سياسة

طريق الحل لإنهاء الانقلاب واسترداد المسار الديمُقراطي …

نضال عبد الوهاب

كل من تابع ما حدث من تفاصيل للعمل والأحداث السياسية في السُودان منذ بدء الفترة الانتقالية يستطيع أن يصل لأن الانقلاب العسكري على السُلطة واستيلاء العسكريين عليها كان متوقعاً كنتيجة حتمية كانت لها الكثير من المُقدمات والأسباب، ودون الدخول في تفاصيلها نحاول أن نكتب مباشرة في الحلول التي يمكن لنا كشعب سُوداني وقوي سياسية من إنهاء هذا الانقلاب و استرداد المسار الديمُقراطي المؤدي للحُكم المدني ..

سنكتب بصراحة ومباشرة واضعين مصلحة بلادنا في مقدمة اولوياتنا ومصلحتنا جميعاً في الديمُقراطية وأهداف الثورة ومطالبها العادلة والتي قدم شعبنا من أجلها كل التضحيات وبذلوا الدماء والأرواح ..

أهم الأسباب التي تجعل الانقلاب قائماً إلى الآن رغم الرفض الكبير له داخلياً وخارجياً :

١/ انقسام القوي السياسية المدنية وصراعاتها

٢/ عدم وجود اتفاق سياسي ورؤية موحدة ومركز قيادي موحد لمواجهة الانقلاب

٣/ ضُعف حركة الشارع والمقاومة والتصعيد الثوري نتيجة للصراع السياسي والاستقطاب داخل لجان المقاومة و انقسام تجمعات المهنيين

٤/ الدعم الذي يجده الانقلابيين من قوي الثورة المُضادة وتحركهم لإعطائهم غطاء شرعي خاصة إسرائيل والإمارات ومصر والسعودية

ماهي الحلول المُباشرة إذن لإنهاء الانقلاب وفق الأسباب التي لا زالت تجعله موجوداً؟

١/ توحد القوي السياسية والأجسام المؤمنة بالديمُقراطية

٢/ الاتفاق على رؤية موحدة ومشتركة لميثاق سياسي لإنهاء الانقلاب وعملية التصعيد الثوري بمركز قيادي موحد

٣/ مُحاصرة الانقلابيين دبلوماسياً بتكوين لجنة خارجية متفق عليها من متخصصين وقانونين عليها الضغط الدبلوماسي والقانوني الدولي المُستمر

٤/ التصعيد الإعلامي وتنوير الرأي العالمي الدولي وعكس ما يجري داخل السُودان، وهذا ايضاً يتم بشكل مُنظم ومُستمر

من الضروري الإجابة على السؤال الهام وهو إذن كيف تتوحد وتتفق القوي السياسية والأجسام المؤمنة بالديمُقراطية وأهداف الثورة في ظل هذا ال انقسام الحاد؟

الإجابة على هذا السؤال والحل في الآتي:

١/ ضرورة قيام كُل حزب وجسم سياسي مُنفرداً بالتأكيد على رفضه للانقلاب و رفضه للشراكة مع العسكريين كُليةً وأنه مع تسليم السُلطة بالكامل للمدنيين فيما تبقي من الفترة الانتقالية وإعلان ذلك لكُل الشعب السُوداني رسمياً

٢/ على أحزاب الأمة والمؤتمر السُوداني تحديداً حسم موقفهم (داخلياً)، و مسألة تعدد الاتجاهات التي تتحدث عن مُشاركات مع العساكر أو تسويات وتلك الحالة من الفوضى و (هرجلة ) الخطاب السياسي وتعدد التصريحات من بعض قيادات (مؤثرة ) داخلها، وإعلان موقفهم بوضوح، وهذا أمر هام في اتجاه توحيد المواقف وإعادة الثقة بين القوي السياسية فيما بينها و مع قوي الشارع الأخرى

٣/ على الحزب الشيوعي السُوداني ترك العمل ( التكتيكي ) لصالح الاستراتيجي والوطني، وهذا معلوم لقيادة وعضوية الحزب، فمحاولة الاستثمار في الخلافات والمواقف السياسية لصالح فرض اجندة الحزب وبرنامجه السياسي على كامل الفترة الانتقالية والذي قطعاً لا يتوافق مع الجميع، على الحزب التركيز على برنامج الحد الأدنى ومشتركاته، وعدم الإصرار على تقديم المختلف عليه وإقحامه في شروط التوافق مع القوي الأخرى للتنسيق وتوحيد المركز القيادي لمجابهة الانقلاب والعساكر وعمليات التصعيد الثوري التي تحتاج جهود الجميع واتفاقهم، وعلى قيادة الحزب تقديم تنازلات عملية ولازمة في اتجاه الحوار والتنسيق مع بقية الأحزاب والكُتل طالما أنها تؤمّن على كامل مدنية السُلطة والتحول الديمُقراطي ورفض الشراكة

٤/ اتفاق الشيوعي مع بقية القوي الأخرى سينعكس إيجاباً في وقف عمليات الاستقطاب وتجيير قوي لجان المقاومة والمهنيين والقوي المدنية، وسيفتح الطريق أمام توحد الجميع وتركيزهم على مسألة الفعل والتصعيد الثوري، سواء في المواكب أو الاعتصامات أو العصيان والإضراب السياسي وكافة اشكال التنسيق الأخرى

٥/ الحركات المُسلحة والتي تؤمن بالتحول الديمُقراطي خاصة التي لم توقع على اتفاقية السلام بعد (الحركة الشعبية «ج الحلو» و حركة جيش تحرير السُودان « ج عبدالواحد «) من المؤكد أن جماهيرها وقيادتها في الأساس ضد الانقلاب ومواقفهم واضحة ومُعلنة، تنسيقهم ودخولهم واتفاقهم مع بقية القوي السياسية الأخرى سيقوي من وحدة قوي الثورة وإنهاء الانقلاب لاسترداد المسار الديمُقراطي مؤكد، كما إنه سيساهم لاحقاً في إتمام عمليات السلام وقيام المؤتمر الدستوري و إصلاح وتوحيد الجيش وكلها مطالب اساسية للثورة

* تنفيذ *الاشتراطات اعلاه المتعلقة بكيفية توحد القوي السياسية نثق في أنها ستكون مفتاح وباب للجبهة الموسعة العريضة والمركز القيادي الموحد لهزيمة الانقلاب، ومن ثم المُضي في العمل المشترك لإنهاء هذه الطُغمة والعودة للمسار الديمُقراطي ..

ختاماً، لن نيأس في الاستمرار في العمل على تحقيق هدف توحيد القوي السياسية لمجابهة الانقلاب، و شعبنا مُصمم على هزيمة الانقلاب والاستمرار في الثورة فلنتحد جميعاً وكل المؤمنين بالثورة والديمُقراطية داخل وخارج السُودان لأجل هذا الهدف ووضع في ذاكرتنا دائماً كُل الدماء والأرواح والتضحيات التي بذلها شعبنا ..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق