
بروف فدوى مؤتمر الجامعة عرضة في الزفة
عاصم البلال الطيب
حفزتني دعوة خاصة من البروف فدوى عبدالرحمن على طه مديرة جامعة الخرطوم لحضور مؤتمر حول تطوير ونهضة أشمخ صروحنا وأسمح، مظاهر الانضباط والصرامة تسيج المين رود الممشى المفخرة والمقدرة وما حول وداخل قاعة الامتحانات الكبرى المتخيرة مقرا للمؤتمرين ليومين متتالين، لا يبدو الاختيار صدفة والجامعة والبلد كلها في مواجهة أصعب الامتحانات على الإطلاق، وليس من معضلة ومعسرة تتطلب تناديا واجماعا عاجلا غير حال الجامعة المتأثر سلبا بمجريات الأحوال منذ الاستقلال وحتى الانتقال الأعصف ورياحه تقتلع من الجذور الثوابت وتبقى على ما يثور السودانيون ضده، المؤتمر مسعى لشرعنة استقلالية الجامعة ومنحها حصانة ضد تدخلات السلطات القائمة، البروف فدوى تلتقط من بين براثن كلم أحد مديري الجامعة السابقين المرتجل عن معاناة الجامعة من الحسد والاستهداف لتضيف بمقاطعة مليحة بين جد وهزل أن المديرة ذاتها مستهدفة استهداف عدوك ولم تزد، وفي كلمتها الرئيسة في الجلسة الافتتاحية، لم تترك البروف فدوى رغم الاختزال دون اخلال شاردة وواردة عن تاريخية جامعتها وأدوارها في صياغة حياة السودانيين والعالمين من حولهم وإثراء الوجدان منهم بأسماء وأعلام واقداح من العلوم والافكار بيد أنها تعرضت لعمليات لقرصنة واهمال عملت ادارتها مجتمعة منذ التولي على معالجة تداعياتها وازالة تشوهاتها واسترداد بعض المسلوب والمنهوب والمخلوع مع ترميم لخراب يضاهى خراب سوبا حل رويدا رويدا ووقع جله طامة كبرى يوم جريمة فض الاعتصام والدنيا رمضان وقبايل عيد، مؤتمر إدارة البروف فدوى مهنيا بامتياز بيد أنه لم يخل من الإشارات السياسية والإماءات لواقع معقد وأركان الدولة الانتقالية ليست على ما يرام، وعليه ينهض هذا المؤتمر دليلا على إمكانية العمل تحت الضغط وعدم التوقف لدى محطات اليأس واهمية العمل للغد مهما يتبدى سوء اليوم، وقفة البروف فدوى بثبات انفعالي تشف عن ثقة بمخرجات مختلفة ، ورعاية المؤتمر من قبل القطاع الخاص ممثلا في شركة دال، ينم عن حسن تقدير ادارة البروفة للموقف باجتذاب رعاة مؤمنين بقضية تأهيل وتطوير الجامعة من البنى التحتية للقوى البشرية أستاذية وطالبية وادارية تجنبا للإثقال على ميزانية تسيرية ضعيفة وهياكل راتبية أضعف مرت على ذكرها خطفا وقضية المؤتمر أخطر، مؤتمر علمي كامل الأركان معدود الأوراق محكوم الأزمان بأدبية خير الكلام ما قل ودل وبالحقائق والأرقام مبسوطة لمناقشات مستفيضة بلا سواقف، البروف فدوي حرصا على الاستماع دون ترتيب مسبق فتحت الأبواب سعيدة بالاستجابة للحشد الكبير في مختتم الجلسة الافتتاحية للمؤتمرين للإدلاء بدلائهم دون انتظام لكل يد ترتفع والمؤتمر علمي وتربوي قبل أن يكون نهضوي وتطويري وتأهيلي والمقر القاعة الكبرى والمحاضرة امتحان والحصة باتفاق هم جامعة ام واب، متداخل بدرجة بروف أثار قضية توقف الدراسة بالجامعة معتبرها القضية الاهم من موضوع المؤتمر دون نفي وتقليل لأهميته مسترسلا بما يوحى وكأنه عرضة خارج الزفة، طمأنته البروف فدوى بأن هذه من أجندات عقد المؤتمر المعدة فيها بعناية أوراق تناقش القوانين والنظم واللوائح المتصلة بالعملية الدراسية التحصيلية المتأثرة بدواعي الانتقال ومن قبل بتقلبات الأوضاع في البلاد غير نافية الآثار الضارة للتوقف وصنوه التسرب غير منزعجة وواثقة من التدارك في الوقت المناسب، و حسب المؤتمر نجاحا لو فلح في وضع معالجة للحد من غول وآفة الاضطراب السياسي و تغلغل إضراره بالجامعة وكلية مظاهرنا الحياتية بخلق برزخين لا يبغى أحدهما على الآخر وباستحداث نظرية تتقدم بها ركبان العلم والمهنية على اللجلجة السياسية.