؛ هذه مبالغة غير موفّقة، اللّهم إلاّ إن قصد الراوي، سبق السياق الزمني للرواية، كنوع من جموح الخيال السردي.

ـــ ليس واقعياً أنّ عائد غسيل السيارات أعلى من صيانة الهواتف. ص. 147

ــــ سيارة المدير العام، مرسيدس آخر موديل؟ يعني مرسيدس بنز مايباخ، هذا الموديل غير متاح للوزراء، وإذا كانت بحوزة المدير العام، لا نظنه يحتاج لاختلاس مبالغ ضئيلة، وبحيّل “هايفة”، مثل تصديق سلفيات ومنح دراسية بأسماء وهمية. ص. 133

ـــ طالما أنّ هذه الدائرة، هي دائرة حكومية، أو مؤسسة، يتوقع القارئ، أعمالاً إجرامياً أكبر وفاظع من المحسوبيات، والاختلاسات “المدغمسة”

وقفات عامة:

ـــ المشاهد الحميمية نادرة، وكتبت بلغة مهذبة.

ــ مع التماعة نظرة الدال الأولى، وانثيال ذلك الترقب الشغوف ص. 16

هذه الجملة، تضمنت كلمات متقعّرة لغوياً، وفيها تكّلف تعبيري، شكّل حاجزاً لفلهم ما يريد الراوي قوله.

ــ إبلاغ عاصم بنقله لأحدى بؤر الصراع المشتعل، متزامناً مع سماعه لسرد مثير من يونس، تجسيد لبلوغ ذروة مزدوجة، وهو أسلوب فني رائع من الراوي. ص. 155

ـــ ” تنبه كثيراً إلى افتتانهم به تفطن إلى أنهم كلهم كانوا واقعيين ولم يكونوا حالمين،”. ص. 22

من سياق الجملة أعلاه، المقصود أهله وأقاربه، لذا نرى أنّ مفردة “افتتانهم” غير مناسبة.

ـــ سيرة حياة يونس غسّال السيارات، سيناريو إستعطافي مكرر، ليس فيه جديد. (ولد يتيم، توفى والده باكرا، والدته مريضة، أخو بنات، تفانى في تعليمهن، لم يجد الوظيفة التي تناسب تخصصه ومقدراته، يضطر لعمل هامشي، يدخله في دائرة الأبالسة). لكن حبكة إستخدام تكنلوجيا الاتصال الرقمي في ممارسة الدجل والشعوذة، تبدو فكرة درامية ممتازة لا يخلو من خيال خصب. ص. 151

ـــ استسلام الراوي للاستلاب الثقافي، في إيراده لحن كاظم الساحر على لسان المدللة بمال السحت، والحالمة أريج ابنة المدير العام، كبير الأبالسة، وليس الاستلاب في قصيدة نزار قباني، وإنما في ألحان كاظم؛ فمهما تصنّعت أريج وتكّلفت فلن تذوب أبداً مع اللحن الشرقي، اللهم إلاً إن كانت “شهادة عربية” ص. 118

ــ تكرر الاستلاب الذوقي في “كوباً من النسكافيه المُحبب إليها”. ص. 119

ــ النيل من ابنة المدير العام برغبتها، وفي المخدع التي اختارته، ليس كمن تم مراودتها عن نفسها للحصول على الوظيفة التي تستحقها عن استحقاق وجدارة. يضاف إلى ذلك فإن تشفي صديق عابر لصديقه، قد لا يشفي غليلا، حتى أن هجر البطل ابنة المدير العام، وقرر الارتباط بالضحية سماح، شقيقة غسّال السيارات، خبير الهَكَر الإلكتروني المتخفي. ص. 173

الخلاصة:

بكل موضوعية، يمكننا القول أنّ الكاتب يمتلك خيال روائي مكنه من نسج وقائع شيّقة إلى حدٍ ما، سلّطت الأضواء على قضايا الفساد الإداري والمالي المستشري في الخدمة المدنية، والشاغل للرأي العام في الآونة الأخيرة، إلاّ أن خياله كان محدوداً في تصوّر التجاوزات العامة، فجاءت الأعمال الشيطانية، أكثر من عادية، واتضح أن الأبالسة، ما هم ألاّ “عيال إبليس” طموحاتهم محدودة للغاية، تمثلت في تزوير فواتير مالية متواضعة، ومراودة فتيات عذراوات، ومشاهد حميمية مع زميلات، حتى الانتقام في جانبه الحسي، لا يشفِ الغليل، ففقد بكارة عذراء برغبتها من خطيب مخاتل، لا يماثل فقد وظيفة لشابة “مسكينة” ثمناً للحفاظ على شرفها وعفتها.

كما أنّ المعالجة، غير مثالية، إذ انتهت حزمة الفساد بموت المدير العام بذبحة صدرية، أو سكتة قلبية، وعدم وضوح مصير شركائه الآخرين في دائرة الأبالسة، لذا نرى أنّ دفع المدير العام “كبير الأبالسة” للموت بهذه الطريقة ليس بحلا أو معالجة مثالية لظاهرة الفساد، سيما وأنّ شركائه، لم يعرف لهم مصير.

لذا نعتقد أنّ السرد يحتمل، تداعيات كشف المستور للرأي العام، ومعاقبة المدير العام، وجعله يدفع الثمن بأقساط ترسل إشارات عظة وعبرة للآخرين، ورسم لوحة للشريفة سماح في بقية مشوار حياتها، وتوبة الدجال والمشعوذ يونس.

جاءت النهاية بأسلوب القصة القصيرة، غير متوقعة، لكنها غير مقنعة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق