ثقافة وفن

مدائن المعرفة

أكادير المغرب ... قبل وبعد الزلزال

أميمة الحاجي*              

لا يمكن أن نتحدث عن دولة المغرب دون أن يخطر بأذهاننا مدينة أكادير، كونها تبرز إلى جانب باقي المدن السياحية التي تتمتع بمناخها الساحلي و المطلة على المحيط الأطلسي. تقع مدينة أكادير بجهة سوس ماسة بعد 520 كيلومتر جنوب العاصمة الإدارية الرباط، وترتفع عن مستوى سطح البحر حوالي 56 مترا. يعود السبب في تسمية ‹› أكادير›› إلى أصلها الأمازيغي وهو مخزن الحبوب أو مخزن الممتلكات باعتبار أن جل سكان المدينة بشكل خاص و الجهة عامة يتحدثون الأمازيغية. إضافة إلى طقسها المعتدل، يمتد شاطئها على مساحة تصل إلى 30 كيلومترا بسماء تلمع على طول السنة نظرا للشمس المشرقة التي تزين محياها لتمزج بين اللون الأزرق والأصفر وتستقطب بذلك سياحا من مختلف بقاع العالم ومختلف القارات مصطفين أمام المنتجعات و الفنادق الفخمة التي تشهد زينتها، أثاثها ونقوش حيطانها على أصالتها ورقي المعمار المغربي. هذه الفنادق والمنتجعات المتواجدة قرب الشاطئ مبشرة لأخذ قسط من الراحة والاستمتاع بأشعة الشمس و الجو الصيفي الذي يأخذك إلى عالم آخر كأنك قد حجزت تذكرة إلى أحد أشهر الجزر الآسيوية.

أما إذا كنت من محبي ممارسة الرياضة، فكن متأكدا أنك ستجد المكان المناسب والمساحة الكافية للعب كرة القدم و كرة المضرب وأيضا الفروسية في رمال الشاطئ الذهبية.  وقد شهدت البلاد عام 1960/2/29  في اليوم الثالث من رمضان وبالضبط قبيل منتصف الليل زلزال مدينة أكادير الذي كان أكثر زلزال فتكا في تاريخ المغرب، بقوة تصل إلى 6،5 درجة على مقياس ريختر من 9 مستويات أسهمت في  تحصيل عدد كبير من الضحايا بمختلف الفئات العمرية، منهم  من دفن تحت الأنقاض ومنهم من أصيب بجروح بليغة لينخفض بعد ذلك عدد سكان المدينة من 45000    نسمة إلى 16000 نسمة، إضافة إلى الخراب الذي أصاب جل أحيائها الشعبية منها والراقية. وبأوامر ملكية ثم تشكيل لجنة بهدف إعادة  بناء مدينة أكادير بقيادة أفضل المهندسين والمعماريين الفرنسيين، محاولة منهم إحياء ما أقدم الزلزال على تدميره. لتصبح بعد ذلك حافلة بالمناطق السياحية التي تستحق زيارتها، إضافة إلى المعاهد و الجامعات و مراكز التكوين العديدة بمختلف التخصصات والشعب نظرا للمهاجرين والطلبة من مختلف الجنسيات الذين حطوا رحالهم بها. و بما أن جمالية مدينة أكادير ترتبط بشاطئها الذي يلقى إقبالا كبيرا خلال فصل الصيف فنجد إلى جانبه الكثير من المناظر و الفضاءات التي تستحق الزيارة.

من بينهم ‹›مارينا أكادير›› وهي عبارة عن ميناء ترفيهي افتتح سنة 2007، تحيط به أضواء المقاهي و الفنادق و ملابس الماركات العالمية، ونضيف إلى اللائحة أيضا ‹›حديقة ولهاو›› المعروفة بحديقة العشاق بطبيعتها الساحرة التي تستقطب زوارًا بمختلف الأعمار للاسترخاء و الاستمتاع بالنزه. أيضا ‹›وادي الطيور›› الوجهة المناسبة لمحبي الطيور بجميع أنواعها حيث يمكن للجميع الدخول لها مجانا للتعرف على تاريخ وخاصيات كل طائر، دون أن ننسى أول ‹›حديقة للتماسيح ‹› بالمغرب والمتواجدة بمدينة أكادير، تضم أزيد من 300 نوع من التماسيح و كذا بعض أنواع الزواحف كالثعابين و الأفاعي. وإذا كنت في ثور عودتك لبلدك، فستكون ‹›أكادير أوفلا›› وجهتك المثالية اقتناء الهدايا والتذكارات الأمازيغية التقليدية.

(٭ صحفية متدربة طالبة المعهد العالي للصحافة والإعلام مراكش)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق