سياسة

وحكومة الأحزاب … تسقط بس!

محمد عكاشة

لقد ضرب مثلاً عضو لجنة (التفكيك)السيد صلاح مناع وهو يمضي في دعواه منازعة لرئيس المجلس السيادي بخصوص إطلاق السيدة وداد بابكر من(الحبس) وفك أسر التركي (أوكتاي) أحد أبرز الأجانب العابثين بأموال أهل السودان وثرواتهم ..ومناع إذ يبلغ بقضيته إلي غايتها يؤكد علي التزامه الأخلاقي ومبادئه الوطنية فهو قانوني فدم يذعن إلي القانون ويعمل لإقرار مبدأ سيادته ويتطلع إنابة عن الشعب الثائر ضد الظلم لاستعادة المنظومة العدلية دورها ومكانتها في نيابة مستقلة وقضاء عادل.

السيد مناع يفعل فعلته وهو يدل على تحقيق أهداف ثورة ديسمبر/أبريل بقبوله عضوية لجنة قانونية ودستورية لرد المظالم ولاسترداد الأموال العامة لنظام منذ بداية صافرة حكمه قام يتكففه المفسدون في الأرض يغصبون المال العام يهدرونه بغير حساب.

مناع وصحبه ولجنته يعملون في كبد يجابهون محاولات بعض (العسكر) للحد من عملهم ولعرقلة مسار الفترة الانتقالية ومثل مناع ولجنته جابه د. عبد الله حمدوك ووزارته الأولي تحديات جمة غير أنه اجتاز بالسودان يرفع اسمه من القائمة السوداء ويستعيد حصانته (السيادية) ومكانته في المجتمع الدولي وهو إذ يجري تحسينات موضوعية على علاقات السودان الخارجية يعاونه السودانيون من خبراء الدبلوماسية العاملون بالوزارة والنابهون الأفذاذ في المنظمات الإقليمية والدولية.

الدبلوماسية السودانية في التشكيل الوزاري الجديد ينتظرها مهمة جسيمة تستكمل الجهود الجارية لاستدامة علاقات السودان مع دول العالم وفقاً لمصالحه وينتظر السيدة مريم الصادق وزير الخارجية الجديدة ملفات مهمة فالولايات المتحدة الأمريكية في ظل إدارة الرئيس جوبايدن تضع السودان نصب عينها فالشركات والمؤسسات الاقتصادية الأمريكية تتأهب للاستثمار والأمن القومي الأمريكي في المنطقة غدا رهناً باستقرار السودان وبنجاح عملية الانتقال الديمقراطي به وتدعيم علاقاته مع حلفائها الدائمين خصوصاً دولة إسرائيل.

الوزارة الجديدة تواجه موجة عاتية تهبط بمعاش الناس وتتصاعد بارتفاع الأسعار ووزارة المالية تعجز عن سداد فواتير الغاز والبترول ودقيق الخبز حتى (هبط) السيد جبريل ابراهيم علي سدتها محاصصة من بوابة اتفاقات السلام وهو يعد ببحث الحلول لصفوف المواطنين المتطاولة وليته حتى يفعل أن يدفع بالعمل على أيلولة الشركات الاقتصادية الأمنية إلي وزارته فهي وجه من وجوه الأزمة فالرجل بحكم انتمائه الحزبي يعرف الأكمة وما وراءها.

السيد جبريل إبراهيم وزير المالية الجديد يلج الوزارة يستشفع بذات التقليد القديم يترسم خطي (إخوانه) وزراء نظام الإنقاذ يستبق بالتصريحات يتطربه المنصب ويزدهيه غير أن وزارة المالية بين يدي ظروف صعبة كهذي تترجي الذي يرهن القول والعمل بالبرهان.

المحاصصات السياسية في تشكيل الوزارة الجديدة وجدت انتقادات موضوعية واسعة لجهة عدم اختيار الكفاءات ذوي الخبرة والدربة الكافية فلئن استنكر الناس يستكبرون حقيبة الخارجية علي هامة د. مريم الصادق بمسوغات تنهض حجة راجحة علي أن أحزاب قوي الحرية والتغيير تدافعت لجعل التشكيل الوزاري قسمة وفق نظام (الكوتة) دون اشتراط علي الأحزاب لمراعاة الكفاءة والأهلية المطلوبة ففي حالة سيدة مريم كان الأوفق أن تلي وزارة الصحة عوضاً عن وزارة خط بصمته بعملها من حزبها ذات تاريخ مجيد رجل في قامة وعبقرية الزعيم السياسي محمد أحمد المحجوب خطيب المنابر الدولية والحجة البالغة في الفكر السياسي.

اختيار جبريل إبراهيم في وزارة هامة مثل المالية خصوصاً المرحلة المقبلة هو عمل أدخل في حظوظ الموازنات وإخلال بحظوة الكفاءة وقدرة العطاء والعمل فجبريل يثب إلي المنصب محمولاً علي سابقة مستجدة في حركة الكفاح لأجل دارفور بعد خروجه ضد نظام البشير والذي قضي به شقيقه د. خليل ابراهيم غدارة إخوانه في دولة التنظيم الاسلاموي يصطرعون  حول السلطة وليس إعلاء لراية الإسلام فتلك راية تركوها خلف (السارية متكية) والرجل ذاته=جبريل= يصعد اسمه في مفاوضات دارفور التي رعتها دولة قطر قبل سنوات  والتي أفضت إلي اتفاق هش لأن معظم حركات دارفور أحجمت عن المشاركة بها عدا حركة العدل والمساواة.

د. عبدالله حمدوك رئيس الوزراء بقبوله قائمة المرشحين من الأحزاب علي(علاتها) لكنه قضي ببقاء بعض الوزراء في حقائبهم ومن هؤلاء أشخاص غير(منتمين) لحزب أو لحركة مسلحة وإنما كفاءات لا يمتري الحق بأمرهم مغلاط فالدكتور نصرالدين عبدالباري في وزارة العدل أثبت جدارة في عمله في اتجاه تحقيق أهداف الثورة في الحرية والعدالة ومثله يستقل د. ياسر عباس وزير الري والموارد المائية بما حققه من اختراق في أزمة ملء وتشغيل سد النهضة الأثيوبي يرعي مصالح السودان وعلاقاته بالجارتين مصر وإثيوبيا في النزاع المحتدم الذي يرغب بعض(شركاء) الحكومة الانتقالية صرفه عن مساره القانوني بافتعال مشكلات لممارسة ضغط عسكري وسياسي لنزاع سقفه للحل منصة الإتحاد الإفريقي.

الوزارة الجديدة من صفوة محاسنها ترقية السيد عزالدين الشيخ وزيراً للداخلية فالرجل هو عطية مليونية (تصحيح المسار) تستبدله بإقالة عادل بشائر مدير عام الشرطة السابق لأدواره المعلومة وتحيزاته المثبتة ولذا فقمين بالوزير الجديد أن تستعيد قوات الشرطة في عهده دورها في خدمة الشعب وحماية ثورته ومطاردة المفسدين الذين يتجرون بأقوات الناس المضاربين في الذهب والدولار.

الوزارة الجديدة تستكمل العقد الثاني من سنوات الفترة الانتقالية بمشاركة أحزاب الحرية والتغيير المكونة لها وحتي لا (تسقط بس) تحتاج تبذل الجهد بعيداً عن المحاصصات الحزبية الضيقة للخروج بالوطن من أزماته السياسية والاقتصادية وتهيئة المناخ لتأسيس نظام حكم تعددي ديمقراطي خصوصاً وقرار البعثة الأممية (يونتاميس) يدخل حيز التنفيذ ومن أبرز مهامها استكمال الإحصاء السكاني استعدادا للانتخابات العامة بين يدي أجيال جديدة علي محك الترشح والانتخاب والثورة السودانية تهدر في الطرقات..حرية..سلام

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق