سياسة

حتى الشيوعيون ليسوا بأوصياء على الشعب السوداني

شوقي بدري

في العصور الوسطى وحتى في عهد النهضة كان رجال الكنيسة يعتبرون اوصياء على الشعوب الاوربية.  والبابا والكاردينالات يسيطرون على الملوك.  في السودان كان الفكي وشيخ الطريقة ولا يزال الى حد كبير يسيطر على حياة البشر في السودان.  والى اليوم يضع بعض رجال الخلاوي القيود على أرجل الاطفال ويجلدونهم بالكرباج مثل الدواب وقد يستغل الاطفال جنسيا.  والطائفية تضع قيودا أقسى وأثقل على عقول البشر في السودان. ولا ينجوا حتى البروفسورات وحملة الشهادات. 

من الصعب أن اقنع الكثيرين بأنني لست بشيوعي.  وحتى من أرسلوا لي في اسكندنافية ومن احضرتهم من براغ مثل محمود اسماعيل ابراهيم مأمون يوسف حسين خضر ابراهيم النجومي ارصد حمد الملك ابراهيم موسى الخير احمد ميرغني زروق ومن أرسل الى امثال مجدي الجزولي احمد الفكي معاز الخليفة الخ كانوا يتعاملون معي على اساس انني شيوعي كامل الدسم.  كل ما في الامر هو انني اشارك الشيوعيين الفكر الاشتراكي ولكن ارفض الاستالينية وفكرة الوصول الى الحكم عن طريق ثورة تصادر الملكية الفردية، تقضي على الطبقة الوسطى التي لا يمكن التقدم بدونها، حرية التعبير، التنقل وتداول السلطة الخ. 

لم أخفى ابدا اعجابي بصلابة الشيوعيين امانتهم بعدهم عن الفساد مقدرتهم على التضحية بالمال الراحة وحتى الحرية والروح.  ولهذا كنت دائما قريبا من الشيوعيين.  ولهذا لم يفد قولي وتأكيدي دائما بأنني لست بشيوعي.  والكثيرون قد تم ختمهم بختم الشيوعية ومنهم مفكرنا الكبير حيدر ابراهيم.  فالشيوعيون كانوا الاكثر اطلاعا والاقدر على النقاش والفهم.  سنواصل احترامنا لتاريخ الشيوعيين ولكن كل تاريخ بشري به غلطات سقطات وجرائم.  يكفي انه حتى في صدر الاسلام تم قتل ثلاثة من الخلفاء الراشدين. 

الشيوعيون ليسوا منزهين.  وكل ما نطلبه منهم هو الاعتراف بالخطأ، ممارسة النقد والنقد الذاتي الذي صدعونا به منذ عهد شرق اوروبا، قبل أكثر من نصف قرن. 

ما دفعني للكتابة هو انتقاد الاستاذ صديق يوسف لتصرفات الحكومة الانتقالية.  ونشاركه الكثير من نقده.  والاستاذ صديق يوسف مثل اغلب الشيوعيين يعطيني شعورا مريحا عندما استمع اليه.  لأنني اعرف أنه ليس بلص خائن او فاسد.  المحور هنا كان الكلام عن الفشقة واحتلال المصريين لحلايب.  اذكر وأنا في رفقة من أحب واحترم الخال محجوب عثمان محمد خير عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي طيب الله ثراه، تصريحه لصحيفة مصرية في 1998، أن حلايب مصرية.  وكنت في شقته المستأجرة في العجوزة شارع ابو المعاطي 64 خلف مسرح البالون، وكانت الجريدة بيننا على طاولة الفطور. وقبل بضع سنوات قال الاستاذ محمد نقد سكرتير الحزب الشيوعي وامام عدسات التلفزيون. … منو القال ليكم حلايب سودانية؟!

فلننسى حلايب، لماذا سلم الحزب الشيوعي كل السودان لجمال عبد الناصر والمصريين في انقلاب 1969؟ ولماذا ينقلب حزب شيوعي على اهم تعاليم الاشتراكية. … الثورة عملية تفاعلية طويلة المدى وليست حدث، مثل الانقلابات.  لماذا شارك الحزب في جريمة انقلاب مايو؟ وقد استلم الحزب الشيوعي وكوادره بواسطة الاخ سمير جرجس الامن عندما كان البعثيون ممثلين بوزير الداخلية البعثي فاروق حمد الله؟ كيف يشارك حزب اممي نظام أقرب الى الفاشية وهو النظام الناصري ونظام عنصري اقصائي باطش مثل حزب البعث.  ان الشعب السوداني ليس قاصرا ويريد أن يعرف.  ارجو ألا يكون الامر مثل محاورة الصادق للكوز المصري احمد منصور في قناة الجزيرة.  الصادق لفترة طويلة بالرغم من الأدلة الدامغة لم يستطع أن يجد اجابة صادقة بخصوص جريمة طرد الحزب الشيوعي والبصق على قرار المحكمة الدستورية التي ادانت الحكومة، الديمقراطية، وذبحت الديمقراطية الديمقراطية.  الا ان انقلاب هاشم العطا كان كارثة. …. لماذا نحاول اصلاح الخطأ بالخطأ؟ الى اليوم لا يريد حزب الامة الذي سرقة عبد الرحمن المهدي من مؤسسيه ووضع عليه شعار الانصار، أن يعترف بخطأ تسليم السلطة لعبود الذي رفضها بتاتا الى أن اعطاه رئيس وزراء حزب الامة امرا كتابيا.  وفي مساء 15نوفمبر 1958 ترك عبد الله اجتماع القبة وذهب بسيارته لعلي الميرغني.  كتب عبد الرحمن تابع عبد الله خليل انه كان خلف عبد الله خليل في سيارته الى أن دخل سراية على الميرغني وفي صباح 17 نوفمبر استلم الجيش السلطة.  هذا الكلام موجود في كتاب خريف الفرح لعبد الرحمن مختار. الشعب السوداني ليس بقاصر.  ولقد ازداد الشباب اليوم علما ومعرفة. 

السفارة المصرية كانت تحكم السودان ورجل المخابرات محمد التابعي يتفرعن.  حتى السلم التعليمي تغير والمقررات طبعت في مصر على نفقة السودان.  تكون الاتحاد الاشتراكي على قرار مصر وصرنا ولا نزال مستعمرة مصرية.  اتى ما عرف بالتطهير طرد الموظفون من مناصبهم واتى اهل الولاء.  وهذا ما تعلمة الكيزان واجادوه أكثر من الشيوعيين كعادتهم.  ارجوكم اثبتوا لي انني على خطأ حتى ارتاح من هذا الحمل. لماذا لماذا ولماذا؟

هل هنالك شخص سوي على ظهر هذا الكوكب لا يعتقد أن الترابي هو ابليس؟ لماذا ذهب نقد لزيارته وتهنئته على إطلاق سراحه؟ الم يضع الترابي نقد والشعب السوداني في سجن كبير، وكانت بيوت الاشباح وتشريد الجيش الخدمة المدنية وشجعت ستات الشاي واولاد الدرداقات.  أقدر ان افهم أن كمال الجزولي الكوز السابق قد ذهب الى الترابي او عبد الله على ابراهيم الذي عصر الفراش شال الوسخ وخطب ممجدا الترابي، فهو مريض بالأضواء ولفت النظر. تكفي معركته اليوم مع نعمات احمد مالك ارملة عبد الخالق الذي لا يزال عبد الله يمدحه ويقول عنه كل ما هو جميل.  ماذا عن الرجل الرائع فاروق كدودة، لماذا ذهب الى الترابي؟

ماذا كانت فاطمة تعمل في برلمان الكيزان؟ ولماذا جلس ما عرف ببطل ليلة المتاريس فاروق ابو عيسى في برلمان الكيزان؟ ولماذ ا جعلتم حياة الدكتور محمد محجوب عثمان جحيما ومات وهو لا يزال حيا، قاطعه الجميع طرد من شقة الحزب وحرم من مرتبه وهو قد قدم كل حياته للحزب.  حكم عليه بالإعدام ثم تغير الحكم للمؤبد لصغر عمره.  تركته زوجته وحيدا وذهبت الى براغ.  وفي سنين مرضه تركته في بيوت العجزة وواصلت اسفارها الطويلة.  كل هذا لأنه قد تم، اختياره، عضوا في البرلمان في 1992.  اراد أن يستغل الفرصة ويتحصل على جواز وتأشيرة خروج لكي يغادر السودان. 

بلغ العداء ان المناضلة سعاد ابراهيم احمد عندما اتت لاجتماع لمناقشة موضوع محمد محجوب خرجت ورفضت حتى سماع اسم محمد محجوب.  إذا لماذا جلست احدى أعظم المناضلات وأشرف النساء في برلمان الشيطان؟ ولماذا احرق محمد محجوب وعاش في تعاسة بالغة بسبب طرده من الحزب مقاطعته واهمال زوجته المتعمد والمجاهرة باحتقاره ووصفه بالقرد والكلب بدون خجل للنساء منهم والدة اولادي.  وبالرغم من هذا تزوجها أقرب اصدقاء محمد محجوب عثمان بعد موته.  لقد قضيت اربعة سنوات تحت نفس السقف مع محمد محجوب وكنت اتحمل ثوراته التي ادت في مناقشة بسيطة لضرب أقرب اصدقاء براغ والذي كان شيوعيا وانسانا فريدا على وجهه، والذي تحمل الاهانة بنظرات الحب والصداقة.  وفهمت الالم والشقاء الذي تعرض له أحد ضحايا الحزب.  مثل الشاعر صلاح احمد ابراهيم وشيبون الذي اجبر على الانتحار شنقا في الحصاحيصا.  ولا يمكن ان ننسى المناضل ورجل الفكر الوسيلة الذي انتهى به الامر مدمننا للخمر. 

لقد عشت حرق الشيوعي الرائع الاخصائي عبد الرحمن عبد الحميد عثمان، فقط لأنه لم يكن يستمع الى الكبار في براغ.  البروفسر حسن فرح في استونيا تم التآمر عليه مثل الدكتور الفاضل عباس.  والاثنان مرا على براغ بعد غلطة انقلاب هاشم العطا، وهنالك الكثيرون.  لماذا تعرض اخي الحبيب كمنوا بيج الرجل الفاضل طيب الله ثراه لإهانة والضرب بواسطة الساقط عوض الكريم وآخرين في براغ فقك لأنه جنوبي رحب باتفاق اديس اببا.  لماذا ضرب الشيوعي محمد بشير الطيب، فارس احمد المصطفي والكثيرين في براغ وكل شرق اوروبا؟ أما الرجل الشهم خالد الحاج صاحب موقع سودانيات ومن عاش كل حياته مثل والده ووالدته للحزب الشيوعي واستضيف في بيوت الاشباح، فقد طرد من الحزب في هولندا بالتلفون.  وتم حرقه ومقاطعته.  ومات وهو يحس بالم الخيانة، فقط لأنه تطرق للفساد في منظمة ضحايا التعذيب. 

كيف يطرد أحد الاهرامات البروفسر مصطفى خوجلي والمفكر الشفيع من الحزب الشيوعي بواسطة عصابة تشيكوسلوفاكية؟ الم يحن الوقت لكي يفكر الحزب الشيوعي في أن الانغلاق على النفس وعدم التفاعل مع الآخرين غير جيد ويخلق غازات سامة؟ لماذا لا يستطيع الشيوعيون من العيش مع الآخرين بدون محاولة السيطرة عليهم وفرض افكارهم على كل التنظيمات الطلابية العمالية السياسية او الاجتماعية.  فالشيوعيون دائما هم الاقلية التي تريد أن تسيطر، لماذا؟ متى سينتهي هذا؟ ففي اسكندنافية مثلا تنعكس خلافات الشيوعيين وهم افراد على الجاليات وتتم الفركشة المؤامرات والحفر الممنهج.  وبعد ابعاد الشيوعيين ينصلح الحال. 

لقد امتاز الشيوعيون والشيوعيات قديما بالأخلاق والنقاء.  ولقد قالت العظيمة فاطمة للشابات الشيوعيات. …. تحرر المرأة لا يعني، الانطلاقة، وكانت مع المناضلات امثال سعاد ابراهيم احمد وخالدة زاهر سرور الساداتي مثالا للعفة الادب وكريم الاخلاق. 

كركاسة

قال ترامب لبايدن في مناظرتهم العرجاء والتي تعكس فراغ وسخف السياسة الامريكية، انه قد قرر الترشح لرئاسة اوروبا فقط ليقف ضده وضد سياسة اوباما.  الحقيقة ان ترامب لم يعد عنده ما يقدمه لزوجته الفاتنة من شرق اوروبا الفقيرة التي تصغره كثيرا في العمر بعد أن قدم الثروة التي كانت تحلم بها.  فأراد أن يعطيها تعويضا لما لم يعد ان يستطيع أن يقدمه، كزوج.  فقدم لها لقب السيدة الاولى.  واليوم يحارب ويكافح للاحتفاظ بالسلطة بكل الوسائل.   موقف ترامب اليوم مثل موقف موغابي الذي لم يعد عنده ما يعطيه كزوج فوعد زوجته برئاسة الجمهورية.  وكان على استعداد لتحطيم زمبابوي من اجلها.  إذا فقد ترامب فسيكون هنالك ازمة في المنزل.  اذكر انه كان هنالك رئيس وزراء انجليزي لا اذكر اسمه الآن صار الوزراء يتجنبون لقاءه في مسكنه داونينق استريت رقم 10 في لندن في وجود زوجته التي تصغره كثيرا في العمر، لأنه يعمد الى تقريع الوزراء ويظهر بمظهر الاسد امام زوجته.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق