سلايدر

الأخطبوط ومعركة النتائج “المزورة”!

هل سَيُحدِث ترامب انقلابًا بالبيت الأبيض ...؟

د. محمد بدوي مصطفى

الطفل الشقي: أعطوا ما لترامب لترامب:

إن مصطلح الطفل الشقي (enfant térrible) ونطقه الفونولوجي بالعربية يكون «أنفان تيريبل» الذي يطلقه الفرنسيون على من يخالف العادة، الوتيرة والذوق السليم، ينطبق دون أدنى شك وبكل يا يحمله من محتوي سيمائيّ على الرئيس المخلوع دونالد داق، آسف أقصد دونالد ترامب، وإلا لحصل تداخل ولبس بين الاسمين، أليس كذلك؟ على كلّ، أقصد هنا، بين البطّة العرجاء وذو القرنين العصريّ. لقد مضى إلى الآن أكثر من أسبوع على أزمة انتخابات تاريخية لم تشهدها أمريكا على مرّ الزمان والعالم جلّة ينتظر ولكن هل من مجيب؟! إلى أين تنطلق هذه الأمّة والخطر القابع على أفئدتها يحلق من كل صوب وحدب؟ نجد الترامبيون والترامبيات من أبناء العم سام في كل أنحاء مملكته الممتدة في سهولها الشقراء لغاية حائط المبكى على حدود دولة المكسيك قد شمروا عن سواعدهم وأطلقوا العنان لحملة دفاعية في حق رئيسهم الذي يحسبون أنه أُخرج من بيت لحم (أورشليم) إفكًا وبهتانًا، لذلك نجدهم عزموا أن يفدوا جمهورية بطتهم دونالد بالنفيس والغالي وسوف يتبعون دون أدنى شك كل السياسات والاستراتيجيات التي مارسها الطغاة من قبل ومن تبعهم بدون إحسان إلى يوم الفصل حتى تصير، حسب رأيهم، «أمريكا عظيمة مجددًا» to make America great again. نعم قالوا إنهم  رهن إشارته في كل الأحوال والأهول وسوف يتبعون كل ما يمليه عليهم بالحرف الواحد وسيستنفذون  – وهذا هو المخيف في الأمر – كل السياسات والاستراتيجيات حتى تبقى البطّة بكوخها الأبيض، يعتقدون اعتقادًا راسخًا أن كل الطرق، إن كان مشروعة أو غيرها، تؤدى حتمًا إلى روما بيته الأبيض، ولن يهابوا في هذا أو ذاك، تطبيق سياسة الكرسي الخاوي مثلًا أو الأرض المحروقة أو عليّ وعلى أعدائي، أؤ انصر أخاك ظالمًا أو مظلومًا؛ وبما أن اليسوعيين كانوا خلال هذه الانتخابات دعامة أساسية لحملة راية الرئيس الخامس والأربعين، وقد رأينا رئيستهم متهسترة، متوترة ومتزمجرة، ترقص على خيبة نبوءتها، قائلة: لعمري النصر آتٍ يا ترامب … النصر آتٍ يا ترامب، هلالويا، الخ. لذلك ينبغي علينا أن نسوق الاستراتجية الأخيرة حسب هذا النسق الإنجيلي، مذكرين هاهنا بإجابة يسوع في إنجيل مرقس: أَعْطُوا مَا لِقَيْصَرَ لِقَيْصَرَ وَمَا للهِ للهِ»؛ دعونا نقول: أعطوا ما لترامب لترامب! لقد مضى، كما أسلفنا ذكره، أكثر من أسبوع على نهاية النتائج يا سادتي ولا تزال الأزمة مستمرة، مستعرة ومتجمِّرة؛ إنها حرب ضروس يترأسها فرعون البيت الأبيض أغلب الظن إلى أجل غير مسمى، لكن إن سألنا – وهل تحرَّم الأسئلة – إلى أيّ حدّ سيستمر في تزمته هذا وطفوليته المريعة متمسكًا بكل تجليات السلطة كالأخطبوط وبكل أذرعه اللولبيّة باثًا سمّه الحبريّ على الملأ، ينعق ولا يغرّد، يصرخ ولا يغني، يزجر ولا يؤاخي، حتى سدّت شركة تويتر الحنفية عليه، تلك التي بدأ ت في استخراج ماء الصرف الصحيّ، وحدث ولا حرج. ولا أحد يعرف سوى الرئيس الخاسر دونالد ترامب المحتجب في البيت الأبيض عاقبته الشخصية وسوء المصير!

تفشي العنصرية في عصر القيصر ترامب:

لم تتوقف الدعاوى القضائية ضد إدارة القيصر ترامب بسبب قمع الشرطة وقوات الأمن للمتظاهرين في العديد من المشاهد التي عاشتها أمريكا لا سيما بعد مقتل جورج فلويد الذي أحدث بلبلة وزلزل عرشه لدرجة لم يحسب لها أي حساب، فما كان منه إلا أنه هدد بنشر الجيش كحدث تاريخي لم تره هذه الأجيال البتة ذلك في كل أنحاء أمريكا. وبطبيعة الحال حصد ترامب انتقادات واسعة لتهديداته تلك لإخماد صوت من لا لسان لهم وللضغط على الاحتجاجات في الشوارع. والجدير بالذكر يا سادتي في هذا السياق أننا في بلد أجبر سكان العالم أجمع أن يطلق عليه اسم القدوة ورغم ذلك استخدمت قوات الأمن رذاذ الفلفل وقنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين السلميين الغاضبين من مقتل جورج فلويد على يد شرطة منيابوليس، حسبما جاء في نص الدعوى القضائية التي قدمت إلى محكمة واشنطن الفيدرالية. وذكرت وسائل إعلام محلية أن وزير العدل ويليام بار ووزير الدفاع مارك إيسبر تمّ اتهامهما بشكل مباشر في نص الدعوة بالتعدي على الحقوق الأساسية المكفولة من قبل الدستور الأمريكي. وشدد المتحدث عن منظمة ACLU يومئذ لقناة «سي ان ان» على ضرورة «محاسبة الإدارة الأمريكية» المتمثلة في رئيسها وقائدها، مضيفا أن «السلوك المخزي والمعادي للدستور، و- بصريح العبارة – الإجرامي للرئيس ترامب تجاه المتظاهرين، لكونه لا يتفق مع مواقفهم، أمر يعصف بأسس النظام الدستوري للأمة». والمدهش في هذا السياق هو تهكم القيصر أثناء كتم انفاس وتفريق تلك المظاهرة حيث حلّقت مروحيات على علو منخفض فوق المتظاهرين في واشنطن. وذاك هو الشيء الوحيد الذي أثار فضول القيصر فعلّق عليه على موقع تويتر ناعقاً بتغريدة وبكل تهكم وعنجهية ليقول: «المشكلة ليست في الطيّارين الموهوبين للغاية الذين يحلّقون بالمروحيات على علو منخفض في مسعى لإنقاذ مدينتنا. تكمن المشكلة في مفتعلي الحرائق واللصوص والمجرمين والفوضويين الذين يريدون تدمير مدينتنا وبلدنا». على أيّة حال فلقد تقدم ناشطون حقوقيون بدعوى قضائية أمام محكمة واشنطن ضد إدارة ترامب بتهمة قمع المتظاهرين، فيما أجريت مراسم تأبين لجورج فلويد، تعهد خلالها محامي عائلته بأخذ حقّه بالقانون، ومؤكدا أن «العنصرية هي من قتلته وليس كورونا». لذلك فأنا أقول إن نار الفتنة والتفرقة والعنصرية لم تزداد وتتأجج نيرانها إلا في عهد هذا الرئيس الذي اتهمه حتى جو بايدن في المواجهات التلفزيونيّة الثلاث أنه عنصري لحدّ النخاع فضلًا عن الدعاوى الكثيرة والشكاوى التي قدمت ضدّه، مثلًا في عدم ايجاره عقاراته الكثيرة للسود أو مواطني الأقليات الملونة الأخرى فهل من مدكر؟!

سيكتب التاريخ عن تعصب الجمهوريين وخزيهم: 

حقيقة يتألم العالم أجمع ويُحير فكره على حد سواء أن يرى هذا الأخطبوط مستمسكاً بمقعدٍ لم يعد ملكًا له أو لعبة في يديه فقدت صلاحيتها تمامًا: هذا البيت الأبيض الذي لم يبنَ إلا لجاههِ وكماله وقيصريته، فهو يتعامل مع كل هذه المعطيات كما الأطيفال، ولا تبطره الانتقادات الكثيرة في أن يغير من مساره البغيض هذا. لقد تداولت مواقع التواصل الاجتماعي فيديو مفبرك يلعب فيه القيصر ترامب بين أطفال بروضة ومع أن ساعة اللعب قد انتهت ودق ناقوس النهاية لكن ترامب، هذا الطفل الشقي، لم يأبه بهذه الإشارات واستمر في طغيانه وعبثه يعمه دون اكتراث لحديث وتوبيخ نائبه الذي طلب منه مرارًا وتكرارًا وأولًا متوددا الخروج بالتي هي أحسن، لكن دون جدوى حتى اضطرَّ الأخير لجرّه مرغمًا كما يُفعلُ مع الأغنام، حتى يخرجه بعد لأيٍ من صالة اللعب. وهكذا يا سادتي لعبة السياسة، ويقول الألمان السياسة «مومس»، ولعبتها قذرة إلى أبعد ما نتصور، وهانحنذا أمام رجل لا يريد أن يبرح مكانه بالإحسان، إذن فما العمل؟! ليته رأى ما سجله التاريخ في لحظات تسليم السلطة لمن سبقه من الرؤساء. رأيت بالأمس عددًا من المنتخبين والرؤساء الذين أعلنوا لحظة خسارتهم، ولائهم لمن حاز بصوت الجمهور من منافسيهم. رأيتهم ينطقون بجملة رائعة هي: «لقد نطق الجمهور بكلمته الأخيرة»، وهذه الجملة تجسّد في فحواها قمّة أسس فلسفة الديموقراطية الحقّة وليت الشقيّ يعلم، بأن لكل زمان إذا ما تمّ نقصان فلا يغرّ بطيب العيش إنسان. فعاجلًا أم آجلًا ستنتهي فترته أو حقيقةً فهي قد انتهت أو قابت قوسين أو أدنى. مدهش ألا نرى من بني حزبه من ينطق بالقول السديد ليرجع للرجل عقله وتوازنه إن كان له بالمرّة! لا أحد يجرؤ، وحتى نائبه تراه يقف بجانبه وقد ملأه الخوف ملأً. لا سيما بالأمس، فبعد طول غياب وبُعد واحتجاب عن الجمهور وعن التغريدات أو لنقل التنعيقات الكثيرة، فقد كسر نغمة غيابه بحضوره لمراسم تكريم الجندي المجهول في مقبرة أرلنغتون الوطنية المجاورة لواشنطن، وذلك احتفالًا بعيد المحاربين القدامى. ما عدا ذلك فقد استمر انكفاء القيصر عن المشهد العام وعن قنوات التلفاز التي يعشقها إلى درجة الثمالة، متشبثًا برفض التنازل لمنافسه الفائز جو بايدن كما يتشبث الطفل الرضيع بدمية رفيق له. وبذلك تركنا جميعنا أسرى الظنون ومسجونيّ التخمينات بما ستكون عليه خطوته التالية في القريب العاجل. وجاء تحليل إحدى القنوات الألمانية أنه الآن بين جوقتين: جوقة تردد لا للخروج وهي تنطوي على أسرته وابنائه الكثر الذين يرغبون أنفسهم في الحكم فيما بعد أو في ولاية ثانية لأبيهم أو ربما ولاية قادمة بعد أربع سنوات لأنفسهم، إيفانا وما أدراك، وجوقة أخرى من المستشارين التي تقول له، عُد إلى صوابك، فهذه مثل لعبة كرة القدم إمّا أن تربح وإمّا أن تخسر، والآن خسرت. ويعتقد بعض المحللين أنه في كل الأحوال لن يعتذر صراحة أو ضمنًا، بعدم تنازله وسوف يلقي خطابًا يتنازل فيه عن السلطة منددًا بالظلم الذي ألمّ به وأنه هو الفائز الحقيقي وأن أمريكا في عمق تاريخيها لم تصوت أبدًا لرئيس قبله بهذا الإسهاب: أكثر من واحد وسبعين مليون صوت.

البيت الأبيض وسياسة الأرض المحروقة:

إن سياسة الأرض المحروقة التي سوف يتبعها القيصر ترامب في الأيام القليلة القادمة وحقيقة إنّه بدأ فعليًا في تنفيذها، تكمن في أنها بالأساس إستراتيجية عسكرية أو طريقة عمليات يتم فيها «إحراق» أي شيء قد يستفيد منه العدو عند التقدم أو التراجع في منطقة ما. في الأصل كان المصطلح يشير إلى إحراق المحاصيل الفلاحية لعدم استعمالها من طرف العدو كمؤونة أما الآن فهو يشير إلى إحراق المنتوجات الغذائية وتدمير الهياكل الأساسية مثل المأوى والنقل والاتصالات والموارد الصناعية. وقد يتبع الجيش هذه السياسة في أرض العدو أو في أرضه. ويمكن للمفهوم أن يتداخل مع تدمير موارد العدو بشكل عقابي، وهو ما يحدث كاستراتيجية بحتة لأسباب سياسية بدلا من الاستراتيجية التنفيذية. واعتقد أن الصورة قد وضحت لكم يا سادتي فيما يمكن أن يدّمره ترامب حتى لا يستفيد منه جو بايدن وكامالا هاريس في فترتهما الرئاسية القادمة والتي سوف تكون مصيرية بالنسبة للناخبين الأمريكان، لأنها تتضمن تحديات جبّارة في العبور بهذه الأمّة من مرحلة الركود إلى مرحلة اليقظة والصحوة التي طالما انتظرتها، ذلك منذ قرابة الأربعة قرون.

من جهة أخرى تعجبت كثيرًا عندما رأيت قبل ثلاثة أيّام رئيس الخارجية مايك بومبيو في لقاء صحفيّ وهو يزيد الطين بلّة أو بالأحرى يصب الجازولين على النار قائلاً: «عملية الانتقال إلى ولاية ترامب الثانية ستكون سلسة». وتحليل ما قاله هذا الرجل الذي يعتبر أحد المسؤولين الأوائل في أمان السياسة العالمية على الإطلاق أن تصريحاته عززت من الشكوك الكثيرة الحائمة في أمواج الأسافير وأثارت استهجان الكثيرين من أهل العلم والدراية، داخل وخارج أمريكا، لأنه في نظري تدخل في قضية لا تخصه، من بعيد أو قريب، وقد اضطر بسبب التعليقات الشاحبة التي أتته، أن يصحح زعمه الذي بدا أقرب إلى البوح بما هو مطروح على الأقل لدى جوقة المتشددين في الإدارة التي تصر على المضي قدمًا في معركة النتائج المزورة.

إن الفعل الذي أتى به ترامب بعد ظهور نتيجة الانتخابات وعدم تهنئته للفائز يعتبر بالجديد تمامًا على البرتوكولات والإتيكيت المتعارف عليها في أمريكا على مرّ التاريخ.  كل ذلك حدث وأردف الإمبراطور ترامب صاعًا آخرًا للفجيعة بامتناع إدارته في التعاون مع فريق الرئيس المنتخب ولا حتى الاتصال به وذلك خلافاً للأصول والتقاليد المتوارثة. لا سيما تزويد بايدن بموجز التقرير الاستخباراتي اليومي (بريفينغ) الذي يطلع عليه الرئيس لكي يكون على أهبة استعداد لمقارعة أي كارثة تحدث، والآن كورونا تقضي على الأخضر واليابس. كما تردد أن توجيهات صدرت إلى المعنيين في الدوائر الفيدرالية الرسمية بعدم استخدام لقب الرئيس المنتخب عند الإشارة إلى بايدن. والأدهى من ذلك أن العديد من القرارات التي جاءت مؤخرًا، أتت تعسفية غير ملائمة ومتناغمة مع الفترة الزمنية وربما يتساءل الفرد منّا لِمَ؟ فقد أجرى القيصر ترامب في البنتاغون قرارات صارمة ومقلقة منها إقالته لوزير الدفاع مارك آسبر واستبداله لأربعة من كبار مسؤولي الوزارة وكل ذلك يثير عند الكثيرين العديد من علامات الاستفهام ويعزز بعض المخاوف من الأهداف المرجوة وراء هذه التغييرات في الزمن الضائع لمباراة حسمت نتيجتها في الشامبيون ليق للسياسة العالمية.

انقلاب بالبيت:

الخوف باقٍ والتوجسات كثيرة للغاية من هذه التغييرات الغريبة في الوقت الغريب هذا. وهل هذه خطوات تمهيدية لخروج الجيش الأمريكيّ الكليّ من الحروب في العالم أجمع لا سيما في الشرق الأوسط لغاية نهاية هذا العام؟ هل يريد الطفل الشقيّ أن ينشئ حربًا على دوزان المثل «عليّ وعلى أعدائي» ليشعل نار أزمة خارجية يورّثها لإدارة الرئيس المنتخب جو بايدن، بحيث تكون بدايتها الغرق من لحظة انطلاق صافرة البدء في الملعب السياسي. وربما قد تعمد القيصر ترامب وضع سياسة البنتاغون تحت إبطه وتوطيد زعامته هناك بشخصيات موالية لنظامه حتى يتمكن من أن يستقوى بالقوات المسلحة لو أصرّ في الاستمرار في لعبة الانتخابات المزورة وأنها سُرقت منه ليحدث انقلابا بالبيت الأبيض وهذا هو التفسير الأخطر حقيقة وربما يحسبه البعض مغالاة لا تمت للحقيقة بصلة، لكن مع هذا الترامب فكل شيء ممكن! وهل يشارك النتاغون حقًّا في توطيد ودعم موقفه؟ نعم، كلمة انقلاب ليس لها مكان من الإعراب في قاموس اللهجة الأمريكية، لكن ربما تُدخلها الأزمة الحالية لأول مرّة في سياق التداول الانتخابي. والقادمات أكثر من الفائتات – كما يقول المثل!

خاتمة:

هناك بعض الاحتمالات الواردة والمتداولة كما أشرت إليها في سياق هذا المقال مفادها أن القيصر ترامب قد «يقبل بالنتيجة لكنه لن يتنازل». وسوف تكون هذه إشارة واضحة وصريحة لتراجعه عن موقفه الأوّل من خلال صيغة تحفظ له ماء وجه، إن كان تبقى بعض منه، وهي صيغة تنطوي على القبول من جهة وعدم النطق بتنازل صريح من جهة أخرى. وربما يأتي يناير حاملًا في طياته خير جو بايدن الذي حاز على نسبة تاريخية قاربت ال ٧٩ بالمائة، حسب أخر الاستطلاعات. ومما يعزز أطروحتنا المذكورة أعلاه أن دائرة اعتراف الجمهوريين بفوز بايدن تتوسع يومًا تلو الآخر، ومثلًا طالب السيناتور لانكفورد مسبقا البيت الأبيض بوجوب تزويد بايدن بخلاصة التقرير الاستخباراتي اليوميّ الذي يتحصل عليه الرئيس وهدد بالتدخل إذا لم يحدث ذلك قبل يوم الجمعة، ذلك يفضي بأنه سيعلن اعترافه بفوز جو بايدن وينضم إلى زملائه الجمهوريين الأربعة الذين اتخذوا موقفًا واضحًا ضد ترامب وهذا شئ غاية في الخطورة. وآخر إقرار جاء من قبل أحد أبرز شخصيات الحزب الجمهوري من المقربين من الرئيس السابق جورج بوش، إلى وجوب الإقرار بالنتيجة وبالواقع، فحسب قوله نتائج الانتخابات واضحة والعودة إليها لا تسمن ولا تغني من جوع. اللعبة قد انتهت يا أيها القيصر … فسر وعين رعاياك ترعاك … سرّ واترك رحمة السماء تتنزل على من في الأرض. فالفجر آت لا محالة … رضيت أم أبيت، وقل: وداعًا بيتيَ الأبيض … وداعًا روضتي الغناء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق