Page 11 - المدائن بوست العدد السادس والستون
P. 11
11 AL Madayin Post ثقافة وأدب
< الأحد 6 -يونيو < 2021العدد66 :
الأبعاد الجمالية في التراث الإسلامي من منظور المستشرقين ()2
د .عزالدين معميش
وهو م�ا أدى ك�م�ا رأي�ن�ا إل��ى ن�ش�وء ال�ح�رف
ال�ي�دوي�ة وص�ن�اع�ة ال�ف�خ�ار وال��ط��ب ال�ت�ق�ل�ي�دي
ال�ن�ب�ات�ي ،وع�ن�د ذاك اك�ت�م�ل�ت ثل�اث�ي�ة الأب�ع�اد
الصوفية؛ وتمحورت حولها المنهجية الروحية
والعملية ،حيث تم المسير في نطاقها من خلال
ث�لاث�ي�ة أخ��رى؛ م�ع ح�ال الم�ح�ب�ة ،وح�ال ال�خ�وف،
وحال الرجاء؛ بل إن المقامات والأحوال لتتجسد
في مملكة واحدة حسب تحليل الدارسين للوعي
الصوفي[]21؛ ألهمت العارفين والسالكين تدفقا
ع�اط�ف�ي�ا وخ�ي�ال�ي�ا ره�ي�ب�ا ف�ي ال�ش�ع�ر وال�ع�م�ارة
وال��زخ��رف��ة؛ ألا وه��ي م�م�ل�ك�ة ال��ح��ب ،ف�ل�ق�د ك�ان
لي�م� ُتبو��ت�ضضك��وارعوفانلإمل�م���حربىاةالحم���ملعصي�م�نتطا��للف��ااحي�وانت�ةتضالومأ�ب�ق؛�م���� ّيجو��العزاةل امف��ل�ت�يعص� ّعو�دافدل�يةة؛م
استبطان الذات؛ كالود والمودة ،والأنس والقرب
والشوق… إلخ.
وحسب ال�ع�دي�د م�ن الم�س�ت�ش�رق�ني؛ ف��إن ه�ذه
الم��م��ال��ك ال�ف�ن�ي�ة وق�ب�ل�ه�ا الم��ق��ام��ات والأح����وال
والم�ص�ط�ل�ح�ات ،ث��م ف��ي م�رح�ل�ة لاح�ق�ة ال�رم�وز
والإش��ارات وال�ص�ور؛ تساعد ف�ي ت�ط�ور المعجم
اامللتنفصتكوميفره اييلدعواإلمتياطقرحةيةلقادألفىمارالم أصبصةوحلافريفثةع،وانولتظسمر ّتكياانر اتلعتدانؤر ّبسسنييسنة
ف�خليالت�فط�ك ّورةر الصوفية من علميا للدور الذي لعبه
�ات وأح���وال” ث�لاث�ي�ة الأب��ع��اد “م�ق�ام
اللغات والآداب والفنون الإسلامية.
ثانيا :الإط�ار المعرفي للجمال الإس�لام�ي في
نظ رب اعلمد أستنشحرّدقديننا الإطار الفكري الذي نشأت فيه
فكرة الجمال ونظرية ثلاثية الأب�ع�اد الصوفية
ال�ت�ي يعتبرها جمهرة م�ن المستشرقين أس�اس
ال�ف�ن والأب�ع�اد ال�ج�م�ال�ي�ة الم�ج�س�دة ف�ي ال�ت�اري�خ
َاَا(بي�مموووللا��ْا�شتْلِليُ�هعلع�لع�ي��هبْارحللئ��ق�و�ًِ.فاحِصم��مرًمدةَْةوكاع�حمطَ:يو�لَبلمله�ْلمد�نً�ٌياوَ1شُقةصيكاي��5،رعبَْئ�مب���أل1يوخُ�ًِو)ُكدةيمَآ�م�ح�،َ،لَِيعةه�طا�رع،ُ،ل�الفِّت�ُِلجا�متئ�إ��نم﴿ُ،وتَّ�َنازم��نكِ�لعَساخءُه�ًوْإاكم�لتم�انَْعب�لماوومَم�ُأنإَ�ْيس�ملامير�فنا�َدلزَ�كاِِّعاىنمك��س�َكعتلْ���لاا�الي�ا�نلَنُعْنن�ُ�سئمإي�ك��ال�ينبسَْنِ��متعع�ِ�مه�بفةاْ ُلسكَِ�اٌيا�ط�ايولتُلب�مُ�ك�ويإنبْايُ�اَيم،نن�ل�علِّا�حزأَ�ل�لشلرو��ُ�يوسا�ُملدخ�هردا�ُُهَ�سك�تهوُ�نُريومْادوول،اعسًل� َيىيااإمبلْ�.لنلوتنُ�ِإنمقِيكح�مف َدابْتسن�وصعرهانقَُاالكنَهصَذُْف،مم﴾نبى،اك الإس�ل�ام��ي ،لاب��د م�ن إع�م�ال ال�ن�ظ�ر ف�ي المستند
ل�وين�ظسريرا ًّتص�ا�لام لع�ل�رفم�ةق�الدأم�اخرتى؛وإوع�هم�وال(االمف�نيظ اولم�ر الح�معس�روفي)س زواياهم متوارين عن الناس ،ففي الم�دن الكبرى جمالية القيم والأفكار والمنظومات هو المبتغى؛ الم�ع�رف�ي ال��ذي ان�ب�ث�ق�ت ع�ن�ه وت�ب�ل�ورت كلمسة
يتكالب الناس على الثروات تكالبا ينتقص من يقطرويل:قه“مفعفليم اُلتمعيرقفيةناهأون اعتبر الغزالي أن ولذلك
ي�واف�ق الم�ح�س�وس ،وإن�م�ا هو ب�ق�ان�ون ل�كل�ماخ�رع� ّوب�رج إنسانيتهم ،فضلا ع�ن أن�ه يحيلهم جميعا إلى والموصل لليقين المورث ش�ع�ري�ة أو لم�ح�ة فنية أو ن�م�ط م�ع�م�اري .فكيف
ال�ك�ت�ان�ي”:ص�ف�اء وم�ش�اه�دة”، أب�و بكر ل�ن�ه�ج ع��رف��ان��ي أن ي�ت�ح�ول إل��ى ت�ج�رب�ة ف�ن�ي�ة
عبيد”[.]27 ال�ص�وف�ي�ة ه�م ال�س�ال�ك�ون ل�ط�ري�ق ال�ل�ه خ�اص�ة… رح�اب المنطقي أن ينتهي ف�ي الجتمعالبيدة؛والك�تاننّسم�ك؟ن
وق�د أعجب ال�دك�ت�ور عبد الحليم محمود بهذه بوخاالل وفالذلقودصسقفهب��يومادةلمفىاحايلل�الل�مليغو�اتمزمابكلّ�دسنيلةااالللع�ويق�قصميصفاناولم“�لتقو�”إ[لدظي8م�هه2ار].بلتاهلاأتل� ّنعك�لَّأل َماخ،م�َّبي�لصة وطريقهم أص�وب ال��ط��رق[ ،“]24كما أن سيرهم روحي كما أن التصوف معراج
العبارة[ ،]33ورأى فيها ،على إيجازها ،التعريف ف��ي ال�ط�ري�ق إل��ى ي�ن�ب�وع اي�ل�يع��ن�دابب��يم��ثع�اكب��ّل�ةه�“اال؛� ف�س�هي��ري
�اه�تذاواثلل�تاعث�ريي�ةفالاألم َح�ؤ��سوالس؛ ال�ش�ام�ل ل�ث�لاث�ي�ة الم�ق�ام وث�ب�ة ج�وان�ي�ة تستهدف وف�ق مقامات يستهدف غاية مخصوصة؛ فهل
المختصرتين للتصوف؛ ه�ذه الرحلة بأبعاد الم�ق�ام�ات تنتهي إل�ى إدراك
ت�ج�اوز ال�وق�ائ�ع ب�ات�ج�اه غ�اي�ة ع�ل�ي�ا ل�ي�س�ت من اليقين أو مكاشفته؟
على م�ذه�ب ف�ي الم�ع�رف�ة ل�ه وسيلته ول�ه غايته؛ تعد مقولتا ال�ذوق وال�ح�ال من أب�رز مقولات ن�س�ي�ج ال�وق�ائ�ع ولا م�ن ف�ص�ي�ل�ت�ه�ا ،الأم��ر ال�ذي
ووس�ي�ل�ت�ه ال�ص�ف�اء وغ�اي�ت�ه الم�ك�اش�ف�ة ،وه��ذا ي�إتذ� الض�شحخم�نصيخة�ل� الالصث�لوافثي�ةي�ةتاتلم�حق�ّدامد ال�ص�وف�ي�ة ك�م�ا يترتب عليه أن يكون الم�وق�ف الصوفي درب�ا أو أن نظرية المعرفة الإسلامية تتوفر ع�ل�فىمنم� امل�م ّي�عزلاوتم
بين لي�ه،رب�و ُيط�رومنز ال�ذي جعل المستشرقين بالضبط وثلاثية الحال؛ سلوكا على درب لا ينتهي إلا ّفي النبع الحقيقي؛ غ�ي�ر م�ت�اح�ة ل�غ�ي�ره�ا؛ ف�ه�ي تأخذ
لكل والفن ،ويجعلونه رديفا التصوف بالطاقات الإنسانية مجتمعة؛ م�ن عقل و روح
ط�ب�ق�ا لأب�ع�اده�م�ا وم�ح�ت�وي�ات�ه�م�ا ال�وج�دان�ي�ة؛ بوواتلهووغُو ّيااجنيلهةظ؛احرلإوقالس”ل[لىغ5واال2ميك]ة.عورتهفرة ّيتالالبتاصليووفتيسةحا ّئدعلدل اىملأاتنههيياةتمالخحدشكمعوهوماةر؛ البشري[.]23 وحس؛ مضافة إلى الأصل وهو الوحي الرباني؛
علم ذي صبغة روحانية أو جمالية بأنه ذو جذر فالتوبة والزهد والتوكل “ومن ثم الحب والخوف وت وصبوترفااتع؛لتاتلمأ�ّ�لفص��دمرني��:ن ت�ت�ول�د أح��ك��ام ورؤى
ص�وف�ي[]34؛ وه�و م�ا جعل بعض الباحثين في والرجاء” تنتج غريزة تفكير أصيلة في الإنسان ف�ه�ي ليست تجريبية ،ولا عقلية خ�ال�ص�ة ،ولا
تتب�� ّادت�فط�سع�ن�مايل�ب�تةا،نل�اأقوش�م�مض�وث�لوالت�ويا�حلّ�ةق،جق�وامل�لاعيقن�بي�يق�نل�،ني�اكلةم��ماخ�صأ�ا�نلا�هدارص؛�تة،عحايلب�لثج
ال�ش�أن الصوفي يقف على م�ا يشير إل�ى أن ثمة يمكن تسميتها “غريزة الحقيقة” “غريزة الولع ـ أحكام متعالية عن الوجود الحسي للإنسان
جوانب مشرقة في التجربة الصوفية تمس قوام ُيبذال�لسمكبجأرهنلواهل�لاب�وغا�ش�لوررح،من���يوزنلّاوإلدموىنحالتب�نواغ�ئىرييال�زهتاةوعا�لس�ل�أ ّووعاأىل ايلص�”ل[�ح9مي2يل]،ام وه���ي ع�ك�س ال��ت��وج��ه��ات الم�ن�ط�ق�ي�ة الم�ح�ك�وم�ة ومـرأتبحكطاةمبقعيامليمةالتغوي ّجب.ه الفعل البشري في دائرة
التجربة الفنية بمفهومها المعاصر ،على خلاف بمركزية المقدمة أو الواقع وليس الغاية؛ فحتى
م�ا ق�د ي�ت�ص�ور ل�ل�ب�ع�ض م�ن أن ن��زوع ال�ت�ج�رب�ة وإن ب�دى لنا التناقض والاض�ط�راب من منظور الحياة الاجتماعية. اإتلم�تط��كواّرررض�ه��واوتعا�ل�ا�ظعت�ه�رامج؛ممكي�صاعل�اطلشب�حمع�انواترهمجواعلإمر�فدت�ريف�اةاكوتج��واةدل؛�ي�ت�دولة�ص�ذ ّفل�ويكر
ال�ص�وف�ي�ة إل�ى م�ا وراء ال�ص�ورة ال�ظ�اه�رة لهذا الدافئ ،أو سوى الشوق الراعش ،الجامح صوب م�ن�ه�ج�ي ف��ي ال��رؤي��ة ال�ص�وف�ي�ة ل�ل�م�ع�رف�ة؛ ف�إن ـ أحكام تجريبية مستمدة من استبطان العقل
العالم يجعلها على وف�اق م�ع بعض الفلسفات االلجأوزوئججي،و.دووامل�هأاذاصه�ليذعيهناالل�يذغ�أرينيُ�ايزلةشرصسو�طفويوةىي لؤق�ا ّويصةلسالعكبهلاحوإثل ّاجعأونند الم�ت�ص�وف�ة يتمسكون ب�ك�ون ال�غ�اي�ة ه�ي ال�ض�وء للمبادئ أو القوانين الطبيعية.
الجمالية القديمة؛ من حيث ارتباط هذه الأخير ال�ذي ينير المنهج وبغيرها فليس ثمة منهجا ـ أحكام جمالية وفنية مستمدة من استبطان وال��ف��ه��م وال��ف��ق��ه وال�ح�ك�م�ة وال����رأي وال��ف��راس��ة
وال�ب�دي�ه�ة وال�ت�أم�ل وال�ن�ظ�ر وال�خ�ب�رة وال�ك�ش�ف
ة بالميتافيزيقا؛ وبخاصة فلسفة أفلاطون التي أصلا؛ لأن كل سير إنما هو باتجاه هدف. ال��ذات ل�ل�وج�ود ،أو م�ن اس�ت�ن�ب�اط ال�ع�ق�ل طبقا وال تويجلمكين…أإلن ُخت��.رد الم�ع�رف�ة الإس�لام�ي�ة م�ن حيث
يتصور البعض أن اقتران القيمة الجمالية فيها تكون حركة نزوح من الخارج إلى الداخل ،أو من ف�إذا ك�ان فلاسفة الإسل�ام يعتبرون البرهان لحاسة الوجدان المنفعلة.
بفكرة المثال ،وارتباط الشاعر بفكرة الإلهام؛ هو الك ثوالفةع إللهى� اذلهل الطم�افم� ّةي�”[زا30ت]ا.ل�داخ�ل�ي�ة ال�ك�اش�ف�ة هي الم�ن�ط�ق�ي ال��ص��وري ق�م�ة الم�ع�ق�ول�ي�ة ال�ب�ش�ري�ة، التجربتان ُتستبعد وفي المنظور الصوفي
مما يقع على النحو ذاته في التجربة الصوفية. ف�ي�ح�اول�ون ت�أس�ي�س الإل�ه�ي�ات الإس�لام�ي�ة على ال�ع�ق�ل�ي�ة وال�ح�س�ي�ة؛ ل�ي�س ب�وص�ف�ه�م�ا أدات�ي�ن موضوعها إلى مصدرين مختلفين[]22؛ أحدهما
إحساسات، يذاذك��ه�ربة،ن مح�وخ�اِّلي�أل�ةس“ف،ل:وا“لم�ت�جص�ر�بدةر احلآسخي��ةر،
ويؤكد أن المفارقة موجودة وجلية بين القيمتين؛ ال�ت�ي دف�ع�ت ال�غ�زال�ي لتفضيله ال�ت�ص�وف على ال��ب��ره��ان الم�ن�ط�ق�ي والاس���ت���دلال ال��ن��ظ��ري؛ ف�إن غ�ي�ر ص�ال�ح�ت�ني ل�ت�ح�ق�ي�ق الم�ع�رف�ة أو ال�وص�ول ي�ت�ج�ه نحو
م�ن ح�ي�ث ن��زوع ال�ق�ي�م�ة ال�ج�م�ال�ي�ة الأف�لاط�ون�ي�ة ع�ل�م ال�ك�لام ف�ي إدراك الحقيقة؛ م�ع أن�ه ل�م يعب الصوفية بحكم تأسيسهم “الحقيقة الدينية” إل��ى ال�ح�ق�ي�ق�ة؛ ول�ك�ن لأن�ه�م�ا لا ت�ل�ب�ي�ان ال�غ�اي�ة
نحو المثالية ومن ثم خروجها عن فكرة الإلهام ط�رق المتكلمين؛ بل ق�ال عنها“ :فوجدتها وافية المعاناة في�ريّج“احل�وف�نط�ارلةع امللبشعرليىة”النوتظأرك؛يدفيهمسلعكلوىن الصوفية المتمثلة في تلمس الحقيقة وتذوقها الأع��ل��ى“ :م��ب��ادئ ال�ع�ق�ل ال�خ�ال�ص والم�ف�اه�ي�م
مسالك تبعا لهذين المصدرين؛ اإ ّلم�عاا أمرة”،ضيوةت(كمو�انداي�لمة)ع،ر أفةو
وال��ك��ش��ف وال��ش��ع��ور ال���داف���ق ،ون����زوع ال�ق�ي�م�ة بب��مم��قق��صص��وودده�يا”؛[ أ31ي](.الوأق�دلد��ةحالّ�ك�لصلا ام�ل�ي�غ�ةز)ا،ل�غ�يي�الرتواجف�ري�بةة أغنى وأوسع من مسالك البرهان الصوري ،إنها ومكاشفتها ،فمن حيث المبدأ الحس ليس موضع ماورائية (غيبية) .ولو
الجمالية ال�ص�وف�ي�ة ن�ح�و الإل�ه�ام ال��ذي يختمر شك عند الصوفية لكنه لا يحقق الكفاية المعرفية
فويهتو ُشيكوَللُدمفنياأرعتبمااقط في أعماق النفس الإنسانية الصوفية من تحصيله لعلم المتقدمين وكتبهم؛ م�س�ال�ك ال��ذوق أو ال�ك�ش�ف؛ م�ن ح�ي�ث شموليته التي تنشدها النفس الصوفية؛ وخاصة معرفة ب�أدات�ي المعرفة وهما: نأخذ أكثر فإننا ال��شرِح��حّنسا
عمق الذات بالخيال الخلاق؛ الحارث المكي ،وكتب � ّرقط�االتب كقوت القلوب لأب�ي لجميع الاستعدادات الإنسانية[.]26 الله سبحانه ،كما أنهم لم يرفضوا وسيلة العقل؛ �ر ،وغ�ي�ره�م�ا ،وال�ع�ق�ل وب �ص ِم��ن س�م�ع،
ال�ج�ن�ي�د الم��أث��ورة ع��ن الم�ح�اس�ب�ي ،والم�ت�ف بدلالاته المتنوعة ِمن :ملكات الإدراك ،والفهم في
الإنسان وليس في الشيء ذاته؛ ففكرة الصوفية وهنا ي�ع�ت�ب�ر ب�ع�ض ال�ب�اح�ثي�ن أن ال���ذوق ولكنهم أك�دوا على ض�رورة أن يستضيء العقل وث�ا�لّمقلف��إب ّ،نوما�لعل�ربف�،ةوااللم�فؤس�ال�د.م.ح��ول الدماغ،
الأساسية وغايتهم العليا :الحق وليس الخير؛ والشبلي وأبي يزيد البسطامي ،ثم حصل ما لم الصوفي وغاية التطهر والتجرد للوصول إلى بنور القلب؛ كي لا يفقد العقل توازنه ويتخطى ومن
أفام�لماثأاف�لل االط�جومنالفياللاخييركوه�نو مص�حح�يورحا إجل ّمااإلذيااتتهل؛ّملذسا ايلتستي تطوع ّهصبلالإلتيعهلامووهبايلأسنممانعأ،خوج�صزمخ باصلانئتيصهجةم الشعور الصافي العميق في أبهى ص�وره“ :هو حدوده .فمع أن العقل قد يحقق الإقناع المنطقي م�وض�وع
ب�وانليكالو�قن�،راءونت�تنيي أج ٌوة الجمع معين ،تأتي ع�ن طريق
�ي (الم�ج�ت�م�ع أو الم��حخ�� ّادردةج ف�ي�م�ا ي�ح�اك�ي�ه ال��واق��ع السماع؛ بمااللذاويقمكوانل الحاولصوتوبلّدإللياله بصالفاتعتل[م 2أ]3و. أن ��ي أو وج��دان��ي ع�ل�ى م��دن أص�اب�ه�ا “رادلتف�خع ّ�ملجذ”ا؛ت إلا أن�ه لا يستطيع أن ي�ح�ق�ق ال��ذوق الإي�م�ان�ي، الوحي القراءة في المصدرين:
تضع ك�ل شيء الطبيعة)المحكوم بقيم بل فما ع�ادت تصلح لاستضافة الروح والشعور الم�ره�ف ،والرغبة الجامحة ف�ي الحب
من اللأمنهصاادمفنةخفويرةشبيالءفأنسايدسالراحجرتمجااعل ايل،تفلصيّوسف ال�ت�ي يحققها ال�ط�ري�ق ال�ص�وف�ي .ف�ال�غ�اي�ة التي ل�ل�ج�م�ع ب�ي�ن وظ�ي�ف�ة ك��ل م��ن الأدات��ي��ن (ال�ح�س
في والعقل) ،ويتعاون مصدرا المعرفة ،كما تتعاون
في موقعه المناسب[ ( .]35الرابطة المحدية للعلماء) وعليه فإن ظاهرة الجمال في ثلاثية الأبعاد تنشدها المعرفة الصوفية ،ليست مجرد الإثبات أداتا المعرفة ،في تزويد المسلم بالمعرفة.
م�ؤس�س�ة م��ن م�ن�ظ�ور م�ع�رف�ي م��ق��اب�� ٍل لم�ن�اه�ج البراري وال ِقفار ،أو أن يعتكفوا في بيوتهم أو في المنطقي للقيم والأفكار والمنظومات؛ بل ملامسة
( يتبع) لكن معرفة المسلم سوف تبقى على أية حال
التجربة الفنلندية
الانتقال إلى مرحلة أكثر عملية في وعي البيئة ي�ق�وم ب�ذل�ك ،وه�ي ليست مشكلته «ه�و» ب�ل هي ك�ي�ف�ي�ة إدارة ال���ذات ب�ش�ك�ل ج�ي�د ب�ات�ج�اه الأداء الأولية ،بل هناك ما هو أهم في «الم�وض�وع» من عماد البليك
وال�ث�ق�اف�ة وال�س�وق وح�اج�ة الاق�ت�ص�اد الإنساني قضية معقدة لتشير لجملة الإشكاليات المذكورة الأفضل للعمل المعين ،وه�ذا موضوع يصب في كيفية إدارة العلاقة مع الزبائن والتعامل بأدب أحيانا يكون ممكنا القفز على الزمن والبداية
ال�ج�دي�د ،وال�ق�ف�ز على أس�ل�وب تقليدي ف�ي رؤي�ة س�ل�ف�ا .وأي���ن ال�ت�خ�ص�ص�ي ف��ي وع��ي ال�زراع�ي�ة سوء المخرجات ال�ذي هو نتاج طبيعي للتأهيل وذوق ،ب�ن�زاه�ة وش�ف�اف�ي�ة ،وال�ت�ع�رف على أن�واع بالنهايات ،رغم أن هذه المسألة قد تكون محفوفة
الإنسان في تقاطعه مع المعرفة الكونية الهائلة، الضعيف منذ البداية والمراحل الأولى .ما يتطلب البضائع والسلع وغيرها من أمور تتعلق بإنتاج بالمخاطر إذا ل�م ت�أت ب�ال�دراس�ة الكافية والوجه
كذلك الاستفادة من وسائط التلقي الأكثر حداثة وأنماطها في حراك معرفي وعلمي وعالمي!! مراجعات كبيرة على مستويات أنسقة التعليم س�ي�اق معرفي كلي ول�ي�س تحديد زاوي��ة النظر ال�س�ل�ي�م .وه�ن�ا س�أع�رض ل�ن�م�وذج ج�رى ت�داول�ه
م�ن الكمبيوتر والان�ت�رن�ت وشبكات المعلومات. لقد بات التعليم اليوم وفي ظل انتشار التعليم منذ فترة الروضة التي تحولت لحفلات مباهاة بشكل ضيق يجعل هذا الإنسان في نهاية الأمر في السنوات الماضية عن ق�رار الإدارة التعليمية
فما حاجة الطالب لحفظ ج�دول الضرب إن كان الخاص ،في وضع سيء جدا .بحيث أن التعليم يقع في الخطأ أو الإخفاق حتى لو أنه كان يجيد ف�ي فنلندا ح�ول إدخ�ال تعديل ج�ذري ف�ي نظام
الكمبيوتر يفعل ذلك ،وبدلا من تضييع الوقت مع الحكومي أو العام فقد رونقه حتى لو أنه ضعيف فارغة ،إلى مرحلة الجامعة. تعليمها الأس�اس�ي يقوم على مفهوم التدريس
مسألة كهذه في الحفظ يجب الانتقال إلى تعليم من الأس�اس .والتعليم الخاص في المقابل يثبت ك�ذل�ك ف�م�ن الم��ع��روف أن ال�ت�ع�ل�ي�م ب�ش�ك�ل ع�ام المحاسبة بالمعنى الحرفى. اع��ت��م��ادا ع�ل�ى «م��وض��وع��ات» ب��دلا ع��ن «م��واد
ي�ق�وم على شحذ ال�ذه�ن ب�أس�ل�وب ال�وع�ي الناقد أن�ه ل�ي�س إلا بحثا ع�ن ال�ت�رب�ح ال�س�ري�ع ويفتقد يستوحي البيئة والثقافة المحلية في تقاطعها مع وه�ذا ينطبق على مهن كثيرة ج�دا ،ب�ل أغلب
والذهن التحليلي والإدراك�ي ،فكم من دروس تم لل�أه�داف الإن�س�ان�ي�ة ال�راق�ي�ة ال�ت�ي ه�ي ج��ذر أو العالمي ويأخذ كذلك بالظروف والحاجيات التي الوظائف والمهن ،فالطب مثلا هو مهنة إنسانية دراسية».
شحنها ف�ي ال�دم�اغ وف�رغ�ت ف�ي ورق�ة الإمتحان مصدر الإل�ه�ام ف�ي صناعة التعليم ال�ذي يعتبر يتطلبها السوق المعين ،بما يعمل على تطويره تتطلب ذوق��ا رف�ي�ع�ا ف�ي ال�ت�ع�ام�ل وذك��اء معينا يعني ذلك ببساطة إلغاء التقسيم الكلاسيكي
وم��ن ث�م تل�اش�ت ،وك��م م�ن ط�ال�ب ي�ح�ف�ظ ج�دول قبل ك�ل ش�يء رس�ال�ة وقيمة لا ت�ج�ارة ،وال�واق�ع وترقية الاقتصاد ،بالنظر إلى مصادر القوة في ول�ي�س م�ج�رد رغ�ب�ة أو ق��درة م�ال�ي�ة لأن ي�درس ل��ل��م��واد ال���دراس���ي���ة ،ك��ح��س��اب ول��غ��ة وع��ل��وم
الضرب وهو لا يعرف ماذا يعني بالضبط وكيف الآن يجافي تماما ذلك الفهم الذي ربما كان قائما الدولة من ناحية التنمية المطلوبة ،وبهذا يتحرك اب��ن��ي ذل��ك لأن��ن��ي أق���در ع�ل�ى دف��ع الم�ص�روف�ات وجغرافيا وتاريخ وغيرها .والانتقال إلى تعاطي
في الماضي عندما كانت ال�خ�لاوي تدير تعليما م�س�ار التأهيل لم�ا يفرضه س�وق العمل وبشكل ك�م�ا ب�ات الأم�ر ع�ن�دن�ا .أو ال�ه�ن�دس�ة ف�ي فنونها موضوعي يجعل التلميذ يتعامل م�ع موضوع
يمكن الاستفادة منه بالضبط في الحياة. بسيطا بشكل سلس مع حاجات أولية للمجتمع دق�ي�ق ج��دا .ع�ل�ى س�ب�ي�ل الم�ث�ال إذا اف�ت�رض�ن�ا أن المختلفة والعلوم الإنسانية ،فقد بات الأمر اليوم أو قضية معينة وم�ن خلالها يتم التعرف على
أت��ذك��ر ه�ن�ا ق�ص�ة ط��ري��ف��ة ..م���رة ون��ح��ن ف�ي السودان بلد زراعي ،فنحن إلى اليوم لدينا عجز لا يقوم على نسق معرفي حقيقي ب�ل مجرد كم الكليات والأنساق المختلفة للمعرفة الإنسانية،
الثانوية س�أل أح�د الطلبة الأس�ت�اذ ..ف�ي حصة من حساب وعلم ومعارف دينية. في هذا المجال ولا نستطيع أن نصنع آلة زراعية م�ن ال�خ�ري�ج�ني ال�ذي ي�ف�ت�ق�دون للتأهيل السليم ويذكرني ذلك بمنهج الجغرافية القديم الذي كان
إن التعليم بـ «الموضوع» أو التعليم الموضوعي واح�دة ،فأين المهندس الزراعي الميكانيكي الذي أو ال�وع�ي ب�الم�وض�وع أو ال�ت�خ�ص�ص م�ن خ�لال يقوم على زي�ارات افتراضية لأماكن مختلفة من
الرياضيات: ال��ذي ت�خ�ط�ط ل�ه دول م�ت�ق�دم�ة ،ي�ع�ن�ي ببساطة السودان ومن خلال زيارة كل منطقة ،يتم تعريف
«ي���ا أس��ت��اذ أن���ت ش�اب�ك�ن�ا ك��ل ي���وم ت�ف�اض�ل الطلبة على الحياة والعادات والثقافة والتقاليد
والجغرافية وغيرها ،وإن ل�م يكن ذل�ك الم�ث�ال أو
وتكامل ..ديل شنو؟» ال�ن�م�وذج م�ك�ت�م�لا ب�الم�ع�ن�ى ال��واف��ي .ل�ك�ن�ه ي�ق�دم
الأستاذ أغمض عينيه ووجه تحذيرا واضحا صورة أولية .حيث أن المقصود هو أعمق من ذلك.
وال�ن�ظ�رة الم�وض�وع�ي�ة إل�ى الم�ع�رف�ة أو التعليم
قائلا: ب�أخ�ذ ال�ش�م�ول وال�رؤي�ة ال�ك�ل�ي�ة ل�لأش�ي�اء ،باتت
«يا ولد أحفظ وبس ..المهم تعرف تحل الأسئلة س�م�ة م�ن س�م�ات ال�ع�ال�م الم�ع�اص�ر ال��ذي نعيشه،
فمن الصعب أن نتكلم عن معرفة مجزأة في الإطار
لما تجيء في الامتحان» العام للتعامل مع الحياة ،وليس على مستويات
ه�ذا هو أسلوب التعليم ونمطه -إلا من رحم التخصصات الدقيقة داخل كل مجال والتي تتم
ربي -من الأساتذة ..وهذا باب آخر ..في ،من هو ف�ي م�راح�ل لاح�ق�ة م�ا ب�ع�د الم�رح�ل�ة التأسيسية
الم�ع�ل�م؟ وم�ا ه�ي ق�درات�ه؟ وأي دور يضطلع به؟ للطفل في الابتدائية ،أي في المستوى الثانوي أو
والذي ليس بالدور الهين ولا البسيط كما يحاول
البعض تهميشه ووض�ع�ه ف�ي مهنة لا مهنة له الجامعي.
من جانب آخ�ر ف�إن التعليم الموضوعي يهيئ
اليوم. لم�ا ب�ع�ده م�ن تخصصية ف�ي التلقي وه�ي ثقافة
إن تنمية المجتمعات في نظرة عامة هي مسألة ج��دي��دة ي�ف�رض�ه�ا س��وق ال�ع�م�ل ال�ح�دي�ث ال��ذي
قد تبدو متشابكة مع معطيات القيم والأخ�لاق ي�ت�ط�ل�ب أن��اس��ا أك��ث��ر ق���درة ع�ل�ى ال�ت�م�اه�ي م�ع
وم�ن ثم ال�ن�وازع الإنسانية السمحة ،فما لم يتم أدواره���م وال�ق�ي�ام ب�ه�ا ب�ال�ش�ك�ل ال�س�دي�د ،وه�ذا
ب�ن�اء ن�س�ق أخ�لاق�ي ومستقبلي ف�ي ه�ذا الإط�ار يعني التخلص م�ن الحشو وال�زوائ�د والانتقال
فإن أي نظام تعليمي أو معرفي مهما رقي سوف إلى المفيد والانتقائي والمباشر ،وأن تقدم جملة
العلوم الأخ�رى داخل دائ�رة المعرفة المحددة التي
يكون مصيره الفشل .ودائما ما قيل: يتطلبها العلم المعين ،فإذا أردت تأهيل محاسب
وإنما الأمم الأخلاق ما بقيت مثلا ف�ي محل ت�ج�اري ،فالقضية ليست معرفة
فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا ال�ح�س�اب أو أص��ول الم�ح�اس�ب�ة ك�م�ا ت�دل ال�ق�راءة
والأخ�ل��اق لا ت�ع�ن�ي ص��ورة ال�ت�أدي�ب الم�ع�ن�ف
الذي هو سمة مجتمعنا اليوم ،بل هي مشهدية
أخ�رى تختلف كثيرا عن تصوراتنا البدائية في
الفروض والولاء والطاعة وفرض القسر والإيمان
بسلطة الكبير بالإضافة إلى معان مشوشة وغير
مكتملة عن حقيقة الإيمان والتدين.