آراء

بوست

د. وجدي كامل

الصغيرة الجميلة شهد التي شاهدناها مرارا وتكرارا على شاشة الجزيرة مباشر وهي تتمنى خيمة فقط كأمنية للعام ٢٢ وفر لها فاعل خير، وحسب القناة منزلا. ولكن وبعد انتقالها وامها واختها الصغرى الى المنزل الجديد تمنت شهد ان تجد عملا.                                                                                                                            لا يكفي ان يتوفر السكن الذي يأوينا ولكن ما يسد الرمق من الجوع ويلطف بالأمن من الخوف، وكل ذلك وما بطن من اقدار من بنات افكار السياسة المتفلتة والمتوحشة حين تتنفس في الوجوه الطيبة البريئة. غطاكم الله وحفظكم من برد شتائها ولسعات ايامها رغم ان امثال شهد عندنا بالآلاف في معسكرات النزوح وتجارب اللجوء دون ان يرحمنا الله بأعلام حر الارادة وثاقب الوطنية يذهب الى الحدث في موقعه ويصوره كما هو وليس كما اراد اعلام جهاز الامن والمخابرات الذي ينشط من جديد في لعب دور الرقيب والوصي على مواقع التصوير مخافة إبانة الحقيقة. فعندما نتحدث عن اعلام مصاب بعمى الالوان وجفاء ضارب تجاه التعريف بالواقع فلا بد ان من الاعتراف باننا لا نتحصل على المعرفة بحقيقة الاشياء بالنحو المطلوب الذي يساهم في السيطرة عليها وتنميتها. الحقيقة غالبا ما تكون خلف ظهورنا وخارج نطاق رؤيتنا مما يساعدها على مفاجأتنا والانقضاض علينا احيانا دونما موعد لتتعمق علاقتنا بحالة الاستلاب الوجودي والحياة على هامش فكرتها.

بوست 2

هل غياب الوازع الوطني او بالأحرى المسؤولية الوطنية التاريخية يتطلب حربا او مواجهة مع عدو خارجي ولو اوجدناه من صنائع الاوهام حتى نصنع وحدة وطنية نوعية وعملية بين السودانيين؟ ام ان الفرقاء السياسيين سيمضون قدما في القضاء على ما هو متبقي وموجود، وما حاولناها من وحدة مبسترة، وما ادعيناه من تعارف ثقافي افتراضي، وخيالي وغير واقعي؟

الفكر بصفة عامة، والفكر السياسي بحاجة الى مباني ومعاني واسعافات ماسة لتغذية وتجديد بحيث لا تصبح السياسة محفلا للحركيين المتفلتين، او ناديا للفارغين من الافكار الجديدة الحرة الخلاقة. فزعامة العقل على السياسة مطلب ملح وساخن أكثر من اي وقت مضى في ظل عالم لا تسوده التفاهة فقط والتافهون ولكن تملأ جنباته حماقات الاشرار الذين مكانهم جدران واسرة مستشفيات الصحة العقلية والعصبية والنفسية. نحن في ازمنة من المفارقات الحادة الصادمة العجيبة التي لا تمتنع عن تقديم واقتراح اسوء وصفات الحياة لضحاياها من الشعوب، ومن ضمنها شعوبنا السودانية بمجتمعاتها المهتزة التطور بسبب غياب العقل عن ادارة السياسة، وكف التفكير عن التدبير، واستقالة الحكمة عن الفكرة في بلد من التنوع تم تفسيره على الاختلاف وأبدية الفتنة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق