Page 14 - المدائن بوست العدد السادس والستون
P. 14
14 AL Madayin Post ثقافة وأدب
< الأحد 6 -يونيو < 2021العدد66 :
القنبلة التي فجرتها رواية السيرة الذاتية ...الخبز الحافي
صولات محمد شكري وجولاته بمنطقة الممنوع
والفنانين وغدا كل شارع ومقهى وملهى وحانة إبراهيم مشارة
تحكي قصة أدي�ب غربي أو شرقي ع�اش ردح�ا
من الزمن فيها. محمد شكري ع َّرى بسيرته الذاتية في روايته
الخبز الحافي نفسه بقدر ما عرى نفس الإنسان
مخطوطة «الخبز الحافي» العربي المسحوق بظروفه التاريخية والسياسية
وم����ن ح��س��ن ح���ظ ش��ك��ري أن ي��ط��ل��ع ع�ل�ى والاجتماعية .إبراهيم مشارة يسلط الضوء على
م�خ�ط�وط�ة «ال�خ�ب�ز ال��ح��اف��ي» وي�ت�ح�م�س ل�ه�ا بريق الغبار ح�ول سيرة محمد شكري الذاتية.
ويقدر قيمتها الفنية صديقه الكاتب الأمريكي ش�ك�ري ال�ذي ق�ال «أن�ا أك�ل�ت م�ن ال�ق�م�ام�ة ونمت
المقيم بطنجة ب�ول بولز ويساعد على نشرها ف�ي ال�ش�ارع فلماذا تنتظرون مني أن أك�ت�ب عن
ف�ي ألم�ان�ي�ا ع��ام 1982ب�ع�د ع�ش�ر س�ن�وات من الفراشات».
كتابتها ووضعها في الدرج. في تراثنا الأدبي خاصة والفكري عامة نعثر
وق��د ك��ان ش�ك�ري ي�ت�وج�س ف�ي ن�ف�س�ه خيفة على أفلاذ من السيرة الذاتية منثورة هنا وهناك
من صراحتها وم�ن آثارها على سمعة العائلة أبوية ولا اهتمام حكومي بالطفولة واستغلالها سياسيا تحت الحماية الفرنسية -دفع به والده رب�م�ا ت�ك�ون ال���رواي���ات ح�قل�ا ل�ل�ب�وح ب�ش�ك�ل كتبها أو أملاها بعض الأعلام ،كابن سينا الذي
خاصة أخ�وات�ه البنات وم�ا ق�د يجره الاع�ت�راف (والم���غ���رب ك���ان ت�ح�ت ال��ح��م��اي��ة) وف��ق��ر م�دق�ع لا إل�ى الم�درس�ة ليتعلم بل ليعمل في المقهى في غ�ي�ر م�ب�اش�ر ،وذل��ك م�ا يجعل ال�ن�ق�اد يتتبعون أملى شيئا م�ن سيرته الذاتية ف�ي أواخ�ر عمره
م��ن أذى إل��ى س�م�ع�ة ال�ع�ائ�ل�ة ،ول�ك��ن ت�ح�م�س وحاجات الأسرة المتعددة وإهمال أبوي لا نظير غ�ض�اض�ة ال�ص�ب�ا ون��ض��ارة ال�ع�م�ر ح�ي�ث تعلم شخصية ال�ك�ات�ب الم�ت�ق�م�ص�ة شخصية روائ�ي�ة لا تتعدى صفحات قليلة استعان بها اب�ن أبي
ال�ن�ق�اد ل�ه�ا وان�ت�ش�ار ال�رواي�ة ان�ت�ش�ار ال�ن�ار في ل�ه ووس��ط م�ن�ح�رف ق�ام�وس�ه ال�ح�ي�ات�ي يتشكل ال�ت�دخي�ن وال�ت�ح�ش�ي�ش ب�ط�ري�ق ال�ص�دف�ة أولا ما ،كما في الثلاثية في شخصية كمال بالنسبة أص�ي�ب�ع�ة ف�ي ت�رج�م�ت�ه ل�ه�ذا ال�ع�ل�م ف�ي مصنفه
ال�ه�ش�ي�م م�ك�ن ل�ش�ك�ري م�ك�ان رائ���دة ف�ي الأدب م�ن ال�ش�ط�ارة ،المتع الحسية ،المثلية ،السجون، والفضول ثانيا والتعود أخيرا ،واستمر كادحا لنجيب محفوظ وفي مثل رواية الحي اللاتيني
الم�غ�رب�ي وش�ه�رة ع�رب�ي�ة ي�ح�س�د عليها ب�ال�رغ�م الأقبية ،السجائر ،الحشيش ،الرصيف ،الصفيح، ن�ه�اره وليله ب�دراه�م م�ع�دودة لتلبية حاجيات ل�س�ه�ي�ل إدري��س وم�وس�م ال�ه�ج�رة إل��ى ال�ش�م�ال الشهير «عيون الأنباء في طبقات الأطباء».
من الصدمة التي أحدثتها واعتراض الكثيرين بنات الليل ،المقاهي ،الحانات ،الفنادق ،الشرطة، الأس��رة ون��زوات وال��ده ف�ي أغ�ل�ب الأح�ي�ان حيث لقد خ�رق اب�ن سينا شيئا م�ن الم�أل�وف وب�اح
للطيب صالح. قليلا ببعض أسرار حياته في احتشام وتحفظ
على صراحتها الخادشة للآداب العامة. الغرامة ،الدم ،العنف والبذاءة. كان يأخذ الفلوس بالغصب. ف�ي ال�غ�رب -بسبب ال�ث�ورات الفكرية والنزعة ف�ه�ذا ال��رج��ل ال��ذي ع��رف ع�ن�ه ال�ج�د وال�ن�ب�اه�ة
وق�ام الطاهر بن جلون بترجمة ال�رواي�ة إلى ه��ذا ه��و ع�ال�م ال�ش�ط�ارة وال�ع�ال�م ال�ه�ام�ش�ي الإنسية وفلسفة تمجيد ال�ذات وحرياتها -كان وال�س�ه�ر م�ن أج��ل ال�ع�ل�م ك��ان ي�ت�ف�رغ ل�ش�يء من
الفرنسية فعرف بشكري في الغرب حيث لاقت وه��ام��ش ال��ح��ي��اة والم�ن�ط�ق�ة الم��دان��ة س�ي�اس�ي�ا صولات وجولات في منطقة الممنوع البوح في السيرة الذاتية أشد سطوعا وتوهجا اللهو ويستعين على السهر والتعب بشيء من
اه�ت�م�ام�ا ك�ب�ي�را .وم��ع ه��ذه الم�ك�ان�ة ل�ش�ك�ري و وأخ�الق�ي�ا وح�ت�ى دي�ن�ي�ا .وب�ق�در م�ا أدي�ن�ت تلك وم�ج�اه�رة وتعرية لكل المكبوتات وتجلية لكل الشراب كما باح في نصه عن بعض خبايا نفسه
ال�ظلت�ق�تديم�رم انل�وع�عرةب�مينواال�لات�دح�ات�وف�لا ُءت�ت�م�دانَوال�لن�ق�س�اردا ووا ُلت�قه� َّرراءب الحياة وهمش أصحابها شعت وتوهجت على القنبلة التي فجرها شكري في سيرته وخرق خ�ف�ي ،خ�اص�ة م�ع روس��و ف�ي اع�ت�راف�ات�ه وج�ان وهو يعرضها علينا في تلك الصفحات القليلة.
ك�م�ا ت�ه�رب الم�م�ن�وع�ات ،ل�ك�ن الإب���داع م�ص�ي�ره يدي شكري في رائعته «الخبز الحافي» والعتبة ب�ه�ا ك�اف�ة الم�م�ن�وع�ات وال�ط�اب�وه�ات وت�م�اه�ت جينيه رائد الأدب الشطاري في الغرب في رائعته
ال�ذي�وع وال�ق�وة الإن�س�ان�ي�ة وال�ف�ن�ي�ة الم�وج�ودة الأول���ى ل��ل��رواي��ة -وه���ي ال��ع��ن��وان -ت�ح�ي�ل ع�ل�ى ال�س�ي�رة ال�ذات�ي�ة ال�ع�رب�ي�ة م��ع ال�س�ي�رة ال�ذات�ي�ة «سيدتنا صاحبة ال�زه�ور» وال�ت�ي اع�ت�رف فيها البوح في فن السيرة الذاتية
الخصاصة والإملاق فالخبز حافيا صار صعبا الإنسانية ع�ام�ة والغربية خ�اص�ة ه�ي صولاته باللصوصية والإدم��ان وال�ك�ذب والمثلية ،حتى
فيها تتغلب على كل رقيب. ف�ي زم�ن لا يرحم حيث لا حماية إلا الإق�ط�اع أو وجولاته في منطقة الممنوع ومستحيل التفكير أن سارتر وصفه بالقديس والعبقري والشهيد لا ش�ك أن ف�ن ال�س�ي�رة ال�ذات�ي�ة ي�ع�د ف�ن�ا راف�دا
يشكل الجزء الثاني «زمن الأخطاء» تتمة لهذا فيه ومستحيل البوح به ،حيث تعرض لتجاربه للسرد عامة بنكهة ذاتية ،إن�ه م�رآة تجلو نفس
ال�ب�وح ول�ه�ذا ال�س�رد ال�ع�ف�وي الأخ�اذ المتخلص الشطارة. المتعية ون�زوات�ه بصراحة لا نظير لها إل�ى حد واللص والمثلي والكذاب. ال�ك�ات�ب أو ال�ش�اع�ر م�ن غ�ي�ر أص�ب�اغ -أو ه�ك�ذا
من كل تقنية والمنفلت من كل إك�راه�ات تقنية، طنجة التي تبكي على من لم يرها كما يتردد أن الألفاظ النابية تصفع القارئ صفعا .فالحقل يفترض -تتسم بالصدق والصراحة والشفافية.
ه��ذا ال�س�رد ال�غ�ض غ�ض�اض�ة ال�ح�ي�اة وط��رواة دائما في الم�أث�ورات الأدب�ي�ة والسياحية ،طنجة الدلالي والمعجمي لعالم الليل والهامش والأقبية محمد شكري -رائد الأدب الشطاري [الصعلوكي] خ�اض ف�ي ه�ذا ال�ف�ن ط�ه ح�س�ني ف�ي «الأي��ام»
ش�ك�ري الم�دي�ن�ة الم�ف�ت�وح�ة ع�ل�ى ال�ب�ح�ر الم�ت�وس�ط والمقاهي وال�ح�ان�ات يغص بالألفاظ التي تكاد وال�ع�ق�اد ف�ي «أن��ا» وأح�م�د أمي�ن ف�ي «ح�ي�ات�ي»،
اللحظة المشبع بكل رائحة. والم�واج�ه�ة ل�لأن�دل�س ت�اري�خ�ي�ا وش�ب�ه ال�ج�زي�رة تزهق روح ال�ق�ارئ غير المتعود على ه�ذا النوع لاشك أن محمد شكري هو رائد الأدب الشطاري وهم أع�الم هذا الفن في النصف الأول من القرن
وإذا كانت الخبز الحافي تحيل على الجحيم الأيبيرية حضاريا وجغرافيا ،مدينة بول بولز ف��ي أدب���ن���ا ،وت��ج��رب��ت��ه ال�ك�ت�اب�ي�ة وال�ح�ي�ات�ي�ة الم��ن��ص��رم ،وس�ل�ط�ت ت�ل�ك ال�س�ي�ر ال��ض��وء ع�ل�ى
ف�إن زم�ن الأخ�ط�اء تحيل على المطهر ،ففي هذا من البوح. وطريقته في السرد المتسمة بالعفوية والتلقائية ال�ج�وان�ب ال�ت�اري�خ�ي�ة وال�ث�ق�اف�ي�ة وال�س�ي�اس�ي�ة
ال�ج�زء يستكمل شكري س�رد مسيرة حياته أو وتينسي وليامز وجان جينيه وغيرهم. لا مرية في أن شكري لا يقصد الدونجوانية والتحرر من كل تقنية ومهارة فنية تظل علامة
ملحمة حياته حيث يصر على التعلم وهو في طنجة العربية والأوروب�ي�ة الفاتنة بأزقتها ولا ال�دع�اي�ة ولا الإخل�ال ب��الآداب العامة فهو لا فارقة في الأدب المغاربي خاصة والعربي عامة، والاجتماعية لمصر في تلك الحقبة.
سن المراهقة مع أطفال صغار حتى صار مبعثا وح�ارات�ه�ا الم�ت�ث�ائ�ب�ة آخ��ر ال�ل�ي�ل ،وال�ت�ي تستر ي�م�ارس أدب�ا مكشوفا ب�ل أدب�ا إنسانيا رفيعا، وق��د س��رد س�ي�رت�ه ال�ذات�ي�ة ف�ي ث�الث�ي�ت�ه»ال�خ�ب�ز ل�ك�ن م�م�ا ي��ؤخ��ذ ع�ل�ى ت�ل�ك ال�س�ي�ر ال�ط�اب�ع
ل�ض�ح�ك�ه�م م�ع الاس�ت�م�رار ف�ي ال�ك�دح م�ن أج�ل ج��س�ده��ا ب�غ�ل�ال��ة رق�ي��ق��ة م��ن دواوي�����ن ال�ش�ع�ر ل�ي�س الم��ق��ص��ود ت�م�ج�ي�د ال���ذك���ورة وال�ف�ح�ول�ة الم�ل�ح�م�ي والم�ي�ل إل�ى ال�ت�م�ج�ي�د وروح ال�ت�ع�ال�ي،
ال�ق�وت وم�م�ارس�ة ال�ش�ق�اوة ال�ت�ي ب�دأه�ا صغيرا وت�ش�ي�ع�ه�ا إل���ى م��رق��ده��ا ب��س��م��ات ال�ص�ب�اي�ا وصولاتها وجولاتها ،وليس شكري هو الدون الحافي» و»زمن الأخطاء» و»وجوه». إذ يقدم الكاتب نفسه روح�ا متعطشة للمعرفة
وق�ه�ق�ه�ات ال�س�ك�ارى ورائ��ح��ة ال�ت�ب�غ وال�ك�ح�ول ج��وان ب�ل ه�و الإن��س��ان الم�س�ح�وق غ�ي�ر الم�ت�ع�ل�م ع���اش ش��ك��ري ح��ي��اة ص�ع�ب�ة ف��رض��ت ع�ل�ي�ه ت�واق�ة إل�ى ال�ث�ق�اف�ة ت�ك�دح ف�ي سبيل تحصيلها
وصار فتوة حقيقة -أليس الوشم علامتها؟ ولوحات غير مكتملة لرسامين في ورشاتهم أو الكادح ال�ذي لم يجد طريقه أو أجبرته الظروف ال��ظ��روف الان��ح��راف ب�الم�ف�ه�وم الأن�ط�ول�وج�ي لا متحملة قيود الخصاصة والوضع الاجتماعي
ح�ني ع�ان�ق ش�ك�ري ال�ح�رف ل�م ي�ع�ان�ق مجرد وتريات تعانق الروح وتغازل الجسارة الملتهبة على أن يعيش حياة الهامش ويمارس الشطارة
الأب�ج�دي�ة وم�ح�اول�ة ف�ك ش�ف�رة ال�ق�راء ة لرسائل في عمق كل سامر والحرية التي تبسط بساطها وال�ف�ه�ل�وة وال�ف�ت�وة وي�ق�وم ب�ك�اف�ة الأف�ع�ال التي الأخلاقي. الذي يميزه الحرمان.
بسيطة أو كتابة اسمه لكن توغل في عالم الأدب الأحمر لكل عاشق أو متمرد أو ثائر أو عبقري أو تتصف بالقبيحة م�ن الناحية الأخ�الق�ي�ة ،ومن فمن أب أناني كسول مادي غير مهتم بتربية وه��و أم��ر لا ي�ن�ك�ر م�ل�ح�م�ة ح�ي�ات�ي�ة ت�ب�دأ ذرة
غ�رب�ي�ه وش�رق�ي�ه ،ك�الس�ي�ك�ي�ه وح�دي�ث�ه وت�ع�دى السهل إدانة هذا النوع من البوح لكن بالتأكيد أولاده وغ�ي�ر م�ق�در ل�زوج�ت�ه ي�ب�ح�ث ف�ق�ط ع�ن وتنتهي جبلا عملاقا يطفو على سطح حياتنا
ذل�ك إل�ى تعلم الإسبانية ل�الط�الع على الثقافة مبدع أو منحرف. ل�ن ينفع ب�ذل�ك لا الأخل�اق ولا ال�ح�ي�اة ولا الأدب الدراهم وجلسات الشاي ونزواته الخاصة إلى ال�ث�ق�اف�ي�ة وال�ف�ك�ري�ة ،م�ع أن ال��ذات الإن�س�ان�ي�ة لا
رائ�ح�ة ال�ل�ي�ل ،رائ�ح�ة ال�ج�و المتخمة برطوبة حد دق عنق ابنه الصغير الذي لم يتركه ينام في ت�خ�ل�و م��ن ش��ه��وات ال��ح��س وأم����راض ال�ن�ف�س
الغربية عبر إحدى لغاتها الحية. البحر والمشبعة برائحة اليود والشمس الدافئة في شيء. ك��الأث��رة وال�ح�س�د وال�ح�ق�د وال�غ�ي�رة والأن�ان�ي�ة
الصراع ،التنازع في نفس شكري بين نوازعه التي تغزل بها ماتيس في لوحة خالدة بالرغم س�ي�اق س�ردي متسق لعالم ال�ش�ط�ارة ول�ذات القيلولة من فرط البكاء فتركه جثة هامدة. والطمع ،وهذه الأهواء والنوازع البشرية تشكل
ال�ب�ش�ري�ة وم�ث�ل�ه ال�ع�ل�ي�ا ،بي�ن ش�رط�ه ال�ح�ي�ات�ي م�ن ال��روح ال�ك�ول�ون�ي�ال�ي�ة ال�ك�ام�ن�ة ف�ي ال�ل�وح�ة، إن�س�ان�ي�ة م�ط�ح�ون�ة ب�ظ�روف�ه�ا تتلمس طريقها وق��د أث��ر ه��ذا ال��ح��ادث ف�ي ش�ك�ري ب�ل زل�زل�ه الجزء الخفي من كل نفس في صراعها من أجل
وأحل�ام�ه ال��وردي��ة ،بي�ن الأم��ل والإح��ب��اط ،بين وم�ا يقال عن حياة بعض الكتاب الغربيين بها في عالم هو أشبه بالغابة حيث البقاء للمخلب ف�ك�ري�ا ونفسيا وك�ت�ب ج�زء م�ن س�ي�رت�ه ال�ذات�ي�ة البروز واحتلال مساحة في حيز الوجود الفعلي
ال�ح�ي�اة ك�م�م�ارس�ة ب�ك�ل ج�اذب�ي�ت�ه�ا وعنفوانها ون�ظ�رت�ه�م الاس�ت�ع�الئ�ي�ة ورغ�ب�ت�ه�م ف�ي أن تبقى والناب ،عالم يعيش فيه أخ�الط من المسحوقين «الخبز ال�ح�اف�ي» أم�ام قبر أخ�ي�ه الصغير ،وأم
وص��راع��ه��ا ال�ط�ب�ق�ي ال�ره�ي�ب وم��م��ارس��ة ع�ل�ى طنجة فراديس للمتعة والبهجة والأنس والدعة ك�ال�ك�ادح وال�ل�ص وال�ب�غ�ي وال�ط�ف�ل ال��ذي يسلم مجتهدة صابرة مغلوبة على أمرها لا تستطيع الحياتي.
ال�ورق عبر الكتابة ورد الاع�ت�ب�ار للمسحوقين طفولته إل�ى الرصيف وإل�ى العمل الشاق جلبا أن تفعل شيئا ف�الم�رأة ف�ي ال�ش�رق عامة ف�ي ذلك ح��اول ح�ن�ا م�ي�ن�ه ف��ي» الم�س�ت�ن�ق�ع» و»ب�ق�اي�ا
ول�ل�ت�اري�خ ال�ش�ف�وي الم�ض�اد -ت�ل�ك الحيلة التي والكسل. ل�ل�ق�وت والم�س�ت�غ�ل والإق��ط��اع��ي والم�ت�ع�ام�ل م�ع الوقت ليست سوى آلة للإنجاب وشغالة خرساء صور» وعيسى الناعوري في «الشريط الأسود»
أتقنها شكري فخلد سيرته في رائعة إنسانية والنسوة الملتفات في عباءاتهن أو ملاحفهن المستعمر -عالم القاع حيث اللون كابي والحياة بكماء ،لا ترى ،لا تسمع ،لا تتكلم هذا هو الغالب. -ال��ذي ق��دم ل�ه ش�وق�ي ض�ي�ف -أن ي�م�ض�ي ق�دم�ا
وف�ن�ي�ة ح�ق�ي�ق�ة ب�ال�خ�ل�ود وك�س�ا وح��ل ال�ح�ي�اة وج�ل�ب�ة ال�ب�اع�ة ورواد الم�ت�ع�ة وط�ل�اب الم�غ�ام�رة وقد وثق ذلك فنيًا نجيب محفوظ في رائعته ف��ي ت�ع�ري�ة ال�ن�ف�س وت��ن��اول م�م�ن�وع�ات ال�ب�وح
في ذاتها ليست سوى المستنقع بعينه. «ال�ث�الث�ي�ة وخ�ل�د م�ع�ان�اة أمينة وزوج�ه�ا ال�دون وم�ت�ن�اق�ض�ات ال�ن�ف�س ال�ب�ش�ري�ة ،ل�ك�ن ت�ظ�ل تلك
ببريق الإبداع. وعشاق الحرف. جوان أحمد عبد الجواد في تلك الروايات الثلاث الكتابات تحوم حول الممنوع ولا ترد ،تقترب من
حقوق النشر :إبراهيم مشارة /موقع قنطرة 2021 ح�ري بطنجة إذًا أن تبكي على م�ن ل�م يرها. حياة صعبة كادحة «ق�ص�ر ال�ش�وق»« ،ال�س�ك�ري�ة» « ،بي�ن القصرين»
هذه المقالة تتناول كاتبا إشكاليا هو محمد شكري ل�ق�د غ�دت ملهمة ال�ش�ع�راء وال�ك�ت�اب والفلاسفة حقل اللامفكر فيه ولكن لا تقتحمه.
ال��ذي ع�رى ب�س�ي�رت�ه ال�ذات�ي�ة ف�ي ال�خ�ب�ز ال�ح�اف�ي نفسه حياة صعبة كادحة من غير تعلم ولا رعاية الكبيرة تاريخيا وفنيا. ه��ذا ال�ن�ق�ص ف��ي ال�ت�ج�رب�ة ال�ك�ت�اب�ي�ة ف��ي فن
بقدر ما عرى نفس الإنسان العربي المسحوق بظروفه اضطر شكري إل�ى العمل في الصبا والمغرب ال�س�ي�رة ال�ذات�ي�ة واخ�ت�ف�اء ش��رارة ال�ص�دام ورج
التاريخية والسياسية والاجتماعية .فن السيرة الذاتية ال��ق��ارئ ب�ج�دل�ي�ات وم�ف�ارق�ة ال�ن�ف�س ال�ب�ش�ري�ة
فن عريق في الأدب العربي لكن ج�رأة شكري وتناوله ف�ي ص�راع�ه�ا ب�ني ال�خ�ي�ر وال�ش�ر والم�ث�ل وال�ح�س
المنطقة الممنوعة ب�ل واقتحامها بكل ج�رأة وشجاعة وحجبه والأخ�الق -دفع هذا توفيق الحكيم في
وصراحة -ذاك مايعطيها مصداقيتها وقيمتها الفنية آخر عمره إلى أن يكتب شيئا من هذا البوح في
والتاريخية والاجتماعية .الأل�ف�اظ النابية التي تصفع ش�ك�ل إج�اب�ات ع�ل�ى أس�ئ�ل�ة ط�رح�ه�ا ع�ل�ي�ه نبيل
ال�ق�ارئ ص�ف�ع�ا ص��ارت ح�ق�لا دلال�ي�ا ل�ل�ع�ال�م الم�ه�م�ش، مغربي ونشرت تحت عنوان «خريف العمر» في
العالم السفلي ،عالم الصفيح ،عالم الليل ،عالم الفقراء
والكادحين .كما تعود قيمتها كذلك إلى التنويه بالأدب مجلة الوطن العربي في أواخر الثمانينيات.
ال�ش�ف�وي الم�ض�اد الم�ت�م�رد ع�ل�ى ال�س�ل�ط�ة وع�ل�ى الأدب وق��د أح��دث��ت ض�ج�ة ك�ب�ي�رة ح�ي�ن ص��دروه��ا
الكلاسيكي الباذخ أدب الصروح العاجية والبلاط .لهذا بسبب تناولها علاقة الكاتب بالمرأة ومغامراته
استحقت سيرة شكري الذاتية ك�ل ه�ذا الاحتفاء في في القاهرة وباريس أيام شبابه وطلبه للمعرفة
وال�ت�ح�ص�ي�ل ال�ع�ل�م�ي ،وات�ه�م�ه ك�ث�ي�رون ب�خ�رم
الشرقوالغرب،كمايكتبإبراهيممشارة.عبقر ّي النظم والقصائد ...الشاعر إدريس محمد جماع أب�ج�دي�ات الم��روة وث�ل�م ال�ق�ي�م الأخ�الق�ي�ة ورح�ب
ال�ك�ث�ي�رون ب�ه�ذا ال��ب��وح ،وك���أن ال�ح�ك�ي�م تطهر
ب�الاع�ت�راف وق�ال شيئا -ك�ان يتعبه ويضجره-
رم�اه ف�ي ده�ال�ي�ز التناسي والإخ�ف�اء زم�ن�ا غير
يسير.
ُث َّم َضا َع الأم ُس ِم ِّني وا ْن َط َو ْت ِبال َقْل ِب َح ْس َرة ث ِطمي َن ُةصاالحب اؤلق ِس َضاشءا ِعكًروانميَّثافلاكانت هو طفل شاد الرمال قصورا وهي آماله ودك المرحلة المتوسطة والمرحلة الثانوية في مختلف لب�به إاعلد�رعض�ي�دهاي�سدع�ممد�دحنمامل�دنق� َاجلَّمصم�ااطئ�عردبياشلنما� اعلش�رهس�ووسردواةدنااييلنن�ّت�ي،يمورتُأمغد ّنروقىج
الرمالا. مناطق السودان. ب�ع�ض�ه�ا الآخ��ر ف�ي م�ن�اه�ج ال�ت�رب�ي�ة وال�ت�ع�ل�ي�م
ألحان وطنية: ي�غ�ل�ب ع�ل�ى م��وض��وع ش�ع�ر ج��م��اع ال�ت�أم�ل الم�ت�ع�ل�ق�ة ب��ت��دري��س آداب ال�ل�غ�ة ال�ع�رب�ي�ة ف�ي
الجمال: أسع�اي �ش ًرقا ُأأشس��ل�ع�واراب وال�ج�م�ال وال�ح�ك�م�ة ك�م�ا ك�ت�ب وال �ح �ب أعماله الأدبية ال��س��ودان ،ورغ��م ش�ه�رت�ه ف�ي ال��س��ودان كشاعر
ارتبط الوجدان السوداني بشاعرية (إدري�س نظرته ف�ي�ه ل�ه ال�ش�اع�ر ك��ان مناهضة ل�الس�ت�ع�م�ار ،وي�ت�س�م وط�ن�ي�ة م�رم�وق ول�ه مكانة خاصة إلا أن�ه منسي عربيا
جماع) ،فكانت قصائده تغنى في المحافل وتتلى ل�ل�ج�م�ال، ش�ع�ره ب�رق�ة الأل��ف��اظ وال��وص��ف ف�ائ�ق ال�خ�ي�ال أصدر إدريس جماع ديوان شعر وحيدا باسم ولم تهتم به الدوائر الأدبية العربية ،وهو لا يقل
ف�ي المنتديات؛ وق�ام كبار المطربين السودانيين الخاصة ،وتعبيراته المميزة ،جعلته يبدع أحلى ل�ح�ظ�ات ب�اق�ي�ة وق��ال ف�ي م�ق�دم�ت�ه «إن ات�ج�اه�ي شاعرية عن صلاح عبد الصبور ومظفر النواب
ب�غ�ن�اء ب�ع�ض ق�ص�ائ�ده ال�ع�ذب�ة ال�ن�دي�ة؛ غ�ي�ر أن ال�ق�ص�ائ�د ال�ت�ي تغنى ب�ه�ا ال�رائ�ح وال�غ�ادي من عوانصِ�وف�ًجادات�نل�هك اولتم�جش�اارع�بهر ِشعره يعبر في وكثيرا ما في الشعر ولا أقول مذهبي يحترم الواقع ولكن وم�ح�م�د م�ه�دي ال�ج�واه�ري ،وق�د أش��اد بشعره
وطنيته ق�د ألهبت ح�م�اس الم�واط�ن�ني م�ن خلال أب�ن�اء وادي ال�ن�ي�ل ،وح�ظ�ي�ت بنصيب واف��ر من أم�ت�ه، ووج � �دان ال�ع�اط�ف�ي�ة يريد له الإط�ار الفني وألا يضمن عليه بالنظرة
أش��ع��اره ال�رائ�ع�ة ال�ت�ي ت�ح�دث�ت ع��ن الم�ق�اوم�ة؛ ال ََأشِموَه ُعاهتََل ْيذراسةَىن؛َِعاع ُْلظلدمَ َريناٌجَةلَكُّهمُراتإا َْونِذلراَِاحَستئَناَلُغعيمَظاتَُْاعررله ََّنن ِاوامَلقىَّ؟نت!ااَر؟ي! يقول فيها: الإنسانية فرحًا ،وألما ،وحزنًا ،كما يزخر شعره الجمالية ويساهم في دفع الحياة إلى الأمام ولا الأديب الكبير عباس محمود العقاد.
بوصف ث�ورة الثائر الوطني الغيور على حرية يجرد الشعر م�ن أجنحته ولكن يأبى التحليق ق��ض��ى ح��ي��ات��ه م��ذه��ولا ب��ال��ج��م��ال م��ص��ورا
كق ُ َأأأَنَّّوووْيمَنَْصتثفٌََحةهَيبيَيٌاِخلنَْدنّهالتيَاتاَلقلرُمهتَيوِْْوحانٌفاقجمال َِِِدوتديلشف ُيالديي:ويلَاُُّالاَذمممَْسلنْر ُْاُسعطَيجطَُْأللِتلردْا ْقَْعَطَلقأَبَهْضولَهالوساْ:هَايَهاهَْاَله َصَّهَمعاُْهد ْم ِب َنا وطنه وك�رام�ة أم�ت�ه ،ورب�ط ف�ي أعماله الشعرية ف�ي أودي��ة الم�ج�ه�ول وم�ت�اه�ات الأوه���ام وي�ح�ب للحسن ف�ي ق�ص�ائ�ده ،وش�ع�ره يلفه ال�غ�م�وض،
وكانت قصيدته (من سعير الكفاح) ينشدها بين السودان والأمة العربية والإسلامية ،فتناول الجديد ليس لأنه جديد ولكن للخلق والابتكار الأم�ر ال�ذي جعل ال�رواة ينسجون أساطير حول
ااافللل�ج�ا ّيَََََبإإعَخَُميثفي��َوووووََّّهاطتََِّلاإسننلَزمرَليُفصطَظَاْامدغإنيَبَُعنقْاُّ�بَُاًقصُعأمانخَّدياحئاَوىْيََنُشي�ياتانَلِءيخِبلَّوََ.رلللقظسعفرُأةلِوََلااذفأأهاْوْزععصفِْلدي�هاَُاجرْأيعشبَللوفَكيَََِّفنلحن�سقكممجدثوَّتَ�ُاْهَقَااح�ّنرضةدععُيلَِوَومهننَفِفَاا�َنقلاولزلايرَضاإَُاااعلرميأيريٍََِِةّ؛يىلئَّعْدبطتًِممَجت�ِ�وق�قاحيَحِْميِّفَِِسااادوهرفَرَىنرطهنَفقُرَْفاو؛ثشاْما�اعبجامَجَِْومريوْننااا،راًَناََِنكَّلنااِِّوِهوَتَقاعودرعلِتيِثا�َلااَاَََسفُيصَّلةِمشلَمرعكدسماِْسْيقيّفٍاْعشَعاَََحجادلقنرلعاقَ:مَأنًَرش�َضااونعيلاْعاناًاوولَاايِاتاانُعىكلَوتاللع�اواجاَْ:اَماَنلجتَع�:حنممَ�ُاث�درتُأُاعْرسْيدتثجُ�سرودوّرن ْمُِههعكياااُس�لل�دو�عوةهواذشلافه�لإعي�؟دّ!رنيع��يرشوِ�ابشا�نّ�فريع�ركيةي قضايا الجزائر ومصر وفلسطين ،ونظم شعرًا ويحب الإنسان وينفعل للطبيعة ،وليس هو رد ق�ص�ائ�ده ال�ح�زي�ن�ة وال�ظ�روف ال�ت�ي ق�ي�ل�ت فيها
العالم العربي ومن شعراء مدرسة الديوان على دنياي أنت وفرحتي طارد البؤس ف«إيدرقيضساياج املاتع»حررح ًيفايوامليعًتاال؛م،حوتقىد وأنها السبب في فقدان الشاعر لعقله بلوثة من
وج�ه ال�خ�ص�وص ضمن مجموعة عبد الرحمن ومني الفؤاد إذا تمنى أصبح الرائح فعل لاتجاه أو تأكيدا لآخر». ال�ذه�ول ف�ي آخ�ر ع�م�ره قبل أن يسلم ال�روح إلى
أنت السماء بدت لنا والغادي ينشد له أشهر أبيات البؤس: وواص���ل ج�م�اع ق��ائ�ل�ا :ه��ذا ه��و ال�ط�اب�ع في
شكري والعقاد وإبراهيم المازني. واستعصمت بالبعد عنا ش��ع��ري ق��د ان�ط�ب�ع ب��ه ش��يء ع��ام��د أو ل��م أش�أ بارئها عام .1980
ا«لالشواشق�ع�عاررلالجع�ّمحن�ادهعيال�ثهدفوك�يإت� اوحل�رسس�اع�وبس�دهادهنال»ب�د�إا ّدفنوقأيه�ب ّفام�لإيمناك�سيتا�امن ّبيي�ةزه أنا من حقي الحياة طليقا فتكويني في جملته يتجه بي نحو هذه الوجهة،
وشعوره بالناس من حوله ولا شك في أن هذه الطبيعة الآسرة: ليس إلا لأنني إنسان ولو أردت لشعري غير ذلك لعصاني وشق علي، نشأة دينية
فهذه القصائد هي من نفسي ومطابقة لها وهي ولد جماع في بلدة حلفاية الملوك بالخرطوم
نغمة جديدة في الشعر السوداني. ال�ش�اع�ر ال��ذي يبحث ع�ن ال�ج�م�ال ي�ت�أث�ر بكل هي عندي معنى يجل ويسمو وم�ض�ات ف�ي ح�ي�ات�ي بي�ن ال�ح�داث�ة وال�ك�ه�ول�ة، فب�ج� ّحيم�راك�يعن�فب�فينأااللس�أسرمي�تو�دهناانلُبم��عنحا�امال ِف�2ش2ظي�9ةخ،1ون�ك�او�نانص�شرأوانل��ششيدأهةخمدقيبحنيمليةةد
قائلو ًاك��ت«��لقبدع�ك�ن�اهنال��شدعك��رت��وج ّرماع�ع�وتنع ابل�يرًاش�أري�صيفل ًاق�اعلس�ىم مهكناانلمي يمركنبه،غروي ًبكالأمنننظجردتلقلعمكعالنيهأث ًعراينب�ااهرً ،زاوفمين ليس شيئا تحده الأزمان
ش�ف�اف�ي�ت�ه ال�ف�ائ�ق�ة وال�ت�ي رس�م�ت ل�ن�ا ال�ك�ل�م�ات شعر ابن النيل ،الذي هام على وجهه بين جنبات وأردت لها أن تكون لحظات خالدة.
النيل وف�ي وادي�ه ،وتنقل ب�ني مدنه وق�راه ،وقد وإذا عشت في سلام مع النفس وفي إحدى قصائده يقول:
وأبرزت بجلاء حسه الوطني ام�ت�لأت نفسه وعينه م�ن جمال الحياة وجمال فما همني السرى والمكان
الطبيعة ،وه�ذه قصيدته رحلة النيل التي هي من دمى أسكب في الألحان روحا عطرة
الشعر والإنسان: ورؤى النفس وأنداء الأماني النضرة العبدلاب .وقد بدأ إدريس تعليمه في سن مبكرة
وا امحوول ََِّنَدنخسيةُْاافلَلِقكمقُُِةنلمناوولأنماِر َبلنووّْنا ِجشلعيتأِولق ِفة ُاشاتسصل َّاجاَّماٌئاتٌٌصنردْههُوَت؛أبو َُْان ِجْوشءدا َف َموجيُاسابْ ُهلُنهناَاسُيل ُقهول: شجوني وحياة بالأسى مستعرة في خلوة حلفاية الملوك حيث حفظ القرآن الكريم
ظاهح��راةراالل�شن�عق�رادتفوالسأي ًدراب���احءا وسا ًلم�اش�واع�لإراتءياف�نيبتتعفرسييفر خلق الزهر تفنى لتعيش الثمرة ثم التحق بمدرسة حلفاية الملوك الأولية في عام
جامع مانع ،يصطلح عليه الناس ويركنون إليه؛ ،1930وم�ن�ه�ا إل�ى م�درس�ة أم درم��ان ال�وس�ط�ى
اذوللتنفكف أسنسياارللتظشيوعارحهارورلهايلادعتالفلمناسفءي ًأراسي ًاقلاضإانط ًفعسااينفعيلهةمىذااغلتمرهواغ،متضلمهكان تذهب الساعات من عمري قربانا لفنى بمدينة أم درم�ان ف�ي ع�ام 1934ولكنه ل�م يكمل
كثرة النظريات وال�دراس�ات ،وق�د أسهم إدري�س اتبع الموجة طرفي ولها أرهف أذني ال�دراس�ة فيها ل�ظ�روف م�ال�ي�ة ،وال�ت�ح�ق ف�ي عام
ج�م�اع ف��ي ت�ع�م�ي�ق ه��ذا ال�غ�م�وض ح�ي�ن وض�ع 1946بكلية المعلمين ببخت ال�رض�ا ،ث�م هاجر
تصوره الخاص للشعر من خلال لوحته الرائعة وانطباع الزهر في الغدروان يستوقف جفني إل�ى مصر ع�ام 1947ليدرس في معهد المعلمين
الفنون جنون: عن الشاعر ،وهي اللوحة التي نظر فيها إدريس وانتفاضات جناحين على أوراق غصن – جامعة القاهرة لب�اال�حزقًاي�ت�واولنت،يف َتكلخي َّرةجدامرناهلاعلعوامم
من ينظر بغير عين الفن؛ لا يبصر ما يبصره 1951م حائزًا على
ااوللغ�� َّني�ذحارك�هسا،سبءفووف�اق�يايدألالهعق��افلي��ق ّانللل:فل�إّمهننفخاخبلظفولانًنصواوائانلمسصفج�هجينًن�هواوو،م�نن،ع�وعالاومم��قلكاا�ًه،مداونرنبم�وايخ ًنهدألانا،ع جماع إلى نفسه؛ فقال: جماع في وادي عبقر درج��ة ال�ل�ي�س�ان�س ف�ي ال�ل�غ�ة ال�ع�رب�ي�ة وآداب�ه�ا
ماله أيقظ الشجون فقاست والدراسات الإسلامية ،ثم التحق بمعهد التربية
وحشة الليل واستثار الخيالا وكتب الشاعر السوداني الراحل منير صالح للمعلمين ونال دبلوم التربية عام .1952
ماله في مواكب الليل يمشي ع�ب�د ال��ق��ادر ت�ص�دي�را ل��دي��وان إدري���س ج�م�اع ب��دأ ال�ش�اع�ر ال��راح��ل ح�ي�ات�ه الم�ه�ن�ي�ة معلمًا
يدرك ذلك فقد أخطأ ووقع فيما لا يحمد عقباه، ت�ح�ت ع�ن�وان (إدري���س ج�م�اع ف�ي وادي عبقر) ممنصعرامعا2م915924و1حّعتيىن بالسودان بالمدارس الأولية
يفولشيضاالعطررينابف إيوديرمفي�قصدسحةصجونامفابهعسيون�ةيا،قلفقمضدني اعلامأنذشىعقممراصهةأجياعحًلمّهاب يناجي أشباحه والظلال ق�ال إن�ه ع�رف ال�ش�اع�ر ج�م�اع ف�ي أح��وال متقلبة عودته من عام ،1947وبعد
هين تستخفه بسمة الطفل وفي أوق�ات مشرقة وعابسة مبتسمة ومكشرة، معلمًا بمعهد التربية في مدينة شندي بشمال
مزدهرة ويابسة وق�د اقتحم ميدانا ك�ان جديدا ال��س��ودان ث�م م�درس�ة ت�ن�ق�س�ي ال�ج�زي�رة الأول�ي�ة
أكو�ف�اقس��نادريت��نه�فق�يلص�ل�وش�نا�باو�اهرط�عور ًفط��مايد�يمر�ننتتهل�ه�ب�تذاه،هئ ًاهف�ل�ا؛ته��اجو�ملرفعب�ةيل ف�اش�ل�ة، قوي يصارع الأجيالا عليه وتركني خلفه أرتقب عودته فما ولا تزال ب�أق�ص�ى ش�م�ال ال��س��ودان ،وأع�ي�د إل��ى م�درس�ة
الأرض، حاسر الرأس عند كل جمال قيثارته ووقعها الحزين اسمعها فأزداد شوقا. ال�خ�رط�وم الأول�ي�ة وال�ت�ي تعد م�ن أق�دم الم�دارس
إدري��س مستشف من كل شيء جمالا وق��ال إن ش�ع�ر ج�م�اع ه�و ص��راع بي�ن ال�ع�ق�ل بالسودان ونقل منها إلى مدرسة حلفاية الملوك
المؤَفنل َمتيةَن؛َار َبجحيي ِىعناولي ُنقُ َنحوا ِّ ِلب:ج ُكيَّناال َن َّ َطتيَ َرسا َِمق ْنى ُغو ُْن َصغ ٍِّنن ِلى ُغ ْص ِن ماجن حطم القيود وصفي ف�س�ار ال�ش�اع�ر إل�ى ع�ال�م الم�ث�ال�ي�ات ال�ت�ي أحبها الأول�ي�ة ح�ي�ث م�وط�ن�ه الأص�ل�ي .ث�م ن�ق�ل للعمل
َنقُخا ُِلر َضق َوْىت ْاجلٍِطدعيَفَمنأ ُةرْ انصل ََأب َش َسحوةْىتو َوابغصْتلشَهتاصلهاالاا وع�اش فيها قبل تحوله وفي عينيه الحزينتين بمدرسة السنتين في بخت الرضا بمنطقة النيل
بقايا دموع تنسكب ليروي بها أزهار وادي عبقر الأب�ي�ض ،وف�ي ع�ام 1956عمل م�درس�ًا ب�م�دارس
وكان في استقباله بنات عبقر يلوحن له بباقات
ال��ورود وال�ري�اح�ني وه�و م�ق�دم عليهن ف�ي وجل
متردد ،أهازيج ال�وادي تملأ سمعيه وهو يقدم
نفسه لرئيس الجماعة ويصف نفسه فيقول: