سلايدرسياسة

رفع اسم السودان من لائحة الدول الداعمة للإرهاب

سفير السودان في واشنطن يتحدث ...

(عدلان – واشنطن)

السيد سفير السودان في واشنطن، د. نورالدين ساتي، قدم الدعوة لتحالف الأحزاب في المنطقة والذي يتكون من الأمة، الاتحادي، الحزب الجمهوري، حزب المؤتمر السوداني، التحالف الوطني، والتحالف الديمقراطي. الزميلة غادة موسى وشخصي نُمثل التحالف الديمقراطي داخل تلك المظلة. غادة اعتذرت ولكنني حضرت.

الاجتماع استمرً لمدة ثلاث ساعات. في البداية قدّم سعادة السفير تنويراً حول مسار قضية رفع اسم السودان من لائحة الدول الداعمة للإرهاب. فقال:

– تمّ توفير مبلغ ٣٣٥ مليون دولار يوضع في حساب تجنيب بنكي (escrow account) يتم توزيعه على الأطراف المعنية في حالة التوصل لاتفاق نهائي يتم بموجبه رفع اسم السودان من لائحة الدول الراعية للإرهاب.

– الطرفان اتفقا على بقاء الأموال في ذلك الحساب ولكن هناك عدم اتفاق حول المدة، فالخارجية الأمريكية اقترحت عام ولكن السودان اقترح مدة ثلاثة أشهر يتم بعدها ارجاع المبلغ للسودان في حالة عدم التوصل لاتفاق نهائي، ويتوقع سعادة السفير أن يتم الاتفاق على مقترح السودان.

– ضحايا وأسر ضحايا ١١ سبتمبر يمارسون ضغوطاً في اتجاه عدم رفع اسم السودان من لائحة الدول الراعية للإرهاب حتى يتسنى لهم رفع قضايا تعويضات ضد السودان لكن الإدارة الأمريكية وعدد كبير من أعضاء الكونغرس يدعمون رفع اسم السودان ولكن بشرط التطبيع مع اسرائيل.

– أكدّ السفير أن الخارجية الأمريكية في لقاء ممثليها مع البرهان ووزير العدل والوفد المرافق في اجتماع الامارات، عرضوا دفع ٦٧٠ مليون دولار والامارات ٦٠٠ مليون دولار في شكل مساعدات وقود ومواد غذائية وطبية، إلخ في صفقة تشمل التطبيع مع إسرائيل، فطالب وفد السودان بملغ ٣ مليار دولار مقابل التطبيع.

– سفير السودان في واشنطن قال إنه تلقى عدة مكالمات من شخصيات يهودية لها تأثير في القرار الأمريكي كما تلقى مكالمة من السناتور ليندسي غراهام، وهو عضو مجلس شيوخ من الحزب الجمهوري ويعتبر من الأعضاء ذوي النفوذ والتأثير الكبير وأكدّ للسفير وقوفه مع السودان وثورته ودعا سعادة السفير لدعم موضوع التطبيع.

– قال د. نورالدين أن الأمر الرئاسي الإداري (Executive Order) بخصوص رفع اسم السودان من لائحة الدول الراعية للإرهاب جاهز وفي انتظار توقيع الرئيس ترامب عليه، بموافقة أو عدم موافقة الكونغرس، وأنّ ذلك سيتم في موعد أقصاه ١٥ نوفمبر، ولكن ذلك مُرتبط بقضية التطبيع!

– أيضاً ذكر د. نورالدين أنّ الأمريكان طرحوا أنّه عند الاتفاق، الذي يشمل التطبيع، سيتم في نفس الوقت اتفاق مع البنك الدولي بضخ ٤٠٠ مليون دولار للسودان بالإضافة إلى مساعدات بقيمة ال ٦٧٠ مليون من أمريكا و ٦٠٠ مليون من الإمارات بالإضافة لدعوة الإمارات والسعودية لفك باقي الاعتمادات التي التزمت بها للسودان (٣ مليار دولار كان قد تمّ دفع ٥٠٠ مليون دولار وتمّ تجميد الباقي!) كما أن من المتوقع أن يساعد الصندوق بدفع مليار دولار بعد سنة من التوقيع.

– سعادة سفير السودان لدى واشنطن مُتحمِّس لموضوع التطبيع ويعتقد أنّ فيه مصلحة للسودان وأنّ لا مصلحة للسودان وشعب السودان في معاداة إسرائيل، بحسب قوله، بينما دول المواجهة وبما فيهم الفلسطينيين أنفسهم يعترفون بإسرائيل ويتعاملون معها.

– ذكر سعادة السفير أن السيد رئيس الوزراء، د. عبد الله حمدوك ليس لديه اعتراض على التطبيع، كما أنه بلغه، نقلاً عن وزير العدل، أن الحاضنة السياسية تغير موقفها في موضوع التطبيع وليست متشددة حيال الأمر.

سجلت موقفي كالتالي:

– السيد رئيس الوزراء اجتمع مع قوى إعلان الحرية والتغيير وتمّ الاتفاق على أن أمر التطبيع خارج صلاحيات الحكومة الانتقالية وهو أمر متروك للحكومة المنتخبة ديمقراطياً بعد نهاية الفترة الانتقالية.

– أي إتجاه للتطبيع في هذا الوقت سوف يخلق حالة إستقطاب حادة قد تفقد الحكومة الانتقالية أي سند شعبي موحد تجاهها، ما يهدد بفشل الانتقال نفسه، ودخول السودان في مرحلة تشظي وانقسام، وذلك لن يفيد الأمن والاستقرار الاقليمي والدولي. في المستقبل قد تكون هناك علاقات مع إسرائيل مبنية على الندّية والمصالح المشتركة، ولكن ليس بطريقة ليّ الذراع وإهدار الكرامة.

– الاقتصاد السوداني لا تتحكم فيه الحكومة المدنية، ويسيطر الشق العسكري على جزء كبير منه في الصادر وعائداته حيث لا تدخل في دورة الاقتصاد العادية، فليست كل حاصلات صادر ذلك القطاع تدخل إلى البلاد، والفساد ضارب بأطنابه حيث تثري قيادات ذلك القطاع على حساب مقدرات الدولة، وأي مكاسب اقتصادية من موضوع رفع اسم السودان من لائحة الدول الراعية للارهاب مع ربطه بالتطبيع، سوف يكون في مصلحة الاقتصاد المُعسكر وليس الجماهير الشعبية.

– البرهان وحميدتي مع التطبيع لأنهم يعتقدون أن اتخاذهم لقرار التطبيع سيمنحهم رضاء أمريكا وإسرائيل وبالتالي حمايتهم من أي مسائلة عن جرائمهم السابقة، بل قدّ يسهِّل لهم تنفيذ مخططهم في سرقة الفترة الانتقالية واجهاضها باستمرارهم في الحكم بهذا الشكل أو ذلك دون معارضة دولية جادة.

– اقترحت على سعادة سفير السودان أنّ يتم طلب أن يكون عرض الأمريكان مكتوباً كحزمة متكاملة يتمّ ارسالها لحكومة السودان والتي بدورها تعرضه على الحاضنة السياسية ليناقش بكل شفافية أمام جماهير شعب السودان.

– أغلب الحاضرين أمنوا على مقترح مبادرة بالشروع في كتابة ميثاق توافق سياسي عن موضوع التطبيع، كيفيته، وتوقيته، إلخ. ويعرض على القوى السياسية لنقاشه والتوصل لرؤية حوله.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق