Page 12 - المدائن بوست العدد السادس والستون
P. 12

‫‪12 AL Madayin Post‬‬                                                                                                                                                                                                              ‫ثقافة‬
                          ‫< الأحد ‪ 6 -‬يونيو ‪ < 2021‬العدد‪66 :‬‬

          ‫السهل والمخفي في رواية «دماء في الخرطوم» للأديب عماد البليك‬

‫ب�ل�ده�ا وم�وط�ن�ه�ا الأص��ل��ي م�ل�يء ب�ال�ت�وح�ش‬                                           ‫ال�ج�ري�م�ة ك��ان��ت م�ط�ل�وب�ة م��ن ق�ب�ل الأم��ن‬                                                                                                                                                      ‫قد يجد القارئ في الرواية على أنها تنحاز‬                                                                                                                 ‫قراءة‪ :‬يحيى الناعبي (شاعر وكاتب من سلطنة عمان)‬
                                                                ‫والإجرام‪.‬‬                    ‫ال�داخ�ل�ي‪ ،‬ح�ي�ث أن أح�د ك�ب�ار ج�ن�رالات�ه�ا مهتم‬                                                                                                                                                     ‫إل�ى ال�ط�اب�ع ال�ب�ول�ي�س�ي‪ ،‬ك�غ�ي�ره�ا م�ن ال�رواي�ات‬                                                                                              ‫في رواية «دماء في الخرطوم» لعماد البليك‬
‫أفراد خلية ميسرة‪ ،‬معظمهم من العاطلين‬                                                         ‫بالتخلص منه وهو لؤى سليمان وذلك لأسباب‬                                                                                                                                                                  ‫البوليسية والتي اشتهرت بها الروائية اجاثا‬                                                                                                            ‫ال��ص��ادرة ع�ن دار ال�ف�اراب�ي ف�ي ب�ي�روت ت�ن�اول‬
‫ع�ل�ى ال�ع�م�ل وال�خ�ري�ج�ني م�ن ج�ام�ع�ات وكليات‬                                            ‫تتعلق بالتنافس بين الاثنين في منصب رفيع‬                                                                                                                                                                 ‫في‬  ‫اذلل�ركوالئلميتدت ّبعس‬  ‫ول�ي�س بعجب ف�ي‬   ‫ك�ري�س�ت�ي‪،‬‬                                                                                            ‫فيها جوانب متعددة منها ما هو سهل الكشف‬
‫مختلفة وبالتالي فهم ضحية الفقر والبطالة‬                                                      ‫ب��ال��دول��ة‪ ،‬ف�ي�ب�ق�ى ال��ص��راع ب�ي�ن ال�ش�رط�ة تحت‬                                                                                                                                                 ‫في‬                          ‫ولكن ما يلاحظ ان‬  ‫تفاصيلها‬                                                                                               ‫في أحداثها كالسلطة والوسائل وال�ط�رق التي‬
‫ل�ي�رس�م�وا ه��وي��ة خ��اص�ة ب�ه��م‪ ،‬وك���ان ال�ك�ت�اب‬                                       ‫أم�رة ال�ل�واء ط�ه عبدالرحمن م�دي�ر ع�ام الشرطة‬                                                                                                                                                         ‫متونها بعض البذور للسلوك من خلالها التعرف‬                                                                                                            ‫يستخدمها م�ري�دي�ه�ا‪ ،‬وال�ت�ن�اح�ر ال�خ�ف�ي ال�ذي‬
‫التأسيسي ال�ذي وض�ع�ه ال�ق�ائ�د ميسرة لأف�راد‬                                                ‫ومحجوب العوض مدير الأم�ن الداخلي‪ ،‬الأول‬                                                                                                                                                                 ‫إل�ى س�ل�وك أص�ح�اب الم�ك�ان‪ ،‬ك�م�ا ي�لاح�ظ أيضا‬                                                                                                     ‫يتم بيد أف�راده�ا من اج�ل تطبيق نظرية البقاء‬
‫ال�خ�ل�ي�ة ي�ن�ب�ن�ي ع�ل�ى ت�ق�دي�م الم�ن�ف�ع�ة ال�خ�اص�ة‬                                    ‫يبحث عن الحقيقة لإلقاء القبض على المجرمين‬                                                                                                                                                               ‫في النتائج بعد كل مؤامرة من قبل الأشخاص‬                                                                                                              ‫للأصلح‪ ،‬وال�ده�اء والخبث م�ع ال�ك�ذب المستمر‬
‫ل�ك�ل ف�رد ح�ت�ى ول�و ك�ان ع�ل�ى ح�س�اب الجماعة‬                                              ‫وال�ث�ان�ي ي��ح��اول ت�غ�ي�ي�ب ال�ح�ق�ي�ق�ة وب�ال�ت�ال�ي‬                                                                                                                                                ‫لا ت�ك�ون ك�م�ا ي�ري�دون ب�ل ت�ك�ون ال�ع�ك�س ب�رغ�م‬                                                                                                  ‫م�ن اج�ل التضحية ب�الآخ�ر ل�ل�وص�ول إل�ى رأس‬
‫والتنظيم‪ ،‬وهنا تجد الغرابة في رؤية الكتاب‪،‬‬                                                   ‫يختلق أب�ري�اء لتمثيل دور الم�ج�رم�ني ف�ي قتل‬                                                                                                                                                           ‫دراستها جيدًا وربما يوحي ذل�ك ح�ول النظرة‬                                                                                                            ‫ال�ق�م�ة ف�ي ال�ه�رم ال�س�ي�اس�ي وال�ن�ف�وذ‪ ،‬وأي�ض�ا‬
‫إلا أن ال�ب�ل�ي�ك ك��ان ي�ري�د إي�ص�ال أن الم�وض�وع‬                                          ‫ع�رب�ي وم�ن ث�م يتم إع�دام�ه�م ظلما‪ .‬ذل�ك بسبب‬                                                                                                                                                          ‫بين الخير والشر على أن الشر دائمًا ما تعكس‬                                                                                                           ‫هناك طرق خفية لا يستطيع المجتمع اكتشافها‬
‫ال�رئ�ي�س�ي ي�ت�ح�دد ف��ي الم�ص�ل�ح�ة ال�ش�خ�ص�ي�ة‬                                           ‫ال��ص��راع ب�ي�ن ع�ب�دال�رح�م�ن وال��ع��وض لم�ص�ال�ح‬                                                                                                                                                    ‫نتائجه ت�وق�ع�ات ف�اع�ل�ه‪ ،‬وه�ي ن�ظ�رة ب�م�ا فيها‬                                                                                                    ‫إلا م�ن خ�ل�ال ف�ض�ح�ه�ا ق�ب�ل الم�ت�ل�ص�ص ل�س�ل�وك‬
‫ال�ت�ي ت�ت�ص�در ك�ل ش�يء س�واء ب�الأم�ن ال�داخ�ل�ي‬                                           ‫شخصية‪ ،‬وأي�ض�ا ك�ان إص�رار ال�ع�وض على أن‬                                                                                                                                                               ‫م�ن السذاجة إلا أن المجتمع دائ�م�ا م�ا يعتبرها‬                                                                                                       ‫أص�ح�اب السلطة والم�ت�ن�ف�ذي�ن والم�ت�رب�ص خلف‬
‫أم بالشرطة أم بالتنظيم أم بين أف�راد المجتمع‬                                                 ‫لا يكون عبدالرحمن بطلا تمكن من القبض على‬                                                                                                                                                                ‫أك�ي�دة ويسعى إل�ى تصديقها عميانا‪ ،‬وأيضًا‬
‫وتلك المصلحة بطريقتها الفجة والمبالغ فيها‪.‬‬                                                   ‫انلم�حج�ورإمف�نسياادل�الح�عق�مي�لق�يية�نت ّي‪،‬وجول�عك�بدنالب�ررحغ�ممنك�بلوجس�اه�مومدهن‬                                                                                                                   ‫صالحة لكل‬    ‫دم�اكئ�امًان‪،‬مإالاتأكنو انلبالل�يركواأي�ةص�ا ّلربعولليىسأينة‬                                                                                              ‫أدق التفاصيل في خطواتهم‪.‬‬
‫ل�م ت�ح�م�ل ال��رواي��ة ط�اب�ع ال�ت�لاع�ب ب�ال�ل�غ�ة‬                                         ‫قبل رئيس الجمهورية كون المقبوض عليهم هم‬                                                                                                                                                                 ‫تكون روايته‬                                                                                                                                          ‫ك�م�ا ش�م�ل�ت ال��رواي��ة ع�ل�ى ج�ان�ب ص�وف�ي‬
‫وإدخ�ال مصطلحات معقدة بل ان عماد البليك‬                                                      ‫المجرمين‪ ،‬دون أن يحسب ال�ع�وض م�ا آل�ت إليه‬                                                                                                                                                                         ‫لها خصوصية المجتمع السوداني‪.‬‬                                                                                                             ‫التعامل‪ ،‬يتمتع به المجتمع السوداني بما فيه‬
‫أراده��ا أن ت�ك�ون س�ل�س�ة ح�ت�ى لا ت�غ�ي�ب ال�ف�ك�رة‬                                        ‫النتائج الإيجابية لعبدالرحمن‪ ،‬مع العلم أنهما‬                                                                                                                                                            ‫للرواية أبطال عدة سواء كانوا في السلطة‬                                                                                                               ‫أص��ح��اب ال�س�ل�ط�ة وه���ذا مل�اح�ظ ب�ش�ك�ل ك�ب�ي�ر‬
‫منها وعمل على تتبع المضامين‪ ،‬بحيث يعيش‬                                                                                                                                                                                                                                                               ‫أم أنهم في التنظيم‪ ،‬فلم يهتم الروائي بالبطل‬                                                                                                          ‫ف��ي ح���وادث م�ت�ع�ددة ن���ادرا م��ا ت�ك�ون ع�ن�ده�م‬
‫القارئ أجواء ها‪ ،‬والجيد في أنه استطاع أن لا‬                                                      ‫تخرجا من مدرسة واحدة وكانوا أصدقاء‪.‬‬                                                                                                                                                                 ‫بقدر اهتمامه بمصير الحدث‪ ،‬وبالتالي نجد إن‬                                                                                                            ‫حيث غالبا من يستبعد في ال�رواي�ات والحياة‬
‫يخمن القارئ نهايات أحداثها بل طوال قراء تها‬                                                  ‫عبدالحفيظ ابن السيد عربي‪ ،‬جاء قريبا من‬                                                                                                                                                                  ‫غالبيتهم أبطال ومجرمين في آن‪ ،‬وذلك بسبب‬                                                                                                              ‫ال�واق�ع�ي�ة م�وض�وع�ة ال�ت�أن�ي�ب ل�ل�ض�م�ي�ر‪ ،‬م�م�ا‬
‫اتل�ع�ح�ل�دىسع�كب�معسرالفم�ةت� توفق�اعصف�يع�للاا‪،‬لنفهماثيل ًةا‬  ‫لا تستطيع‬                    ‫ال�سونلاواي�اتتطالوميتلةحدوةت اخل ّأرمجريمكنيهةا‪،‬بععمدلأفنيع�الامقاشوفلايهت‪،‬ا‬                                                                                                                           ‫ما ذك�رت سابقًا هي حالة تأنيب الضمير التي‬                                                                                                            ‫يثير ان�ده�اش ال�ق�ارئ ف�ي ك�ل فصل م�ن فصول‬
                                                                ‫وال�ت�ي ج�اء‬                 ‫كان جديا وأيضا متطبعا بالسلوك الغربي الذي‬                                                                                                                                                               ‫يعيشها المجرم ليتحول إلى ضحية لما اقترفه‪.‬‬                                                                                                            ‫ال��رواي��ة‪ ،‬ف�ب�ع�د أن ي�س�ت�ب�ي�ح ال�س�ل�ط�وي دم��اء‬
‫الغيبوبة‬  ‫اب�ل�ع�داد أخ�لن� تي�‪،‬ع� ّوم�دح�اف�ل�ةي‬  ‫انتحار مدير الأم�ن‬                        ‫اكتشف لاحقا انه لا يصلح في مجتمعه الحالي‪،‬‬                                                                                                                                                               ‫ت�ح�ك�ي ال��رواي��ة ح��ول م�ق�ت�ل أح��د الأث�ري�اء‬                                                                                                   ‫الآخ�ر وينهب خيرات البلد ويستخدم أساليب‬
‫اص�ط�دام‬                                           ‫لم�دي�ر ع�ام ال�ش�رط�ة‬                    ‫له صديق اسمه بروك علاقتهما قوية‪ ،‬مع العلم‬                                                                                                                                                               ‫والمتنفين في السلطة سابقا (السيد عربي) من‬                                                                                                            ‫ملتوية للوصول إلى مصلحته الشخصية تراه‬
‫س�ي�ارت�ه ب�ب�واب�ة الأم�ن ال�داخ�ل�ي لم�ع�رف�ة حقيقة‬                                        ‫إن والدي الصديقين كانا أصدقاء والعلاقة بين‬                                                                                         ‫وممارسته الشذوذ مع الغلمان لتدس إليه أحد‬                             ‫ق�ب�ل خ�ل�ي�ة تنظيمية ب�ق�ي�ادة ال�ع�ق�ي�د (م�ي�س�رة)‬                                                                                                ‫بعد كل هذه الكتل من الشر بوجوهه المختلفة‪،‬‬
‫إع�دام أب�ري�اء بتهمة ه�و متأكد بعدم ارتكابها‬                                                ‫العائلتين مستمرة منذ الاستعمار حيث كانت‬                                                                                            ‫أفرادها ومن ثم يقوم بدوره بتجنيد اثنين ممن‬                           ‫خ��ري��ج ل���م ي�ع�م��ل م����ارس ك��اف��ة ال�ت�ن�ظ�ي�م�ات‬                                                                                            ‫ت�غ�ل�ب ع�ل�ي�ه ال�ط�ي�ب�ة وص�ح�و ال�ض�م�ي�ر الم�ف�اج�ئ‬
‫ولم يفتح له الباب لمقابلة القائم بأعمال مدير‬                                                 ‫هناك مصالح مشتركة تخدمهما‪ ،‬وك�ان ب�روك‬                                                                                             ‫ك�ان�وا ي�م�ارس�ون م�ع�ه ال�ف�ع�ل�ة‪ ،‬بحيث ي�ت�م قتله‬                 ‫ال�س�ي�اس�ي�ة وال�ح�زب�ي�ة ك�الإس�لام�ي�ة والم�ارك�س�ي�ة‬                                                                                             ‫ب�لا م�ق�دم�ات‪ ،‬وك�أن�م�ا تنبت زه��رة ف�ي ص�ح�راء‬
‫الأم�ن بعد غياب مدير الأم�ن السابق منتحرا ‪،‬‬                                                  ‫ي�ح�اول دائ�م�ا أن ي��زرع ف�ي ن�ف�س عبدالحفيظ‬                                                                                      ‫ب�ال�س�ك�ني‪ ،‬وق�د ك�ان�ت ال�ح�ادث�ة ل�ه�ا وق�ع�ه�ا عند‬               ‫وال�ج�م�ه�وري�ة وغ�ي�ره�ا‪ ،‬م�ن�ذ أن ك�ان ط�ال�ب�ًا في‬                                                                                                ‫ج�رداء‪ ،‬وهذا الجانب كان متكررا بشكل واضح‬
‫كما إن القائد ميسرة وبعد سلسلة من الأعمال‬                                                    ‫استمرار البقاء ف�ي ال�س�ودان بعد الحادثة وان‬                                                                                       ‫المجتمع وألم�ه�ا الكبير‪ ،‬ك�ون أن السيد عبدالله‬                                                                ‫كلية الطب بالجامعة‪.‬‬                                                                                         ‫ورب�م�ا يعود ذل�ك كما ذك�رت سابقا إل�ى الحالة‬
‫ال��دم��وي��ة اب��ت��داء م��ن ال�س�ي�د ع��رب��ي وان�ت�ه�اء‬                                   ‫يتكيف ويتطبع مع سلوكهم‪ ،‬وليس كما جاء به‬                                                                                            ‫يلقى اح�ت�رام�ا خ�اص�ا م�ن ق�ب�ل الم�ج�ت�م�ع‪ ،‬حيث‬                    ‫ول���م ت�ت�ح ل��ه ال��ف��رص��ة ب�ال�ع�م�ل‪ ،‬ح�ي�ث ان‬                                                                                                  ‫السودانية بخاصة‪ ،‬فتركيبة الإنسان السوداني‬
‫ب�ع�دد م�ن أف��راد خ�ل�ي�ت�ه ي�غ�ي�ر م�ف�اه�ي�م ال�ك�ت�اب‬                                    ‫من أمريكا‪ ،‬وإلا سوف يفشل في التعامل معهم‪.‬‬                                                                                          ‫ان�ه ك�ان يمثل دور ال�رج�ل ال�ط�ي�ب ال�ذي ي�ع�اون‬                    ‫البطالة تهيمن كثيرًا على الخريجين بالسودان‬                                                                                                           ‫كما تحدثت عنها وقائع ال�رواي�ة هي تلك التي‬
‫ال�ت�أس�ي�س�ي إل�ى م�ف�اه�ي�م إص�لاح�ي�ة للمجتمع‬                                             ‫اخ�ت�ه زي�ن�ب ت�ع�ي�ش م�ع زوج�ه�ا ف�ي ل�ن�دن‪،‬‬                                                                                      ‫الم�ج�ت�م�ع وي�ت�ب�رع لأف��راده ف�ي م�ش�اري�ع خيرية‬                  ‫م�م�ا يضطر الكثير منهم ال�ه�ج�رة إل�ى ال�خ�ارج‬                                                                                                       ‫ت�ت�م�ت�ع ب�ال�ع�ن�ف وال��ق�س��وة وت�ق�دي�م الم�ص�ل�ح�ة‬
‫وأع�م�ال خ�ي�ري�ة ل�ل�ن�اس م�م�ا ي�ث�ي�ر غ�ض�ب أح�د‬                                          ‫ج��اءت ف�ق�ط ب�ع�د ع�ل�م�ه�ا ب�ال�ج�ري�م�ة‪ ،‬ث�م ع�ادت‬                                                                              ‫ويبني لهم المساجد وه�و ف�ي الحقيقة يمارس‬                             ‫والعمل لسنوات طويلة ومنهم من يكمل مسيرة‬                                                                                                              ‫ال�ش�خ�ص�ي�ة وب�ع�د ال�وص�ول إل��ى الم�ب�ت�غ�ى ت�ب�دأ‬
‫ق��ادة ال�خ�ل�ي�ة وم�س�اع�ده ف�ض�ل ال�ل�ه‪ ،‬فيعملون‬                                           ‫مع طفلها إلى لندن حيث زوجها‪ ،‬وهي تعتبر‬                                                                                             ‫ذل��ك م��ن أج��ل م�ص�ال�ح�ه ال�ش�خ�ص�ي�ة وث��روات��ه‬                                                          ‫حياته بالخارج‪.‬‬                                                                                              ‫ب�ال�ت�راج�ع ن�ح�و إص�ل�اح م�ا ت�م إف�س�اده وكأنما‬
                                                   ‫على تصفيته‪.‬‬                                                                                                                                                                                                                                       ‫استغلت الخلية وض�ع السيد عربي الشاذ‬
                                                                                                                                                                                                                                                ‫الموزعة بين السودان والخارج‪.‬‬                                                                                                                                                                               ‫ملائكة الرحمة نزلت تتلبس فيه شخصيتها‪.‬‬

                                                                ‫مصاعب الغرب في التأهل للحوار مع العالم الإسلامي (‪)3‬‬

‫الم�س�ل�م�ة م�ت�أخ�رة ف��ي دن�ي�ا الم��ع��ارف وال�ع�ل�وم‬                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      ‫د‪ .‬محمود الذوادي‬
‫ال�ح�دي�ث�ة ولا ت��ع��رف الأغ�ل�ب�ي�ة ال�س�اح�ق�ة م�ن‬
‫مواطني المجتمعات الغربية أي لغة م�ن لغات‬                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                  ‫ف�ي الوأمن�ندل�جهسةوثاط��نريدة‪،‬وافقمدنههازمش�اّلرعرط�ربدالمفسسلجملوونا‬
‫العالم الإسلامي الكبرى‪ .‬وكما أشرنا من قبل‪،‬‬
‫يفإت ّنسمموبقعدفم اسل�تواعاد اطلفشعوبوالبنافلوغرربويالةعمدانء‪.‬الإسلام‬
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                          ‫ف��ي م�ؤل�ف�ات�ه�م ه�ي�ام�ه�م ب�الأن�دل�س ول�وع�ت�ه�م‬
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                          ‫فل�هوّل�عدلىع أنيددهيم‬  ‫ما تعرضوا‬   ‫عليها وغضبهم على‬
‫كل ذلك يدعو إلى القول بأن الغرب والعالم‬                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                           ‫المسيحيين؛‬  ‫المنتصرين الأس�ب�ان‬
‫الإس�ل�ام��ي ط��رف��ي ال��ح��وار وال��ت��ع��ارف ل�ي�س�ا‬
‫متساويين في دوافع الرغبة للدخول في الحوار‬                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                 ‫مخيال حاقد على الأسبان وعلى الغرب بصفة‬
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                          ‫ع�ام�ة نتيجة ل�ل�ح�روب الصليبية والاستعمار‬
‫والتعارف والمحافظة عليهما‪ .‬فتحليلنا لدور‬                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                  ‫الغربي لهم في العصور اللاحقة والحديثة‪.‬‬
‫اللغة والدين والمعرفة‪/‬العلم في تقارب الشعوب‬
‫يؤكد أن الطرف العربي الإسلامي متفوق على‬                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                   ‫ونخلص إل�ى ال�ق�ول إن المنظومة الثقافية‬
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                          ‫ال�س�ل�ب�ي�ة إزاء “الآخ��ر” ع�ن�د م�خ�ي�ال�ي ال�ط�رف�ني‬
‫ن�ظ�ي�ره ال�غ�رب�ي الم�س�ي�ح�ي‪ .‬وإن تغيير م�ع�ادل�ة‬                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                       ‫ال�غ�رب وال�ع�رب الم�س�ل�م�ني م�رش�ح�ة ب�ك�ل ق�وة لا‬
‫ه�ذا ال�وض�ع لصالح الم�س�اواة ب�ني الجانبين أو‬
‫القرب منها على مستوى تلك الرموز الثقافية‬                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                  ‫لتستمر ل�ق�رون ع�دي�دة ف�ق�ط ب�ل إل�ى أج�ل غير‬
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                          ‫م�س�م�ى‪ .‬إذ ال��رم��وز ال�ث�ق�اف�ي�ة ذات م��دى ح�ي�اة‬
‫الثلاثة أمر غير وارد في المستقبل المنظور‪ .‬فمن‬                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                             ‫ط�وي�ل ق��د ي�ص�ل إل��ى الأب��دي��ة‪ ،‬ك�م�ا أك��دن��ا ف�ي‬
‫ناحية‪ ،‬تتصف ال�رم�وز الثقافية وآث�اره�ا على‬
‫ال�ن�اس بأمد حية طويل ق�د يصل إل�ى الخلود‪.‬‬                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                ‫منظلوارتناسفميح اهلمذاعالطبياحتثا‪.‬لمب ّينة أع�لاه بالتفاؤل‬
‫فإن دراس�ات علم الاجتماع‬                           ‫الوممعان نصارحأيك ّةدأتخ�عرلىى‪،‬‬
‫أن تغيير الجوانب الثقافية‬                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                 ‫ل�ل�ح�دي�ث ع��ن ت��وف��ر ال��ش��روط ال�ل�ازم��ة ل�ح�وار‬
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                          ‫حقيقي متكافئ فعلا بين الغرب والعالم العربي‬
‫في المجتمع هو عملية بطيئة مقارنة بالتغيير‬                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                 ‫الإسل�ام�ي إذ ال�ط�رف ال�غ�رب�ي ه�و الأق��ل ت�أه�لا‬
‫في الجوانب المادية في المجتمعات البشرية‪.11‬‬
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                          ‫اليوم للدخول في مثل ذلك الحوار كما شرحنا‬
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                        ‫ذلك‪.‬‬
                                 ‫الهوامش‬                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                  ‫إذا ك�ان ال�ع�رب والم�س�ل�م�ون ي�ت�ف�وق�ون على‬
‫‪ .1‬جلال الدين بن أحمد بن محمد المحلي وجلال الدين‬                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                          ‫ال�غ�رب�ي�ني ف��ي رغ�ب�ت�ه�م ل�ل�ح�وار م�ع�ه�م ب�س�ب�ب‬
‫عبد ال�رح�م�ان ب�ن أب�ي السيوطي‪ ،‬ط‪ ،7.‬دار اب�ن كثير‪،‬‬                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      ‫معرفتهم للغات الغربية كما بينا‪ ،‬ف�إن عامل‬
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                          ‫ال��دي��ن لا ي�م�ث�ل ق�ط�ب�ا ج��ذاب��ا ي�ش�ج�ع وي�دف�ع‬
                          ‫بيروت‪ ،1993 ،‬ص ‪.457‬‬                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                             ‫الفريقين ل�ل�ح�وار وال�ت�ع�ارف‪ .‬فموقف الأغلبية‬
‫‪ .2‬طبارة عفيف عبد الفتاح‪ ،‬تفسير جزء يس ج ‪ ،23‬دار‬                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                          ‫المسلمة في العالم العربي وبقية المسلمين غير‬
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                          ‫ال�ع�رب م�ن ال�دي�ن المسيحي ف�ي ال�غ�رب وال�ش�رق‬
              ‫الملايين‪ ،‬بيروت‪ ،‬ص ‪ 145‬بدون تاريخ‪.‬‬                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                          ‫م�وق�ف ف�ي�ه ال�ك�ث�ي�ر م��ن ال�ن�ق�د وال�ت�ح�ف�ظ ع�ل�ى‬
   ‫‪ .3‬تفسير الشيخ متولي الشعراوي‪ ،‬المجلد ‪ ،12‬ص ‪.94-76‬‬                                        ‫تيوم”عألنمط�حلو�ابلن�تواوماّيال�ل�زذع�يل�لل�نمعللاوملا�ي�ءوع�“فل��قم�يلوال�نه”ل‪.‬صي�لإان�نيه”�‪.‬اسإتث�ن�وق�ها�ياف� اةثلقتذاليف ّحةن‬  ‫والتعارف بين الغربيين المسيحيين والمسلمين‬                            ‫وال�ص�ح�ف والإن��ت��رن��ت وع�ب�ر وس��ائ��ل الإع�ل�ام‬                                                                                                 ‫العديد من الاعتقادات المسيحية التي تتعارض‬
‫‪ 4. Dortier J.F., L’homme cet étrange animal,‬‬                                                                                                                                                                                   ‫عربا وعجما‪ .‬ويبقى أن الطرف العربي والمسلم‬                            ‫ك�ان�ت هذه‬  ‫ق�وادل�ب�ح ّصس�نري�تة‪.‬صو�لوارنة�دالرإيسل�إذاام‬  ‫السمعية‬                                                                                  ‫م�ع ن�ص�وص ال�ق�رآن ن�ف�س�ه م�ث�ل م�س�أل�ة صلب‬
‫‪Auxerre, Sciences Humaines Editions, 2004,‬‬                                                                                                                                                                                      ‫ه�و الأك�ث�ر اس�ت�ع�دادا لل�ان�خ�راط ف�ي عمليتي‬                      ‫ف�ي الغرب‬                                                   ‫ال�ع�وام�ل‬                                                                               ‫المسيح أو سبغ صفة الألوهية عليه‪ .‬ولا يقتصر‬
‫‪pp.1923-.‬‬                                                                                    ‫ع�ل�ى ال�ع�ل�م�اء أن لا ي�ع�زل�ه�م علمهم‪/‬معرفتهم‬                                                                                   ‫ال�ح�وار وال�ت�ع�ارف م�ع الآخ��ر (ال��غ��رب) بسبب‬                                                             ‫أو زادتها سوء ا‪.‬‬                                                                                            ‫موقف المسلمين السلبي على الديانة المسيحية‬
‫‪ .5‬وردت مفردات ‪ Supraorganic‬و ‪Suprabiological‬‬                                                ‫الحقيقة الكبرى‬   ‫العملتىعاالل�يت�ةو“إقن إمل�اىي اخلتشعىر الفل َهعلمىن‬                                                              ‫معرفته المحترمة للغاته وتأثره الكبير بثقافته‪.‬‬                        ‫ول�ع�ل غ�زو ق��وات ال�ت�ح�ال�ف ل�ل�ع�راق ‪-‬ال�ب�ل�د‬                                                                                                   ‫وحدها بل يتجاوزها ليشمل كل الديانات مثل‬
‫و‪ Superorganic‬عند علماء الأنثروبولوجيا الغربيين‬                                              ‫عباده العلماء”‪.‬‬                                                                                                                    ‫أم��ا إذا ن�ظ�رن�ا إل��ى ع�ن�ص�ر الم�ع�رف�ة‪/‬ال�ع�ل�م‬                 ‫الم�س�ل�م‪ -‬ب��دون م�س�ان�دة ع�الم�ي�ة وب��دون م�واف�ق�ة‬                                                                                              ‫ال�ي�ه�ودي�ة وال�ب�وذي�ة وال�ك�ون�ف�وش�ي�ة وغ�ي�ره�ا‪.‬‬
‫لوصف الجانب الثقافي للإنسان دون أن يشير هؤلاء‬                                                ‫ف�ق�ط�ب ال�ع�ل�م‪/‬الم�ع�رف�ة ق�ي�م�ة م�رك�زي�ة ف�ي‬                                                                                  ‫ف��ي م�ن�ظ�وم�ة ال��رم��وز ال�ث�ق�اف�ي�ة‪ ،‬ف�إن�ن�ا ن�ج�ده‬            ‫أغلبية شعوب قوات التحالف بقيادة الولايات‬                                                                                                             ‫وي�ع�ود ذل�ك إل�ى اق�ت�ن�اع المسلمين ال�واس�ع ب�أن‬
‫ب�متوعالض�يوةح‪al‬ف‪n�t‬ي‪ e‬ت‪nd‬ح‪e‬ال‪c‬ي‪s‬ل‪n‬ه‪a‬م‪tr‬لمفكهماومب ّيانلاثقفافيةهب�ذأا انلبلهحاثل‪.‬م أنساظرت‬  ‫الثقافتين الإسلامية والغربية‪ .‬وم�ن ثم تعتبر‬                                                                                        ‫رب�م�ا الأك�ث�ر ق�درة ع�ل�ى ج�م�ع ال�ش�م�ل وال�ت�ق�ارب‬               ‫الأم�ري�ك�ي�ة ق��د ع�م�ل ل�ص�ال�ح ص���ورة الإس�ل�ام‬                                                                                                  ‫دينهم هو خاتم الرسالات السماوية‪ ،‬وبالتالي‬
                                                                                             ‫م��رك��زي��ة ق�ي�م�ة الم��ع��رف��ة وال��ع��ل��م ع��ام�ل�ا ه�ام�ا‬                                                                   ‫ب�ي�ن ال�ث�ق�اف�ت�ني الإس�ل�ام��ي��ة وال�غ�رب�ي�ة‪ .‬ي�م�ث�ل‪،‬‬          ‫ف�ي ال�غ�رب‪ .‬وت�أت�ي ج�رائ�م ال�ج�ن�ود الأمريكيين‬                                                                                                    ‫ف�ه�و أف�ض�ل�ه�ا‪ .‬وي�ف�س�ر ه��ذا ف�ي ن�ظ�ره�م ري��ادة‬
                                         ‫كتاب‪:‬‬                                               ‫ل�ل�م�س�اع�دة ع�ل�ى ال�ح�وار وال�ت�ع�ارف ب�ني هاتين‬                                                                                ‫م�ن ناحية‪ ،‬عنصر المعرفة‪ ،‬العلم قيمة ثقافية‬                           ‫وال��ب��ري��ط��ان��ي�ي�ن ف��ي س��ج��ون ال���ع���راق الم�ح�ت�ل‬                                                                                        ‫ازدياد انتشار الإسلام شرقا وغربا رغم أحداث‬
‫‪White, L.and al, The Concept of Culture, Edina,‬‬                                              ‫ال�ث�ق�اف�ت�ني‪ .‬ل�ك�ن لا ينبغي أن ننسى أن�ه توجد‬                                                                                   ‫اجتماعية م�رك�زي�ة ف�ي ص�ل�ب المجتمع الغربي‬                          ‫االلتعيالمطابلمأاسر ّردهدالتم بساتوطلاى‬  ‫بالصورة أم�ام‬      ‫لتفضح‬                                                                                    ‫‪ 11‬سبتمبر ‪ .2001‬وباختصار‪ ،‬يبدو أن العقيدة‬
‫‪Alpha Editions, 1973, pp.3239-.‬‬                                                              ‫اخ�تل�اف�ات غ�ي�ر ه�ي�ن�ة ب�ي�ن رؤي��ت��ي ال�ث�ق�اف�ت�ني‬                                                                           ‫ال�ح�دي�ث‪ .‬ب��دأت ه��ذه ال�ق�ي�م�ة ف�ي ال�ظ�ه�ور منذ‬                                                          ‫لقوى الاحتلال‬      ‫الهابط‬                                                                                   ‫الإسل�ام�ي�ة ت�ع�ط�ي م�ع�ت�ن�ق�ي�ه�ا م�ن�اع�ة ض�خ�م�ة‬
‫‪6. Ebaugh, H.R., Return of the Sacred:‬‬                                                       ‫بالنسبة لأخلاقيات ‪ ethics‬وأه�داف وفلسفات‬                                                                                           ‫عصر النهضة ف�ي أوروب��ا‪ .‬ث�م اكتمل تجذرها‬                            ‫أن��ه��ا ج���اء ت ل�ت�ح�ري�ر ال��ع��راق ون��ش��ر ح�ق�وق‬                                                                                              ‫ت�ح�ف�ظ�ه�م م��ن ت��رك إسل�ام�ه�م وإت��ب��اع دي�ان�ات‬
‫‪Reintegrating Religion in the Social Sciences,‬‬                                                                ‫العلوم والمعارف‪.‬‬                                                                                                  ‫ال�واس�ع ف�ي الم�ج�ت�م�ع�ات الأروب�ي�ة وف�ي أم�ري�ك�ا‬                                            ‫الإنسان والديمقراطية فيه‪.‬‬                                                                                                ‫أخ���رى‪ .‬وه��ك��ذا ف�الم�س�ي�ح�ي�ة‪ ،‬دي��ان��ة الأغ�ل�ب�ي�ة‬
‫‪Jounal for the Scientific Study of Religion,‬‬                                                 ‫وفي ضوء ما سبق يمكن القول بأن شعوب‬                                                                                                 ‫الشمالية واليابان في القرن العشرين‪ .‬إن قيادة‬                         ‫ف�اش�م�ئ�زاز ال�ع�ال�م وت�ب�رم�ه م�م�ا وق��ع ف�ي‬                                                                                                     ‫الساحقة في الغرب‪ ،‬ليست بالعنصر الجذاب أو‬
‫‪Vol.41, n°.3, sept.2002, pp. 3 8595-.‬‬                                                        ‫الثقافة الإس�لام�ي�ة ال�ي�وم تجد نفسها مدفوعة‬                                                                                      ‫تلك المجتمعات لمسيرة العلم اليوم شاهد على‬                            ‫سجن أبو غريب قرب بغداد على أيدي الجنود‬                                                                                                               ‫افلمهتيعالطيسفتمعباهلععانمدلأ اغلملبشي ّةج اعلموساللممسيان‪.‬عدولبلالمتاسلليم‬
‫‪.‬م‪ ،‬س‪ ،‬ص‪L’homme….7 Dortier، 20‬‬                                                               ‫أك�ث�ر م�ن ش�ع�وب ال�ث�ق�اف�ة الم�س�ي�ح�ي�ة ال�غ�رب�ي�ة‬                                                                            ‫ذل�ك‪ .‬ويعتبر‪ ،‬من ناحية أخ�رى‪ ،‬طلب المعرفة‪/‬‬                           ‫الأم�ري�ك�يي�ن ي�س�اع�دان ب�ط�ري�ق�ة غ�ب�ر م�ب�اش�رة‬                                                                                                 ‫ل�ك�ي ي�ن�ش�د ال�ح�وار وي�س�ع�ى إل�ى ال�ت�ع�ارف مع‬
‫‪ .8‬الذوادي‪ ،‬محمود‪ ،‬التخلف الآخر‪ :‬عولمة أزمة الهويات‬                                          ‫للدخول ف�ي عمليتي ال�ح�وار وال�ت�ع�ارف‪ ،‬وذل�ك‬                                                                                      ‫ال�ع�ل�م ق�ي�م�ة ث�ق�اف�ي�ة م�ق�دس�ة ف�ي الإس�ل�ام‪ .‬فأمة‬             ‫على التعاطف م�ع الإسل�ام‪ .‬إذ مقاومة الشعب‬
‫الثقافية ف�ي ال�وط�ن ال�ع�رب�ي وال�ع�ال�م ال�ث�ال�ث‪ ،‬الأطلسية‬                                ‫ب�س�ب�ب م�ع�رف�ة ال�ش�ع�وب الإسل�ام�ي�ة ال�واس�ع�ة‬                                                                                 ‫الإسلام هي أمة الكتاب‪/‬القرآن الكريم الذي تبدأ‬                        ‫ال��ع��راق��ي الم�س�ل�م ف��ي أغ�ل�ب�ي�ت�ه ض��د الاح��ت�ل�ال‬                                                                                                              ‫الإنسان الغربي المسيحي‪.‬‬
                                                                                             ‫ل�ل�غ�ات ال�غ�رب الم�ت�ق�دم‪ ،‬م�ن ج�ه�ة‪ ،‬وت�ح�م�س�ه�ا‬                                                                               ‫أول آية من أول سورة فيه بخطاب الأمر للرسول‬                           ‫الأم��ري��ك��ي وغ��ي��ره م��ن ق���وات ال�ت�ح�ال�ف ت�ج�د‬                                                                                              ‫أم��ا ب�ال�ن�س�ب�ة لم�وق�ف أغ�ل�ب�ي�ة الم�س�ي�ح�ي�ني‬
                       ‫للنشر‪ ،‬تونس‪ ،‬ص ‪.35-34‬‬                                                 ‫ثقافيا‪ ،‬من جهة ثانية‪ ،‬للنهل من المعرفة‪/‬العلم‬                                                                                       ‫محمد صلى الله عليه وسلم‪ ،‬مخاطبا له‪“ :‬اقرأ‬                            ‫تعاطفا واسعا بين شعوب العالم التي عارضت‬                                                                                                              ‫ال�غ�رب�ي�ني م�ن الإس�ل�ام ف�ه�و م�وق�ف س�ل�ب�ي على‬
‫‪Huntington, S., The Clash of Civilizations: .9‬‬                                               ‫الذي يتفوق فيه الغرب المسيحي عليها‪.‬‬                                                                                                ‫باسم رب�ك“‪ .‬فهذه الآي�ة وغيرها كثير ج�دا في‬                          ‫منذ البداية العدوان الأمريكي البريطاني على‬                                                                                                           ‫العموم قبل أح�داث ‪ 11‬أيلول (سبتمبر) ‪.2001‬‬
‫‪Remaking The World Order, New York,‬‬                                                          ‫أم��ا ب�ال�ن�س�ب�ة ل�ل�غ�رب الم�س�ي�ح�ي الم�ت�ق�دم‪،‬‬                                                                                ‫س��ور ال�ق�رآن ال�ق�ص�ي�رة والم�ت�وس�ط�ة وال�ط�وي�ل�ة‬                ‫العراق‪ .‬فقامت من أجل ذلك بمظاهرات صاخبة‬                                                                                                              ‫ولاب���د أن ت�ل�ك الأح����داث ق��د زادت م��ن ع��داوة‬
‫‪.Touchstone, 1977‬‬                                                                            ‫ف��إن ع�ن�اص�ر ال�ل�غ�ة والم��ع��رف��ة ال�ع�ل�م وال��دي��ن‪،‬‬                                                                        ‫تؤسس لثقافة حب المعرفة والعلم‪ .‬إنها ثقافة‬                                                                     ‫ضد احتلال العراق‪.‬‬                                                                                           ‫المسيحيين في الغرب ضد الإس�لام‪ .‬لكن اقترن‬
‫‪ .10‬ال�ذوادي‪ ،‬محمود‪ ،‬في ثقافة إدارة ب�وش وخطرها‬                                              ‫أه��م ع�ن�اص�ر م�ن�ظ�وم�ة ال��رم��وز ال�ث�ق�اف�ي�ة ال�ت�ي‬                                                                          ‫إاللىعلتمحمنصايلملهالدم إعلرىفةال‪ّ/‬لالحعلد”م‬  ‫للسعي‬    ‫المسلم‬  ‫تدعو‬  ‫يتجلى مما سبق أن عاملي اللغة والدين‪،‬‬                                                                                                                 ‫هذا الموقف أيضا في الغرب بازدياد رغبة قطاع‬
 ‫على مسيرة العالم‪ ،‬القدس العربي‪ ،22122003 ،‬ص‪.8‬‬                                               ‫ن�اق�ش�ن�اه�ا‪ ،‬لا ت�ع�م�ل ك�ل�ه�ا ل�ص�ال�ح ال��ح��وار‬                                                                                                                            ‫“أطلبوا‬  ‫حياته‬   ‫كامل‬  ‫وهما أهم عاملين في منظومة الرموز الثقافية‪،‬‬                                                                                                           ‫واس��ع م��ن ال�ج�م�اه�ي�ر ال�غ�رب�ي�ة ل�ل�اط�ل�اع ع�ل�ى‬
‫‪ .11‬أنظر مفهوم الهوة الثقافية ‪ Culture Lag‬في كتاب‪:‬‬                                           ‫وال�ت�ع�ارف م�ع ال�ع�ال�م الإسل�ام�ي‪ .‬فالمجتمعات‬                                                                                   ‫و”طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة”‬                                ‫لا يساعدان كثيرا على تشجيع وتسهيل الحوار‬                                                                                                             ‫ال�دي�ن الإسل�ام�ي ع�ب�ر ق��راء ة ال�ك�ت�ب والم�ج�لات‬
‫‪Ogburn, W., Social Change with Respect to‬‬
‫‪Culture and Original Nature, New York, Free‬‬
‫‪Press, 1922, pp. 200201-‬‬

                                                                                             ‫شكر وعرفان‬                                                                                                                         ‫عرض كتاب موسوعة الداعشيون في مصر‬

                                                                ‫ق��ال ت�ع�ال�ى (ول�ن�ب�ل�ون�ك�م ب��ش��يء م�ن‬                                                                                                                    ‫ط��وي��ل��ة‪ ،‬ك�م�ا ت��ق��ول ف�ص�ول�ه�ا‪ ،‬ق�ص�ة اخ�ت�ل�ط‬               ‫والأجيال القادمة من شباب الأمة‪ ،‬ويضيف أنه‬                                                                                                                                     ‫معتصم الحارث الض ّوي‬
                                                                ‫ال���خ���وف وال���ج���وع ون��ق��ص م���ن الام����وال‬                                                                                                             ‫ف�ي�ه�ا ال��دم ب�ال�دي�ن‪ ،‬ف�ى ت�رك�ي�ب�ة ي�رف�ض�ه�ا ال�ل�ه‬           ‫يتمنى أن تكون الموسوعة بمثابة لبنة أولى في‬                                                                                                           ‫بعد توثيق وبحث استغرقا أكثر من خمس‬
                                                                ‫والانفس والثمرات وبشر الصابرين الذين‬                                                                                                                            ‫سبحانه وتعالى‪ ،‬قصة الجماعات والتنظيمات‬                               ‫بنيان المقاومة ضد ال�دواع�ش القدامى والجدد‬                                                                                                           ‫س�ن�وات ص�درت م�ؤخ�را «م�وس�وع�ة الداعشيون‬
                                                                ‫إذا اصابتهم مصيبة قالوا انا لله وانا اليه‬                                                                                                                       ‫ال�ت�ي ال�ت�ح�ف�ت زي�ف�ًا ب��رداء ال�دي�ن‪ ،‬ف�أس�اءت ل�ه‪،‬‬             ‫ف��ي ب�ل�ادن��ا‪ ،‬م�م�ن ش��وه��وا الإس��ل��ام وس��رق��وا‬                                                                                              ‫ف�ي م�ص�ر ‪ :2018-1928‬التحقيقات ال�س�ري�ة مع‬
                                                                                                                                                                                                                                ‫وش�وه�ت�ه وخ�ل�ق�ت ل�ه أع��داء يصعب ال�ي�وم ال�رد‬                    ‫رسالته السامية وم�زق�وا ال�وط�ن؛ مبعدين إي�اه‬                                                                                                        ‫الإخ���وان وت�ن�ظ�ي�م�ات ال�ع�ن�ف ال�دي�ن�ي‪ :‬ت�س�ع�ون‬
                                                                              ‫راجعون) صدق الله العظيم‬                                                                                                                           ‫على دعاويهم بأن هذا (الدين) دين عنف‪ ،‬وهدر‬                            ‫عن المواجهة الحقيقية الواجبة ضد أعداء الأمة‪،‬‬                                                                                                         ‫ع�ام�ا م�ن العنف ض�د ال�دي�ن وال�وط�ن» للدكتور‬
                                                                ‫يتقدم آل دبلوك وانسبائهم واصهارهم‬                                                                                                                               ‫للدماء‪ ،‬مقدمين تلك التنظيمات وإجرامها عبر‬                                                                                                                                                                                 ‫رفعت سيد أحمد‪ ،‬المدير العام والمؤسس لمركز‬
                                                                ‫بوافر الشكر والعرفان لكل من واساهم في‬                                                                                                                                                                                                                            ‫ليس بين أبناءها‪.‬‬
                                                                                                                                                                                                                                              ‫التاريخ كدليل على ما يزعمون»‪.‬‬                          ‫ب�ذل الم�ؤل�ف وق�ت�ا وج�ه�دا ليسا بالقليلين‬                                                                                                                      ‫يافا للدراسات والأبحاث بالقاهرة‪.‬‬
                                                                                             ‫فقدهم الجلل‬                                                                                                                        ‫وأض��اف «إن�ن�ا ف�ى ن�ه�اي�ة ه�ذه الم�وس�وع�ة‪،‬‬                       ‫لإنجاز هذه الموسوعة الضخمة‪ ،‬والتي صدرت‬                                                                                                               ‫تنقسم الموسوعة إلى أربعة أقسام تناولت‬
                                                                ‫الم��غ��ف��ور ل��ه ب���إذن ال��ل��ه‪ :‬ع�ث�م�ان ع�ب�د‬                                                                                                             ‫نؤكد أن جوهر الإس�لام ه�و ال�ع�دل والوسطية‪،‬‬                          ‫فيما يقارب الثلاثة آلاف صفحة‪ ،‬وغطت مساحة‬                                                                                                             ‫الحركات الإسلامية في عهود ناصر والسادات‬
                                                                                                                                                                                                                                ‫وال�دع�وة بالتي ه�ي أح�س�ن‪ ،‬والبعد ع�ن العنف‬                         ‫زمنية تمتد إلى تسعين عاما‪ ،‬وبخلاف الوثائق‬                                                                                                            ‫وم���ب���ارك وال��س��ي��س��ي‪ ،‬وت���وزع���ت ع��ل��ى خ�م�س‬
                                                                                           ‫اللطيف دبلوك‬                                                                                                                         ‫في تحقيق غايات ومقاصد الشريعة‪ ،‬وأي قول‬                               ‫والمستندات والكتب المرجعية‪ ،‬استعان المؤلف‬                                                                                                            ‫م�ج�ل�دات س�ع�ى الم��ؤل��ف م��ن خل�ال�ه�ا ل�ل�ت�أط�ي�ر‬
                                                                ‫والذي حدثت وفاته فجر الاحد الموافق‬                                                                                                                              ‫غ�ي�ر ذل�ك ي�ع�د ف�ي ت�ق�دي�رن�ا ان�ح�راف�ا ك�ام�لا عن‬               ‫أيضا بأضابير التحقيقات السرية الحكومية‪،‬‬                                                                                                              ‫المنهجي لظاهرة نشوء الحركات الإسلامية في‬
                                                                ‫‪ ،2021 / 4 / 11‬ويمتد الشكر لكل من حضر‬                                                                                                                           ‫(الإس�لام المحمدى) الصحيح‪ ،‬ويعد هدمًا ليس‬                            ‫وم�����داولات ال�ج�ل�س�ات ال�ق�ض�ائ�ي�ة‪ ،‬م�م�ا م�ن�ح‬                                                                                                 ‫مصر منذ تأسيس جماعة الإخوان المسلمين عام‬
                                                                ‫بنفسه اي�ام م�ك�وث الفقيد بالمستشفى او‬                                                                                                                          ‫ل�ل�دي�ن ف�ح�س�ب‪ ،‬ب�ل ل�ل�وط�ن ذات��ه‪ ،‬وه��و عي�ن ما‬                 ‫االولم�زب ّايو��نح�س��ثهوي��ناع�ةبو�اققل����يق��دّررما�اءةك�ت�وب�كوي�اث�رفاية�قما��ليم�نةعانلمإي�ثي�ن���نهر�ابءج�هويذ�اهلةإال�لح�ف�ق�اائط�ض��يدةة‪،‬ة‬  ‫‪ ،1928‬والدراسة الموضوعية للأفكار والمنطلقات‬
                                                                ‫ح�ض�ر م�راس�م ال��ع��زاء او ات�ص�ل‪ .‬س�ائ�ل�ني‬                                                                                                                   ‫قامت به هذه الجماعات على اختلاف مسمياتها‬                                                                                                                                                                                  ‫الحركية والمذاهب الفكرية لمختلف التنظيمات‬
                                                                ‫ال�ل�ه ان ي�ت�ق�ب�ل ال�ف�ق�ي�د ش�ه�ي�دا ف�ي عليين‬                                                                                                               ‫منذ نشأة أولاها (جماعة الإخوان المسلمين عام‬                                                                ‫الشائكة‪.‬‬
                                                                ‫وان ي�ت�غ�م�ده ب��واس��ع رح��م��ت��ه وي�س�ك�ن�ه‬                                                                                                                 ‫‪ )1928‬إلى نشأة آخرها (داعش ولاية سيناء عام‬                           ‫اخ�ت�ت�م الم��ؤل��ف الم�وس�وع�ة ب�رس�ال�ة أج�م�ل‬                                                                                                                                         ‫المتأسلمة‪.‬‬
                                                                ‫ف�س�ي�ح ج�ن�ات�ه م��ع ال�ص�دي�قي�ن وال�ش�ه�داء‬                                                                                                                  ‫‪ ،)2014‬والتي لا تزال تعبث في أمن سيناء ومدن‬                          ‫فيها منظوره ل�دواف�ع البحث ق�ائ�لا «ه�ي قصة‬                                                                                                          ‫ي��ق��ول الم��ؤل��ف إن���ه ي�ع�ت�ب�ر إع����داده ل�ه�ذة‬
                                                                ‫وال�ص�ال�ح�ني وح�س�ن أول�ئ�ك رف�ي�ق�ا‪ .‬إن�ا لله‬                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                           ‫الموسوعة واجبا وطنيا وقوميا تجاه بلده وأمته‬
                                                                                                                                                                                                                                        ‫مصر المختلفة حتى يومنا هذا (‪.)2019‬‬
                                                                                        ‫وإنا إليه راجعون‬
   7   8   9   10   11   12   13   14   15   16   17