Page 9 - المدائن بوست العدد السادس والستون
P. 9

‫‪9‬‬                 ‫‪AL Madayin Post‬‬                                                                                                                                                     ‫سياسة‬

                     ‫< الأحد ‪ 6 -‬يونيو ‪ < 2021‬العدد‪66 :‬‬

‫تجديد الدعوة لاستكمال الاستقلال بتحرير الفضاء السوداني من فتاوى التكفير الأجنبية‬

                       ‫عن وضع الحريات الدينية في السودان‪ :‬اللقاء التنويري مع وزير الشئون الدينية ‪ -‬واشنطن‬

‫بها المجتمعات قدي ًما‬  ‫توقح"وادلل‪:‬يت ًثكاف‪،‬ي ُورلافتينق ٌةو الببتهليإلات‬                      ‫والشامل‪ ،‬ول�ه�ذا‪ ،‬وعطفًا على لقاء ي�وم الأم�س‪،‬‬                                                                                                     ‫والأوق�اف في السودان‪ .‬فقد وجه الأزهر رسالته‬                                                                                                                                                      ‫‪ ‬وهو م�ا أدى ك�م�ا رأي�ن�ا إل��ى ن�ش�وء ال�ح�رف‬
‫متجرئ على شرع الله‬                                                                            ‫وتجديدًا لطلبي في رسالتي لسعادتكم‪ ،‬والتي‬                                                                                                           ‫التكفيرية إلى وزارة الشؤون الدينية والأوق�اف‬                                                                                                                                                     ‫كنت م�ن الملبيين للدعوة العامة ال�ت�ي وجهتها‬
                                                                                              ‫آمل أن يجد الخبراء الإعلاميون أو المعنيون في‬                                                                                                       ‫ف��ي ‪ 5‬ي�ون�ي�و ‪ ،1972‬وأرس��ل��ت راب��ط��ة ال�ع�ال�م‬                                                                                                                                             ‫ال��س��ف��ارة ال��س��ودان��ي��ة وال��ج��ال��ي��ة ال�س�ودان�ي�ة‬
‫رجمايهلالبغتيعرالبيالمكه‪،‬فرولققدديبريت ُّندتعلنىصقوائلصه‬  ‫أو‬        ‫تعالى‬                     ‫وزارت�ك�م ال�ف�رص�ة ل�ل�وص�ول إل�ي�ه�ا‪ ،‬ف�ه�ي متاحه‬                                                                                                ‫الإسلامي فتواها التكفيرية إل�ى وزارة الشؤون‬                                                                                                                                                      ‫الأم�ري�ك�ي�ة ب�م�ن�ط�ق�ة واش�ن�ط�ن ال�ك�ب�رى‪ ،‬ب�ش�أن‬
                                                          ‫أن‬        ‫الشرع‬                     ‫في المواقع الإلكترونية المذكورة أعلاه‪ ،‬وعرضها‬                                                                                                                 ‫‪.1975‬‬  ‫الديوأنيةضفواتلأفوقيا مفدافيخل‪8‬ت‪1‬يمقاارئل ًاس‬                                                                                                                                  ‫اللقاء التنويري مع سعادة‪ /‬نصرالدين مفرح‪،‬‬
‫ف�ي�ب�وء ب�إث�م�ه‪ ،‬وال�ت�ك�ف�ي�ر ح�ك�م ع�ل�ى ال�ض�م�ائ�ر‬                                      ‫عليكم‪ ،‬وانطلاقا من الواجب الثقافي والأخلاقي‬                                                                                                        ‫الوزير‪،‬‬  ‫لسعادة‬                                                                                                                                                                                  ‫وزي��ر ال�ش�ئ�ون ال�دي�ن�ي�ة والأوق����اف ب�ال�ح�ك�وم�ة‬
‫ابل�هشال�خل�ُهصس�عب�باح�ر ًاةن�تهحوتت�مع�لالا�لىكفدرومننغ�تي�رسه‪،‬ع‬  ‫ي�خ�ت�ص‬                   ‫ت�ج�اه ال��س��ودان وب��ن��اء ال��س�ل�ام‪ ،‬وإي��م��ان��ًا م�ن�ا‬                                                                                      ‫إنك بمخاطبة تلك الجهات التي أصدرت الفتوى‬                                                                                                                                                         ‫السودانية‪ ،‬وس�ع�ادة الدكتور نورالدين سآتي‪،‬‬
                                                                    ‫ف�إذا قال‬                 ‫بمبادئ ثورة ديسمبر المجيدة (ديسمبر ‪2018-‬‬                                                                                                           ‫ومطالبتهم بالتخلي والتراجع عنها‪ ،‬تكون قد‬                                                                                                                                                         ‫سفير السودان لدى الولايات المتحدة الامريكية‪،‬‬
‫وتسعين وجها وتحتمل ع�دم التكفير م�ن وجه‬                                                       ‫أبريل ‪ )2019‬التي اندلعت من أجل الحرية وكرامة‬                                                                                                       ‫ح�ررت ال�ف�ض�اء ال�س�ودان�ي م�ن ف�ت�اوى التكفير‪،‬‬                                                                                                                                                 ‫بعنوان‪" :‬الوضع الحالي في السودان والإنجاز‬
‫واحد فلا يرمى بالكفر لشبهة الاحتمال؛ اعتدادا‬                                                  ‫الإن�س�ان واستكمال استقلال ال�س�ودان‪ ،‬وقناعة‬                                                                                                       ‫وج��ردت التكفيريين م�ن سل�اح ال�ت�ك�ف�ي�ر‪ ،‬لأنهم‬                                                                                                                                                 ‫التاريخي ف�ي مجال ال�ح�ري�ات الدينية وخ�روج‬
‫بقاعدة (ما ثبت بيقين لا يزول إلا بيقين)"‪.‬‬                                                     ‫م�ن�ا ب��دور الم�ث�ق�ف ف�ي دع��م ال�ث�ورة وح�م�اي�ت�ه�ا‪،‬‬                                                                                           ‫ج�م�ي�ع�ا ي�ق�ول�ون‪ :‬ك�ف�ره الأزه���ر‪ ،‬وك�ف�ره ع�ل�م�اء‬                                                                                                                                          ‫ال�س�ودان م�ن ال�ـ ‪ ،"watch list‬وذل��ك ي�وم السبت‬
‫كذلك ظل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي‪،‬‬                                                  ‫ع�ب�ر ال�ع�م�ل ع�ل�ى تعميقها وفكرنتها م�ن خ�الل‬                                                                                                    ‫رابطة العالم الإسلامي‪ ،‬وتكون كذلك قد ساهمت‬                                                                                                                                                       ‫زووم‪ .‬ق�دم سعادة‬       ‫ُفت�ت�طبح�يقت‬  ‫‪ 22‬مايو ‪ ،2021‬عبر‬
‫ي�دع�و إل��ى رؤي��ة م�س�ت�ن�ي�رة ل�ل�راب�ط�ة‪ ،‬ك�م�ا ق�ال‪،‬‬                                     ‫البحث العلمي والإنتاج الفكري‪ ،‬فإنني أدعوكم‬                                                                                                         ‫ف�ي ح�ف�ظ ال�ت�ع�اي�ش ال�س�ل�م�ي وح�م�اي�ت�ه‪ .‬ول�ه�ذا‬                                                                                                                                            ‫ال�ف�رص�ة ل�ل�ن�ق�اش‪.‬‬                 ‫ال��وزي��ر ت�ن�وي�رًا‪ ،‬ث��م‬
‫لقيادة "الاع�ت�دال" و"عصرنة" الخطاب الديني‪،‬‬                                                   ‫وك��ذل��ك ال�ح�ك�وم�ة الان�ت�ق�ال�ي�ة لات��خ��اذ خ�ط�وة‬                                                                                            ‫أم�ام�ك الآن ه��ذا ال�واج��ب‪ ،‬خ�اص�ة وأن المحكمة‬                                                                                                                                                 ‫اتاحت لي إدارة المنصة الفرصة لمداخلة بسقف‬
‫وتنطلق هذه الرؤية‪ ،‬كما ذكر‪ ،‬من تعزيز مفاهيم‬                                                   ‫ث�وري�ة وشجاعة فيما يتصل باستمرار تكفير‬                                                                                                            ‫ال�ع�ل�ي�ا‪ /‬ال��دائ��رة ال�دس�ت�وري�ة ق��د ب��رأت س�اح�ة‬                                                                                                                                              ‫دقيقة ونصف‪.‬‬         ‫زمنع�� ّيب�‪�،‬ركتماف��حيدمد�تدها لخ�لل�جت�مييعع‪�،‬‬
‫وس�ط�ي�ة الإس�ل�ام ون�ش�ر ق�ي�م ال�ت�س�ام�ح والم�ح�ب�ة‬                                        ‫المفكر ال�س�ودان�ي الإن�س�ان�ي محمود محمد طه‪،‬‬                                                                                                      ‫الم�ف�ك�ر ال�س�ودان�ي الإن�س�ان�ي م�ح�م�ود محمد طه‬                                                                                                                                               ‫�ن ش�ك�ري ل�ل�ق�ائ�م�ني‬
‫والإخ�اء‪ ،‬والتأكيد على دور العلماء في ترسيخ‬                                                   ‫وتلميذاته وتلاميذه‪ ،‬وهم أصبحوا ب�الآلاف‪ ،‬أن‬                                                                ‫دكتور عبد الله الفكي البشير‬             ‫عام ‪ ،1986‬وألغت الحكم في حقه واعتبرته كيدًا‬                                                                                                                                                      ‫ع�ل�ى الأم���ر‪ ،‬م��ع ش�ك�ر خ��اص ل�س�ع�ادة ال�س�ف�ي�ر‬
‫تلك القيم المترسخة في وعي الاعتدال الإسلامي‬                                                   ‫تعمل على تحرير الفضاء السوداني من الفتاوى‬                                                                                                          ‫سياسًا‪ ،‬يضاف إلى ذلك أن وزير العدل السوداني‬                                                                                                                                                      ‫الدكتور نورالدين ساتي‪ ،‬على مبادراته الخلاقة‪،‬‬
‫ومحاربة الغلو والتطرف‪ ،‬والتكفير‪ .‬وقد فصلت‬                                                     ‫التكفيرية الأجنبية‪ ،‬بأن تخاطب الأزهر ورابطة‬                                             ‫ف��ي ق�ض�اي�ا ال��خ��ط��اب ال�ت�ك�ف�ي�ري‪ ،‬وال��ح��ري��ات‬   ‫قد أص�در ق�رارًا بإلغاء م�ادة ال�ردة‪ ،‬الم�ادة (‪،)126‬‬                                                                                                                                             ‫وتمنيت أن تكون مبادراته بشأن الحوار المفتوح‬
‫كل ذلك بتوثيق دقيق في رسالتي لكم‪ ،‬وآمل أن‬                                                     ‫العالم الإسلامي‪ ،‬الحاقا لرسائلهما التي تلقتها‬                                           ‫الدينية في مجتمعات التعدد الثقافي‪ ،‬وفي ظل‬                  ‫في يوليو ‪( .2020‬هذا ما قلته‪ ،‬مع اعتذاري لإدارة‬                                                                                                                                                   ‫نموذجًا يحتذى من قبل السفارات السودانية‪.‬‬
   ‫تصلكم‪ ،‬وتجدون فيها ما يعين‪.‬‬                                                                ‫وزارة ال�ش�ؤون ال�دي�ن�ي�ة والأوق���اف ب�ال�ت�واري�خ‬                                    ‫حكومة ثورة ممهورة بدماء الشرفاء والشريفات‬                  ‫الجلسة بسبب تجاوزي للوقت‪ ،‬فقد طلبت منها‬                                                                                                                                                          ‫ع��ل��ى ت�رح�ي�ب�ه‬  ‫أسن����يع���أارددةف�ال��ت�وقزايئ���ل ًار‬  ‫ك��م��ا ش��ك��رت‬
‫وف���ي ظ��ل ت��راج��ع الأزه�����ر وراب���ط���ة ال�ع�ال�م‬                                      ‫الم��ش��ار إل�ي�ه�ا أع��ل��اه‪ ،‬وت�ط�ال�ب�ه�م�ا ب�ال�ت�خ�ل�ي‬                             ‫من أبناء وبنات الوطن‪ .‬كذلك اقترح على سعادة‬                 ‫السماح لي بوقت إضافي لتوضيح الأمر لأنني‬                                                                                                                                                          ‫لسعادة الوزير‬                                                 ‫بالحوار‪ ،‬غير‬
‫الإسلامي عن التكفير‪ ،‬لماذا يظل الأئمة والفقهاء‬                                                ‫والتراجع عن فتوتيهما‪ .‬هذا الطلب في تقديري‪،‬‬                                              ‫ال�وزي�ر أن ي�ع�ي�د ال�ن�ظ�ر ف�ي ال�ه�ي�ك�ل التنظيمي‬       ‫ل��ن أج��د ال�ف�رص�ة لم�ق�اب�ل�ة ال��وزي��ر‪ ،‬ف�ل�ق�د ظللت‬                                                                                                                                        ‫ب�أن�ن�ي ك�ن�ت ق�د ب�دأت م�ث�ل ه�ذا ال�ح�وار ب�إرس�ال‬
‫وال��وع��اظ ف�ي ال��س��ودان ي���رددون ت�ك�ف�ي�ر الم�ف�ك�ر‬                                     ‫ي�ت�ص�ل ب��الأم��ن ال�وط�ن�ي‪ ،‬وي�خ�اط�ب ال�ت�ع�اي�ش‬                                     ‫لمكتبه ب�م�ا يضمن أن ت�ك�ون ش��ؤون ال�ن�اس من‬              ‫منتظرًا ل�رد منه على رسالتي التي أرسلتها له‬                                                                                                                                                      ‫رسالة إلى شخصكم الكريم بتاريخ الثلاثاء ‪18‬‬
‫السوداني الإنساني محمود محمد طه وتلاميذه‬                                                      ‫السلمي ف�ي ال�س�ودان‪ ،‬وي�خ�اط�ب ك�ذل�ك واجبنا‬                                           ‫أولوياته‪ .‬هنا يأتي سؤال مهم‪ ،‬وهو ما هو عمل‬                 ‫قبل تسعة أشهر ونيف من الأي�ام‪ ،‬ولم اتلق منه‬                                                                                                                                                      ‫لكم‬  ‫الك�رخ�سرالط�ةومم‪،‬فتف�وض�حاة ًل‬  ‫أغسطس ‪ ،2020‬ونشرتها‬
‫وت�ل�م�ي�ذات�ه‪ ،‬ف��ي الم�س�اج�د؟ ولم���اذا ي�ظ�ل بعض‬                                          ‫وم�روءت�ن�ا ون�ب�ل�ن�ا ت�ج�اه ال�ف�ك�ر ال�ح�ر والأح��رار‬                                ‫جميع ه�ؤلاء ال�وزراء وخبرائهم ومستشاريهم‪،‬‬                                                    ‫ردًا حتى اليوم)‪.‬‬                                                                                                                                               ‫عن‬                                    ‫ف�ي ال�ص�ح�ف ال�ورق�ي�ة ف�ي‬
‫أس��ت��اذة ال�ج�ام�ع�ات ي�ض�م�ن�ون ذل��ك ف�ي كتبهم‬                                            ‫ف�ي ال�س�ودان‪ ،‬فكل ال�ذي�ن يكفرون الجمهوريين‪،‬‬                                           ‫والموظفين الحكوميين‪ ،‬إن لم يكن خدمة الناس‬                  ‫م�ا أده�ش�ن�ي ف�ي رد ال��وزي��ر‪ ،‬أن��ه ق��ال‪ :‬ل�م ير‬                                                                                                                                             ‫نشرها في (‪ )14‬صحيفة إليكترونية‪ ،‬و‪ 7‬مواقع‬
‫وبحوثهم والرسائل الجامعية؟ وقد قدمت أدلة‬                                                      ‫ظلوا ي�رددون حتى اليوم‪ ،‬قولهم‪ :‬كفره الأزه�ر‪،‬‬                                                                                                       ‫ال�رس�ال�ة ال�ت�ي أرس�ل�ت�ه�ا ل��ه‪ ..‬ك�ي�ف ذل��ك؟ حسنًا‬                                                                                                                                          ‫إل�ك�ت�رون�ي�ة‪ ،‬ول��م ت�ج�د س��وى الإه��م��ال‪ .‬ت�ك�ون�ت‬
‫وش�واه�د كثيرة على ك�ل ذل�ك ف�ي رس�ال�ت�ي لكم‪،‬‬                                                ‫وكفره مشايخ الأزهر‪ ،‬وكفره علماء رابطة العالم‬                                                                        ‫ومتابعة شؤونهم؟‬                ‫نفترض أن البريد الإلكتروني الذي أرسلت عبره‬                                                                                                                                                       ‫الرسالة من (‪ )45‬صفحة‪ ،A4 ،‬وتناولت الخطاب‬
‫وال�ت�ي آم�ل أن ي�ص�ل ل�ه�ا مكتب س�ع�ادت�ك�م‪ ،‬كما‬                                             ‫الإس�الم�ي‪ ،‬س�واء م�ن الأئ�م�ة وال�وع�اظ أو بعض‬                                         ‫ك�ذل�ك ط�ل�ب م�ن�ي س�ع�ادة ال�وزي�ر أن أع�م�ل له‬           ‫ال�رس�ال�ة ل�م ي�ص�ل‪ ،‬ف�م�اذا ع�ن ن�ش�ري ل�ل�رس�ال�ة‬                                                                                                                                             ‫ال�ت�ك�ف�ي�ري ف�ي ال��س��ودان‪ ،‬ف�ي إط��ار م�وض�وع�ه�ا‪،‬‬
‫ذك�رت آن�ف�ًا‪ .‬وس�ب�ب تكفير ه��ؤلاء‪ ،‬بسيط‪ ،‬وهو‬                                                ‫أس�ات�ذة ال�ج�ام�ع�ات ف�ي ك�ت�اب�ات�ه�م وأح�ادي�ث�ه�م‪،‬‬                                  ‫‪( Update‬تحديث) وأرسل له الرسالة‪ ،‬وقال نحن‬                  ‫كرسالة مفتوحة لشخصه الكريم ف�ي الصحف‬                                                                                                                                                             ‫وهو السجل التاريخي ل�وزارة الشؤون الدينية‬
‫ي�ع�ود إل�ى أن ال�ف�ت�وت�ني ال�ص�ادرت�ني م�ن الأزه�ر‬                                          ‫في الوقت الذي أصبح فيه الأزهر ورابطة العالم‬                                             ‫مكاتبنا مفتوحة‪ ،‬ول�دي�ن�ا ال�ب�ري�د الإل�ك�ت�رون�ي‪،‬‬        ‫الورقية في الخرطوم‪ ،‬وفي (‪ )21‬موقعًا إلكترونيًا‪.‬‬                                                                                                                                                  ‫والأوق����اف وال��ع��دائ��ي ت�ج�اه الم�ف�ك�ر ال�س�ودان�ي‬
‫وراب�ط�ة العالم الإس�الم�ي ما ت�زالان فاعلتين في‬                                              ‫الإسل�ام�ي ي�ن�ب�ذان ال�ت�ك�ف�ي�ر‪ ،‬وي�دع�وان لم�ح�ارب�ة‬                                 ‫وكذلك الواتساب‪ ،‬ويمكننا إقامة حوار حولها‪.‬‬                  ‫ومن تلك الصحف والمواقع‪ ،‬على سبيل المثال‪ ،‬لا‬                                                                                                                                                      ‫الإنساني محمود محمد طه‪ .‬وبينت في الرسالة‬
‫ال�س�ودان‪ ،‬وللأسف من داخ�ل المسجد وفي قاعة‬                                                                                                                                            ‫مع تقديري لطلبه واهتمامه‪ ،‬إلا أنه لم يترك لي‪،‬‬              ‫الحصر‪ :‬صحيفة سودنايل‪ ،‬وصحيفة الراكوبة‪،‬‬                                                                                                                                                           ‫أن الجلوس مع الأئمة والوعاظ‪ ،‬كما قلت اليوم‪،‬‬
‫ال���درس‪ ،‬ع�ل�ى ال�رغ�م م�ن رف��ض الأزه���ر‪ ،‬ورف�ض‬                                                                ‫الغلو‪ ،‬والتطرف‪ ،‬والتكفير‪.‬‬                                           ‫س��واء علنًا أو ع�ب�ر ال�خ�اص‪ ،‬وس�ي�ل�ة للتواصل‬            ‫وصحيفة التغيير‪ ،‬وصحيفة م�دام�ي�ك‪ ،‬وموقع‬                                                                                                                                                          ‫ليس كافيًا‪ ،‬فالتكفير لا يزال مستمرًا‪ ،‬وقد أشار‬
‫راب��ط��ة ال��ع��ال��م الإس�ل�ام���ي‪ ،‬ورف���ض ش�خ�ص�ك�م‬                                       ‫كما أنني أدعو سعادة الوزير‪ ،‬وكذلك الحكومة‬                                               ‫عبر البريد الإليكتروني أو رق�م هاتف ال�وزارة‪،‬‬              ‫مركز الدراسات السودانية‪ ... ،‬إلخ‪ .‬هل يعقل بعد‬                                                                                                                                                    ‫ال�ب�ع�ض ف�ي ه��ذه ال�ج�ل�س�ة إل��ى ت�ك�ف�ي�ر ال�دك�ت�ور‬
‫امل�كواريط�من�ًلالتسك�فويدرا‪.‬ن�يو�ًلا‪،‬هبذ�اأفنإنت�نحي� َّأول�طاولابأكق�مو‪،‬ال�باك�عمتتباجرايه‬  ‫الانتقالية ف�ي ال�س�ودان‪ ،‬التعاطي م�ع موضوع‬                                             ‫حتى تصله ال�رس�ال�ة‪ .‬كما أن�ه ل�م ي�وج�ه المعني‬            ‫ك�ل ه�ذا‪ ،‬لا ي�رى ال�وزي�ر تلك ال�رس�ال�ة؟ ه�ل وزارة‬                                                                                                                                             ‫عمر ال�ق�راي‪ ،‬وك�ف�رت ك�ذل�ك ال�وزي�رة ولاء عصام‬
                                                                                              ‫ت�ح�ري�ر ال�ف�ض�اء ال�س�ودان�ي م�ن ف�ت�اوى التكفير‬                                      ‫بالإعلام والعلاقات العامة في وزارته‪ ،‬أو من يراه‬            ‫ال�ش�ؤون ال�دي�ن�ي�ة والأوق���اف م�ن�ب�ت�ة ع�ن ال�واق�ع‬                                                                                                                                          ‫البوشي‪ ،‬وظ�ل تكفير الجمهوريين مستمرًا من‬
‫رفض التكفير ودعم الحريات الدينية إلى أفعال‪،‬‬                                                   ‫الأجنبية‪ ،‬باعتباره من أولويات الأم�ن القومي‪،‬‬                                            ‫ل�ل�ت�واص�ل م�ع�ي‪ ،‬خ�اص�ة وأن�ن�ي ق�ل�ت س�ب�ق وأن‬          ‫إل�ى ه�ذا ال�ح�د؟ أي�ن المكتب الإع�الم�ي أو المكتب‬                                                                                                                                               ‫قبل العديد من التكفيريين‪ ،‬وقدمت في رسالتي‬
‫بالعمل على اجتثاث سلاح التكفير المشهور في‬                                                     ‫وم�ن أول�وي�ات ال�ت�ح�ري�ر واس�ت�ك�م�ال الاس�ت�ق�الل‬                                                                                               ‫الصحفي بالوزارة المعني بمثل هذه الواجبات؟‬                                                                                                                                                        ‫رصدًا موثقًا لذلك‪ ،‬ولهذا فليس المطلوب الجلوس‬
‫وج�ه الجمهوريين م�ن منبعه‪ ،‬وذل�ك بمخاطبة‬                                                      ‫وب�ن�اء ال�س�الم ف�ي ال��س��ودان‪ ،‬خ�اص�ة وأن شيخ‬                                                                       ‫أرسلت الرسالة‪.‬‬              ‫وأين الخبراء الإعلاميون والاستشاريون بوزارة‬                                                                                                                                                      ‫مع الأئمة والوعاظ‪ ،‬وإنما المطلوب تجريدهم من‬
‫الأزهر ورابطة العالم الإسلامي‪ ،‬والطلب منهما‬                                                   ‫الأزهر نبذ التكفير‪ ،‬فقد خرج الأزهر من مؤتمر‬                                             ‫ت�ج�دي�د ال�دع�وة ل�ل�وزي�ر وال�ح�ك�وم�ة م�ن أج�ل‬          ‫ال�ش�ؤون ال�دي�ن�ي�ة؟ أو ال�ج�ه�ة الم�ع�ن�ي�ة بالمتابعة‬                                                                                                                                          ‫س�الح التكفير‪ .‬وأوض�ح�ت ل�ك ف�ي ال�رس�ال�ة بأن‬
‫التخلي والتراجع عن تلك الفتاوي‪ ،‬التي لا تزال‬                                                  ‫نظمه خ�الل الفترة م�ا ب�ني ‪ 28 27-‬يناير ‪،2020‬‬                                           ‫ت�ح�ري�ر ال�ف�ض�اء ال�س�ودان�ي م�ن ف�ت�اوى التكفير‬         ‫الإع�الم�ي�ة؟ هنا ينبغي على س�ع�ادة ال�وزي�ر أن‬                                                                                                                                                  ‫ت�ج�ري�د ه��ؤلاء التكفيريين م�ن س�الح�ه�م‪ ،‬يكون‬
‫تسمم ف�ض�اء ال�س�ودان وتنجس أرض��ه‪ ،‬وتهدد‬                                                     ‫تحت عنوان‪" :‬مؤتمر الأزهر العالمي للتجديد في‬                                                                                                        ‫ي�ح�اس�ب ال�ج�ه�ة المعنية ب�ال�رص�د الصحفي في‬                                                                                                                                                    ‫بمخاطبة الجهات التي أصدرت الفتاوى بتكفير‬
‫تعايشه السلمي‪ .‬كما أنها تطعن في مدى ثورية‬                                                     ‫الفكر الإسلامي"‪ ،‬في القاهرة‪ ،‬بمشاركة ‪ 46‬دولة‬                                                                                  ‫الأجنبية‬             ‫وزارت���ه‪ ،‬وي�ع�ي�د ال�ن�ظ�ر ف�ي ق�ن�وات ت�واص�ل�ه مع‬                                                                                                                                            ‫المفكر ال�س�ودان�ي الإن�س�ان�ي محمود محمد طه‪،‬‬
‫الحكومة الانتقالية‪ ،‬وف�ي م�دى قيامكم‪ ،‬وطاقم‬                                                   ‫م�ن دول ال�ع�ال�م الإس�الم�ي‪ ،‬بموقف ج�دي�د كلية‬                                         ‫لاب��د م��ن خ�ط�وة ث��وري��ة وش�ج�اع�ة ل�ت�ج�ري�د‬          ‫ال�واق�ع وال�ج�م�اه�ي�ر وال�ش�أن ال�ع�ام‪ ،‬ولا نطمع‬                                                                                                                                               ‫وه�ي الأزه�ر‪ ،‬بمصر‪ ،‬وراب�ط�ة العالم الإسلامي‪،‬‬
‫الحكومة الانتقالية‪ ،‬بالواجب الوطني والثوري‬                                                    ‫من التكفير‪ .‬فقد تلا فضيلة شيخ الأزهر البيان‬                                                                                                        ‫ف�ي دع�وت�ه لفتح ق�ن�وات لتجسير ال�ت�واص�ل مع‬                                                                                                                                                    ‫ب�ال�س�ع�ودي�ة‪ .‬ك�ون�ه�م�ا ح�ي�ن�م�ا أف�ت�ي�ا بالتكفير‬
                       ‫والثقافي والأخلاقي‪.‬‬                                                    ‫الختامي للمؤتمر وج�اء ف�ي (‪ )29‬نقطة‪ ،‬كانت‬                                                                 ‫التكفيريين من سلاح التكفير‬               ‫المثقفين للاستفادة من آرائهم وأفكارهم‪ ،‬لاسيما‬                                                                                                                                                    ‫أرس�ل�ا ف�ت�واه�م�ا إل��ى وزارة ال��ش��ؤون ال�دي�ن�ي�ة‬
                                                                                              ‫النقطة السابعة‪ ،‬كما جاءت على لسان فضيلته‪،‬‬                                               ‫ال�ث�ورة دوم��ا معنية بالتصحيح وال�ت�ح�ري�ر‬
                                                                                                                                                                                      ‫واس�ت�ع�ادة ال�ح�ق�وق وإح��داث التغيير ال�ج�ذري‬

                                                                                              ‫جهاد الإشاعات والكذب ‪ ...‬آخر المطاف لخدمة الإسلام؟‬

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                ‫صلاح شعيب‬

‫ف���وزارة ال�ث�ق�اف�ة والإع�ل�ام ع�ج�زت ع�ن وض�ع‬                                              ‫المسؤولون من تنوير الرأي العام‪ .‬بل إن حكومة‬                                             ‫ه�و إف�ش�ال تحقيق دول�ة الم�واط�ن�ة ال�ت�ي تحجم‬                              ‫لرشوة قياداتها‪ ،‬وتمزيقها‪.‬‬                                                                                                                                                      ‫أف�رغ الإس�ل�ام ال�س�ي�اس�ي آخ�ر م�ا ف�ي جعبته‬
‫اس�ت�رات�ي�ج�ي�ة لم�واج�ه�ة إع�ل�ام ال�ف�ل�ول ال�ض�ال‪،‬‬                                        ‫حمدوك أصبحت هي الوحيدة في العالم التي‬                                                                            ‫أفكارهم الاستبدادية‪.‬‬              ‫لقد استمرأ الإسلاميون منذ بدايات الوضع‬                                                                                                                                                           ‫ل�ي�ري�ن�ا ك�ي�ف أن ق�ادت�ه‪ ،‬وم�ن�س�وب�ي�ه‪ ،‬ي�ري�دون‬
‫وإيجاد وسيلة للتعامل مع التحديات الإعلامية‬                                                    ‫ل�ي�س ل�دي�ه�ا الآن أي ن��اط��ق رس��م��ي ب�اس�م�ه�ا‬                                                                                                ‫ال�ج�دي�د ف�ي إغ�راق الإن�ت�رن�ت يوميًا ب�الأك�اذي�ب‬                                                                                                                                             ‫إع��ادة م�ج�د الإس�ل�ام ب�ج�ه�اد ال�ك�ذب‪ ،‬وال�ن�ف�اق‪،‬‬
‫ال�ك�ث�ي�رة‪ ،‬وأول�ه�ا كيفية تحقيق ال�ش�ف�اف�ي�ة في‬                                            ‫ل��ي��خ��رج ل�ل�م�واط�ني�ن ب��اس��ت��م��رار ل�ن�ف�ي ت�ل�ك‬                               ‫ل�ألس�ف ل�م ت�س�ع ح�ك�وم�ة ح�م�دوك إل�ى خلق‬                ‫التي تستهدف المرحلة‪ ،‬وأنشأوا مواقع إخبارية‬                                                                                                                                                       ‫والبهتان‪ ،‬وق�ذف الناس بالباطل‪ ،‬ه�ذا بخلاف‬
‫ت�ن�وي�ر الم�واط�ني�ن ب�ش�ك�ل أف�ض�ل م��ن أن ي�دس‬                                             ‫الشائعات قبل إبلاغهم بحقيقة دور الحكومة‬                                                 ‫استراتيجية إعلامية قادرة على نشر الحقائق‪،‬‬                  ‫وهمية متخصصة في دس الخداع في موادها‬                                                                                                                                                              ‫الم��وب��ق��ات الأخ����رى ال��ت��ي م��ن ض�م�ن�ه�ا إب�اح�ة‬
‫المسؤولون عنها رؤوسهم في الرمال‪ ،‬ويتركوا‬                                                                                                                                              ‫وإن��ج��از ال�ش�ف�اف�ي�ة ع�ب�ر إح��اط��ة ال���رأي ال�ع�ام‬                                                                                                                                                                                                   ‫التعذيب‪ ،‬والاغ�ت�ص�اب‪ ،‬ما دام�ا ي�ع�ززان تمكين‬
‫الم�واط�ن نهبا ل�ألخ�ب�ار ال�ك�اذب�ة‪ .‬وم�ع ذل�ك فلن‬                                               ‫في ما يجري على سطح المشهد السياسي‪.‬‬                                                  ‫بالمعلومات‪ ،‬وتحجيم إع�الم الفلول‪ ،‬وتحويل‬                           ‫المخدومة بعناية لخلق رأي عام سالب‪.‬‬                                                                                                                                                       ‫الأخ المسلم في الأرض لخلق الدولة الإسلامية‪.‬‬
‫يجني الإسلاميون من سلاح الإشاعة شيئًا إذا‬                                                     ‫بالمناسبة أي�ن وزي�ر ال�ث�ق�اف�ة والإع�ل�ام ال�ذي‬                                       ‫المؤسسات الإعلامية الرسمية إلى خلية لحماية‬                 ‫وف��ي ظ�ل م�ن�اخ ال�ف�ش�ل ال�س�ي�اس�ي ل�ح�ك�وم�ة‬                                                                                                                                                 ‫في الحقيقة تنتشر منذ حين شائعات تغمر‬
‫عرفنا أن كل أسلحتهم النارية‪ ،‬والاقتصادية‪،‬‬                                                     ‫نصبه لنا الإخوة الشباب في التجمع الاتحادي‪،‬‬                                                                                                         ‫حمدوك في أكثر من ملف‪ ،‬وتباعد استراتيجيات‬                                                                                                                                                         ‫وسائط التواصل الاجتماعي بشكل محموم يدل‬
‫والأم��ن��ي��ة‪ ،‬وال�دب�ل�وم�اس�ي�ة والإع�ل�ام��ي��ة ال�ت�ي‬                                    ‫وال�ذي�ن قدموا لنا أنفسهم بأنهم شباب جديد‬                                                                               ‫أهداف الثورة‪.‬‬              ‫القوى التي وقعت على إعلان الحرية والتغيير‪،‬‬                                                                                                                                                       ‫على استمرار غياب الفعل الراشد لدى منسوبي‬
‫اح�ت�ك�روا بها ال�دول�ة فشلت ف�ي أن تعينهم في‬                                                 ‫يحملون فكرا متقدما عن الطائفية؟‪ ،‬ولا أدري‬                                               ‫ب�ل أب�ق�ت ب�ك�ل أري�ح�ي�ة ع�ل�ى الإع�ل�ام ال�خ�اص‬         ‫تمكنت هذه المواقع في ضرب عصفورين‪ :‬زيادة‬                                                                                                                                                          ‫الإس�ل�ام ال�س�ي�اس�ي‪ .‬وه��ذا ال�ت�خ�ط�ي�ط ال�ش�ري�ر‬
‫تسليم ال�س�ل�ط�ة إل�ى ال�س�ي�د الم�س�ي�ح اب�ن م�ري�م‪،‬‬                                         ‫إن ك�ان ه�ؤلاء الشباب ق�ص�دوا أن يكون مرشد‬                                              ‫الم�م�ل�وك ل�لإس�الم�ي�ني دون م�وج�ه�ات ت�ح�اف�ظ‬           ‫الفتق بين المكونات التي شاركت في إسقاطهم‪،‬‬                                                                                                                                                        ‫وح�ده كفيل بمعرفة غ�ي�اب ال�ق�درة ف�ي الحركة‬
                                                                                              ‫طائفة الختمية أفضل منهم حين أتى بوزيرين‬                                                 ‫ع�ل�ى م�ك�ت�س�ب�ات ال��ث��ورة‪ ،‬واع�ت�م�دت ك�ث�ي�را من‬      ‫وكذلك تدمير أي إمكانية للاستقرار السياسي‬                                                                                                                                                         ‫الإس�ل�ام��ي��ة ل��ق��راءة راه���ن ال��واق��ع ال��س��ودان��ي‪،‬‬
                ‫عليه السلام‪ .‬وليتهم يتعقلون!‬                                                  ‫مؤثرين في الفترة الديموقراطية الثالثة‪ ،‬وهما‬                                             ‫ال�ك�وادر الإس�الم�ي�ة المنتمية للمؤتمر الوطني‬             ‫ال�ذي يساعد على تصفية تنظيمهم الحكومي‬                                                                                                                                                            ‫والإقليمي‪ ،‬والدولي‪ ،‬بشكل سليم‪ .‬وكذلك يدل‬
                                                                                              ‫الاستاذين محمد توفيق‪ ،‬والتوم محمد التوم؟!‬                                               ‫ف�ي الإذاع��ة‪ ،‬وال�ت�ل�ف�زي�ون‪ ،‬وس�ون�ا‪ .‬وأم��ام ه�ذه‬      ‫ال�ذي لحق الاتحاد الاشتراكي‪ ،‬والهدف الأبعد‬                                                                                                                                                       ‫على غياب القراءة المتبصرة لمستقبل تحولات‬
                                                                                                                                                                                      ‫التحديات الكثيرة التي جابهت الحكومة تهرب‬                                                                                                                                                                                                                    ‫ال�ع�ص�ر م�ا يعني أن ال�ح�رك�ة الإس�الم�ي�ة تفتقر‬
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                  ‫إلى مفكرين تصحيحين يعيدون مراجعة فكرة‬
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                  ‫الإخ��وان الم�س�ل�م�ني ف�ي م�ظ�ان�ه�ا‪ ،‬وم�م�ارس�ت�ه�ا‪.‬‬
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                  ‫وذل�ك بعد م�رور نحو ق�رن تقريبا منذ أن نشأ‬
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                  ‫هذا هذا الفكر القاصر في بلادنا‪ ،‬وأفرز تجربة‬
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                  ‫الفشل الكلية في الحفاظ على وحدتها‪ ،‬وأمنها‬

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                  ‫واستقرارها‪ ،‬ورفاهية شعبها‪.‬‬
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                  ‫ولل�أس�ف ف��إن الم�راق�ب ال�ح�ص�ي�ف ل�ن�ت�اج كل‬
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                  ‫الجماعات التي انسلت عن الفكرة سيجد أنها‬
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                  ‫ع�ب�ث�ت ب�م�ف�ه�وم الإص�ل��اح‪ ،‬ولا ت�س�ت�ب�ط�ن�ه في‬
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                  ‫عميق نظرتها‪ .‬كل ما في أم�ر ه�ذه الاتجاهات‬
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                  ‫الإسلاموية الجديدة أنها تملك نسخًا متماهية‬
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                  ‫في الاحتيال الفكري ظنًا أنها قد تجد فرصتها‬
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                  ‫في التحشيد ثم السلطة لتبين لنا جانبًا حديثًا‬
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                  ‫م�ن وح�ش�ي�ة ال�ف�ك�رة م��رة أخ��رى‪ .‬ون�س�ب�ة ل�ه�ذه‬
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                  ‫الاختلالات المفاهيمية لم يتبق لنثارات الحركة‬
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                  ‫الإس�ل�ام��ي��ة س���وى ت�وظ�ي�ف س�ل�اح الاح�ت�ي�ال‬
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                  ‫ال�ف�ك�ري ال�ذي ي�ج�د ف�ي بيئاتنا م�س�ت�ق�رًا‪ ،‬وك�ذا‬
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                  ‫تراهن هذه التيارات الإسلاموية على استغلال‬
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                  ‫طيبة المجتمع السوداني‪ ،‬وسماحته‪ ،‬وسذاجة‬
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                  ‫ب�ع�ض س�ي�اس�ي�ي�ن�ا‪ ،‬وض�ع�ف وه��وان مفكرينا‬
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                  ‫الذين لم يحسنوا في مواجهة الإخ�وان‪ ،‬كما أن‬
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                  ‫المسؤولين عن البلد لم يستميتوا في مواجهة‬
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                  ‫الابتزاز ال�ذي يحسنه الإسلاميون كسلاح آخر‬
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                  ‫للتخويف في زمان شراسة البحث عن الحرية‪.‬‬
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                  ‫ل�ق�د ك�ش�ر الم�ن�ه�زم�ون ف�ك�ري�ًا‪ ،‬واخ�الق�ي�ًا‪ ،‬بعد‬
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                  ‫رمي المشروع الحضاري في مذبلة التاريخ عن‬
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                  ‫أن�ي�اب�ه�م ف�ي ت�وظ�ي�ف سل�اح الإش�اع�ة‪ ،‬وال�ك�ذب‬
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                  ‫ال��ص��راح‪ ،‬ك�م�دخ�ل لتفتيت ال�ف�ت�رة الان�ت�ق�ال�ي�ة‪،‬‬
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                  ‫وض��رب الم�ك�ون�ات ال�س�ي�اس�ي�ة ب�ع�ض�ه�ا بعضا‪،‬‬
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                  ‫ب��ذات ال�ط�ري�ق�ة ال�ت�ي اس�ت�خ�دم�وا ب�ه�ا ال�دول�ة‬

                                                                                              ‫يوم الأربعاء بين الحلو وعاد وفرعون‬

‫وف��ي ال�ت�راث ال�س�ودان�ي م�ق�ول�ة‪ « :‬أرب�ع�اء‬                                                                   ‫زيارة المريض يوم الأربعاء‪.‬‬                                                                        ‫طالب قوله نظما‪:‬‬                                ‫للسبت؛ حتى تعالج هذا الخلل‪.‬‬                                                                                                                                                                           ‫طارق يسن الطاهر (الطائف)‬
‫وع�ق�اب شهر „‪ ،‬وه�ي مقولة لا أدري أصلها ولا‬                                                   ‫كما يروى – في بعض المصادر ‪ -‬أن قصة غرق‬                                                                     ‫وآخر أربعا في الشهر ترك‬                 ‫ثم ما الفائدة التي تعود على السودان‪،‬‬
‫من أطلقها‪ ،‬لكن الأربعاء يوم قبل الخميس‪ ،‬ويوم‬                                                  ‫فرعون حين ملاحقته موسى عليه السلام حدثت‬                                                 ‫كما ينسب لاب�ن عباس رض�ي الله عنه قوله‪:‬‬                    ‫وعلى منطقة الحلو التي يتفاوض عنها بالحديث‬                                                                                                                                                        ‫طالبت الحركة الشعبية بقيادة عبد العزيز‬
‫مكتمل العمل وفيه دوام ش�اق‪ ،‬يسعى أصحاب‬                                                                                                                                                       ‫آخر أربعاء في الشهر يوم نحس مستمر‪.‬‬                  ‫عن هذا المطلب الانصرافي في فترة يعاني فيها‬                                                                                                                                                       ‫الحلو ب�أن ت�ك�ون العطلة ي�وم الأرب�ع�اء ب�دلا عن‬
‫الأعمال أن ينجزوا فيه أكبر قدر ممكن منها‪ ،‬حتى‬                                                                                   ‫يوم الأربعاء‪.‬‬                                         ‫ولكن ذلك لم يثبت عن علي ولا عن ابن عباس‬                             ‫الوطن من قضايا جوهرية وأزمات قاتلة‪.‬‬                                                                                                                                                                                                                         ‫الجمعة‪.‬‬
‫ي�ع�وض�وا ال�خ�ل�ل الم�ت�وق�ع ي�وم ال�خ�م�ي�س بنقص‬                                            ‫وي�ن�ب�غ�ي أن ن�ع�ل�م أن��ه لا ي�ج�وز ال�ت�ط�ي�ر ‪ -‬في‬                                    ‫– رضي الله عنهما ‪ -‬عند أكثر أهل العلم الثقات‪.‬‬             ‫ت�اري�خ�ي�ا وردت ع��دة ق�ص�ص ورواي����ات عن‬                                                                                                                                                      ‫من ناحية دينية‪ ،‬وفي بلد مسلم‪ ،‬لا يليق ولا‬
‫ساعات العمل أو التسيب المتوقع فيه‪ ،‬ويزيد من‬                                                   ‫الشريعة الإسلامية ‪ -‬باليوم ولا بغيره من مرئي‬                                            ‫ويحكى عن تصنيف الأيام قول مرسل لا يصح‪:‬‬                     ‫يوم الأربعاء‪ ،‬معظمها تتطير به وتتشاءم منه‪،‬‬                                                                                                                                                       ‫يستقيم أن تكون عطلته الأربعاء‪ ،‬ويعمل الجمعة؛‬
‫نهاية شهر‪ ،‬وهي‬    ‫دعص�عوةوبعةلالىأرك�ب�لع�اظ�ءاإل�نم؛ إصذ�اُي�دقف��اتل‬                                                                                                                ‫يوم السبت يوم مكر وخديعة‪ ،‬ويوم الأحد يوم‬                   ‫وتمنع القيام بأي عمل فيه‪ ،‬هل اصطحب الحلو‬                                                                                                                                                              ‫فالجمعة عيد الأسبوع للمسلمين‪.‬‬
‫(ت�دخ�ل عليهم بي‬                                                                                                                ‫ولا مسموع‪.‬‬                                            ‫غرس وبناء‪ ،‬ويوم الاثنين يوم سفر وطلب رزق‪،‬‬                  ‫ابلععاطتليةةااللأرتبيع ُاعءِّذ؟ب‬  ‫معه هذه المعلومات حين طالب‬                                                                                                                                     ‫أم��ا ل�و ن�ظ�رن�ا إل��ى الأم��ر دن�ي�وي�ا‪ ،‬ف�ل�و تمت‬
                       ‫أربعاء وعقاب شهر)‬                                                      ‫وورد ع�ك�س ذل�ك م�ن ب�ع�ض أه�ل ال�ع�ل�م ال�ذي�ن‬                                         ‫ويوم الثلاثاء يوم حديد وبأس‪ ،‬ويوم الأربعاء لا‬                                                ‫إذ يروى أن الريح الصرصر‬                                                                                                                                        ‫الموافقة على هذا الطرح فسيكون السودان خارج‬
‫في الختام‪ ،‬لنتذكر قول النبي صلى الله عليه‬                                                     ‫ك�ان�وا يتفاءلون ب�الأرب�ع�اء فقد ق�ال أح�ده�م ‪(:‬م�ا‬                                    ‫أخذ ولا عطاء‪ ،‬ويوم الخميس يوم طلب الحوائج‬                  ‫َبنمو َثههناامآياق�ِةنخ َوير َمةأش َأرَّهعي�بارا ٍعمدا ُءبص�ح� ُففد�أسري‪،‬وتًكم{تالَ}هس�اشلَّبخ�ه َحرعرا‪،‬لهق�يةاوهي َ‪7‬معن�‪َ،‬ل�ي�ْوسي�توِهب�مشْلماالعءَألرسم� ْب�يبب� َعب�ععا َنلء�أضي�بماه ٍلنمي‬  ‫المنظومة العالمية تجاريا‪ ،‬وغيرها لمدة أربعة أيام؛‬
                       ‫وسلم‪( :‬الطيرة شرك)‬                                                     ‫ب�دأ ش�يء ي�وم الأرب�ع�اء إلا وت�م)‪ ،‬كما ك�ان بعض‬                                       ‫والدخول على السلطان‪ ،‬ويوم الجمعة يوم خطبة‬                                                                                                                                                                                                                   ‫لأن الجمعة وال�س�ب�ت والأح��د عطلة ف�ي ال�ع�ال�م‪،‬‬
‫وق�ول�ه‪( :‬لا ع��دوى‪ ،‬ولا ط�ي�رة‪ ،‬ولا ه�ام�ة‪ ،‬ولا‬                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                  ‫لك�ناان�يتومااللعأرطبلعةاءي�؛وفمف ايلالخمسيعوسد‪،‬يةف ‪-‬غ ّيلرفتترهةا‬  ‫ويضاف‬
                                                                    ‫صفر»‪.‬‬                                ‫المشايخ يبدأون تدريس طلبتهم فيه‪.‬‬                                                                                    ‫ونكاح‪.‬‬                                                                                                                                                                                                                                                                                   ‫طويلة ‪-‬‬
                                                                                                     ‫فوو ِإنمْنعدمحاشلأِري َحبودامامليروٌشؤمعايلراأو ًءرمبايعوداموءاالءأربعاء قائلا‪:‬‬  ‫وكذلك ي�روى أن أهل دمشق قديما يتحاشون‬
   4   5   6   7   8   9   10   11   12   13   14