غير مصنف

الموسيقار موسى محمد ابراهيم … وأنين الناي يبقى بعد أن يفنى الوجود

السفير عبد المحمود عبد الحليم

وكأن حبيبنا الراحل موسى محمد إبراهيم قد انتظر صديقه الفنان عثمان مصطفى ليؤدي لحن الختام لرائعته „ماضي الذكريات” قبل ان يلحق به وتأوي روحهما الى قناديل معلقة وفراديس سامقة بأعالي الجنان، أم تراه قد انتظر نهاية صولو المندلين عند الموسيقار سليمان زين العابدين الذى فجعنا برحيله قبل ايام ليؤكدا  معا ، وقبل صعودهما لسماوات الخلود،الياذة جبران…”وأنين الناي يبقى بعد ان يفنى الوجود”..

يأتي صوته كرجع نأى بعيد من مهجره بالولايات المتحدة مستفسرا عن الاصدقاء والاحباب، وهو المفتون بحوش الاذاعة ونادى الفنانين. ومعلقا بحسه اللماح على مداخلات محبيه في قروب “الموسيقار موسى محمد إبراهيم ” الاسفيري…كنا نسعد بمهاتفاته مثل فرحنا بإرثه والعطاء الذي قدمه….. أسعد فقيدنا الوطن ببصمة ابداعية متفردة وهو ينتقل من موسيقى القوات المسلحة ليقود موسيقى واوركسترا الاذاعة، وليعايش فترة تاريخية من تطورها، و قد كان من الذين تم اعتمادهم بواسطته فى تلك الفترة ولوجا لساحات الفن ثلة من المبدعين من بينهم عبد العزيز المبارك  وعبد الوهاب الصادق ومحمود على الحاج واسماعيل حسب الدائم….وموسى هو  ملحن الروائع …فقد لحن لعثمان مصطفى من كلمات الجيلي محمد صالح  “ماضي الذكريات “و ” بطاقة زفاف ” وغيرها. ولحن لعبد العزيز محمد داؤود “كفاية كفاية” و “تعتذر بعد ايه” وللبلابل “يا خاتم المنى”..وكانت ” الملحمة” الاكتوبرية  لهاشم صديق واداء محمد الامين ومجموعة من كبار الفنانين احدى عيون التميز الموسيقى والفني للراحل موسى محمد إبراهيم    الذى وضع نوتتها وتوزيعها الموسيقى وقام بتنسيق مشاركة الآلات النحاسية والوترية فيها…اذا كان مهرجان الخرطوم الدولي العاشر للموسيقى قد كرم الفقيد كضيف شرف المهرجان فان فترة اغترابه بدولة الامارات كانت حافلة بالتكريم ايضا ومحتشدة بالإنجازات لجهة المؤسسات الفنية التي أنشأها والالحان التي تغنى وتغنت بها فنانات وفناني الخليج…اذا كان الحديث ياتى عادة عن اسهام الخبرات والكفاءات السودانية بدولة  الامارات العربية المتحدة وغيرها فى مجالات التنمية والانشاءات والبنيات الاساسية فان الموسيقار موسى محمد إبراهيم قد لعب ايضا  دورا متميزا في نهضتها الموسيقية والفنية والغنائية  دون شك. …..

وموسى عازف ماهر لآلة “البيكلو”…نذكره بلزمات وحليات مبدعة ادخلها على اغنيات عدة فكانت مدخلا لنجاحها.. فيحدثك حديث العارف الخبير… نذكره بماذا فعل “البيكلو” في اغنية “الوسيم القلبي رادو” لأحمد المصطفى   فكساها سحرا….. وماذا فعل في” حبيب عمرى انت لي كل شيء” لحسن عطية، وفى مشاركات اخرى مع محمد وردى وصلاح مصطفى وإبراهيم الكاشف فزادها القا ومتعة… قبل ان تبلغ الدهشة مداها وهو يحدثك عن دوره الابداعى الحاسم مع عثمان حسين    في “الفراش الحائر”… وتلك قصة رائعة اخرى …

نسأل الله ان يمطر على قبر الفقيد فى رقدته البعيدة  تلك شآبيب  رحمته وغفرانه بعدد حصى وتراب هذا الوطن الذى احبه…..وحقا  “انما الناس سطور كتبت….لكن بماء

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق