Page 3 - المدائن بوست العدد السادس والستون
P. 3

‫‪3‬‬  ‫‪AL Madayin Post‬‬                                                                                                                                                                           ‫سياسة‬

        ‫< الأحد ‪ 6 -‬يونيو ‪ < 2021‬العدد‪66 :‬‬

   ‫حمدوك‪ :‬هل وعى الرسالة الجوهرية لموكب الثالث من يونيو؟‬

‫الإخ����وان الم�س�ل�مي�ن‪ ،‬وس�ع�ي�ه لاخ��ت��ط��اف م�ل�ف‬                                        ‫فلا مناص من استبدالك متى ما استمرت كفاءتك‬                                                      ‫وعدم قدرته على أن يكون واسطة العقد بين كل‬                    ‫‪ -١‬تفريغ أدائه المهني من الحمية الثورية‪ ،‬إذ‬                                                                                    ‫صلاح شعيب‬
‫العلاقات الخارجية‪ ،‬والسلام‪ ،‬والاقتصاد‪ ،‬على‬                                                    ‫فقط في تعميق الاعتماد على الخارج‪ ،‬والتقوية‬                                                     ‫التنظيمات ال�ث�وري�ة وفقًا لموقعه‪ ،‬وتفضيله أن‬                ‫يحاول بقدر استطاعته أن يبدو كما لو أنه رئيس‬                                                   ‫الحمد لله ال�ذي جعل الموكب يمر بسلام ما‬
                                                                                              ‫ب��ه‪ ،‬وت�ح�ق�ي�ق أه��داف��ه ف�ي م�ق�اب�ل ع�ج�زك ف�ي أن‬                                         ‫ي�راه�ا منقسمة حتى يتقوى م�رك�زه‪ .‬وح�م�دوك‬                   ‫مجلس إدارة لشركة حبوب زيتية أكثر من كونه‬                                                      ‫ع�دا ال�ح�ادث الم�ؤل�م ال�ذي نجم عنه وف�اة جندي‬
                              ‫وجه الخصوص‪.‬‬                                                     ‫ت�ق�ن�ع ال�ث�ائ�ري�ن أن��ك ت�ح�س بقضيتهم ف�ي ع�دم‬                                              ‫ه�ن�ا لا ي�ب�دو م�ل�ه�م�ا م�ن�ذ ال�ب�داي�ة ف�ي أن ي�ك�ون‬     ‫مطالبًا بتمثل قيم الثورة في خلق تغيير حقيقي‬                                                   ‫بطلق طائش كما جاء في بيان مجلس ال�وزراء‪.‬‬
‫‪ -٢‬الانفراد بالقرار السياسي عبر خلق وضع‬                                                       ‫قدرتك على حسم ملف إص�الح الخدمة المدنية‪،‬‬                                                       ‫مكملا لقوى الثورة‪ .‬وبالتجربة بدا أنه خلق له‬                  ‫في مؤسسات الحكومة التي تتبع له‪ ،‬فهو لا يني‬                                                    ‫والم��واك��ب ال�س�ل�م�ي�ة ع�م�وم�ًا ف�ي ال�دي�م�وق�راط�ي�ة‬
‫مفروض على الجميع عبر تحالف معزز بالشوكة‬                                                       ‫وال�ض�غ�ط لاس�ت�ك�م�ال ه�ي�اك�ل ال�س�ل�ط�ة‪ ،‬وتسريع‬                                             ‫موقعا منعزلا حتى إذا تشظت قحت تعاون مع‬                       ‫يتجاهل حقيقة وج�ود ك�وادر إس�الم�وي�ة داخ�ل‬                                                   ‫ض��رورة للضغط ع�ل�ى ال�ح�ك�وم�ة‪ .‬وف�ي حالتنا‬
‫ال�ع�س�ك�ري�ة‪ ،‬وال�ن�ظ�ام�ي�ة‪ ،‬ل��ن ي�ث�ن�ي ال�ج�م�اه�ي�ر‬                                     ‫وتيرة العدالة‪ ،‬ومحاسبة الوزراء المقصرين‪ ،‬إلى‬                                                   ‫قسم منها‪ ،‬وأبعد نفسه عن الآخرين المغبونين‪،‬‬                   ‫مؤسسات ال�دول�ة تعرقل التغيير‪ ،‬ولكنه أعفى‬                                                     ‫الانتقالية تغدو جوهرية بالنظر للتنكب الذي‬
‫م�ن ال�ث�ورة م�رة أخ�رى ف�ي ظ�ل ت�ك�اث�ف عواملها‬                                                                                                                                             ‫وك�أن�ه لا يعنيه ه�ذا ال�ت�ش�رذم‪ ،‬ل�و أن�ه ع�د نفسه‬                                                                                                        ‫لازم الم�س�ؤولي�ن الم�دن�يي�ن ت�ح�دي�دا إزاء ال�ق�ي�ام‬
‫المتمثلة ف�ي ع�دم تحقيق ال�ب�داي�ات الصحيحة‬                                                       ‫آخر الإخفاقات التي يعلمها الناس جميعًا‪.‬‬                                                    ‫ق�ائ�دا ملهما يملك م�ن ال��رؤي‪ ،‬وال�ت�ص�ورات‪ ،‬ما‬                    ‫نفسه من توجيه من هم دونه لتنظيفها‪.‬‬
‫لإصلاح مؤسسات الدولة‪ ،‬وآية ذلك تغييب إرادة‬                                                    ‫‪ -٣‬إن ال��ث��ورة ح���راك م�س�ت�م�ر ف��ي ال��ه��دم‪،‬‬                                             ‫يجعله حريصا على وحدة القوى الثورية‪ ،‬وذلك‬                     ‫‪ -٢‬ب��رودة اس�ت�ج�اب�ت�ه ل�ل�ق�ض�اي�ا ال�ت�ي تطرأ‬                                                                          ‫بالواجب المطلوب‪.‬‬
‫ممثلي الشعب في المجلس التشريعي باحتيال‬                                                        ‫والإب���دال‪ ،‬وال�ب�ن�اء‪ ،‬وتغيير ال�ش�خ�وص المعوقة‬                                              ‫لما يمثل ه�ذا العامل أم�را ض�روري�ا لنجاحه هو‬                ‫بين الفينة والأخرى حيث ينتفخ وجهه ببيانات‬                                                     ‫ف�ال�ح�ض�ور الم�ع�ت�ب�ر ل��ل��ث��وار‪ ،‬وال��ش��ع��ارات‬
                                                                                              ‫للتغيير الحقيقي‪ ،‬ولا قداسة لأي شخص مهما‬                                                        ‫نفسه ف�ي مهتمه‪ .‬وه�ذا الم�وك�ب الم�ح�دد لغرضه‬                ‫م�ن�ددة ث�م ي�ع�ق�ب ذل�ك ب�ت�ك�وي�ن ل�ج�ان ت�ق�ص�ي لا‬                                         ‫ال�ت�ي رف�ع�وه�ا‪ ،‬أك���دت أن ال��ث��وار ي�ق�ظ�ون‪ ،‬وأن‬
                             ‫سياسي مكشوف‪.‬‬                                                                                                                                                                                                                                                                                                               ‫لهيب ال�ث�ورة لم ينطفيء بعد‪ ،‬وأن�ه مهما ازداد‬
‫‪ -٣‬عوامل تجاهل الملفات الساخنة المتمثلة‬                                                         ‫علت مرتبته‪ ،‬أو هكذا ينبغي أن يكون الواقع‪.‬‬                                                                            ‫تقول شعاراته المخفية‪:‬‬                   ‫تنشر الحقيقة‪ ،‬ثم يراهن على نسيان الناس‪.‬‬                                                    ‫التآمر عليها خ�رج المواطنون بطبيعة الأح�وال‬
‫في إفساد الاقتصاد‪ ،‬والأمن‪ ،‬وتحجيم الفلول في‬                                                   ‫ال�رس�ال�ة الأخ��رى لم�وك�ب ال�ث�ال�ث م�ن يونيو‬                                                ‫‪ -١‬إن ال��ره��ان ع�ل�ي�ك ي��ا ح��م��دوك لا ي�ك�ون‬            ‫‪ -٣‬تماديه في تعتيم الحقائق‪ ،‬وعدم مواجهة‬
‫الخدمة العامة‪ ،‬تمثل خميرة لثورة تصحيحية‬                                                       ‫ال�ت�ي رب�م�ا لا ي�ل�ت�ق�ط�ه�ا ح�م�دوك‪ ،‬وم�ع�ه ال�ق�وى‬                                         ‫انتهائيا فمتى ما تراكمت عوامل الضعف فيك‪،‬‬                     ‫ال�رأي العام عبر مؤتمرات صحفية راتبة‪ .‬وهذه‬                                                       ‫لتصحيح الوضع‪ ،‬مشمرين عن ساعد الجد‪.‬‬
‫تفرض اعتصامات على نطاق البلاد ربما تعطل‬                                                                                                                                                      ‫ف�إن المواكب القادمة سترفع شعارات استقالتك‬                   ‫النقائص ال�ث�الث ‪ -‬يمكنك إض�اف�ة أخ�رى‪ -‬تمثل‬                                                  ‫فحمدوك‪ ،‬وأعضاء حكومته‪ ،‬وقحت‪ ،‬ينبغي‬
‫ع�م�ل ال�دول�ة‪ ،‬ووض�ع�ه�ا أم�ام واق�ع ج�دي�د مهما‬                                                    ‫السياسية التي قاسمت معه الوزارة هي‪:‬‬                                                     ‫ت�ح�دي�دا م�ا دام اع�ت�م�ادك على النهج ال�ب�ارد في‬           ‫ارت�دادا حقيقيا عن المفاهيم التي نشدتها ثورة‬                                                  ‫أن ي�ت�ع�ق�ل�وا ج�ي�دا رس�ال�ة ه��ذا الم��وك��ب‪ ،‬وال��ذي‬
                                                                                              ‫‪ -١‬احتفاظ الثوار بكروت كثيرة يستطيعون‬                                                           ‫مواجهة العسكر‪ ،‬والفلول‪ ،‬يعمق سرقة الثورة‪.‬‬                                                                                                                 ‫ربما يتبعه آخر‪ ،‬وآخر يطالب باستقالة رئيس‬
                                 ‫كانت فداحته‪.‬‬                                                 ‫رفعها في وجه كل المؤسسات الانتقالية‪ ،‬وليس‬                                                      ‫‪ -٢‬إن اختيارك للمنصب هو اختيار مظنون‬                                                               ‫ديسمبر‪.‬‬                                                 ‫ال��وزراء ه�ذه الم�رة جملة واح��دة‪ ،‬ن�ظ�رًا إل�ى عدم‬
‫فلتستمر الم�واك�ب ال�س�ل�م�ي�ة ب��أي ش�ع�ارات‬                                                 ‫ف�ق�ط ال�ج�ان�ب ال�ع�س�ك�ري ال��ذي ف�رض�ت�ه الوثيقة‬                                            ‫لكفاءتك‪ ،‬وليس لشخصك محل التقدير‪ ،‬ولهذا‬                       ‫رس�ال�ة الم�وك�ب ل�ح�م�دوك ت�ت�م�ث�ل ف�ي أن كل‬
‫ج��اءت ح�ت�ى تبلغ ال�ث�ورة أه�داف�ه�ا‪ ،‬ولا ت�راج�ع‬                                            ‫ال�دس�ت�وري�ة‪ ،‬وم��ا ي��زال ي�ع�رق�ل ال�ت�غ�ي�ي�ر‪ ،‬وذل�ك‬                                                                                                    ‫موكب يأتي ب�أوان�ه‪ ،‬وأن ال�ث�ورة ستطاله حتما‬                                                    ‫تحمله مسؤوليته بالقدر المتوقع‪ ،‬وآيات ذلك‪:‬‬
                                                                                              ‫ب�اح�ت�ف�اظ�ه ب�ال�ب�ن�ي�ة ال�ن�ظ�ام�ي�ة ال�خ�رب�ة ل�دول�ة‬                                                                                                  ‫بالتغيير في ظل الفشل في الإصلاح الاقتصادي‪،‬‬
                                  ‫للوراء البتة‪.‬‬

                                                                                              ‫دولة القانون والخيانة العظمى‬

                                                                                                                                                                                             ‫القانون جامعة الخرطوم أبوابها للقانونيين من‬                  ‫ف���ي ظ���ل ظ����روف س��ي��اس��ي��ة واق��ت��ص��ادي��ة‬                                                           ‫د‪ .‬عبد العظيم حسن (المحامي)‬
                                                                                                                                                                                             ‫محامين ومستشارين وأساتذة جامعات فأعدوا‬                       ‫واجتماعية بالغة التعقيد يبقى لا م�ن�اص من‬                                                     ‫اليوم الذكرى الثانية لمجزرة فض اعتصام‬
                                                                                                                                                                                             ‫ون�ش�روا أك�ث�ر م�ن ‪ 400‬ت�ش�ري�ع ف�ي أق�ل م�ن ع�ام‬           ‫دع�وة أس�ات�ذة وخريجي وط�الب القانون بكافة‬                                                    ‫القيادة العامة‪ .‬بكل أسف‪ ،‬الأوض�اع الدستورية‬
                                                                                                                                                                                                                                                          ‫الم�ؤس�س�ات الحقوقية ليتبنوا منصة قانونية‬                                                     ‫والقانونية تزداد سوءًا وتعقيدًا بوجه لا ينبىء‬
                                                                                                                                                                                                                                      ‫واحد‪.‬‬               ‫حرة لتصحيح الملف العدلي للثورة في نسختها‬                                                      ‫بأننا نسير ف�ي الطريق الصحيح م�ا ل�م نراجع‬
                                                                                                                                                                                             ‫تصحيح مسار الثورة يكمن في جلوس كل‬                            ‫الثانية وذل�ك بالتعاون م�ع السلطة القضائية‪،‬‬                                                   ‫أن�ف�س�ن�ا ب�ن�س�خ�ة ص��ادق��ة ل��ل��ث��ورة‪ .‬إذا س�أل�ن�ا‬
                                                                                                                                                                                             ‫القانونيين من المهنيين والأكاديميين لتتضافر‬                  ‫وزارة العدل‪ ،‬معهد العلوم القضائية والقانونية‬                                                  ‫ع�ن الأس�ب�اب‪ ،‬ف�إن�ه�ا وب�ب�س�اط�ة لا ي�ج�وز حصر‬
                                                                                                                                                                                             ‫ج��ه��وده��م م��ن أج���ل اس��ت��ك��م��ال م��ه��ام ال�ف�ت�رة‬  ‫وال�ن�ائ�ب ال�ع�ام‪ .‬إذا تبنت ال�ف�ك�رة كلية ال�ق�ان�ون‬                                        ‫المسؤولية عنها بالمكون العسكري الذي لم يخف‬
                                                                                                                                                                                             ‫الانتقالية بوجه سليم‪ ،‬وبعيدًا عن أي حزبية أو‬                 ‫ج�ام�ع�ة ال�خ�رط�وم‪ ،‬ع�ل�ى سبيل الم�ث�ال‪ ،‬فستعيد‬                                              ‫منذ اليوم الأول تربصه بالثورة‪ .‬للأمانة يجب‬
                                                                                                                                                                                             ‫جهوية‪ .‬ب�ال�ع�دم‪ ،‬سيسأل القانونيون ع�ن فشل‬                   ‫ه��ذه ال�ك�ل�ي�ة م�ج�ده�ا وت�اري�خ�ه�ا ال�ن�اص�ع حيث‬                                          ‫أن ن�ل�ق�ي ب�ك�ل ال�الئ�م�ة ع�ل�ى الم�ك�ون الم�دن�ي ال�ذي‬
                                                                                                                                                                                             ‫اضطلاعهم بدورهم الثوري فيكونوا أكبر خونة‬                     ‫ك�ان لها فضل ص�دور أول جمع ونشر للأحكام‬                                                       ‫ارتكب ما هو أفظع من فض الاعتصام‪ .‬المدنيون‬
                                                                                                                                                                                             ‫لأع�ظ�م ث�ورة ط�الم�ا ظ�ل�وا ف�ي شقاقهم منشغلين‬              ‫ال�ق�ض�ائ�ي�ة ال�س�ودان�ي�ة‪ .‬ل�ك�ل�ي�ة ال�ق�ان�ون ش�رف‬                                        ‫لم يكتفوا بوأد جذوة الثورة وبث الإحباط وسط‬
                                                                                                                                                                                             ‫ب�ص�راع�ات ش�خ�ص�ي�ة ج�ع�ل�ت�ه�م ي�ت�ق�اع�س�وا عن‬            ‫الم�س�اه�م�ة ف�ي ص�ي�اغ�ة واح���دة م�ن أف�ض�ل ح�زم‬                                            ‫ال�ث�ائ�رات وال�ث�وار‪ ،‬وإن�م�ا خ�ان�وه�م باختطافها‬
                                                                                                                                                                                             ‫دوره�م الطليعي‪ .‬بصراحة‪ ،‬ما زال كثيرون منا‬                    ‫التشريعات وال�ق�وان�ين ال�ت�ي ص�درت إب�ان تولي‬                                                ‫دون أن يتحدوا أو‪ ،‬على الأق�ل‪ ،‬يدفعوا بكفاءات‬
                                                                                                                                                                                             ‫طافقين ف�ي ح�ص�اد الغنائم ال�ت�ي أتاحتها لهم‬                 ‫د‪ .‬زكي مصطفى منصب النائب العام في الفترة‬                                                      ‫وط�ن�ي�ة ق��ادرة ع�ل�ى ال�ع�ب�ور ب�ف�ت�رة ك�ان معلومًا‬
                                                                                                                                                                                             ‫أح�زاب�ه�م وشللياتهم وص�داق�ات�ه�م على حساب‬                  ‫من ‪ 1973‬وحتى ‪ .1975‬مرة أخرى بعد انتفاضة‬                                                       ‫بأنها ستكون من أصعب المراحل التي ستتعرض‬
                                                                                                                                                                                             ‫واج�ب�ات�ه�م الم�ه�ن�ي�ة ف�تل�اش�ت م�ل�ام��ح ت�ح�ق�ي�ق‬       ‫م��ارس أب��ري��ل ‪ 1985‬إب��ان ت�ول�ي الأس��ت��اذ عمر‬
                                                                                                                                                                                             ‫العدالة‪ .‬يظل ال�س�ؤال‪ :‬هل من ع�ودة للقانونيين‬                ‫عبد العاطي منصب النائب ال�ع�ام‪ ،‬فتحت كلية‬                                                                                    ‫لها هذه الثورة‪.‬‬

                                                                                                                                                                                                            ‫في ذكرى مجزرة القيادة العامة؟‬

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                        ‫خارج المتاهة‬

                                                                                              ‫من شجون الانتقال الطبيعي وغير الطبيعي‬

‫يتضور الأه�ل ألم�ًا وج�وع�ًا‪ ،‬وال�وط�ن ؛ اضطرابًا‬                                             ‫وغيرها‪ ،‬فهم يمثلون النظام الساقط امتدادًا له‬                                                                                                                ‫الثورة يوميًا ويتحرك بحرية فيعقد اجتماعاته‬                                                                       ‫‪١‬‬
‫وقلقًا وف�زع�ًا م�ن مصائر مخيفة ت�ل�وح أحيانًا‬                                                                                   ‫ولمصالحه‪..‬‬                                                                                                               ‫وم�ؤت�م�رات�ه وت�م�ض�ي م�ؤس�س�ات�ه وواج�ه�ات�ه‬                                                ‫من الطبيعي أن يحرص بعض العقلاء على‬
‫‪ ...‬فيا أهل الخير توحدوا خلف مبادرة واحدة‬                                                                                                                                                                                                                 ‫الإع�الم�ي�ة ‪-‬الم�رئ�ي�ة والم�ق�روء ة والم�س�م�وع�ة‪ -‬في‬                                       ‫نجاح الفترة الانتقالية عبر التعاون الايجابي‬
‫؛ ف�ل�ت�ك�ن "م��ب��ادرة ال�ع�ودة إل��ى م�ن�ص�ة ان�ط�الق‬                                       ‫وم�ع ذل�ك‪ ،‬كل الأط�راف شتى ؛ يكادون لا‬                                                                                                                      ‫العمل العلني ضد الثورة وأهدافها وقيمها‪.‬‬                                                       ‫بين المدنيين والعسكريين‪ ،‬والاستمرار في دعم‬
‫الثورة" بميثاقها (كاقتراح)‪ ،‬فهي النقطة التي‬                                                   ‫يستبينون معالم المرحلة ومقتضياتها‪ ،‬تتعدد‬                                                                                                                    ‫* في ظل التحالف الذي قام بين العسكريين‬                                                        ‫ح�ك�وم�ة ح��م��دوك وخ��ي��ارات��ه‪ ،‬ول��ك��ن‪ ،‬م��ن غ�ي�ر‬
‫اف�ت�رق�ت�م ب�ع�ده�ا‪ ،‬ل�ت�وح�دوا ع�ن�ده�ا خ�ط�وات�ك�م‬                                         ‫م�ب�ادرات�ه�م وم�ق�ت�رح�ات�ه�م ف�ي ت�ن�اف�س س�ل�ب�ي‪،‬‬                                                                                                        ‫(اللجنة الأمنية) وال�ح�رك�ات المسلحة (الجبهة‬                                                  ‫الطبيعي أن يستمر ذلك الحرص‪:‬‬
‫الللامن�رت�حق�لاةل�‪،‬يا�نة‪،‬سف�لج�تو�اك�أنهتد�اف�فًاصت�تي�فا ًقلولإنع�ل�علاينهاال�للح�فرتي�رةة‬  ‫ب�أس�م�ائ�ه�م ال�ع�ل�ن�ي�ة ح�ي�ن�ًا‪ ،‬وب�أس�م�اء واج�ه�ي�ة‬                                                                                                   ‫الثورية) وما نتج عن ذلك في اعتبار نصوص‬                                                        ‫والأداء ال�ب�اه�ت‬  ‫نظت�يل اجلً�ة لض�لع�محفاال�صب�ائ�صةن‬  ‫* ف�ي‬
                                                                                              ‫ي��ح��اول ب�ه�ا ال�ب�ع�ض أح�ي�ان�ًا أخ���رى‪ ،‬ت�ش�ت�ع�ل‬                                                                                                      ‫اتفاقية سلام جوبا أسمى من نصوص الوثيقة‬                                                        ‫ال�ت�ي تعني أن‬                                           ‫للحكومة‬
           ‫والتغيير المتفق عليه من الجميع ‪..‬‬                                                  ‫م��واق��ع ال��ت��واص��ل الاج��ت��م��اع��ي ب�ص�راع�ات�ه�م‬                                                                                                    ‫ال�دس�ت�وري�ة‪ ،‬وي�ت�أس�س بموجبها ك�ي�ان جديد‬                                                  ‫يتشبث كل طرف بالمقاعد المخصصة له وتقديم‬
‫ف����إذا أن��ج��زت��م ت�ط�ه�ي�رًا ج��ي��دًا وم�ن�ص�ف�ًا‬                                       ‫ال�ذات�ي�ة ال�ت�ي ت�ص�ل ح�د ال�ش�ت�ائ�م ال�ش�خ�ص�ي�ة‬                                                                                                        ‫باسم "مجلس ش�رك�اء الفترة الانتقالية" ال�ذي‬                                                   ‫ذوي الولاء على حساب الكفاء ات التي تعج بها‬
‫ف�ي الأج��ه��زة ال�ع�دل�ي�ة لم�ح�اك�م�ة رم��وز ال�ف�س�اد‬                                      ‫أح�ي�ان�ًا وك�أن�ه�م ه�م الأع��داء لبعضهم البعض‪،‬‬                                                                                                            ‫ي�ض�م�ه�م�ا م��ع رئ�ي�س ال�ح�ك�وم�ة وم��ع الم�ج�ل�س‬                                           ‫ساحات ال�ث�ورة وال�ث�وار‪ ،‬التشبث ال�ذي يساعد‬
‫وال�ق�ص�اص ل�ل�ش�ه�داء واع�دت�م ب�ن�اء ه�ا أس�اس�ًا‬                                           ‫عدوهم الحقيقي أجمعين موحد‪ ،‬ويزداد‬       ‫بوينح�مد ًاة‬                                                                                                        ‫المركزي لقحت (المهيض الجناح‪ ،‬المستسلم لأي‬                                                     ‫الأي�دي الخفية على تنفيذ أجندتها الأجنبية‬
‫ل�ت�رس�ي�خ ال�ق�ان�ون وح�اك�م�ي�ة ن�ص�وص�ه‪ ،‬واذا‬                                              ‫كل ي�وم‪ ،‬يجمع شتاته عبر الاستعراض‬                                                                                                                           ‫قرار يضمن له حظه في مقاعد السلطة وجاهها‬                                                       ‫ال�خ�ط�رة‪ ،‬وم�ن�ه�ا الم��ؤدي��ة إل��ى الاص�ط�ف�اف مع‬
‫تمكنتم ك�ذل�ك م�ن تطهير وإع��ادة ب�ن�اء ال�ق�وات‬                                              ‫الزائف في وسائل إعلامهم وفي محاكم الخزي‬                                                                                                                                          ‫وامتيازاتها) ‪.‬‬                                                           ‫ال�ق�وى الم�ع�ادي�ة ل�لإن�س�ان�ي�ة ت�اري�خ�ي�ًا‪ ،‬التشبث‬
‫ال�ن�ظ�ام�ي�ة وأج��ه��زة الأم��ن الم�خ�ت�ل�ف�ة م�ع إع��ادة‬                                    ‫التي يجتمع في ساحاتها معتقلوهم مع غير‬                                                                                                                       ‫* وف��ي ظ�ل ال�ك�ذب�ة ال�ك�ب�رى ب�إل�غ�اء دي�ون‬                                               ‫ال��ذي ي�ق�ود إل��ى ال�خ�ي�ان�ة ال�وط�ن�ي�ة ب�ال�ن�ت�ي�ج�ة‬
‫ت�أه�ي�ل ودم��ج أف���راد ال�ح�رك�ات الم�س�ل�ح�ة ال�ت�ي‬                                        ‫الم�ع�ت�ق�ل�ين أم��ام إج���راء ات ون�ص�وص ت�ت�ق�اص�ر‬                                                                                                        ‫السودان في مؤتمر باريس الذي انعقد في ظل‬                                                                                                                ‫أحيانًا‪.‬‬
‫ناضلت ضد النظام الساقط‪ ،‬عند ذل�ك اذهبوا‬                                                       ‫كثيرًا كثيرًا عن قامة الثورة‪ ،‬القامة التي نادت‬                                                                                                              ‫ت�ه�ري�ج إعل�ام�ي واس��ع ح��اول إخ�ف�اء ال�ح�ق�ي�ق�ة‬                                          ‫* ف��ي ظ��ل الإص����رار ال��واض��ح م��ن ال�ل�ج�ن�ة‬
‫ج�م�ي�ع�ًا ل�ل�م�ؤت�م�ر ال��دس��ت��وري ال�ج�ام�ع ال��ذي‬                                       ‫بوجوب مثول ه�ؤلاء مع موكليهم أم�ام محاكم‬                                                                                                                    ‫الم�ح�زن�ة‪ ،‬حقيقة خ�ض�وع ال�ح�ك�وم�ة ت�م�ام�ًا لكل‬                                            ‫الأم��ن��ي��ة (الم���ك���ون ال��ع��س��ك��ري) ع��ل��ى ال�ح�ك�م‬
‫ت�ص�ي�غ�ون ف�ي�ه دس��ت��ورًا ل�ل�ب�الد ت��ح��ددون فيه‬                                         ‫ثواورس��ةت��حغ�ل�قياقل ًياةل�لف�لن�يف�سووذا‪،‬أقولك���مأننهالم� فس�ل�سام�دًاي�ةوان�نق�حي�رافًاض‬                                   ‫محمد عتيق‬                   ‫ش����روط وإم���ل���اء ات ب��ن��وك وص��ن��ادي��ق ال�ن�ق�د‬                                      ‫وال��س��ي��ط��رة ع�ل�ى الأوض����اع ام���ت���دادًا ل�ل�ن�ظ�ام‬
‫قك�اي�نوفنًاي�كع�وصنرايلً�اسع�اوددل ًاانللاونك�تي�خفابيا�تح� اك�لمع‪،‬اموةت‪،‬ضوفعروونا‬                                                                                                                                ‫‪٢‬‬                                      ‫الإقليمية والدولية‪ ،‬وركلها برامج ومقترحات‬                                                     ‫الساقط وحلفائه ومصالحهم‪ ،‬الإص�رار البائن‬
‫م�ق�ت�ض�ي�ات�ه�ا وادخ�ل�وه�ا‪ ،‬ول�ي�ع�ل�ن ع�ن�ده�ا كل‬                                          ‫ل�ل�ش�رع�ي�ة ال�ث�وري�ة‪ ،‬وك��أن ال�ق�وات الم�س�ل�ح�ة أو‬                                        ‫كذلك‪ ،‬من الطبيعي‪ ،‬أن يحرص البعض‬                              ‫اللجنة الاقتصادية لقحت ومقاطعتها تمامًا‪،‬‬                                                      ‫في الهيمنة الأمنية والاقتصادية والسياسية‬
‫كامل برنامجه وأه�داف�ه ورؤاه‪ ،‬وعندها تكون‬                                                     ‫ال�ن�ظ�ام�ي�ة لا ت�ع�ن�ي إلا ال�ل�ج�ن�ة الأم�ن�ي�ة للنظام‬                                      ‫الآخ�ر على نجاح الفترة الانتقالية ولكن تحت‬                   ‫ال�ن�اس ف�ق�رًا على‬  ‫فو�اق �ن�رع�كو�اص� �سف� �ك�ولف� �ًاذل�م� �كت� �عط�ل�اىول� �حً�ةي�اع �ةل‬  ‫وفي الهيمنة التنظيمية أيضًا على مؤسسات‬
                                                                                              ‫ال�س�اق�ط وغ�ي�ره�م م��ن ال��ق��ي��ادات ال�ع�ل�ي�ا ال�ت�ي‬                                      ‫ش�ع�ار "ت�س�ق�ط ت�ان�ي" أو ت�ح�ت ش�ع�ار إس�ق�اط‬              ‫�ى ص��ف��وف أم��ام‬                                                                            ‫(التحالف) الحاكم (المجلس السيادي ووزارتي‬
                    ‫المنافسة الحقيقية الحرة ‪..‬‬                                                ‫أح�رزت مواقعها ام�ا ب "ال�ك�وزن�ة" أو بالتسلق‬                                                  ‫اللجنة الأم�ن�ي�ة (الم�ك�ون ال�ع�س�ك�ري) وإب�ع�اده�م‬         ‫محطات الوقود والمتاجر والأفران ‪..‬‬                                                             ‫الدفاع والداخلية وجهاز الأمن) ‪..‬‬
‫غير ذل�ك لا يعني إلا س�ق�وط الجميع أم�ام‬                                                      ‫والاش�ت�راك ف�ي ال�ف�س�اد ‪ ...‬ي�ت�وح�دون ف�ي الشر‬                                              ‫ع��ن أس���وار ال��ث��ورة ال�ت�ي ي�ح�ت�م�ون ب�ه�ا ه�رب�ًا‬     ‫وإلى آخر تلك الظروف والمستجدات التي‬                                                           ‫* في ظل التسيب (الديمقراطي) واللامبالاة‬
‫ض�رب�ات الشعب وأج�ي�ال�ه لتصعد إل�ى شرفات‬                                                     ‫وأه����ل ال��خ��ي��ر ي��ت��ص��ارع��ون‪( ،‬ه���ل أق����ول "ف��ي‬                                   ‫م�ن الم��س��اءلات ف�ي�م�ا ي�ل�ي�ه�م م�ن ج�رائ�م دارف��ور‬     ‫رافقت مسيرة الانتقال حتى الآن‪ ،‬والتي تدعو‬                                                     ‫ال�س�ائ�دة‪ ،‬ال�وض�ع ال�ذي تغيب فيه ال�ف�روق بين‬
                                                                                              ‫الفاضي"؟)‪ ،‬وتمضي الفترة الانتقالية سنوات‬                                                                                                                    ‫إل�ى م�راج�ع�ة الم�وق�ف الم�ت�أم�ل والم�ؤم�ل خ�ي�رًا في‬                                       ‫الشرعية الثورية و"تسامح" الضعف ليستقوى‬
                              ‫معجزة جديدة ‪..‬‬                                                  ‫إض��اف��ي��ة ت�ض�ي�ع م��ن ع�م�ر ب�ل�ادن��ا وش�ع�ب�ن�ا‪،‬‬                                                                                                                           ‫الحكومة الراهنة ‪..‬‬                                                       ‫وي�ت�ج�رأ ح��زب ال�ن�ظ�ام ال�س�اق�ط الم�ح�ل�ول على‬
   1   2   3   4   5   6   7   8