سياسة

ضفاف

نواصل في سلسلة شيل دا عن دا يرتاح دا من دا!

عاصم فقيري

مهما تعالت أصوات البعض بان يكون السودان موحدا مع دارفور كجزء من السودان ومع احترامنا الاكيد لمثل هذه الأصوات الوطنية التي تنادي بوحدة السودان، الا ان الحقيقة التي يحاول هؤلاء التغاضي عنها هو ان دارفور فات اوان ان تكون موحدة مع السودان وهذا تم خلال فترات غفلة وطنية طويلة!

ظللت أكرر كثيرا ان دارفور تغلغلت فيها عناصر غير سودانية منذ فترات طويلة وحتى وان اعترفنا بأنهم اصبحوا سودانيون بحكم امد الهجرة الطويل، الا ان هؤلاء مهما طال بهم العهد فانتماءاتهم لدولهم الأصل في غرب افريقيا اكثر من انتمائهم للسودان الموحد بحدوده الشرقية والشمالية والجنوبية، بل هم يفضلون ان يستقبلوا وافدي غرب افريقيا في دارفور على ان يستقبلوا من يأتيهم من اقاليم السودان الأخرى!

لذلك مهما حاول دعاة وحدة السودان ان يفعلوا من اجل سودان موحد يضم دارفور لن يستطيعوا لذلك سبيلا! فالسكان الاصليون من السودانيين في دارفور ذوي الولاء لدارفور كجزء من السودان أصبحوا اقلية والوافدون سواء القدامى او الوافدون الجدد عندما يتحدثوا عن سودان موحد انما يتحدثون فقط بفهم تكتيكي مقصود منه سودان يسيطر عليه الوافدون وبعدها يكون لقمة سائغة لدول الجوار من غرب افريقيا حيث انتمائهم الأصل!

لذلك لا بد ان نعي هذه الحقيقة المرة. عندما تنظر إلى حركات دارفور باستثناء حركة عبد الواحد محمد نور سوف تجد ان الحركات الأخرى أغلبهم من اصول غير سودانية، ما يعني ان هذه الحركات من وافدين قدامى و وافدين جدد لا تعدو ان تكون حركات ذات برامج عرقية. دعونا نضرب مثالا في أي دولة في العالم الاول مثلا امريكا نفسها بشعارات الديمقراطية الامريكية وحق التعبير، هل كانت امريكا ستسمح لجماعة عرقية ان تكون حركة وتطالب بالحكم؟ لا اعتقد، حتى النازيين الجدد في المانيا بالرغم من انهم سكان اصليين في المانيا، وجدوا مقاومة من المجتمع ضد حركاتهم العرقية، فكيف بكل بساطة نسمح في السودان بتكوين حركات عرقية، نفترض انهم كانوا يخادعون سابقا بأنهم حركات كفاح مسلح ضد نظام دكتاتوري، الان انكشفت حقيقتهم تماما و وقفوا في خندق واحد من النظام الدكتاتوري الذي كانوا يقولون انهم يحاربونه واعلنوا عن اجندتهم الخفية التي لا تعدوا ان تكون محاولات لتمكين انفسهم (تصريحات جبريل ابراهيم عندما كان حتى في المعارضة حيث قال جنوده في الحركة؛ سوف ندمر العمارات في الخرطوم، رد عليهم جبريل ابراهيم قائلا: العمارات لا تدمروها لكن تشيلوها وها هو يثبت صدق نواياه ويتعدى على الممتلكات) .. وهناك حادثتين شهيرتين خلال الايام الماضية حيث قام حرس جبريل ابراهيم بقتل مواطن كان بتفقد قطعة أرض ملكه ومجاورو لمنزل جبريل ابراهيم وبعدها أيضا قام حرس جبريل ابراهيم بضرب مواطن أيضا كان يتفقد عقار او أرض يخصه! فهذه هي حركات دارفور بوجهها العرقي والتي تحلم ان تحكم السودان عن طريق تغيير ديموغرافية السودان وجلب بقايا اهلهم من تشاد والنيجر وافريقيا الوسطى وكذلك تفعل مليشيات الجنجويد. فعل مجرد كشف هذه الحقائق لا يجوز؟!

ان لك ننتبه لما يحاك ضد السودان وشعوبه من مجلوبي غرب افريقيا مهما طال بهم المقام فلن يتخلصوا من عقدهم واحقادهم والعبر على مر التاريخ السوداني متاحة لتثبت ذلك!

لذلك نقول ان كان وقف هذه المهازل ثمنه انفصال دارفور، فمقابل ما يحاك ضد بقية شعوب السودان فهذا ثمن بخس يجب دفعه ونقول شيل دا عن دا يرتاح دا من دا!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق