خبراء المناخسلايدر
أخر الأخبار

في إطار خطة “ريباور إي يو”.. أوروبا تسعى لتحقيق استقرار طاقي على المدى البعيد.

الخبير العربي في الطاقات المتجددة والتغيرات المناخية

عبد العالي الطاهري

من منطلق الأهمية القصوى التي باتت تمثلها الطاقة عالميًا، تتجّه الأنظار حاليًا إلى مصادر الطاقة المتجددة في أوروبا بصفتها ركنًا أساسيًا لاستقرار قطاع الطاقة في الاتحاد الأوروبي، بالإضافة إلى كونها مخرجًا من أزمة الطاقة الحالية.

وتتركّز التوجهات المستقبلية لسياسة الطاقة في الاتحاد الأوروبي على المصادر المتجددة، بعد أن أظهرت أزمة الطاقة الحالية الحاجة إلى تصميم سوق كهرباء في المستقبل مناسبة لنظام طاقة محايد كربونيًا.

جاء ذلك في كلمة لمفوضة الطاقة في الاتحاد الأوروبي كادري سيمسون، استعرضت فيها إنجازات المرحلة الماضية من إجراءات الطوارئ ومسار سياسة الطاقة، وذلك خلال انعقاد الجلسة العامة للجنة الاقتصادية والاجتماعية الأوروبية.

وأشارت كادري سيمسون إلى أن أوروبا تواجه نقطة تحول، وتتجه الآن نحو استراتيجيات طويلة المدى، وفق المعلومات التي رصدتها “المدائن بوست”.

وألمحت ذات المتحدثة إلى سعي دول الاتحاد الأوروبي لإيجاد حلول هيكلية ثلاثية الأهداف، هي: تعزيز أمن الإمدادات وسيادة الطاقة، والمحافظة على المسار الصحيح للوصول إلى أهدافنا للطاقة والمناخ لعام 2030، وتحويل المدخرات المؤقتة للغاز إلى كفاءة بنيوية ودعم القدرة التنافسية الصناعية.

وقالت كادري سيمسون إن الغزو الروسي غير المبرر لأوكرانيا لم يُعِد -فقط- رعب الحرب إلى أوروبا، وإنما أحدَثَ موجات صدمة في أسواق الطاقة العالمية، ما تسبب في أخطر أزمة طاقة منذ جيل، حسبما نشرته المفوضية الأوربية (ec.europa) في 22 مارس/آذار الجاري.

وأضافت أن “أكبر مورِّد للغاز لدينا بدأ في استعمال إمدادات الطاقة سلاحًا.. وأدى ارتفاع أسعار الطاقة إلى ازدياد التضخم وتكلفة المعيشة، على مستوى العالم وهنا في أوروبا، وعانى المستهلكون الأوروبيون أولًا”.

وأوضحت أنه “أمر غير مسبوق أن يواجه العديد من الأوروبيين احتمال عدم قدرتهم على دفع فاتورة الكهرباء التالية”.

-الإكراهات وسُبُل مواجهة التحديات.

قالت مفوضة الطاقة في الاتحاد الأوروبي، كادري سيمسون، إن مثل هذه التحديات الضخمة تطلبت استجابة قوية وحاسمة وسريعة من الاتحاد الأوروبي، على مدار العام الماضي، مع تدابير الطوارئ وخطة ريباور إي يو.

وأوضحت أن أولوية الاتحاد الأوروبي الأولى والأهم تركزت على حماية الأوروبيين من أسوأ ما في الأزمة.

– تحركات أوروبية لوقف واردات الغاز المسال الروسي.. وموسكو ترد.

وأضافت أنه “حتى قبل اندلاع الحرب، في أكتوبر/تشرين الأول 2021، زودنا الدول الأعضاء بمجموعة من الإجراءات التي يجب اتخاذها، وقد ساعد ذلك في الحد من ارتفاع الأسعار وحماية الأسر والشركات المعرضة للخطر”.

وتابعت قولها: “في سبتمبر/أيلول الماضي (2022)، قدمنا تدابير للحد من عائدات توليد الكهرباء بتكلفة أقل من مستوى السعر الذي حدده المنتجون (الهامشيون)، وإعادة توجيه الفائض لدعم تدابير المستهلكين”.

وأشارت إلى “اتخاذ إجراءات لتقليل الطلب على الكهرباء، خصوصًا خلال ساعات ذروة الأسعار، وتم التدخل بصورة حاسمة في سوق الغاز لتعزيز صمود الوقود وإدخال آلية تصحيح الأسعار، في أكتوبر/تشرين الأول وديسمبر/كانون الأول من العام 2022”.

وأردفت: “على نطاق أوسع، وبالنظر إلى الصورة العامة، رأينا تحولًا ملحوظًا في نظام الطاقة في أوروبا خلال العام الماضي. ومن خلال تنويع إمدادات الغاز وخفض الطلب، وزيادة الكفاءة، ودفع أقوى لمصادر الطاقة المتجددة، وضعنا حدًا لاعتماد الاتحاد الأوروبي الهائل على روسيا.

وأعطت كادري سيمسون أمثلة على تنويع إمدادات الغاز، وقالت: “منذ سبتمبر/أيلول 2022، يشكّل الغاز الروسي نحو 8% من إجمالي غاز خط الأنابيب المستورد في الاتحاد الأوروبي. ولم تَعُد روسيا هي الموردة الأولى للغاز إلى أوروبا.. إنها الآن النرويج”.

وأضافت: “في أقل من عام، شيّدنا البنية التحتية لاستقبال الغاز الطبيعي المسال الذي نحتاج إليه. وافتُتحت 3 محطات جديدة، وستُفتتح 5 أخرى بحلول نهاية العام الجاري (2023) بسعة إجمالية تبلغ 50 مليار متر مكعب”.

وتطرقت إلى الطلب المنخفض على الغاز، فأشارت إلى أنه بالتعاون مع الدول الأعضاء، اتخذنا إجراءات منسَّقة لخفض الطلب على الغاز. وانخفض الطلب بأكثر من 19% بين أغسطس/آب ويناير/كانون الثاني من هذا العام (2023) ما ساعدنا على توفير 42 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي.

– عوامل تهدد أمن الطاقة في أوروبا الشتاء المقبل.. إمدادات الغاز بالمقدمة.

وقالت: “قبل يومين فقط، اقترحت المفوضية تمديد قانون الطوارئ بشأن تدابير خفض الطلب على الغاز بنسبة 15% لمدة 12 شهرًا أخرى،” حسبما نشرته المفوضية الأوربية (ec.europa) في 22 مارس/آذار الجاري.

وألمحت إلى تعزيز كفاءة الطاقة، بقولها: “قبل أسبوعين فقط، توصلنا إلى اتفاق مؤقت لإصلاح وتعزيز توجيه الاتحاد الأوروبي لكفاءة الطاقة”.

ويحدد توجيه الاتحاد الأوروبي هدفًا طموحًا للغاية لكفاءة الطاقة لعام 2030، ويعزز الأحكام المتعلقة بتمويل كفاءة الطاقة لتكثيف الاستثمارات التي تشتد الحاجة إليها، حسب ذات التقرير الرسمي الصادر عن المفوضية الأوروبية.

– آليات دعم مصادر الطاقة المتجددة في أوروبا.

قالت مفوضة الطاقة في الاتحاد الأوروبي، كادري سيمسون -في الجلسة العامة للجنة الاقتصادية والاجتماعية الأوروبية-، “إن مصادر الطاقة المتجددة حظيت بدعم قوي.. وفي العام الماضي (2022) قمنا بتوليد كهرباء من طاقة الرياح والطاقة الشمسية أكثر من الغاز”.

وأشارت إلى أن “عام 2022 كان عامًا قياسيًا للطاقة الشمسية في الاتحاد الأوروبي، إذ تم تركيب 41 غيغاواط من السعة الجديدة. وارتفعت سعة الرياح الجديدة بمقدار 15 غيغاواط.. وأن 39% من الكهرباء لدينا تأتي الآن من مصادر الطاقة المتجددة”.

– التوجهات المستقبلية لسياسة الطاقة في الاتحاد الأوروبي.

أكدت مفوضة الطاقة في الاتحاد الأوروبي، كادري سيمسون، أن التوجهات المستقبلية لسياسة الطاقة في الاتحاد الأوروبي تتركز على مصادر الطاقة المتجددة.

وأعطت لمحة عامة عن بعض المقترحات، التي نُشرت الأسبوع الماضي (الأسبوع الثاني من شهر مارس 2023)، لأنها تعطي إحساسًا حقيقيًا بالاتجاه الذي تسير فيه سياسة الطاقة في الاتحاد الأوروبي.

وقالت كادري سيمسون إن “أزمة الطاقة أوضحت أننا بحاجة إلى تصميم لسوق الكهرباء مناسب لنظام طاقة محايد كربونيًا في المستقبل”.

وأشارت إلى أن “الأوروبيين عانوا ارتفاع الفواتير، نظرًا إلى أن عقود الكهرباء مرتبطة بالأسعار الفورية التي تعكس ارتفاع أسعار الغاز بصفة مباشرة”.

وأكدت أنه “يجب على المستهلكين جني فوائد الحصة المتزايدة من مصادر الطاقة المتجددة منخفضة التكلفة”.

وأضافت: “سيساعد اقتراحنا لإصلاح تصميم سوق الكهرباء أوروبا على الاستعداد بصورة أفضل لمواجهة أي تقلبات شديدة في المستقبل، مع تصميم نظام كهرباء نظيفة وموثوقة وبأسعار معقولة”.

وتابعت قولها: “نحن حريصون على خلق ظروف أفضل للاستثمار في توليد الكهرباء من الطاقة المتجددة، إلى جانب حوافز المرونة”.

ودعت كادري سيمسون إلى تنمية نظام بيئي أوروبي للهيدروجين، وتحقيق هدف خطة “ريباور إي يو” المتمثل في إنشاء سوق تضم 20 مليون طن من الهيدروجين المتجدد بحلول عام 2030.

وأشارت إلى أن الهيدروجين المتجدد سيؤدي دورًا بارزًا في مزيج الطاقة المستقبلي للاتحاد الأوروبي.

وقالت: “على مدار العام الماضي (2022)، فعلنا الكثير لوضع إطار تشريعي لإنتاج الهيدروجين واستهلاكه ونقله.. ولقد طرحنا حصصًا ملزمة لاستهلاك الهيدروجين المتجدد في الصناعة والنقل”.

وبيَّنت أن “توسيع نطاق اقتصاد الهيدروجين بنجاح سيعتمد على استثمارات إضافية”.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. عبد العالي الطاهري – الخبير العالمي للمناخ (المملكة المغربية – الرباط)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق