ثقافة وفن

رئيسة جمعية «الصداقة المغربية ـ الألمانية» الدكتورة دنيا القرشي:

«الأسابيع الثقافية العربية» تُمثِّل الأساس الصلب لتقوية لغة الحوار والتكامل بين الثقافات والحضارات الإنسانية

عبد العالي الطاهري

تنطلق فعاليات هذا العام من التظاهرة العالمية «الأسابيع الثقافية العربية» من 25 سبتمبر حتى 22 ديسمبر المقبل وتضم أكثر من خمسين نشاطًا، تقدم بأنحاء مختلفة من مدينة هامبورغ الألمانية، وستنظم الفعاليات في بلدية هامبورغ والعديد من الجامعات والمدارس ودور العبادة والمتاحف. وتشمل الأسابيع محاضرات وندوات تثقيفية وموسيقية وعرض أفلام وثائقية ومعارض فنية للتصوير والفن التشكيلي والرسم على الماء، والرسم بالخط العربي، والتعريف بالمطبخ العربي.

وبحسب الدكتور محمد خليفة، المشرف العام على « الأسابيع الثقافية العربية »، ستركز أنشطة هذا العام على السلام وحماية البيئة والحفاظ على مصادر الطاقة، وتأثير الحروب الحالية على العالم العربي والأوربي، علاوة على تأثير المناخ على الاقتصاد والبيئة، والتطرق إلى آخر المستجدات الثقافية والسياسية في العالم العربي والإسلامي. يقول د. خليفة: “على الرغم من الأنشطة المتنوعة إلا أنه لا يوجد دعم للفعاليات، وكل جالية تتحمل تكاليف اليوم الذي ستعرض فيه ثقافتها من أكل وموسيقى وعروض أزياء، أما الدعم الذي يأتي من وزارة الثقافة الألمانية فيقتصر دائما على طباعة البروشورات، وبعض الأمور الصغيرة”.

في تصريح إعلامي للجريدة العربية الدولية « المدائن بوست »، أكَّدت الفاعلة الجمعوية على الصعيدين الأوروبي والدولي، الدكتورة دنيا القرشي، أنَّ «الأساس المرجعي الذي تتحرك عليه الأسابيع الثقافية العربية  بمدينة هامبورغ ، هي مرجعية في الأصل ذات أبعاد تواصلية إنسانيًا غايتها الكبرى تحقيق وتكريس ثقافة التعايش، من منطلق كونه الأساس الصلب لتمتين لغة الحوار والتكامل بين الثقافات والحضارات الإنسانية والسمو إجرائيًا بالحوار بين الديانات السماوية، على اعتبار أنه أحد أهم المشاريع التي يتبناها المجتمع الدولي بمختلف أطيافه وتياراته الفكرية والعقائدية».

إلى ذلك، اعتبرت الدكتورة القرشي، رئيسة جمعية « الصداقة المغربية ـ الألمانية »، أنَّ « الأسابيع الثقافية العربية هي جسر قوي لتحقيق انفتاح بين مختلف المجتمعات العربية والإسلامية، على مستوى عاداتها وتقاليها وموروثها الإنساني الغني »، كل ذلك تُضيف الخبيرة المختصة في مجال الميكروبيولوجي، « أنَّ الهدف الأسمى لهذه التظاهرة ذات الحمولة المعرفية والأدبية والثقافية والإنسانية، هو التنزيل السليم والسَّلِس لاستراتيجية إدماج المهاجرين العرب ليشكلوا قِيمًا مضافة داخل المجتمع الألماني، كل في مجال اختصاصه العلمي أو المهني ».

فبعد توقف بسبب فيروس كورونا والإجراءات الاحترازية المرافقة للوباء، جرت حاليا جميع الترتيبات والتحضيرات بولاية هامبورغ الألمانية لعودة فعاليات «الأسابيع الثقافية العربية»، التي انطلقت منذ العام 2004 لإبراز الثقافات المتعددة في العالمين العربي والإسلامي. حيث تمَّ تأسيس تظاهرة «الأسابيع الثقافية العربية» على يد ستة من الأكاديميين والمثقفين من الجنسيات العربية والألمانية الذين يمثلون اللجنة المنظمة ويعملون بشكل تطوعي، إلا أن العدد تقلص للنصف بعد وفاة ثلاثة منهم بفيروس كورنا خلال العامين السابقين، مما سيشكل ضغطا إضافيا على المنظمين هذا العام.

إلي ذلك، قال الدكتور محمد خليفة أستاذ الدراسات العربية بمعهد الدراسات الإفريقية والأسيوية  بجامعة هامبورج والمشرف العام على تنظيم الأسابيع الثقافية العربية، في تصريح إعلامي، أن فعاليات هذا العام  تهدف الى التعريف بالثقافة العربية  الثَّرية والمتنوعة وقُدرتها على المساهمة فى صنع ثقافة السلام والتعايش المشترك، كما تتضمن عددًا كبيرًا من المحاضرات والحلقات النقاشية والمعارض الفنية والندوات المفتوحة التي تُقام في جامعة هانوفر ومدينة بريمن وفي بعض المساجد والكنائس والمتاحف ، وتُغَطِّي عددًا من القضايا الثقافية والفنية والأدبية والاندماج علاوةً على الموضوعات السياسية والاقتصادية .

وأوضح الدكتور محمد خليفة في ذات التصريح الإعلامي «أنه تزامنًا مع قمة المناخ التي تستضيفها مدينة شرم الشيخ في نوفمبر المقبل، وزيادة الاهتمام العالمي بقضايا حماية البيئة ومواجهة التغيرات المناخية، فقد ركزت أجندة الفعاليات على مناقشة تلك القضية من خلال عدد من الندوات والمحاضرات التي تشمل حماية البيئة من منظور إسلامي بالإضافة الى التداعيات السلبية لأزمة المناخ اجتماعيا وانعكاساتها على الصراع الدولي والإقليمي.

وأضاف المشرف العام على فعَّاليات الأسابيع الثقافية العربية بمدينة هامبورغ الألمانية، « تضُمُّ فعَّاليات الأسابيع الثقافية العربية أيضًا عددا من الندوات والمحاضرات التى تُركز على الحوار بين الأديان ودور الفن فى هذا المجال ،ومواجهة العنصرية والتعصب وتكريس ثقافة التعايش المشترك ونشر السلام ، كما تتضمن أيضا أوراش عمل فنية حول بعض الفنون اليدوية الإسلامية والخط العربي وعروضًا موسيقية من بعض الدول العربية، حيث تشمل أجنحة متخصصة لبعض الدول العربية، منها سوريا والمغرب واليمن والعراق والجزائر، يتم خلالها تقديم الأطعمة  والموسيقى الشعبية و بعض عادات شعوب هذه الدول.

ومن المقرر أن يوجه الدكتور بيتر تشينتشر رئيس وزراء ولاية هامبورج كلمة في افتتاح فعاليات الأسابيع الثقافية العربية، وتوجه أيضا السيدة كاترينا فيجبانك عمدة مدينة هامبورج كلمة للترحيب بالمشاركين، كما يشارك في ذات التظاهرة العربية ـ الألمانية، العديد من السفراء والقناصلة الممثلين للأقطار العربية بالجمهورية الألمانية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق