سياسة

شيوخ «الترند» وجضوم خالد سلك

محمدعبدالماجد

(1)

شاهدت بعض مقاطع الفيديو للشيخ مزمل فقيري فوجدت ان للشيخ طريقته الخاصة في خطبه ورسائله وهو يعمل من اجل الاستفادة من التقنية الحديثة وتسخير مواقع التواصل الاجتماعي من اجل تقديم خدمة للناس حسب اعتقاده.  الشيخ يقوم بجمع المقاطع والتعليقات والأخبار من المواقع الاسفيرية المختلفة بدون اجتهاد من اجل التعليق عليها، وهو يضع امامه شاشة ضخمة للعرض والتعليق.

ما يقوم به الشيخ مزمل فقيري اشبه بما يقوم به عمرو اديب وتامر امين واحمد موسى ومصطفى بكري في الدفاع عن الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي وتسخير كل ادواتهم وجهودهم من اجل ذلك.

لم احتمل هذه الفيديوهات التى يبثها الشيخ مزمل فقيري على اليوتيوب ولم استطع صبراً عليها وهو يتحدث بلغة (مفخخة) وادعاء شديد بحرصه على الدين بصورة تدعو الى النفور (وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ). هذا كلام الله عز وجل لرسوله الكريم الذي قال عنه الله تعالى : (وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ). وقال عنه: ( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ ) فكيف لكم انتم الذين لا حول لكم ولا قوة ان تدعو له بصورة فظة وغليظة؟ وهو الكريم الرحيم الغفور اللطيف الودود الذي قال عن ذاته العليا (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ).

تحدث الشيخ مزمل فقيري عن (القحاتة) وهم في خانة المعارضة وقال بلغة فجة ووصف ينبغى إلّا يخرج من شيخ وهو يتحدث عن خالد سلك ان خالد عمل في الحكومة سنتين فعمل له (جضوم)، بهذا الاسفاف تحدث فقيري وقال كيف يكون حال خالد سلك ان عمل في الحكومة عشرين سنة؟ – هذه هي كل ملاحظات الشيخ مزمل فقيري عن سلك ترتكز على الشكل الخارجي، ليوجه اتهاماته وظنونه بالاعتماد على (المظهر) بدون بينة او دليل.. وكأن انتفاخ (الجضوم) دليل على الفساد، ان اعتمدنا هذا الامر لتوجيه الاتهامات والإدانة فانتم اول من سيحاسبون (المؤمن حلوي)!!

على الشيخ فقيري ان ينظر الى الذين افسدوا بالوثائق والمستندات وثبت عليهم ذلك واعترفوا به.

الشيخ الذي تحدث عن (جضوم) خالد سلك لم يحدثنا عن الذين عملوا عندما كانوا في السلطة (99) قطعة ارض و(100) فدان وهربوا الى تركيا وقطر وماليزيا بعد ان هربوا ثروات البلاد وخيراتها.

لم يحدثنا فقيري عن (القطط السمان) الذين اعترف عليهم نظام البشير دعك عن (الجضوم).

لم يتحدث مزمل فقيري عن خالد سلك عندما كان معتقلاً يتعرض للضرب والتعذيب والتنكيل من السلطة، ولم يتحدث عن الذين فعلوا فيه ذلك ليحدثنا الآن عن (جضومه)، هذا كل ما امتلكه الشيخ من جرأة وقدرة على اصلاح المنكر ومحاربة الفساد.

فقيري تحدث عن (التحرش) الذي يحدث في المواكب والتلامس الذي يمكن ان يكون وطعن في شرف الثورة ولم يتحدث عن (الاغتصاب) الذي حدث من جهات عليا ومن اغتصاب وإبادات جماعية حدثت في دارفور ومن تحرش كان يحدث على المستوى (الدبلوماسي) الرفيع.

الشيخ مزمل فقيري الذي كان يستدل على حديثه عن (التحرش) في المواكب ببعض التغريدات والأخبار المطلقة ندعوه للدخول الى المواقع الاخبارية وصفحات مواقع التواصل الاجتماعي التى تتحدث عن فساد النظام البائد واغتصاباته وإباداته الجماعية، هناك تقارير وفيديوهات مصورة لهذه الوقائع دعك عن هذه (التغريدات) المجهولة الهوية التى تتحدث عنها وتروج وترتب لها كتائب النظام البائد الالكترونية.

القحاتة ان افسد بعضهم فهم لا يفعلون ذلك باسم الدين وشعاراته كما كان يفعل قادة النظام البائد، كما ان الثورة جاءت بالحرية والعدالة وهي قادرة على ان تحاسب كل من افسد. غير الذي كان يحدث في العهد البائد عندما كان يشكّل النظام الحماية للمفسدين ان كانوا ينتمون للحزب الحاكم – وكنتم صامتين كنتم  كأن على رؤوسكم الطير، كنتم لا في المنابر ولا في مواقع التواصل الاجتماعي تستطيعون ان تتحدثوا عنهم كما تفعلون الآن وانتم تطلقون الكلام على عواهنه.

(2)

شيخ اخر اريد ان اتحدث عنه وأتوقف في طريقته وهو يقتحم مواقع التواصل الاجتماعي عن طريق الاثارة والمغالاة والطعن في المشاهير والتشهير بهم.

الشيخ محمد مصطفى عبدالقادر الذي نأسف ان نقول عنه وهو يتحدث عن الدين الحنيف انه اشتهر بـ(التفاف) هذا اكثر ما اشتهر به، نقول للشيخ محمد مصطفى وأنت في هذا المقام ويطلق عليك (الشيخ) ولك مريدون وتلاميذ مؤسف ان تشتهر وتعرف بـ(التفاف).

الاسلام دين الرحمة والذي جاء لإكرام الانسان وهو في غني من ان تحشد خطبك ونصائحك بجملة تباً لكم أو لها أو له بين الكلمة والثانية والمولى عز وجل يقول للمصطفى اكرم خلقه عليه الصلاة والسلام : (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ).. لماذا تدعون انتم بالتفاف وانتم تدعون الى الاهتداء بخطى المصطفى عليه الصلاة والسلام؟

ان الله تعالى خص شهر رمضان بالرحمة والمغفرة والعتق من النار وقال عن كلامه تعالى : (إِنّ هَذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلّتِي هِيَ أَقْوَمُ) ورسله بعثوا رحمة للعالمين.

من اين اتيتم انتم بهذه اللغة ؟

اعتقد ان رجال الدين لو قاموا بدعوتهم كما يجب لامتلأت الارض عدلاً ولغطى الدين الحنيف كل الكرة الارضية فما بقي فيها كافر او ملحد.

المشكلة في السودان ليست في (الشعب) فالإسلام في الناس هنا بالفطرة، المشكلة في (الحكومات).

ألا يعلم الشيخ المصطفى والشيخ مزمل فقيري ان (أفْضَلَ الْجِهَادِ كَلِمَةُ حَقٍّ عِنْدَ سُلْطَانٍ جَائِر)؟ لا يرى الشيخ محمد مصطفى غير الفنانات للهجوم عليهن والسخرية من اغنياتهن.

يقصد الشيخ محمد مصطفى ويستهدف المشاهير امثال كمال ترباس وميادة قمر الدين، هذا ما اعطي لهم من قوة بحثاً عن (الترند) ورفع نسبة المشاهدة لفيديوهاتهم .. فهم يعرفون ان امكانياتهم الفكرية لا تتجاوز هذا (التفاف) الذي يبقى اول من يتضرر منه هم تلاميذهم ومن يستمع لهم في حلقات محاضراتهم.

الذين يتجهون للإثارة دائماً هم الذين يفتقدون للموضوعية.

(3)

هؤلاء هم شيوخ (الترند) وقد اكتفيت بنماذج منهم على سبيل المثال – اعترف اني غير متابع لهم ولست ملماً بكل تفاصيلهم –  لهذا اكتب عنهم لماماً.

الغريب ان هؤلاء الشيوخ في بعضهم يتنابذون مما يثبت اختلافاتهم وعدم اتفاقهم وهم يعرفون انفسهم بأنهم اهل للدين والمعرفة، هم خصوم لبعضهم بعضاً.

لقد كان لنا في شيوخ امثال الشيخ محمد احمد حسن والشيخ محمد سيد حاج والشيخ نورين (حياة) وكان للناس فيهم (هداية) و(راحة نفسية) و(اسوة حسنة)، احبوهم الناس ووصلت رسائلهم الى اقاصى الدنيا دون اساءة او تجريح او سخرية من احد او (ترند).

تركوا قتل النفس التى حرم الله قتلها واتجهوا نحو سفاسف الأمور./

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق