
هِبوا اليوم لموكب ٦ أبريل لنصرة الثورة
محمًد هارون عمر
ثورة. ديسمبر ٢٠١٨م من أعظم الثورات المعاصرة. عظمتها تتجسد وتتمثل بأنها أسقطت أعتى نظام شمولي عقائدي تمترس حول مسلمات قاصرة فأهلك الحرث والنسل لم تكن الإنقاذ نظامًا سطحيًا كم يزعم البعض بل غاصت جذورها عميقًا في صلصال السلطة لتخلد كدولة. عميقة. باغتتها الثورة حيث اخذتها على حين غرة فاقتلعتها كشجرة منقعرة أمام عاصف هوجاء، لم يكن الإنقاذين أغبياء بل أذكياء. تعاملوا مع الثورة بمرونة وبمهادنة عجيبة، والآن بعد أن خلخلوها وزعزعوها، أرهفوا السكاكين وظهروا للعيان للعودة للوثب لكرسي السلطة تارة أخرى. نفوذهم في القوات النظامية كبير وهم أدلجوها واخترقوها بكوادرهم. ولازال وجودهم قوي يهدد الثورة.
بدأ التآمر على الثورة منذ فض الاعتصام ثم الوثيقة الدستورية الكتعاء الشوهاء فانقلاب ٢٥ أكتوبر وأخيرًا الحرب الشاملة وتصفية الثورة بدأوا يطردون الثوار في الخدمة المدنية ليحل محلهم الفلول رواد الدولة الرسالية المزعومة. اليوم يستمر طوفان الثورة بل تسونامي الثورة. ظن الأعداء بأن الثورة قد خارت وونت وأفلت بعد الإنقلاب. ولكن ما اكذبهم اليوم ستمتلئ الشوارع والساحات ليعلم الإنقلابيون بأن الجبهة الثورية لا تملك قواعد بعد إخفاقها وإنقلابها وإنقلاقها. أما الفلول فقد عجزوا في الدفاع عن انقلابهم ( الإنقاذي) وكانت بيدهم. كل مؤسسات الدولة. فكيف. ينقذون الإنقلابيين الهلاميين، الآن هم. كالمنبت لا أرضًا قطعوا ولا ظهرًا أبقوا. شاركوا في تدبير الإنقلاب ولم يتعظوا من الماضي فالمؤمن لا يلدغ من جحر مر تين. ستخرج اليوم الملايين رافعين شعارات سلمية سلمية ولا تفاوض ولا شراكة. ولاشرعية.. مدنية (مية المية) لا يوجد اي أفق لتسويق الانقلاب الذي أباح القتل والسجن والضرب و السحل. ضربت الفوضى أطنابها عم البؤس والجور والجوع هذه الحشود ستكون أبلغ. رسالة للذين يصطادون في الماء العكر. لتضليل الشعب باسم التصحيح. وتوسيع قاعدة المشاركة. إنّه حكم أقليّة متنفذة تنفذ أجندة مرتبطة بمحاور عربية مُستنزفة مُهربة لموارد السودان كالذهب والثروة الحيوانية اليوم الرد القوى لإفحام والجام من يزعم بأن الثورة مجرد فلول يسار ضالة. ثورة عميقة الجذور قويّة التأييد. وهذا هو سر قوتها واستمرارها رغم القتل والسحل والسجن. ثورة. دخلت عامها الرابع وما فتئت متوهْجة وما أنفك أعداؤها يكيدون. ويضربون .. ويقتلون. ومع ذلك يزعمون بأنهم ثوار احرار منحازون والقاتل لا يعرفونه فهو مندس كالشيطان ما أكذبهم!
اليوم سيعرفون وزنهم الطبيعي. والحقيقي وهو وزن الريشة. ووزن الثورة كجبل مرّة في الرزانة. ستنتصر الثورة مهما تلوّنت الحرباءات.