ثقافة وفن

توثيق حياة الراحلة د. ليلى زكريا …

أحمد جبريل

(1)

تكرم الأمم المتقدمة علماءها وتفاخر بهم كأيقونات لتفوقها ونجاح نظمها التعليمية التي تفرخ العلماء والمخترعين والمخترعات الذين يقدمون للعالم الإضافات العلمية التي تخدم البشرية جمعاء، وغير خافٍ على أحد البذل العظيم والجهد الدؤوب الذي قامت به الدكتورة الراحلة ليلى زكريا عبد الرحمن ابنة بيت الناظر الأشهر دبكة في عد الفرسان بنيالا.

(2)

تلقت تعليمها الابتدائي والمتوسط والثانوي بمدينة كوستي وسط السودان ثم جامعة الخرطوم كلية الزراعة، حيث تخرجت ببكالوريوس بمرتبة الشرف ونالت درجة الماجستير في التقنية الحيوية، وكذلك الدكتوراه والتي كانت عام1995م من كلية الهندسة بجامعة يومست بمانشستر.عرفت على المستوى العالمي باكتشافاتها العلمية ذات المردود الاقتصادي الكبير.

(3)

اكتشفت طريقة جذرية جديدة لزراعة قصب السكر ببذور صناعية يمكن زراعتها تماماً مثل البذور الطبيعية لأول مرة في التاريخ، وهي طريقة أكثر إنتاجية وأقل تكلفة. علما بأنّ الطرائق التقليدية في زراعة قصب السكر من نموه حتى قطفه هي طرائق مهدرة ومكلفة في آن معاً. وقد حاول العلماء لسنوات عدة تربية أجنة أعواد قصب السكر في الماء حتى نموها لكنهم لم يفلحوا.

(4)

منحت الدكتورة ليلى زكريا عبد الرحمن براءة الامتياز لاكتشافها هذا من الولايات المتحدة الأمريكية وأستراليا والصين والبرازيل وجنوب أفريقيا وكوريا الشمالية واندونيسيا وسريلانكا، وأطلقت من ثم عملها الخاص في حقل الزراعة البيو- تقنية الذي سيرخص العمل باكتشافها لإنتاج السكر، الجدير بالذكر أن العالمة الزراعية قامت بمنح المصانع السودانية حق الاستفادة المجانية من اختراعها داخل السودان.

(5)

 اكتشافها مضاد طبيعي للأكسدة، يمكن أن يكون بديلاً مضموناً لمادة البوتكس المستخدمة في عمليات التجميل، جرى الإعلان عنه بواسطة وكالة السودان للأنباء في تاريخ 20 يونيو 2013 م.. منحت للدكتورة الميدالية الذهبية من حكومة السودان، فازت بالجائزة السنوية لأفضل مشروع علمي لشمال وغرب العالم. تم تكريمها في مملكة البحرين، توفيت الدكتورة ليلى في يوم الأحد الأول من فبراير 2015 في العاصمة البريطانية لندن.

(6)

ما دعانى للكتابة أولاً، أن ذكرى وفاة الدكتورة تمر علينا بعد أيام إذ انتقلت إلى رحاب الله منتصف فبراير 2015 ، وقد كلفت من الأخ العزيز الباشمهندس أحمد موسى رابح بإنجاز سفر توثيقي لحياتها ومخترعاتها وانطلقت بمعاونة الرجل في تصوير فيلم وثائقي لكن للأسف توقف العمل لانعدام التمويل تماماً، لقد ابتدرنا العمل بمبلغ مائة ألف جنيه وفرها زميلها الباشمهندس يحيى محمد يوسف نائب العضو المنتدب لشركة كنانة مشكوراً.

(7)

وفي سبيل إكمال العمل واستشعاراً مني بعظم المسئولية الملقاة على عاتقي وبعلم زوج الراحلة كتبنا خطاباً الى الدكتور عبد الله حمدوك رئيس الوزراء الذي تجمعه وحرمه المصون علاقات إخاء وجيرة مع الراحلة في مانشستر بانجلترا وسلمت الخطاب للأخ حاتم قطان الذي اعتذر لاحقاً لأن البيروقراطية تكبل مسار الخطاب، ولما فشلت في إيجاد التمويل لجأت إلى الأستاذ فوزي بشرى بقناة الجزيرة الذي دلني على الأستاذ يعقوب الدموكي المستشار الصحفي الخاص لنائب رئيس مجلس السيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو، والذي طلب خطابا موجهاً للقائد، وقد سبق لنا كتابة خطاب وتم تسليمه لحميدتي قبل كورونا الأولى بواسطة شخص آخر وقد وعد دقلو خيراً.

(8)

نأمل أن يصل مكتوبنا للسيد حميدتي وللسيد أشرف سيد أحمد الكاردينال الذي زار منزل الراحلة وشهد زواج ابنتها وهو الشخص الوحيد الذي كنا على ثقة بأنه سيتبنى هذا العمل حتى ولو عبر قناة الهلال لكنا لم نجد إليه السبيل، إن توثيق إنجازات د. ليلى زكريا سيتم مهما بلغت فاتورة التكاليف ولو كانت تعمل لأجل المال لباعت اختراعها لمن يطلبونه حتى اليوم من الدول المتقدمة بينما يتمسك زوجها الوفي بوصيتها ألا يباع وأن يستفيد منه السودان مجاناً والسودان لا يفعل .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق