ثقافة وفن

« حادثة الإفك» في التاريخ الإسلامي

بدر الدين العتَّاق

تعريف

الإفك هو أقبح الكذب وأفحشه وهو البهتان والتدليس وأن يلقي المرء قولاً ولا يلقي صاحبه له بالاً ويكون مردوده السالب عليه وهو أشد خطراً علي صاحبه إن كان من أفكه ليس فيه ما يعنيه لضرره الذي يقع عليه وخوض الناس فيه بالزيادة ومن هنا يقول تعالى من سورة الذاريات : ‭{‬ يؤفك عنه من أُفك * قُتِلَ الخرَّاصون ‭}‬ ، والخرَّاصون هم الشريحة من الناس الذين تجتمع فيهم كل الصفات السيئة والشرور والآثام وعليهم تدور الدوائر.

مما سبق دعني أقول : لا يوجد ما يسمى بـ « حادثة الإفك» في التاريخ الإسلامي وكل ما كُتب حولها لم يتعد التدليس والخطأ لإدارة العقل الجمعي العربي المسلم بالتحديد نحو تضعيف القرآن ودين نبيه في نفوس أتباعه ؛ ولا يوجد أي ربط بين سياق الآيات وبين تسبيب نزول الآية ولم تحدث مطلقاً وإن جاءت في كتب التاريخ الإسلامي الموروث، أبعد من ذلك ، لم تكن البتَّة هذه القصة من الأساس ولا وجود لها على أرض الواقع ، وكما نعرف اليوم : لم تكن هناك قضية ولا محاكمة ولا شهود ولا عقوبة ولا إدانة أصلاً ولا خلافه مما يجري مجراه وذلك للأسباب الآتية :

مناقشة

الأمر الأول ، قال تعالى في سورة الأحزاب : ‭{‬ يا نساء النبي من يأت منكن بفاحشة مبينة يضاعف لها العذاب ضعفين وكان ذلك على الله يسيراً ‭}‬ وأم المؤمنين والمؤمنات عائشة رضي الله عنها لم تأت بفاحشة وكل زوجات النبي الكريم – حاشا لله – وإلا لأصابها العذاب وهو ما لم يحدث البتة ( راجع الخبر في الكتب الثقات من المراجع الأمهات من كتاب صحيح البخاري في هذا الموضع بالتحديد ) وهذا العذاب هو الجلد كما نصَّت عليه الآية وأنا أتكلم بناءً على الفرضية التي لا أساس لها من الأصل ولكني أخاطب العقل الجمعي العربي المسلم بالتحديد لأبين عدم وجودها مبدأً ، وهذه الفاحشة لها مقدمات ودلائل وحيثيات ، وطالما لا وجود لها من الأساس وكل ما بُني على باطل فهو باطل فبطبيعة الحال ينهدم كل ما شيع حولها من أسباب نزول وقرينة له وما إلى ذلك .

إنَّ أكبر معضلة تواجه الباحث في القرآن الكريم هي ربط أسباب النزول بمعنى النص القرآني مما أضعف العقل وأوهنه وأقعده عن البحث والتقصي في جوهر النص الذي هو متاح للعقل البشري على امتداد  وجوده في الحياة بل هو مندوب ومكلف على البحث والتقصي إلا أنَّ المفسرين أو غيرهم ربما ثبتوا شروح النصوص بتسبيب النزول ليستقيم عندهم أو في مخيلتهم المعنى منها مما أقعد العقل العام الجمعي أن يخرجوا من دائرة الربط بين الآيات والفهم عنها من مراد الله لها وهذه المشكلة خلقت مناخاً من الكهنوت والقداسة حولها بلا إدراك أو مقصد أو على أضعف الإيمان بمقصد ولكنه حتماً سينجلي ولا مناص لباحث أو مستشرق أو خلافهما أن يبحثا في النص القرآني لأنَّه يصطدم بقرينة سبب النزول مجرَّداً فيجد ضالته بلا شك ، وهدَّك من ضياع الفكر والعمل إزاء صد العقل في ذلك ، ومن باب أولى إبعاد هذا الكهنوت أو الرأي الموميائي حين نبحث في القرآن وبالتحديد حين يقترن بحدث تاريخي / أنا أناقش الموضع من هذه الباب بالذات « التاريخي» ثم ما يليه من حيثيات / له دلالته في العقل الجمعي العالمي وهذا الأمر من الأهمية بمكان .

الأمر الثاني؛ يُمتنَع وصفاً ورمزاً ومعنىً وحدوثاً حدوث حادثة الإفك لقوله تعالى من سورة الأحزاب : ‭{‬ إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً ‭}‬ فالتطهير حسي ومعنوي لذهاب الرجس من آل البيت النبوي الشريف حصانة من الله لهم إلى يوم القيامة ؛ فلا يتفق مع تدليس وإقحام تسبيب نزول الآية : ‭{‬ إن الذين جاءوا بالإفك عصبة منكم لا تحسبوه شراً لكم بل هو خيرٌ لكم لكل امرئ منهم ما اكتسب من الإثم؛ والذي تولى كبره منهم له عذاب عظيم ‭}‬ سورة النور؛ فانظر كيف صرف الله العذاب إلى الذين جاءوا بالإفك في الآية الكريمة وصرفه عن الذين فعلوا الإفك؛ إن كان وقع وهو لم يقع ولم يكن أصلاً ، لكن إن هو وقع في أي ظرف وحال كان وجب العقاب بلا جدال / أعني هنا بالعذاب إذا وقع وهو لم يقع تعييناً لا على أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها ولا على غيرها من الصحابة رضوان الله عليهم وكل ما في الأمر هو تلفيق في تلفيق من الذين وضعوا وكتبوا السيرة والتفاسير فيما بعد بعلم أو بجهل لكنها ثبتت للأسف الشديد في المخيلة البشرية مما سهل الطعن في شرف البيت النبوي الشريف وحاشاه من الطعن ، ولاحظت هنا أنَّ الناس السُّنيين بالتحديد يقبلون الأمرين : حدوث الحادثة لها – حاشاها لله وللصحابة – وتبرئة القرآن لها وإدانتهم هم أي : بعض الصحابة ، حيث يعتقدون في البراءة القرآنية لحدث لم يقع بتاتاً ، ولا علاقة بآيات القرآن – سورة النور- بالتحديد في هذه النقطة المهمة من التاريخ الإسلامي بتعيين الحدوث من عدمه فهم يؤمنون بذلك : وقوع الحادثة وتبرئة القرآن لها وإدانة بعض الصحابة ، والاثنين خطأ في العقل الجمعي البشري العام ، أرجو أن توضع محل بحث وتأكيد إن شاء الله لقوله تعالى : ‭{‬ منهم له عذاب عظيم ‭}‬ إلى بقية الآيات / ؛ إلَّا أنْ يكون هناك خطأ في الأمر؛ وهو الذي بيَّنَّاه آنفاً من عدم حدوث حادثة الإفك قطعاً فالقرآن لا تتعارض نصوصه مع بعضها البعض بل تكاملهم بلا ريب.

الأمر الثالث؛ الآية في سورة النور : ‭{‬  إن الذين جاءوا بالإفك عصبة منكم ‭}‬ هو ما نعرفه اليوم من إقرار قانون المثلية الجنسية وقانون ممارسة الجنس بكل مسمياته ودرجاته بالصورة القانونية المقننة باسم الحريات العامة وحقوق الإنسان الشخصية في الممارسة بدون عقوبة؛ وهذا مربط الفرس من التدليس كما نفهمه اليوم ، في بعض بنود سيداو الاتفاقية التي هي ضد التمييز للمرأة ورد فيها مثل هذا الحق ، مثالاً .

متى ما أردت أن تُسْقِطَ الفهم عن الله من القرآن في النص المصحفي تجد سيرورة صلاحيته لكل وقت وحين لأنَّ التعيين يوقف النص في محله من التطور الفكري ولا يتماشى مع روح النص لا نص النص ، ما لم يكن النص يخاطب بالتعيين وهذه مسألة مهمة للغاية ، فالآية تتحدث عن المستقبل البعيد والماضي التليد والحاضر الآني باعتبار أنَّها سلوك بشري سالب شاذ عن العرف المجتمعي السليم المعافى من آفتي الفكر والشعور السالبتين ، فكما السرقة والحرابة من السلوك البشري العام السالب أو الظواهر المجتمعية السالبة التي تحارب بالفكر وأدواته ، فكذلك الشذوذ الجنسي الذي يمثله قلة قليلة من الناس ولا يُمثِّل كل الناس فالقاعدة المفروضة العامة للمجتمع البشري الكلي هي السلامة الأخلاقية والالتزام بالسلوك الإيجابي لهم ، وشذوذ القاعدة هنا هي ما نعرفه اليوم من إقرار حق المثلية الجنسية في البلاد التي تدعوا لذلك إذا أخذنا في الاعتبار أنَّ القرآن يخاطب البشرية كلها لا فئة بعينها وكما السورة التي وضعت هذه الفرضية : ‭{‬ سورة أنزلناها وفرضناها وأنزلنا فيها آيات بينات لعلَّكم تذكرون ‭}‬ ، فالفرضية هنا هي طبيعة الجنس البشري وسلوكياته سلباً أو إيجاباً أو الاثنين معاً في الإطار العام لها فهم داخلون في الإطار العام من سلامة الأخلاق وشذوذ القاعدة هي القضايا – الآيات المبينات – المعاصرة في  أي وقت ومكان من الأرض بدون تحييز أو تعيين ، والتذكير هنا جاء من هذه النقطة أي مراجعة الفهم العام للتصرفات الآدمية من جانب ممارسة الزنا والفاحشة وما يجري مجراها كما أنزلها الله في الجبِّلَّة الآدمية للغريزة الجنسية وما لها وما عليها .

من أمثلة القضايا المعاصرة للناس / وهي قديمة في النفس البشرية في كل التاريخ / بلا تحديد في أي وقت أو مكان أو جماعة هي قوننة بيوت الدعارة وممارسة الرذيلة بدون محاسبة مجتمعية عقابية أو قانونية ، والقانون يمنع في هذه الحالة التدخل لمنع شيوع الفاحشة في الناس باعتبارها ممارسة حريات شخصية أو سلوك شخصي لا يتأذى غير الممارسين لها بحال من الأحوال فلا يقدر المجتمع على منعها وإن كان منعها يتم بالفكر وأدواته كما قلنا من قبل .هذه الجزئية مهمة جداً في فهم إسقاط النص على الحياة المعاصرة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها ولا يمكن بأي شكل كان أن نحصرها في فترة زمنية بعينها لجماعة بعينهم في مكان بذاته فهذا خطا وتضييق للواسع .

باختصار ، هذه الحادثة لا وجود لها في الأساس من التاريخ الإسلامي ولا ربط ولا علاقة بين آيات سورة النور تعيينا بهذا الاختلاق ، وعسى أن سيَّرها الله في أذهان الناس منذ القرن السابع الميلادي وإلى يومنا هذا ليضرب لهم بها مثلاً لإيقاظ الفكر وشحذ الفهم منه بحكم الوقت وتطوره فلا يجعلونها في موضع بذاته وهذه مهمة العقل والفكر اليوم البحث في مثل تلك القضايا السالبة وتصحيحها بلا شك .

الأمر الرابع ، زعم المفسرون أنَّ أمَّ المؤمنين عائشة بنت أبي بكر الصديق ، رضي الله عنهما ،   خرجت في غزوة مع رسول الله ، عليه السلام ، بعد أن وقع الاقتراع عليها من بين أزواجه ، وهذه الغزوة / راجع كتب التفسير المقرونة بآية سورة النور والمختلقة باسم الإفك منها ، وكل كتب السَّير والتاريخ وخلافه / هي غزوة بني المصطلق – راجع كتاب السيرة فصل المغازي لابن اسحق بن يسار – أو المريسيع نسبة لماء بها ، وكانت في السنة السادسة من الهجرة الموافق سنة 627 م -628 م  .

معلوم أنَّ الهجرة كانت سنة 13 – 14 للبعثة، الموافق لـ 622م – 623 م ، على أرجح الروايات ، والنبي ، عليه السلام ، تزوج عائشة بنت أبي بكر ما بين سن العاشرة إلى السادسة عشر وهي مولودة قبل الإخراج النبوي من مكة إلى المدينة بسبع سنين أي سنة 615 م ، وكان عمرها في سنة الغزوة ثلاثة عشر سنة ( 615 م – 628 م ) إلى أربعة عشر سنة ، بناءً على هذه المقدِّمة أسوق التفنيدات الآتية :

مراجعة النص كما في البخاري وتفنيده

1 / تقدَّم الخبر في صحيح البخاري / وهو خطأ ! وبه نسبة عالية جداً من الخطأ من تضمين كثير من المعلومات التي وجب مراجعتها جيداً / على النحو أدناه ، يمكنكم مراجعة النص كاملاً من النت أو المصدر نفسه ، واقتبست ما يلزم للضرورة البحثية حتى لا يمل القارئ الكريم ، قال :

أ / « في غزوة  غزاها « قلت : هي بني المصطلق على أرجح الروايات ، بين سنتي : 5 ه – 6 ه ، أو المريسيع نسبة لعين ماء بها وإلى السنة السادسة أقرب .

ب / قال : « بعد ما نزل الحجاب « قلت : الحجاب لم ينزل ولم يُفرض في القرآن والذين استدلوا على فرضه من الآيات : ‭{‬ وإذا سألتموهن متاعاً فاسألوهنَّ من وراء حجاب ‭}‬ الأحزاب ، ثم قوله : ‭{‬ وليضربن بخمرهن على جيوبهن ‭}‬ النور ، وقوله تعالى : ‭{‬ وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى ‭}‬ سورة الأحزاب ، وكل هذه الآيات وما يجري مجراها أقول : الزي أو اللبس خصوصاً للمرأة هي ثقافة اجتماعية قومية ولا تفيد التقييد بزي معين وهي مسألة شخصية لا إلزام فيها والآيات لها معاني غير الذي صُرف لها من المعنى الحجابي ولكم أن ترجعوا للنص كاملاً لمن أراد ، وليس هنا موضع التفصيل من البحث فتترك في موضعها إن شاء الله لاحقاً ، فقط أردت تخصيص تعريف كلمة « نزل الحجاب « بالمعنى المتعارف عليه اليوم لأننا سنتطرق له في ذات الخصوص من هذه الكلمة فيما يتعلق بها إن شاء الله .

التفنيد فيه هو : إذا كان الحجاب قد فُرض كما قال به الراوي وهو البخاري فلماذا لم تلتزم عائشة وبقية النساء المؤمنات بالأمر الرباني الذي يقول بالقعود في البيوت ولا يخرجن لا في معركة ولا في غزوة ولا في غيرهما إلى أن يدركها الموت ؟ ، مما يخالف البداهة الحركية لحاجا الناس – النساء بالتحديد – من طلب المعاش لهنَّ في كل العصور ما لم يكن ليَّاً لعنق الحقيقة وهي : الحجاب الذي لم يُفرض وإنَّما نُدب إليه وإلا لتوقفت الحياة عليهنَّ فمخالفة النص الإلهي كما ذكره المتقدمون من أصحاب الفقه والرأي بالحجاب المفروض يعني سهولة الأمر بالعصيان أو المعصية لمراد الله في ثبوته قرآنياً ! .

أو رأي آخر : التضارب في الفهم بين الفرضية وإلتزام النص بالأمر عملياً أو المخالفة له يحله الفكر والفهم الصحيح للنص وهو ما تقول به طبيعة الأشياء من عزوف البعض والتزام البعض  الآخر به .

سيَّان عندي ، فإن خرجت عائشة لغزوة بني المصطلق فيعني عدم فرضية الحجاب بحال من الأحوال ، وإن لم تخرج في بني المصطلق فالقصة ملفقة لا محال وحتى ولو خرجت ، لتضارب الفهم عن النص المفروض بالحجاب كما قال به بعضهم ، والأرجح هو عدم نزول الحجاب كما رواه البخاري في روايته أو قام أحد المدَلِّسين بوضع هذه الصيغة العبقرية ليوعز في صدور المسلمين الضغينة وليخلق بها الفتنة لا غير .

ج / قال : « فإذا بعقد لي من جزع أظفار قد انقطع « قلت : هذه العبارة تخالف الحديث / بغض النظر عن صحته من عدمها / القائل : ( من علَّق تميمة فلا أتمَّ الله له ) وهذه من التمائم كما ترى بدون الخوض في التفاصيل ، ثم ما هي قيمة العقد أو أهميته حتى تبحث عنه فتجده أو لا تجده مقارنة مع سماعها لصوت تحرك القافلة مع العامل النفسي ساعتها فأيهما أولى: أن تبحث عن قرطها أم تلحق بالركب وهي في ظرف لا يتفق عقلاً مع الطبيعة البشرية في مثل تلك الحالات أو الظروف الاستثنائية ؟ ، البديهي أن تلحق بالركب لا أن تتفقد القرط بغض النظر عن قيمته أو أهميته بالنسبة لها من عدمه خصوصاً وهي واعية وعالمة وفاهمة وتحسن التصرف بحكم العقل وبلوغها الحكمة ، ثم الوقت ليلاً فبأي مسرجة ذهبت لتتفقده إذ الظرف حرب ؟ وكيف لم يلحظ لا العدو ولا أحد من جيش المسلمين إسراج المسرجة إن وجدت أصلاً أو كان الليل بدراً ينير لها الطريق أو أحد الطرفين ؟ هذا سخف مدقع لا غير .

د / قال : « وكان النساء خِفافاً لم يثقلهنَّ اللحم ، إنَّما تأكل العلقة من الطعام « قلت : ما هو المقياس للوزن آنذاك وعلى من وكيف يقع القياس في ركوب الدواب وما هي المعايير التي يكون بها اختيار الوزن المناسب للدابة المناسبة حتى لا يشعر بها الجمل أو الناقة التي ركبتها وساقها من ساقها من دون أن يعلم وجودها فيه من عدمه ، كيف له أن يتبين من الناقة أو من سيرها بثقل الوزن أو بخفته فيخبر الحادي بأحد على ظهرها أم لا ؟ لا توجد إجابة مقبولة هنا .

كل تلك التساؤلات لم أجدها في السابقين الذين ناقشوا أمر هذه القضية ، فأجد أنَّها ملفقة ببراعة سردية متقنة للغاية ، نتابع .

ه / قال : « جارية حديثة السن « قلت : لفظة جارية تطلق على الفتاة في اللغة العربية على التي لم تبلغ الحيض حتى سن التاسعة ومن بلغت الحيض فهي ليست جارية إنَّما هي امرأة ، / من قال بجواز الاثنين معاً نقول له لا فائدة من ذلك ، راجع البند  « و»  أدناه / فالتركيب اللغوي هنا غير دقيق ولا يستقيم مع لغة العرب الفصيحة قبل أن تدخلها اللاحنة والداخلة الهجينة / مما يشكك في صحة الرواية هنا لغوياً ، [ قالت بريرة : لا والذي بعثك بالحق، إن رأيت عليها أمراً أغمصه عليها أكثر من أنها جارية حديثة السن تنام عن عجين أهلها، فتأتي الداجن فتأكله ] راجع لسان العرب لابن منظور إضافة للكتب القديمة من ذخائر لغة العرب الأوائل تجد صحة ما ذهبنا إليه إن شاء الله .

و / قوله ،عليه السلام ، فيما رواه البخاري من قصة الإفك المصدر السابق : « أي بُريرة ، هل رأيت من شيء يريبك ؟ قالت بُريرة: لا والذي بعثك بالحق، إن رأيت عليها أمراً أغمصه عليها أكثر من أنها جارية حديثة السن تنام عن عجين أهلها، فتأتي الداجن فتأكله « قلت : هذا القول والتساؤل لا يتفق مع كونه نبي أن لا يعرف حدوث الحادثة من عدمها لكونه نبي استثنائي عظيم الخَطْبِ حتى يسأل الجارية بُريرة ، وبُريرة هذه لم تبلغ الحيض بعد إذ ما تزال جارية فلا حُجَّة لشهادتها من عدمها لمن أراد أن يحتجَّ بها أو بالرواية الملفقة تلك ، هذا مع العلم أنَّه ،عليه السلام ، حال لا يعرف زوجته أو نساءه أو طبائعهنَّ فهذا بعيد عنه في مقام النبوة وفي مقام الزوج ناهيك عن خبرة الرجل الكبيرة في معرفة الناس [ قالت – أي : عائشة – : فتشهد رسول الله – صلى الله عليه وسلم – حين جلس، ثم قال: أما بعد، يا عائشة، فإنه قد بلغني عنك كذا وكذا، فإن كنت بريئة فسيبرئك الله، وإن كنت ألممت بذنب فاستغفري الله، وتوبي إليه، فإن العبد إذا اعترف بذنبه ثم تاب إلى الله تاب الله عليه ] وهذا الاستعطاف ضعيف ولا يليق بمقامه – عليه السلام – في أمر رباني فيما أرى .

ز / قال : « أُسيد بن حضير ابن عم سعد بن معاذ «  مذكور في القصة بذات الصيغة ‭{‬ فقام أسيد بن حضير، وهو ابن عم سعد بن معاذ ‭}‬ ، قلت : لا علاقة رحم بينهما البتَّة ولم يُحْسِنْ صانع الرواية في الإتيان بصحة النسب فيسبك بها سرديته أو فرضيته في القصة الملفقة ، فهو أُسيد بن حضير بن سمَّاك بن عتيك ، وذاك اسمه كاملاً : سعد بن معاذ بن النعمان بن امرئ القيس ، فكيف يكونا أبناء عمومة ؟؟ راجع الاسمين في النت والمراجع ذات الصلة البخاري ومسلم والدرر السنية وخلافه ، ثم حدثني بعدها رجاءً .

ح / قال الراوي : « قلت – وأنا جارية حديثة السن، لا أقرأ كثيرا من القرآن « قلت : لا يتفق قولها مع نبوغها في العلم والمعرفة بالقرآن وحفظه ، ويخالف بداهة العرب في سرعة الحفظ والتلقي فما بالك إذا كان المتكلم أمَّ المؤمنين عائشة زوج النبي الكريم التي من باب أولى أن تحفظ كل كلمات القرآن لا آية واحدة فحسب : ‭{‬ والله ما أجد لكم مثلاً إلا قول أبي يوسف قال : «فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون» ( يوسف، 18). ‭}‬ المصدر السابق ، فلا أطمئن له بحال من الأحوال ولا يستقيم ولا أريد الخوض في تفصيل هذه النقطة فليس موضعها هنا من الشرح فافهم .

2 / توفيت عائشة رضي الله عنها وأرضاها سنة : 678 م ( 615 م – 678 م ) أي ما بين : 63 سنة – 65 سنة ، على أرجح الروايات / راجع النت والمراجع ذات الصلة / وأنَّ سورة النور نزلت في السنة الأولى للهجرة / الإخراج النبوي الشريف / قال الطاهر بن عاشور – راجع موقع سطور الالكتروني بالنت – : [ وهي سورة مدنيّة بالإجماع، يرى العلماء أنَّ أوائلها نزلت في سنوات الهجرة الأولى والغالب أنّها نهاية السنة الأولى وبداية السنة الثانية، وقد نزلت منجّمة متفرقة خلال مدة طويلة؛ إذ إنَّ بعض آياتها قد نزلت نحو السنة التاسعة للهجرة ، وقال الطاهر بن عاشور [ محمد الطاهر بن عاشور ( تونس، 1296 هـ / 1879-13 رجب 1393 هـ / 12 أغسطس 1973 ) عالم وفقيه تونسي، أسرته منحدرة من الأندلس ترجع أصولها إلى أشراف المغرب الأدارسة تعلم بجامع الزيتونة ثم أصبح من كبار أساتذته ] إنَّها السورة المئة في ترتيب النزول بحسب رواية جابر بن زيد التي ينقلها عن ابن عباس، وقد نزلت قبل سورة الحج وبعد سورة النصر بحسب هذه الرواية، وقيل إنّها نزلت بعد سورة الحشر.

قلت : المعروف والمتعارف عليه أنَّ عدد السور المكية في القرآن الكريم 82 سورةً، ويبلغ عدد السور المدنية 20 سورةً، وباقي السور البالغ عددها 12 سورةً اختلف العلماء في كونها مدنيةً أم مكيةً وهي: الإخلاص، والتغابن، والفلق، والرعد، والقدر، والزلزلة، والبينة، والمطففين، والناس، والفاتحة، والصف، والرحمن ، فيعني هذا أنَّ سورة النور مكية على خلاف ما موجود في المصحف من أنَّها مدنية وهذا الخلاف في مكيِّتها أو مدنيِتها يفيد الآتي :

أ / حال كونها مدنية ، فقد نزلت على حسب المصدر أعلاه في السنة الأولى وبداية السنة الثانية من الإخراج النبوي ، آياتها ، فلا يتفق كلمة « أوائلها / بداية « مع العشر آيات الأولى منها مثلاً مع ما نزل بعدها من العشر آيات الثانية أي من آية : 10 – 20 ، وهي المعنية بقصة الإفك الملفقة عاليه مما يعني عدم حدوث الحادثة بطبيعة الحال ، علماً بأنَّ الملفقون قالوا بحدوثها سنة ستة للإخراج النبوي من مكة إلى المدينة الموافق لغزوة بني المصطلق في السنة السادسة من الإخراج النبوي وهي أربع وستون آية كما نعرفه ، فلا يتفق نزول العشرة الثانية مع كلمة « بداية السنة الثانية « كذلك لا يتفق مع قول المصدر : ( وقد نزلت منجّمة متفرقة خلال مدة طويلة؛ إذ إنَّ بعض آياتها قد نزلت نحو السنة التاسعة للهجرة ) مع حدوث الحادثة لمن أراد أن يثبتها فترى الاضطراب بين الأقوال وبين المنطق العقلي في البحث العلمي المقدَّم هذا إذ لا ثبوت لها .

هذه الفترة الطويلة التي نزلت فيها ليس بالضرورة موافقتها لإثبات قصة الإفك المزعومة لأنَّ التسبيب يقول بالعشرة الثانية كاملة غير مقبول حين يقول المتقدمون بتنجيمها مما يعني آية آية أو آيتين آيتين أو موقف موقف لكنَّ العشرة لا تتفق مع لفظة « التنجيم « لغوياً ويعني التفريق في المدى الزمني البعيد ، فتأمَّل ! .

ب / قول بن عاشور : [ إنَّها السورة المئة في ترتيب النزول بحسب رواية جابر بن زيد التي ينقلها عن ابن عباس، وقد نزلت قبل سورة الحج وبعد سورة النصر بحسب هذه الرواية، وقيل إنَّها نزلت بعد سورة الحشر ] ينافي قوله أو قول من قال بأنَّها مدنية إذ المتعارف عليه أنَّ السور التي نزلت بالمدينة 20 – 28 سورة في كلمته : « ترتيب النزول «  ما لم يقصد بكل السور المكي والمدني ، فكيف تكون هي المائة في حين كل السور المدنية لا تتجاوز الستة والعشرين سورة ؟ إلا إذا كان يقصد الآية لا السورة من جانب آخر، وفي كلتا الحالتين خطأ ! لأنَّه غير مدقق فيما يقوله فاضطرب بين الآية والسورة أيهما كان المائة نزولاً السورة أم كل السور ؟ فلا دليل يُساق عليها .

2 / حال كون السورة مكية بناء على ما جاء أعلاه تنفي قطعاً وبدون أدنى شك حدوث قصة الإفك المزعومة وترميها في مزبلة التاريخ كيفما اتفق ، فيذهب كل ما تقدَّم من هذه الكلمة أدراج الرياح لأنَّ غزوة بني المصطلق كانت بعد الإخراج النبوي للمدينة بستة سنوات والسورة مكية ليوافق قول بن عاشور قوله : « إنَّها السورة المئة في ترتيب النزول « فتكون غير موافقة لعدد السور المكية وهنَّ 82 – 86 سورة ، فيأت الاضطراب من جديد ، إذ يقول بالمئة وهنَّ اثنان وثمانين إلى ست وثمانين ، ما لم يعني المكي والمدني سواء كما أوضحناه آنفاً .

3 / الثابت تلفيقها مما استعرضناه آنفاً لا لتضارب الآراء لكن لعدم القرينة بين معنى الآية تعييناً من إطلاقها في الأصل النصي بالقرآن ، فمدنية السورة تنجيماً طوال تسعة سنين يُسْتَبْعَد معها قرينة الحادثة لعدم وضوح عدد الآيات المنجَّمات فيها بالتحديد ، زد عليها حصرها وهي عموماً تتكلم في تشريع رباني عام وهو الزنا ، أحد بنود الشريعة العشرة والتي يفيد وجودها باستمرار في المجتمع الإنساني قاطبة فيخاطبهم كلهم ، وهنا حال حصرتها في موضع واحد – قصة الإفك مثلاً – فتكون قد عطَّلت السُّنن الثابتة في الفرضية القائمة على وجود الشاذ من القاعدة العامة أو نفيته تماماً مما لا يتفق مع طبيعة البشر كما ذكرنا إذ هي موجودة هذه المجموعة الشاذة السالبة على امتداد الوجود الآدمي حقاً وحقيقة كما ذكرنا مثاله من تداعيات حالات الشذوذ الجنسي وإعماله في النفس البشرية أو قل : الظواهر المجتمعية السالبة في طبيعة النفس البشرية ( اللواط ، الخِدان ، الزنا ) وما يجري مجراهم من أسباب وتداعيات ومقدِّمات : ‭{‬ إنَّ الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة والله يعلم وأنتم لا تعلمون ‭}‬ سورة النور ، وهنا موضع لي العنق بين طبيعة الأشياء وبين تعيين النص المعمم .

الأمر الخامس ، السياق المتصل من أول سورة النور وحتى الآية العشرين منها بما تحويه من ذكر الإفك تتسق وتتناسق تماماً مع موضوعها وهو رمي المؤمنات المحصنات الغافلات واللعن والجلد والشهادة والشهود والزنا والغضب الإلهي والكذب ومن ثمَّ الإفك ، فمجيئ العصبة منكم بالإفك يأتي في صياغ وسياق الآيات استناداً على مضمون النص من اول السورة حتى الآية عشرين مما يؤكد القول بوجود المجموعة السالبة من الظواهر المجتمعية المخالفة للسليقة والفطرة البشرية بسلامة الأخلاق وسمو النفس عن الرذائل التي تُمثِّل القاعدة العامة واستثنى منها هؤلاء الشواذ ودواعيهم لشيوع الفاحشة في أي مجتمع كان وأي زمان وأي مكان ، فلا يتفق معها استخراج قصة أو تسبيب نزول لتتماشى مع غرض أو هوى نفس أو خطأ مقصود أو غير مقصود من الذين جاءوا بالإفك هنا إفكاً وبهتاناً لإثبات حاجة في نفوسهم في قمة عالية شرَّفها الله بزواجها من سيد الخلق أجمعين وطهَّرها وطهَّرهم من الرِّجس من القول والعمل ليطعن فيها وفي شرف آل البيت النبوي الشريف حاشاهم كلهم ورضي الله عنهم أجمعين .

الأمر السادس ، لنأخذ بالفرضية التي زعم بها الأوائل من المفسرين / ولم تكن من الأصل ولا أساس لها من الصحة / لماذا لم يقرن الله سبحانه وتعالى اسم عائشة في الآية كما هو الحال بالنسبة لامرأتي نوح ولوط أو أشار إليها بأي لفظ كان مثل : « امرأة محمد أو زوج النبي أو ما شابه « ؟ كقوله تعالى من سورة التحريم : ‭{‬ ضرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ ۖ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ (10) ‭}‬ فمبدأ الحق والعدل واحد والنبي وعائشة هنا أعلى مقاماً وكبرياءً بلا شك من غيرهما كما نعلم ، فلماذا لم يذكر الله القرينة ؟

لماذا اختار من اختار صناعة هذه الأقصوصة بعبقرية مذهلة السيدة عائشة بالتحديد دون سائر نساءه – عليه السلام – وهي الثالثة من بين أمهات المؤمنين آنذاك ، ما لم يكن الأمر مقصود به ضرب العقيدة الإسلامية في مقتل في أكبر وأعلى وأشرف الخلق بلا ريب عند قلوب أتباعه وأحبابه وينسف به صحة الدين والدعوة لمحمد بن عبد الله ويدعي أحقيتها لغيره من الناس ؟ .

الأمر السابع ، تمَّت كتابة هذه التفاسير وبالتحديد في القرن الرابع الهجري / الإخراج النبوي / ويقولون إنّ أقدم نسخة مخطوطة لصحيح البخاري تعود إلى القرن الرابع الهجري، أي بعد عشرات السنين من وفاة البخاري (توفي عام 256 هـ) وهي نسخة الإمام محمد بن أحمد المروزي، الذي ولد سنة 301 هـ وتوفي سنة 371 هـ ، وقد سمع صحيح البخاري من شيخه الفربري عام 318 هـ، وسمع الفربري الصحيح من البخاري سنة 252 هـ / راجع النت لهذه المعلومة .

قلت : يعني بعد أربعمائة سنة إلا قليلاً تمت كتابة الصحيح الذي كان مخطوطاً قبل طباعته الأولى مما يمكن القول بقَبُول التدليس في وَضْعِ مَنْ وَضَع أو من كتب فيما كتب بقصد أو بدون قصد علماً بأنَّ الفارق الزمني بين السنة السادسة من الإخراج النبوي وحتى السنة الواحدة والسبعين والثلاثمائة ( 365 سنة تقريباً ) كافية جداً لأن تُوضع وتُؤَلَّف فيها القصص بعد انتشار بعض الأفكار المتباينة بين فريقين فأكثر وعصر التدوين والكتابة كان قد أخذ بعداً فعلياً في حياة الدولة العباسية لا يمكن تخطيه لترجيح مرادهم منها وأن يشمل الكتاب الخطأ مع التقدير التام لمن أوصل لنا صحيح البخاري رغم الاعتراض على أغلبه وأكثره فيما جاء به أو دلَّسوا عليه والله المستعان على ما يصفون ، قال تعالى : ‭{‬ يَعِظُكُمُ ٱللَّهُ أَن تَعُودُواْ لِمِثْلِهِۦٓ أَبَدًا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ‭}‬ سورة النور فيستوجب المراجعة الدقيقة جداً لكل كلمة وردت فيه أو حادثة سجلها في كتابه .

خاتمة الكلمة

مما سبق ، يتضح تلفيق قصة الإفك واقرانها مع أية النور التي وردت فيها كلمة « الإفك « مع سيرورة التاريخ بعد حوالي أربعة قرون وعدم تعالي النفس المعتقدة بحدوثها وتبرئة القرآن لها فيما يكبر في نفوس من كبرت عندهم ليجعل شرف التبرئة القرآنية غاية في ذاته لحدوث حادثة هي لم تحدث مطلقاً فيطمئن الكبرياء الزائف بالتصديق السيروري بلا طائل ، فالله تعالى أجل وأخطر من أن يحيط به أحد ، فيضعف حصانته لآل البيت النبوي الشريف التي سجلها خلوداً في كتابه إلى يوم يبعثون فلا يُقبل نسفها في موضع آخر ، تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً .عليه أرجو من الجهات المختصة التعليمية في بلاد السودان بالذات حذف هذا التلفيق الجائر على أمِّ المؤمنين عائشة رضي الله عنها وأرضاها من المقررات الدراسية في السنة الثانوية الأخيرة بالتحديد وكل ما يصحبه من مواضع ، وكذلك حذفها من الكتب في كل البلاد العربية من الموروث التاريخي القديم وإعادة تصحيح المفهوم الخاطئ ذاك والله ولي التوفيق .

أكتفي قدْراً به قَدَرَاً من هذه الكلمة ، ومن الخير أن لا نربط فهم القرآن بتسبيب النزول أو نقرنه مع مسألة مضطربة فكرية أو فقهية أو ما إلى ذلك ، لأنَّها تُباعد الشُّقَّة بين الإدراك وبين التعطيل للعقل فيُهجر القرآن ولا نرى منه فائدة تُذكر وليس هذا المراد منه بكل تأكيد ، فإعمال العقل بالفكر والفهم والبصيرة يفتح لنا مغاليقه ولا نركن فهمنا له بمن سبقونا إلا لماماً فلنا ما لهم من عقل وإعمال بلا شك .

قال تعالى : ‭{‬ إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ (11) لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُبِينٌ (12) لَوْلَا جَاءُوا عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَإِذْ لَمْ يَأْتُوا بِالشُّهَدَاءِ فَأُولَئِكَ عِنْدَ اللَّهِ هُمُ الْكَاذِبُونَ (13) وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ لَمَسَّكُمْ فِي مَا أَفَضْتُمْ فِيهِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (14) إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ (15) وَلَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ مَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ (16) يَعِظُكُمُ اللَّهُ أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَدًا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (17) وَيُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (18) إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (19) وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ (20) ‭}‬ سورة النور .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق