سياسة

حول مفهوم الكتلة التاريخية

محمد عثمان الفاضلابي

الآن دخل هذا المفهوم مجال السجال السياسي في السودان بعد اعلان حمدوك عن كتلته التاريخية المنشودة.

وللإلمام الشامل بهذا المفهوم من ناحية طبيعته وتاريخه والذين أنتجوه يوجد مقال  شامل حول الموضوع للكاتب العراقي المقيم  بسويسرا الأستاذ علاء اللامي  منشور على موقع الآداب الإلكتروني وثق فيه الكاتب للمفهوم  بصورة شاملة.

مفهوم الكتلة التاريخية سواء لدى الشيوعي  الإيطالي غرامشي او الذين سبقوه  كما اوضح الأستاذ اللامي في مقاله نجد  حوله وضوح سياسي وفكري تام،  واذا استعرضنا تاريخنا السوداني نجد ان الأستاذ الراحل عبد الخالق محجوب قد قدم كتلته التاريخية من خلال وثيقة الماركسية وقضايا الثورة السودانية والمنشور على النت ، ومن خلاله حدد كتلته التاريخية ممثلة في الطبقة العاملة وحزبها الشيوعي القائد بتحالفها مع الراسمالية الوطنية لإنجاز مرحلة الثورة الوطنية الديمقراطية كمرحلة ضرورية لأجل التحول للإشتراكية والشيوعية.

اطلاق حمدوك لهذا المفهوم من جديد للبرهان وحميدتي  وناس قحت  دون وضوح فكري وسياسي حوله  ودون تحديد طبيعة المجموعات المتحالفة في كتلة حمدوك التاريخية ومواقفها من القضية المركزية وهي التغير من النظام البائد وتفكيكه  سيكون مجرد تجميع لكتلة غير محددة المهام التاريخية المطلوب انجازها.

صحيح زمن طويل ولم نسمع مثل هذه المصطلاحات والحوار حول  غرامشي ورفاقه او السجال  بين لينين  وليون  تروتسكي،  (ورسائل  من بعيد) ومالعمل؟ وغيرها من انتاج ادب الثوارت.

الثورة السودانية ثورة عظيمة من ناحية  الصمود والرفض  للنظام البائد، لكنها حقيقة فقيرة فكرياً وسياسياً والذين تصدروا المشهد السياسي ليس لديهم مايملكونه للجان المقاومة غير حرق الإطارات واتهام كل من يفكر بأنه خصم ومعادي الثورة لذلك فإن التشظي الذي تحدث عنه السيد حمدوك لم يكن وليد الصدف بل هو كامن في طبيعة قوى الثورة نفسها والخطاب السياسي الفقير فكرياً وغير الواضح سياسياً والذي مكن من إختراق الثورة نفسها بواسطة حمدوك غير المشارك فيها والذي ليس لديه برنامج سياسي او فكري  وتفادى الخوض في هذا المجال بأنه سينتهج البراقماتية في اول حديث له.

اذا كان السيد حمدوك مفكر سياسي او قائد ثوري لماحدث مثل  هذا التشظي الذي تحدث عنه ولقاد الثورة من المحطة التي صعد فيها الى قطارها وحقق اهدافها  وملك جماهيرها فكراً ثورياً يعمل على توحيدها لكنه للأسف فاقد  الشي لايعطيه واعتمد  على مسميات الفرعنة السياسية مثل المؤسس او دولة رئيس الوزراء، رغم أن التاريخ السياسي السوداني لايقبل مثل هذا التعظيم  الذي ورثته بعد البلدان من ممالكها السابقة، بينما في السودان زعماء كبار إكتفوا بفقط السيد رئيس الوزراء مثل الزعيم الراحل إسماعيل الأزهري.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق