Page 5 - المدائن بوست العدد السادس والستون
P. 5

‫‪5‬‬  ‫‪AL Madayin Post‬‬                                                    ‫سياسة‬

        ‫< الأحد ‪ 6 -‬يونيو ‪ < 2021‬العدد‪66 :‬‬                   ‫(سيداو) وثيقة تعري تناقض الفقهاء! (‪)3‬‬

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                        ‫بثينة تروس‬

                                                                                                                                                                                                                                                                         ‫وق��ف لازم‪ :‬ف��ي ت��اري��خ ‪ 11‬دي�س�م�ب�ر ‪1970‬‬
                                                                                                                                                                                                                                                                         ‫ت�م�ت اول زي�ج�ة للجمهوريات ب�م�ش�روع طرحه‬
                                                                                                                                                                                                                                                                         ‫الأس��ت��اذ م�ح�م�ود م�ح�م�د ط��ه‪ ،‬ب�ع�ن�وان (خ�ط�وة‬
                                                                                                                                                                                                                                                                         ‫نحو ال��زواج ف�ي الإس�ل�ام) م�ؤك�دًا فيه ان�ه ليست‬
                                                                                                                                                                                                                                                                         ‫الكلمة الأخيرة في شأن ال�زواج‪ ،‬كما قدم طرحه‬
                                                                                                                                                                                                                                                                         ‫ل�ك�م�ال�ه ف��ي ك��ت��اب (ت��ط��وي��ر ش�ري�ع�ة الأح���وال‬
                                                                                                                                                                                                                                                                         ‫الشخصية)‪ .‬الجمهوريات يتزوجن بمهر رمزي‬
                                                                                                                                                                                                                                                                         ‫قدره واحد جنيه سوداني‪ ،‬بمقابل شروط كرامة‬
                                                                                                                                                                                                                                                                         ‫تحقق المساواة الكاملة بين الزوجين‪ ،‬بموجبها‬
                                                                                                                                                                                                                                                                         ‫عصمتهن بأيديهن‪ ،‬كما هي في ايدي ازواجهن‪،‬‬
                                                                                                                                                                                                                                                                         ‫لهن شراكة حق الطلاق‪ ،‬كما انه لا يعدد عليهن‬
                                                                                                                                                                                                                                                                         ‫في الزواج‪ .‬وفوق ذلك يشهدن على عقد زواجهن‪،‬‬
                                                                                                                                                                                                                                                                         ‫(فاليقرمَانج)ل وسفميشمترجتك‪.‬ماعذننا‪،‬هتناعلينك‬  ‫ويتم بحضورهن‬
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                        ‫فرصة للمرأة في‬
                                                                                                                                                                                                                                                                         ‫على القضاء على كافة اشكال التمييز ضد المرأة‬
                                                                                                                                                                                                                                                                         ‫ف�ي ال��زواج‪ ،‬وب�ال�ص�ورة ال�ت�ي طرحتها اتفاقية‬
                                                                                                                                                                                                                                                                         ‫(س�ي�داو) ع�ام ‪ 1979‬ف�ي الم�ادة (‪ )16‬ال�ت�ي تحفظ‬
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                        ‫عليها الفقهاء‪.‬‬
                                                                                                                                                                                                                                                                         ‫ن�ؤك�د ان الفقه الم�س�ن�ود على فهم الشريعة‬
                                                                                                                                                                                                                                                                         ‫الإسلامية‪ ،‬بالرغم من حكمتها في سابق عهدها‪،‬‬
                                                                                                                                                                                                                                                                         ‫لا يطرح المساواة اليوم‪ ،‬ولا يرقي للدستور الذي‬
                                                                                                                                                                                                                                                                         ‫تتوفر فيه حقوق مواطنة متساوية بين الرجل‬
                                                                                                                                                                                                                                                                         ‫والم��رأة‪ .‬م�ن ج�ان�ب ًاخ�ر ط�رح�ت الم��ادة (‪( )16‬ج)‬
                                                                                                                                                                                                                                                                         ‫نفس الحقوق والمسؤوليات أثناء ال�زواج وعند‬
                                                                                                                                                                                                                                                                         ‫ف�س�خ�ه) ف��ي م�ق�اب�ل ت�ع�ري�ف ال�ف�ق�ه�اء ل��ل��زواج‪،‬‬
                                                                                                                                                                                                                                                                         ‫تحليل ال�ن�ص ال�دي�ن�ي وضعفه‬                   ‫(ي�الؤك�حندفإيةش�ك�ع� ّارل�ي�فة‬
‫ال��ق��اص��رات‪ ،‬م��ن ب�ي�ن م��ن ات��اه��ن الم�ح�ي�ض ول�و‬     ‫مكارم الاخلاق) وفي هذا المضار رب رجل مشرك‬                    ‫ال�ه�وس ال�دي�ن�ي وأث��ره��ا ع�ل�ى ق�واني�ن الأح��وال‬               ‫تقول (سيداو) في البند (ب) (نفس الحقوق‬                                      ‫بعضهم النكاح بانه عقد المتعة‬
‫بعمر ال�ث�ام�ن�ة! غير عابئين بالمخاطر الصحية‬                 ‫على خلق وقيم إنسانية‪ ،‬لهو أفضل من مسلم‬                                                                                                                                                                      ‫قصدًا‪ ،‬الشافعية قصد يتضمن ملك الوطء بلفظ‬
‫والنفسية والجسدية‪ ،‬التي سوف تلحق بهن من‬                      ‫ش�ك�ل�ي ال�ت�دي�ن‪ ،‬س��يء الاخ��ل�اق‪ ،‬ي�ع�ن�ف ب�الم�رأة‬       ‫الشخصية (وذه��ب أب�و ح�ن�ي�ف�ة‪ ،‬وأب��و ي�وس�ف‪،‬‬                      ‫في حرية اختيار الزوج‪ ،‬وفي عدم عقد الزواج إلا‬                               ‫ان�ك�اح أو ت�زوي�ج‪ ،‬المالكية بأنه عقد على مجرد‬
‫اثر الزواج من رجال يكبروهن في السن‪ ،‬وبفعل‬                    ‫ويضربها ويذلها‪ .‬وتحريم الفقهاء م�رده‪ ،‬كون‬                    ‫اكثابنا كتف ًأه‪،‬ذاوااللمهحرقملههرا‪،‬المفلثهلا‪،‬‬  ‫في ظاهر الرواية الى‬  ‫برضاها الحر الكامل) وهذا فيما يعني حق المرأة‬
‫ال�ت�ط�ور ال�ص�ح�ي وال�ع�ل�م�ي‪ ،‬ال��ذي اع��اد تعريف‬          ‫ان�ه�ا ضعيفة ولأت�م�ل�ك أدوات ان تحمي دينها‬                                                                 ‫أن تزوج‪ ‬نفسها‪ ‬متى‬    ‫الوصاية‬   ‫افلايب�وولي�اةي�‪،‬ةزاومرج� ُاها‪،‬دوعنندقبماولتهفارورضض�عاليه�ها‪،‬ا‬  ‫ال�ت�ل�ذذ ب�آدم�ي�ة) ه�ك�ذا ينتجون ت�ع�ري�ف يهبط‬
‫ال�ب�ل�وغ ال�ج�ن�س�ي وال�ن�ض�ج ال�ع�ق�ل�ي‪ ،‬ت�م تحديد‬         ‫ودين أبنائها من الكتابي‪ ،‬وما من شك لابد من‬                                                                                       ‫وف�ي هذا‬                                                                   ‫بتلك العلاقة السامية‪ ،‬ويحفز العنف الجنسي‪،‬‬
‫سن قانوني للزواج ببلوغ ‪ 18‬عام للفتاة‪ ،‬واقرت‬                  ‫ضرورة ارتفاع المخيال الديني الي مستوي قامة‬                   ‫ولا اعتراض لأحد‪ ‬عليها‪ ،‬كما لها الحق أن تزوج‬                                                                                                    ‫وي�ش�رع الاغ�ت�ص�اب داخ��ل اط��ار ال���زواج‪ ،‬بينما‬
‫بقية الم�ع�ت�ق�دات ال�دي�ن�ي�ة‪ ،‬م�ن ي�ه�ودي�ة وكنسية‬         ‫الم��رأة الم�ع�اص�رة‪ ،‬اذ ه�ي ج�دي�رة ف�ي مجتمعات‬             ‫غ�ي�ره�ا أي��ض��ا)‪ .‬الأح���وال ال�ش�خ�ص�ي�ة‪ ،‬لم�ع�وض‬                ‫الصدد اختلف الفقهاء‪ ،‬بالرغم من ان الشريعة‪،‬‬
‫وديانات أرضية‪ ،‬باتباع هذه التوصيات‪ ،‬ما عدا‬                   ‫تسود فيها الدساتير التي ترعي المساواة التامة‪،‬‬                ‫محمد مصطفى س�رح�ان‪ ،‬المعمول ب�ه ف�ي مصر‬                             ‫اباحة للنساء وهن في مجتمع قبلي‪ ،‬وحديثات‬                                    ‫سعت (س�ي�داو) لحماية المعنفات من التحرش‪،‬‬
‫فقهاء المسلمين الذين يقدمون الإسلام في صورة‬                  ‫ان تحمي دينها واسرتها‪ ،‬بما يتفق وتربيتها‪،‬‬                                                                                                                                                                   ‫و الاغ�ت�ص�اب ال��زوج��ي‪ ،‬ودرء اث���اره ال�ن�ف�س�ي�ة‬
‫رج�ع�ي�ة‪ ،‬ول�ق�د ش�ه�دن�ا ب�ش�اع�ة الات�ج�ار ب�الم�رأة‬       ‫ومسئوليتها ال�ف�ردي�ة ام��ام ال�ل�ه‪ ،‬ك�م�ا ه�و ح�ال‬                                                         ‫والسودان ص ‪.149‬‬      ‫عهد بحفرة ال�وأد‪ ،‬ح�ق ان ي�زوج�ن أنفسهن‪ ،‬بل‬                                ‫والجسدية والجنسية المدمرة‪ .‬لكن رج�ال الدين‬
‫وبيعها في أس�واق النخاسة‪ ،‬في نموذج (دول�ة‬                                                                                 ‫ويتجلى ام�ع�ان ال�ف�ق�ه�اء ف�ي ت�ج�اه�ل حركة‬                        ‫أكثر من ذلك الراشدات منهن يمكنهن ان يزوجن‬
‫الخلافة الإسلامية في سوريا والعراق) (داعش)‪.‬‬                                              ‫الرجل ومسئوليته‪،‬‬                 ‫ال�وع�ي ال�ن�س�وي‪ ،‬والتمييز ال�ن�وع�ي ب�ين ال�رج�ل‬                  ‫لأخريات‪ ،‬وهذا ما التقطته دول إسلامية عربية‬                                 ‫لا يغادرون محطة ان المرأة مدعاة فتنة وغواية‪،‬‬
‫وهكذا المعركة الفقهية ليس مع ( سيداو) وانما‬                  ‫المادة (‪ )6‬من (سيداو) (تتخذ الدول الأطراف‬                                                                                                                                                                   ‫خلقت من ضلع اع�وج‪ ،‬يتحججون بتفاسيرهم‬
‫ف�ي ال�ع�ج�ز م�ن إي�ج�اد ن�ص دي�ن�ي‪ ،‬متفق حوله‬               ‫جميع التدابير المناسبة بما في ذل�ك التشريع‪،‬‬                  ‫والم���رأة ف�ي م�س�ال�ة ال���زواج م�ن ال�ك�ت�اب�ي! م�ع ان‬           ‫مثل المغرب‪ ،‬وتونس‪ ،‬وعلى أساسه عدلت قوانين‬                                  ‫ال�خ�اص�ة لأح�ادي�ث م�ث�ل (إذا دع�ا ال�رج�ل ام�رأت�ه‬
‫م�س�ت�م�ر ال�ت�ط�ور ف��ي م�واج�ه�ة م�ش�اك�ل الم���رأة‪،‬‬       ‫لمكافحة جميع أشكال الاتجار بالمرأة واستغلال‬                  ‫الخطاب القرآني ساوي تمامًا بين الرجل والمرأة‬                        ‫الأح��وال ال�ش�خ�ص�ي�ة‪ .‬ول�ألس�ف ج��ارت الأع��راف‬
‫ويتوافق مع المواثيق العالمية‪ ،‬وأنظمة الحماية‬                 ‫دع���ارة الم����رأة)‪ .‬ف�ي م�س�ت�وي لإع���ادة ال�ن�ظ�ر في‬     ‫في التدقيق في امر الزواج من (المشرك)‪ ،‬من باب‬                        ‫المجتمعية‪ ،‬الطرف الفقهي المتشدد ال�ذي يعوق‬                                 ‫إل�ى فراشه فأبت‪ ،‬فبات غضبان عليها‪ ،‬لعنتها‬
                                                             ‫القوانين التشريعية المغلفة بالقداسة الدينية‪،‬‬                                                                                                                                                                ‫الم�لائ�ك�ة حتى تصبح) رواه مسلم‪ ،‬و (يتمنعن‬
                          ‫الحداثوية‪ ..‬ونواصل‬                 ‫ويحول رجال الدين دون ذلك‪ ،‬مشرعين للاتجار‬                     ‫اولي ان لهن حظ المساواة في الزواج من أصحاب‬                          ‫ت�ح�رر الم��رأة‪ ،‬وي�ح�ج�م م�ع�ط�ي�ات دوره��ا ال�ف�اع�ل‬                     ‫وهن الراغبات) مما خلق ارهاب ديني‪ ،‬وتمايز‪،‬‬
                                                             ‫بالمرأة والبغاء‪ ،‬في دعواهم بصحة زواج الطفلات‬                 ‫ال��دي��ان��ات الأخ���رى‪ ،‬ب�ع�ب�رة ف�ه�م ال��ن��ص‪ ،‬واه��ل‬           ‫ف�ي ات�خ�اذ ال��ق��رارات وك��ان الأف�ض�ل اع�ت�ب�ار رأي‬
                                                                                                                          ‫ال�ك�ت�اب ل�ي�س�وا ب�م�ش�رك�ين‪ ،‬وان ح��اق ببعضهم‬                    ‫ال�س�ادة الحنفية لحل معضلة ولاي�ة الم�رأة على‬                              ‫بموجبه اجبرن النساء على الصمت عن ابسط‬
                                                                                                                                                                                                                                                                         ‫ح�ق�وق�ه�ن داخ���ل ت�ل�ك ال��ع�ل�اق��ة‪ ،‬وه���ذا ي�ج�اف�ي‬
                                                                                                                          ‫فساد العقائد‪ ،‬أو مفارقات لأديانهم‪ ،‬فالمسلمين‬                        ‫نفسها‪ ،‬لأن�ه ينسجم م�ع تغيير أدوار الم�رأة في‬                              ‫سماحة الإسل�ام‪ ،‬ودع�وة الكرامة الإنسانية (ما‬
                                                                                                                          ‫ل�م ي�ك�ون�وا ب�م�ن�ج�ي م�ن أزم��ة الاخ�ل�اق وف�س�اد‬                ‫الاسرة والمجتمع‪ .‬وكان معمول به في السودان‬
                                                                                                                          ‫العقيدة‪ ،‬وعماد الدين الاخلاق (انما بعثت لأتمم‬                       ‫ق�ب�ل ت�ح�ك�ي�م الم�ذه�ب الم�ال�ك�ي‪ ،‬وان��دي��اح م�وج�ة‬                    ‫اكرمهن الا كريم وما أهانهن الا لئيم)‪.‬‬

                                                             ‫وداعا منصور خالد مهندس النجاحات (‪)2‬‬

‫و الاش�ت�راك�ي�ة ح�ف�اظ�ا ع�ل�ى ال�وح�دة ال�وط�ن�ي�ة و‬       ‫منصور خالد الجميع ان سيرته التي اصدرها‬                       ‫لخص تضاعيف كتابه من معلومات و مسارات‬                                ‫الديمقراطيات و الان�ق�لاب�ات و ه�و ك�ت�اب قيم و‬                                                          ‫قرنق توماس ضل‬
‫ق�د ذه�ب ب�ع�ي�دا فضضي ذل�ك ب�ان وض�ع اس�س‬                   ‫في اربعة مجلدات اجزاء انها كانت تحفة بريعة‬                   ‫سياسية و مدلهمات وطنية ف�ي ع�ن�وان كتابه‬                            ‫استثنائي يؤكد قدرات منصور خالد الهائلة في‬                                  ‫المهم ان منصور خالد كان مباشرا و حادا و‬
‫دستور السودان(ورد فيه ما يشبه لاحقا الشكل‬                    ‫و بديعة من الادب و الفكر و الفلسفة و التاريخ و‬               ‫المائز تكاثر الزعازع و تناقص الاوتاد عندما رأي‬                      ‫التوثيق و الاستقصاء و تحكيم الامانة الوطنية‬                                ‫مؤلما و فصيحا و منطقيا في وصف هذه النخب‬
‫الاداري ال�ذي توصلت اليه الحركة الشعبية من‬                                                                                ‫عدم التزام الاطراف بما تواثقوا عليه في اتفاقية‬                      ‫و العلمية فقد كتب ب�ص�دق و بمسؤولية رفقة‬                                   ‫ب�ال�ف�ش�ل ب�ل و ب�إدم�ان�ه ف�ي س�ف�ر م�ن ال�ح�ق�ائ�ق‬
‫الهرم الاداري ال�ذي يبدا من البوما و البايام و‬                                        ‫السياسة و الاجتماع‪..‬‬                ‫السلام الشامل الشهيرة باتفاقية نيفاشا و هو‬                          ‫التاريخ الم�أزوم بالخيبات و اه�دار فرص البناء‬                              ‫المتماسكة مما زاد في ايغار صدورهم فيطلقون‬
‫الم�ح�اف�ظ�ة ث�م ال�ولاي�ة ث�م الم�رك�ز م�ع مؤسساتها‬         ‫ول�ئ�ن يفتئد ب�ع�ض الاق�ل�ام الم�ت�ق�اص�رة عما‬               ‫الذي الذي شهد ذات المآلات في المائدة المستديرة‬                      ‫الوطني و نقض المواثيق و العهود فقد تسببت‬                                   ‫ع�ل�ي�ه ب��ع��ض الاق��ل��ام الم��ت��ق��اص��رة ي�ن�ت�اش�ون�ه‬
‫التمثيلية و التنفيذية و الحركية ) متقدما في‬                  ‫وص��ل ال�ي�ه ال�ف�ق�ي�د ال�ك�ب�ي�ر م�ن م�ك�ان�ة ع�ل�م�ي�ة و‬  ‫و ف�ي اتفاقية ادي�س اب�اب�ا و ه�ا ه�و الان يشهد‬                     ‫قلة الهمة و شح الحساسية الوطنية و السياسة‬                                  ‫ب�ك�ت�اب�ات ب�اه�ت�ه و ل�زج�ة ع�ل�ى ش�اك�ل�ة ان�ه ايضا‬
‫ذلك على الكثير من رفقاءه السياسيين في ذلك‬                    ‫سياسية منتجة و ايجابية ي�س�ودون الصحف‬                        ‫ن�ف�س ق�ل�ة ال�ه�م�ة و ض�م�ور ال�ح�س ال�وط�ن�ي و‬                    ‫المظهرية الطافحة ان تكون قصة ال�س�ودان هي‬                                  ‫من هذه النخبة الفاشلة وهو لم يقل غير ذلك او‬
‫ال�زم�ان م�ن الارب�ع�ي�ن�ات و الخمسينات رف�ق�اءه‬             ‫بكتابات تقودها الحسد و الغيرة و ربما الجهل‬                   ‫الاستخفاف بمآلات عدم الالتزام و نقض العهود‬                          ‫قصة بلدين فسنوات الحرب هي سنوات اطول‬                                       ‫يعايرونه انه كان مايويا رغم ان مايو كلها ان لم‬
‫ال�دع�ائ�يي�ن الم�ت�ن�ق�ل�ين ب�ي�ن م��وائ��د ال�ب�ي�وت�ات و‬  ‫ب��أق��دار ال��ن��اس ي�ت�ن�م�رون ب�أن�اش�ي�د م�ح�ف�وظ�ة‬      ‫و للحقيقة و التاريخ فان الفقيد الكبير كان من‬                        ‫ح�رب اهلية ف�ي العالم و طموحات ال�س�لام هي‬                                 ‫ابالغ كانت نجاحات منصور خالد في الشباب‬
‫ولائ�م الاستعمار يغلبون التآمر على الحقائق‬                   ‫نسجها خصومه السياسيين حين اعياهم بلوغ‬                        ‫مهندسي النجاح في الاتفاقيتين ادي�س ابابا و‬                          ‫س�ل�س�ل�ة الم�ؤت�م�رات و الات�ف�اق�ي�ات و الم�ع�اه�دات‬                     ‫و الرياضة (ك�اس امم افريقيا الطلائع و مراكز‬
‫حتى ينولوا تمكنهم السياسي ‪...‬ال�ذي�ن كانت‬                    ‫تمكنه في الادارة و السياسية و المعرفة و فوق‬                  ‫نيفاشا في مسؤولية وطنية تحمد له تطرق في‬                             ‫ال�ت�ي ج�رت ب�غ�رض ال�س�لام و ال�وح�دة و ال�ب�ن�اء‬                         ‫الشباب و حملات التطوع و محو الامية )و في‬
‫ت�س�ت�ه�وي�ه�م ال�خ�ط�اب�ة و ال��ن��زوع الاق�ل�ي�م�ي و‬                                                                    ‫مقالاته هذه (الكتاب مجموعة مقالات ) لشماليي‬                         ‫الوطني في جوبا في الاربعينات و في الخرطوم‬                                  ‫الخارجية(استقرار و تطور العلاقات الدولية من‬
                                                                                          ‫كل ذلك الوطنية‪..‬‬                ‫ال�ح�رك�ة و م�آل�ه�م ب�ع�د ذه��اب ال�ج�ن�وب ال�ى ح�ال‬               ‫ف�ي ال�س�ت�ي�ن�ات ف�ي م�ؤت�م�ر الم�ائ�دة الم�س�ت�دي�رة و‬                   ‫كل الاقطاب ) و في التربية و التعليم( تأسيس‬
                          ‫الانتماء للافتراض ‪..‬‬               ‫ال�وط�ن�ي�ة ال�ت�ي ج�ع�ل�ت ه�م�ه ال�ع�ام ق�ض�اي�ا‬            ‫سبيله ف�ي ج�س�ارة و شجاعة منقطعة النظير‬                             ‫ف�ي ال�س�ب�ع�ي�ن�ات ف�ي ات�ف�اق�ي�ة ادي��س اب�اب�ا و في‬                    ‫الجامعات و مراكز البحث ) فمعظم النجاحات‬
‫كان محمود محمود طه واضحا و مباشرا‬                            ‫ال�ح�رب و ال�س�لام ت�ق�ف�ى اث�ره�ا ح�ت�ى ان�ض�م ال�ى‬         ‫بعد قضى سنين ب�ذل�ه السياسي و الفكري في‬                             ‫اي�ام الديمقراطية الثالثة ف�ي شكدم و ك�وك�ادام‬                             ‫في ه�ذه ال��وزارات ارتبطت باسم فقيدنا الكبير‬
‫و منتجا ف�ي تصديه للتهاويم ال�ت�ي يصدرها‬                     ‫الحركة الشعبية لتحرير ال�س�ودان ف�ي اخ�ت�راق‬                 ‫ال�ت�ح�ذي�ر م�ن م�ت�لازم�ة ادم��ان ال�ف�ش�ل ه��ذه عبر‬               ‫و الم�ي�رغ�ن�ي ق�رن�ق ف��ي ال�ث�م�ان�ي�ن�ات و اس�م�را‬                      ‫ل�م يجد رف�ق�اءه ال�غ�ي�ارى و ال�ح�ي�ارى و مدمني‬
‫ال�ت�ي�ارات الاسل�ام�ي�ة الم�ت�ش�ك�ل�ة و ال�ت�ي ل�م تكن‬      ‫تاريخي لتقاليد التعاطي مع المشكل السوداني‬                    ‫قرابة الاربعة عقود يحذر من مغبة اهدار الفرص‬                         ‫ابوجا و مشاكوس و نيفاشا في سنين الانقاذ‬                                    ‫الفشل سوى فعل ما يجيدونه على الدوام اغتيال‬
‫تعنيها الم�وض�وع الوطني و ال�ت�ي�ارات الوطنية‬                ‫المحصورة في حركات التمرد على المركز قوامها‬                   ‫التي توفرت في كل عقد لإعلاء القيمة الوطنية و‬                        ‫التسعينات و الألفيات الخ اما قصة البلدين هي‬                                ‫ال�ش�خ�ص�ي�ة و ال�ت�ن�م�ي�ط اي اخ��ت�ل�اق ال��ص��ورة‬
‫الان�ت�ه�ازي�ة الاخ��رى الم�ت�ح�ال�ف�ة م�ع ال�ط�ائ�ف�ي�ة و‬   ‫الجنوبيين فكان بثقله السياسي و الاكاديمي‬                     ‫تمتين عناصر الاتحاد السوداني و لكن هيهات‬                            ‫ح�ال ال�س�ودان م�ن�ذ الاس�ت�ق�لال لضعف الم�ب�ادرة‬                          ‫النمطية ع�ب�ر كمية م�ن الاك�اذي�ب و الاف�ت�راءات‬
‫ح�اض�ن�ت�ه�م او ب��الأح��رى ح�دي�ق�ت�ه�م ال�خ�ل�ف�ي�ة‬        ‫و الام�م�ي ه�و و مجموعة م�ن الشماليين و لعل‬                  ‫ف�ه�ذه ال�ب�لاد لا ت�ت�ب�ين ح�ت�ى ض�ح�ى ال�غ�د و هو‬                 ‫السياسية و هي ايضا رؤية فقيدنا الكبير التي‬                                 ‫(المخابرات و المايوية و الترفع الخ ) و بثها في‬
‫ك�م�ث�ل خ�ري�ج�ي الم�ع�ه�د ال�ع�ل�م�ي ف�ن�ك�ر ع�ل�ي�ه�م‬      ‫الحمل الاعلامي عليهم كان سببه هذا الاختيار‬                   ‫غد ضنين على السودان الذي اصبح سودانيين‬                              ‫ك�ان�ت ن�ب�وءة اي�ض�ا ل�ت�وق�ع�ه اذا اس�ت�م�ر الفشل‬                        ‫الذاكرة الجمعية و غناءها كالأناشيد ليل نهار‬
‫دعوتهم الخيالية و الانتهازية و الغريبة على‬                   ‫الذي عرى مصدات النخب الكلاسيكية ثم قضايا‬                      ‫فاشلين كما توقع و تنبأ به الفقيد الكبير ‪......‬‬                     ‫المعتاد ان ينفصل الجنوب و تصبح دولة وهذا‬                                   ‫و لكن منصور خالد كان جبلا و بذله الفكري و‬
‫ال�ه�م ال�وط�ن�ي ال��ذي س�م�وه ال�دس�ت�ور الاس�لام�ي‬         ‫الحوكمة و التنمية و قضايا النخب السياسية‬                     ‫و عند القول بان منصور خالد هو مهندس‬                                 ‫م�ا ح�دث لاح�ق�ا ع�ن�دم�ا اج�ري الاس�ت�ف�ت�اء ضمن‬                          ‫السياسي و العام موثق يماثله في ذلك الاستاذ‬
‫فكان الاستاذ يقول ان دستورنا ه�ذا الفيدرالي‬                  ‫و لم يكن هما سلبيا بل كان هما منتجا يجترح‬                    ‫ال�ن�ج�اح�ات ف�ذل�ك لا يعني فقط نجاحه الاداري‬                       ‫استحقاقات اتفاقية نيفاشا للسلام الشامل و‬                                   ‫م�ح�م�ود محمد ط�ه الم�ث�ق�ف و الم�ف�ك�ر الم�غ�ت�ال في‬
‫و الاش�ت�راك�ي ه�و الاس�لام�ي لكن اك�ث�ر ال�ن�اس لا‬          ‫الحلول و يستدعي الاعتبار كل م�رة في عصف‬                      ‫و ال�ت�ن�ف�ي�ذي الل�اف��ت و الم�ت�م�ي�ز ف��ي ال�ش�ب�اب و‬            ‫ه�ي ات�ف�اق�ي�ة ك�ان�ت ق�د صممت لأج�ل وح��دة في‬
                                                             ‫للذهن البصير ره�ي�ب ل�ذل�ك ل�م يختفي جنوب‬                    ‫الخارجية و التعليم و ليس فقط نجاحه الاممي‬                           ‫نظام علماني او وح�دة كونفدرالية او انفصال‬                                                   ‫مقابل الفشل النخبوي العام ‪..‬‬
                                    ‫يعلمون ‪...‬‬               ‫السودان قط من كل انتاجه الكتابي و لا اسهامه‬                  ‫في المنظمات الدولية في اليونسكو و غيرها و‬                           ‫ب�إح�س�ان ي�س�م�ى ت�ق�ري�ر الم�ص�ي�ر ف�ي ح��ال فشل‬                         ‫ثم يكتب الدكتور منصور خالد سفره النادر‬
‫تصدى الاستاذ للمراهقة السياسية السائدة‬                       ‫التنفيذي و لا اداءه السياسي و لم يتوانى على‬                  ‫لا نجاحه كأستاذ جامعي في اع�رق الجامعات‬                             ‫الجميع ففشل الجميع و انفصل جنوب السودان‬                                    ‫على الاط�لاق في سياق عنوانه الباتع ‪#‬جنوب‬
‫م�ن�ذ ال�خ�م�س�ي�ن�ات ( ص�ي�اغ�ت�ه لاس��س دس�ت�ور‬            ‫ط�ول الخط من نقد عقلية النخب الحاكمة و لم‬                    ‫الغربية و لا فقط رك�ون�ه وراء اكثر الاتفاقيات‬                       ‫معلنا استقلاله و بقيت القصة قصة بلدين و‬                                    ‫ال�س�ودان ف�ي المخيلة ال�ع�رب�ي�ة و ف�ي ك�ت�اب�ه ه�ذا‬
‫ال��س��ودان )و ف�ي ال�س�ت�ي�ن�ات س�اج�ل ع�ن ح�ق�وق‬           ‫يسكت يوما عن نصرة الاس�ت�اذ محمود محمد‬                       ‫مساهمة ف�ي اس�ك�ات البندقية و تطبيع السلام‬                          ‫ه�ي ق�ص�ة ح�زي�ن�ة و م�أس�اوي�ة ج�س�دت تخاليط‬                              ‫فند الكثير من التخاليط و التصورات الخاطئة‬
‫العمل و تساوي الاجور بغض النظر عن الجندر‬                     ‫ط��ه ف��ي م�ق�اب�ل ق�ل�ة ه�م�ة ال�س�اس�ة ال�ن�خ�ب�وي�ين‬      ‫في اديس و نيفاشا و غيرها لكننا نعني ايضا‬                            ‫الاع�ت�داد ال�زائ�ف بالدين و العرق و الات�ج�اه الخ‬                         ‫و الم�رك�ب�ة ت�رك�ي�ب�ا اع�لام�ي�ا ف�ي الم�خ�ي�ل�ة العربية‬
‫(سباقا في ذل�ك ) و العرق و الدين و الات�ج�اه و‬               ‫لاج�د ب�ع�د يسير اض�ط�لاع ان الاس�ت�اذ محمود‬                 ‫ه��ذا ال�ن�ج�اح ال�ف�ك�ري ال�ك�ب�ي�ر الم�ت�م�ث�ل ف�ي ه�ذه‬           ‫مما ادي ال�ى متلازمة ادم�ان الفشل التي يقول‬                                ‫ع�ن ج�ن�وب ال�س�ودان و الم�ت�راوح�ة ب�ين نظريات‬
‫الغيارى من رفقاءه يجادلون و يحيلون المشهد‬                    ‫محمد طه كان المقابل الملتزم المتسق الموضوعي‬                  ‫المكتبة الهائلة المبذولة للأجيال يضطلعون فيها‬                       ‫عليها دائما منصور خالد فتكاثرت الزعازع و‬                                   ‫المؤامرة و احلام البوابات الاسلامية لأفريقيا و‬
‫ال�س�ي�اس�ي ال��ى ف�وض�ى ب�م�ا اس��م��وه ال�دس�ت�ور‬                                                                       ‫عن كيف كانت بلادهم تساس عبر اربعة عقود‬                              ‫تناقصت الاوت�اد و انشطرت ال�ب�لاد الكبيرة و‬                                ‫مصدات المطامع الاسرائيلية و الخطورة على المد‬
‫الاسلامي و في السبعينات نصح النميري بان لا‬                               ‫لتخاليط بعض النخب المركزية ‪...‬‬                   ‫و ك�ي�ف ك�ان�ت ال�س�ي�اس�ة و ال�س�ي�اس�ي�ين و كيف‬                   ‫هي الدولة العظيمة التي حكمتها اقزام فانتهت‬                                 ‫العربي و الادعاءات الاستعمارية و ما شابه كل‬
‫يستمع لحلفائه الجدد حسن الترابي و الصادق‬                     ‫ه��ذا لان الاس��ت��اذ ‪#‬م�ح�م�ودم�ح�م�دط�ه ك�ان‬               ‫استمر الفشل كل هذه السنين و لماذا و من من ‪...‬‬                       ‫ال��ى دول�تي�ن ف�اش�ل�ت�ين لا ي�س�م�ع ف�ي�ه�م�ا لأم�ث�ال‬                   ‫ذل�ك م�ن الخزعبلات المحشوة حشوا حثيثا في‬
‫الم�ه�دي فيما يخص مساعيهم لتغيير دستور‬                       ‫(و ارج��و ان يسمح ل�ي و ي�ع�زرن�ي الم�ت�اب�ع لهذا‬            ‫ج�ع�ل ي�ك�ت�ب وي�ك�ت�ب ف�ت�رك ل�ل�ن�اس مكتبة‬                                                                                                   ‫المخيلة العربية (و بعض السودانية في زعمي‬
‫السودان لما في ذلك خطر محدق بوحدة السودان‬                    ‫المقال لتكرار السياقات التي تتقاطع فيها سيرة‬                 ‫هائلة حتى كتب سيرته الذاتية التي ه�ي من‬                                                            ‫منصور خالد ‪..‬‬                               ‫) و ذل��ك ب�راف�ع�ة م�ن ب�ع�ض ال��ن��زوع ال�ن�خ�ب�وي‬
‫و في الثمانينات كتب هذا او الطوفان منشوره‬                    ‫ال�دك�ت�ور م�ن�ص�ور و الاس�ت�اذ الم�ه�ن�دس محمود‬             ‫اص��دارات��ه الم�ل�ح�م�ي�ة ال�ت�ي اس�م�اه�ا ش��ذرات من‬              ‫ثم كتب فقيدنا سفره القيم و الهم هو الهم‬                                    ‫السوداني لانكار هوياتها و ذواتها و وجوهها‬
‫الذي رفض فيه قوانين النميري في سبتمبر التي‬                   ‫محمد طة كل مرة ) اول من دخل السجن سجينا‬                      ‫وه�وا مشعلي س�ي�رة ذات�ي�ة ليقتحم ادب�ا رفيعا‬                       ‫و الأس�ى كذلك كتب ‪#‬تكاثر ال�زع�ازع وتناقص‬                                  ‫ف�ي الم�راي�ات الان�س�ان�ي�ة ال�ت�ي ات�ج�ه�ت تستقطب‬
‫اسماها قوانين الشريعة حاجج بفكره العميق‬                      ‫سياسيا لان�ه ك�ان يكتب الم�ن�ش�ورات المعارضة‬                 ‫يحتاج للشجعان و هو ادب و مضمار يتحاشاه‬                              ‫الاوت�اد و هو كتابه ال�ذي اجتمعت ل�ه بصيرة‬                                 ‫التيارات السياسية و القومية و الاسلامية في‬
‫و علمه ال�غ�زي�ر و راي�ه ال�س�دي�د و دي�ن�ه السليم‬           ‫ل�ل�وج�ود الاس��ت��ع��م��اري و ي��ق��وم ب�ت�وزي�ع�ه�ا و‬      ‫جيله و القليلين ف�ي التاريخ ال�س�ودان�ي ه�م من‬                      ‫المؤرخ و روح الوطني الغيور المشفق و استشعار‬                                ‫الشرق الاوس�ط و المنطقة العربية و هي تيارات‬
‫رافضا اللوثة التي اصابت الجميع حينها على‬                     ‫نشرها حتى اعتقل و سجن في حين كان اقرانه‬                      ‫ت�ج�اس�روا على كتابة سيرتهم دون ازي�اد على‬                          ‫السياسي المحنك و رؤي�ة رجل الدولة الخبير و‬                                 ‫ك�ان�ت م�رت�ك�زات�ه�ا دع�ائ�ي�ة ب�ام�ت�ي�از و ت�ح�اول‬
‫راس�ه�م النميري ففجروا ف�ي تشويه ص�ورت�ه و‬                   ‫ي�ك�ات�ب�ون الم�س�ت�ع�م�ر او ي�ت�زل�ف�ون ال�ط�ائ�ف�ي�ة او‬    ‫راس�ه�م رائ��د تعليم الم��رأة ب�اب�ك�ر ب��دري و يفوق‬                ‫ال�ق�ري�ب م�ن مطابخ ال�ق�رارات ال�دول�ي�ة و المحلية‬                        ‫تركيبها في الحالة السودانية المتميزة بتنوعه‬
‫تلطيخ صفحته البيضاء بالأكاذيب و الافتراءات‬                   ‫ينتهزون المشاعر الدينية و هو بعد ذلك كان من‬                                                                                      ‫فقد رأي قرب انهيار الاتحاد السوداني التاريخي‬                               ‫و ت�ع�دده الانساني و الثقافي و الديني الذاخر‬
‫ح�ت�ى اغ�ت�ال�ه ال�ن�م�ي�ري ب�اي�ع�از م�ن ك�ل ال�ي�م�ين‬      ‫المنادين بجمهورية سودانية مستقلة عن مصر‬                                                                                                                                                                     ‫ف�ت�م ف�ي خ�ض�م ذل��ك ن�س�ج ال�ك�ث�ي�ر م�ن الم�روي�ات‬
‫المتاح حينها الاخوان و حزب الامة و الوهابيين‬                 ‫و بريطانيا بل قد كان من اول المنادين بالفدرالية‬                                                                                                                                                             ‫الخرافية ع�ن حقيقة جنوب ال�س�ودان ال�ذي كان‬
‫السلفية فقد كانوا كلهم حلفاء النميري حينها‬                                                                                                                                                                                                                               ‫يصارع على الدوام صراعا وجوديا في الحفاظ‬
‫لانهم و كانت اطراف سياط الاستاذ التي تفضح‬                                                                                                                                                                                                                                ‫على شخصيته و هويته ‪ ..‬نجح منصور خالد‬
‫تكلسهم تصلهم فيتأبطون به شرا حتى حظوا‬                                                                                                                                                                                                                                    ‫في تفنيد كل هذه التخاليط بالحقيقة التاريخية‬
‫ب�ه ب�أم�ر ال�دك�ت�ات�ور و اع��دم��وه ف�ي واح���دة من‬                                                                                                                                                                                                                    ‫و الم�ع�رف�ة الم�وس�وع�ي�ة و ف�ض�ح ال�ج�ه�ل الم�ري�ع‬
‫مهازل التاريخ السياسي السوداني و قاموا في‬                                                                                                                                                                                                                                ‫ال�ذي عشعش المخيلة العربية و اع�اد الاعتبار‬
‫الحاح سقيم على التعتيم على سيرته الوطنية‬                                                                                                                                                                                                                                 ‫ال�ت�اري�خ�ي ل�ج�ن�وب ال�س�ودان و يعتبر ه�ذا من‬
‫و الفكرية الناصعة السيرة التي تشعرهم بالعار‬                                                                                                                                                                                                                              ‫ال�ك�ت�اب�ات ال�وط�ن�ي�ة و ال�س�ي�اس�ي�ة و الم�ع�رف�ي�ة‬
‫و ل�و ت���واروا خ�ل�ف الم�راف�ع�ات ال�ل�زج�ة او لاك�وا‬                                                                                                                                                                                                                   ‫ال�ن�ادرة الغنية بالمعلومة و الحقيقة الساطعة‬
‫اناشيدهم النمطية عن الاستاذ عندها اضطلع‬                                                                                                                                                                                                                                  ‫ع�ن ج�ن�وب ال��س��ودان و الم�ت�ع�ام�ي�ة ع�ن�ه�ا بفعل‬
‫منصور خالد بالمهمة المقابلة و ه�ي الانتصار‬                                                                                                                                                                                                                               ‫ال�ن�زع�ات النخبوية ال�ب�اك�رة ف�ي تغيير السمات‬
‫للأستاذ و لفكره و لسهمه الوطني و هو الذي‬                                                                                                                                                                                                                                 ‫التاريخية و الجغرافية و الاجتماعية المشتركة‬
‫ب�ح صوته و ه�و يقول ف�ي ال�ن�اس الحرية لنا و‬                                                                                                                                                                                                                             ‫ال�ح�ق�ي�ق�ي�ة الم�اث�ل�ة ب�ي�ن الم�ج�م�وع�ات ال�س�ك�ان�ي�ة‬
                                                                                                                                                                                                                                                                         ‫السودانية في اتجاه سمات افتراضية متوهمة‬
                                     ‫لسوانا ‪...‬‬                                                                                                                                                                                                                          ‫غارقة في الالتباس فالتوت كل اعناق الحقائق‬
‫ي�ك�ت�ب ع�ن�ه ف��ي ش�خ�ص�ه و ي�ك�ت�ب ع�ن�ه في‬                                                                                                                                                                                                                            ‫ع�ن ال�ج�ن�وب ووص�ل�ت ب�ت�ل�ك ال�ص�ورة ال�ش�ائ�ه�ة‬
‫فكره و يكتب عنه في راءي�ه السياسي و يكتب‬                                                                                                                                                                                                                                 ‫للمخيلة العربية ‪...‬كان جهدا عظيما من الفقيد‬
‫عنه فيما تعرض له من غيرة و حسد و اغتيال‬
‫فينصره و ينفض الغبار عن شمائله و فضائله‬                                                                                                                                                                                                                                                              ‫الكبير و أي جهد ‪.‬‬
                                                                                                                                                                                                                                                                         ‫و ام��ا ك�ت�اب م�ن�ص�ور خ�ال�د ال�ل�اح��ق ال��ذي‬
          ‫و ينسمه مكانته التي تجب و يجب‪...‬‬                                                                                                                                                                                                                               ‫ص�در بالعربية و الان�ج�ل�ي�زي�ة ‪#‬سنواتالحربو‬
‫ي�ن�ط�ب�ع ل��دى الم�ت�اب�ع�ين ان م�ن�ص�ور خ�ال�د‬                                                                                                                                                                                                                         ‫طموحاتالسلامقصةبلدين ف�ه�و ي�وض�ح كيف‬
‫ي�ح�ت�رف ف�ق�ط ال�ك�ت�اب�ة ذات ال�ط�اب�ع ال�س�ي�اس�ي‬                                                                                                                                                                                                                     ‫ك�ان ال�ف�ق�ي�د ال�ك�ب�ي�ر مهتما و لصيقا بمعضلة‬
‫و التاريخي و التوثيقي و لكن الفقيد الكبير‬                                                                                                                                                                                                                                ‫السياسة السودانية الكأداء المتمثلة في مشكلة‬
‫ضليع في الكتابة الادب�ي�ة و الفنية و الفلسفية‬                                                                                                                                                                                                                            ‫جنوب السودان الفاضحة لفشل النخبة المركزية‬
‫بل هو من الموسوعيين في تلك المضامير تشهد‬                                                                                                                                                                                                                                 ‫المتنفذة على م�دار الحكم الوطني الم�ت�راوح بين‬
‫ل�ه كتاباته ع�ن الفن التشكيلي و ع�ن ف�ن الغناء‬
‫خاصة غناء الحقيبة و عن مآثر رموز الاعلام و‬
‫التعليم و الغناء و الشعر و الادب و الثقافة و‬

                      ‫التصوف في السودان ‪...‬‬
   1   2   3   4   5   6   7   8   9   10