
الشعب السوداني … حبار وجداد وادي العسكر المجرمين
شوقي بدري
انتشرت بنادق الصيد في جنوب السودان. اكثرها انتشارا أرخصها سعرا وأسهلها في استخراج رخصة الحيازة كان الخرطوش الذي يكسر لأجال المقذوف التي تنتشر كلما بعدت ولا تخطء أي شيء في طريقها. بندقية الخرطوش او الرش كانت تستخدم في صيد الحبارة، جداد الوادي الغزلان. والارانب في بعض الاحيان. اذكر أن أحد تجار أعالي النيل نسى الطلقة في داخل الخرطوش. اراد ابنه الصغير مداعبة شقيقته التي كانت تقوم بكى الملابس وكادت الطلقة ان تقسمها الى قصمين الجزء الاعلى كان على طاولة المكوة.
في العقد الثالث من القرن والواحد وعشرين صار الخرطوش يستخدم في قتل واعاقة الزول بواسطة احط اعداء الانسانية من مليشيات أمن وجيش السودان … تصور! والجيش السوداني قد تحول الى جيش احتلال اسوأ من الجيوش الاجنبية التي تجد ادانة عالمية لأنه للحروب قوانين اولها اعلان الحرب اخطار العدو قبل الهجوم والا تعرض الحكام بعد السلام عرضة للمحاكمة. مصر اخلت بهذا القانون عندما هجمت على حلايب وغدرت بالشهيد الضابط محمود وفرقته الصغيرة. الا أن حكومة الكيزان الجبانة لم ترفع الامر لمجالس الامن. لا يذكر حتى اسم الشهيد او الحادث ولم يكرم على شجاعته، بل يستسلم البرهان الكحيان للسلطة المصرية وعلى وجهه الغبي ابتسامة بلهاء وكأنه قد كسب الكرتلة.
كنا نجد الرش الذي هو حبيبات رصاصية صغيرة تنتشر في جسم الطائر او الحيوان. وعندما يكون إطلاق نار الخرطوش من قرب يدخل الخرطوش داخل العظام. لم نكن نحسب انه سيأتي يوم يعتبر الزول عضوا في مملكة الحيوان بواسطة حيوانات بشعة ترتدي الملابس العسكرية. اخي الحبين محمد فضل تية المعروف بكاريل مات بالرش الذي دخل جسمه.
عاش لبضع سنوات وحبيبات الخرطوش في جسمه وفارقنا فجأة كما كان متوقعا بسبب الخرطوش وان تجنب كاريل والجميع التفكير في الخطر المتربص. تلك الحبيبات تنتقل داخل الجسم ولم يكن هنالك مقدرة على التخلص منها خاصة في القيقر وقتها. لا اعرف هل الامر اليوم بهذا السوء ام لا. ولكن استخدامها حتى بواسطة وحوش الاسلاميين يعتبر جريمة غير طبيعية وامعانا في السقوط. كاريل كان يستعد لزواجه في صيف 1964 طيب الله ثراه، الا أن الرش او الخرطوش قد اخذه. لم يكمل كاريل نصف دينه ولم يحقق حلمه ولم يخلف أطفالا يحملون اسمه.
للكيزان والانقاذ مقدرة غير مسبوقة في الحقد التهميش القتل السحل وحتى استخدام السموم. حدث هذا عندما استدعوا مجموعة من الصحفيين واصحاب المواقع الإلكترونية التي عارضتهم. وعاد البعض من الخرطوم وماتوا بطريقة لا يمكن تفسيرها. لن استغرب إذا عرفنا أن حمدوك وآخرين قد تعرضوا للتسمم.
خالد الحاج صاحب الجسم القوي والبنية المتماسكة لا يدخن لا يتعاطى الخمر وهو في حركة ونشاط ضخم انه صاحب موقع سودانيات. عاد من الخرطوم وهو شبه ميت قال الطبيب الهولندي انهم اوصلوه وهو على خطوة من القبر. عاد بنفس الطريقة الاديب والصحفي سالم احمد سالم الى فرنسا صاحب فكرة الوقوف أمام البيوت بشموع مضيئة. في مساء كل يوم جمعة احتجاجا على حكم الكيزان. كانت هنالك دعوة موجهة الى شوقي بدري انها لحسن الحظ ذهبت الى المانيا والحقيقة هي انني لم أكن لأذهب الى الخرطوم ورائحة الانقاذ في هواء السودتان. مات آخرون من تلك المجوعة بنفس الطريقة. اليوم يعود الثوار والرش في اجسامهم وقد يتحرك في داخل الجسم والاوردة الدموية كما سمعنا ويموت الانسان مثل اخي الحبيب كاريل … يجب الاتصال بدول خارجية لمعالجة المصابين. مات ابليس الترابي واتى من هم اسوأ وأكثر خبثا من الترابي. هل هؤلاء بشر؟؟
اول حيوان قمت بصيده كان ما عرف بكديس الخلا او القط البري. لا ازال اذكر كيف تمزق الحيوان المسكين. في 1963 طاردت غزالا خارج بلدة ملوط والحيوان المسكين يجري على ثلاثة سيقان بعد أن حطم الخرطوش الرجل الرابعة. عندما اقتربت من الغزال التفت الى وغرز قرنه في فخذي الايمن. لا ازال اذكر الرعب الذي ارتسم في عيني الحيوان المسكين. بعدها لم امسك بندقية صيد. لعنة الله على المجرمين الذين يطلقون الخرطوش على الكنداكات وشباب الثورة.
من موضوع قديم … اقتباس
نصف قرن من غياب اخي الحبيب كاريل عندما رجعنا إلى امدرمان للدراسة في المدارس الثانوية، كنا عصبة جميلة من أعالي النيل. في مدرسة الامريكان كان عبد الله خيري مدير بنك البركة الحالي وكبيرنا وحكيمنا اجوت الونج اكول. وكنت انا وفقوق نقور ومحمد نور بابكر نميري وحسب الرسول هجام في مدرسة الاحفاد.
وبما ان مدرسة الري المصري في ملكال كانت تستوعب الطلاب السودانيين، فلقد انضم الاخوة الشيخ ومحمد سعيد ومجموعة اخري إلى المدارس الثانوية المصرية في الخرطوم. وكان الاغلبية من شمال اعإلى النيل خاصة ملوط الرنك والقيقر.
من ابناء القيقر في امدرمان كان اخي الحبيب كاريل طيب الله ثراه. كان يكبرنا قليلا ولم يحظ بتعليم يذكر، لان والده العم فضل تيا كان جزارا في القيقر وله ,,بلدات ,, لزراعة القطن والعيش. وكان محمد فضل تيا او كاريل يساعد والده منذ طفولته.
كاريل كان نقاشا في امدرمان. وكان يسكن عند اقربائه ابو زيد والنيل. الاثنان من النقاشين ويسكنون خلف دكان جعفر الشهير في شارع الاربعين. ومنزلهم كان انيقا له ألوان جميلة. وابو زيد كان نقاشا ويمتلك موتر فسبا يذهب دائما للتصليح ولقد اشتراة من الخواجة السوداني الايطإلى وكان صاحب الشركة التي يعملون فيها. وكان الاخ النيل الفورمان الذي يدير كل العمل. وكان لكاريل بعض المعارف والاهل في فريق تقلي شرق الكلية او مدرسة امدرمان الاميرية التي خرجت الكثير من مشاهير السودان. والحي ينسب إلى اهل تقلي في جبال النوبة. ومن مشاهير الحي لاعب الكرة فريق التاج الشاب اللطيف صبايا.
بالرغم من ضخامة كاريل الا انه كان لطيفا وديعا له قلب كبير يحب كل الناس. كان يكره العنف وينفر حتى من المواجهات اللفظية. كان يطالبني دائما ان اقلع عن ارتداء السكين. وكانت شعار البداوة السودانية وقتها ….. العصا للكلب والسكين للسلب. وعندما ذهب معي إلى ناي المريخ لتمارين الملاكمة. انقطع، وكان يقول لي ما صرت ادعو له فيما بعد: دي رياضة شنو؟ كيف الناس تضارب وتسيح دم بعض ويقولون دي رياضة؟ وعندما كان يذهب معي في الامسيات إلى مدرسة الاحفاد كان شكله وعمره يعطي الاخرين بانه أحد فتوات العباسية. ولكن بعد دقائق يذوب الثلج. فلكاريل ضحكة معدية ورح جميلة. وميل للدعابة. قال لامي مره متصنعا الجد. ملوخيتكم دي فيها شنو اهو غسلت ايدي بالصابون ابت تطلع. وبدا الهلع في وجه امي إلى ان قالت لها اختي نضيفة، خدرة شنو دي بوهية. كاريل بكون ضارب بهية خدرا. وأطلق كاريل ضحكته المعدية. وتلك الضحكة تخرج من حلقه خا خا خا لم اسمع تلك الضحكو الا من فتوة ومعلم قهوة شديد عبد الفتاح وامين مبارك ميرغني. وكانت تحببني في امين بالرغم من بعض الخلافات. فلقد كان يذكرني بكاريل وغفرت له اشياء.
بالرغم من تلك الروح الحلوة كان كاريل يعرف شيئا لا يستطيع أقوى الرجال ان يتحمله. كان يعرف ان هنالك خطرا ينتظره وذلك الوحش قد يفتك به في اية لحظة. وكان يذكره عرضا ولم نكن نهتم. فذلك كان السودان الجميل وكان الجميع يحس اننا في سعادة وامن لن يزول. وواصل الجميع العيش في القيقر. وخلف سويرس احفادا في القيقر. وابنه صار متخصصا في اصلاح الثلاجات والادوات الكهربائية التي لم تتوفر قديما.
عندما كنت في بركة العجب في اجازة في 1963. كنا نذهب إلى القيقر مشيا. وبالرغم من انني لا اشرب الشاي كنت ارافق الآخرين إلى المقهى ونجلس ونحن نراقب النيل واعشاب النيل وهي تغطي اغلب الرقعة المائية. وكنا نمر بما عرف بحفر سويرس. ولان اعإلى النيل ارض طينية لزجة، فكان الناس يبحثون عن اماكن الرمل او السفاية لبناء المنازل. وانتزعت احشاء الارض وصارت اخاديد ممتدة. وفي أحد الايام كان التاجر القبطي مع بعض أصدقائه وهو يقود اللاندروفر ووقع في إحدى تلك الحفر. ولكنهم جلسوا على انوار العربة وواصلوا الشرب والغناء.
من العادات السودانية السخيفة إطلاق الرصاص في حفلات الزواج. وكان سويرس كأحد اعيان القيقر يطلق الرصاص ومن الممكن ان الخمر قد لعبت برأسه. وكان كاريل والاخ المساح يهزون ويبشرون فوق راس المغنية. وكاريل كان يضع ساعده على كتف الاخ المساح الذي كان يرفع يده عاليا. وخطف الخرطوش يد الاخ المساح واستقر قدر من الرش في ظهر كاريل طيب الله ثراه. وساعدت قوة كاريل الجسدية في شفائه من الجروح. ولكن لم يكن هنالك التقنية لإخراج الرش من جسم اخي الحبيب كاريل رحمة الله عليه. وكان يقال ان ذلك قد يسبب مضاعفات في المستقبل. لم اري ذلك الفارس بالرغم من هذا الا هاشا باشا.
ما ان يلج كاريل باب البيت الذي لم يكن يقفل كعادة امدرمان قديما حتى يطلق ضحكته المعدية. كان لنا منزلان، منزل للعائلة ومنزل آخر للطلاب وبينهما نفاج. وكان يسكن معنا الشقيق عبد المجيد محمد سعيد العباسي وحمودة ابو سن ابن الوزير وشيخ العرب ومعتصم وبدر الدين احمد الحاج وصلاح محمد التجاني وخإلى ميرغني ابتر وابن العمة الذي كان مدرسنا في الاحفاد الطيب ميرغني شكاك لفترة وبعض الاصدقاء الذين يحردون في منازلهم وتحضر الوساطات ويعودون.، والزوار الذين لا ينقطعون كعادة الناس قديما في السودان. وفي أحد الايام يرتفع صخب وجلجلة كاريل في الحوش مما لفت نظر بقية الاسرة. وبين المنزلين نفاج كبير. وعندما خرجنا من الغرف وتركنا لعبة الوست. كان كاريل يستلقي على أحد الاسرة وهو يقهقه. ويتظاهر بانه سيخلع قميصه الجديد. فعلى الاسرة التسعة التي قام برصها الاخ اسماعيل كانت هنالك ملاءات جديدة بمربعات باللون الأزق الفاتح والاسود. وكانت من نفس قماش قميص كاريل الجديد.
كاريل كان يحلم بتوفير قدر كافي من المال لكي يتزوج في القيقر وقد يأتي بزوجته إلى امدرمان او ان يستقر في القيقر. وكانت يوميته 65 قرشا في اليوم وكيلو اللحمة كان بأربعة عشر قرشا. وكانوا كثيرا ما يعملون، سهرة، وهذا يعني العمل إلى الرابعة او الخامسة، ويكون الاجر جنيها. ولم يكن كاريل يدخن او يتعاطى اي مشروبات او مكيفات. وكان يوفر المال بالرغم من علمه بان الرصاص قد يغدر به يوما.
تعلمت النقاشة على يد كاريل. وكانوا يعملون في طلاء كل مستشفى الارسالية الذي صار التجاني الماحي الآن. وكان أصعب جزء من العمل هو صبغ السقف. لان يد الانسان تكون في وضع غير مريح. ويتوقف الجميع بعد مدة قصيرة للراحة ثم المواصلة. ولكن كاريل كان اكثرنا صمودا.
كريل كان فنانا ومنفتحا. تعلمت منه ما صرت اطبقه في منزلنا ومنازل الاهل والاصدقاء. فالجزء الاسفل من الحائط يعرف بالأسفال. ويصبغ بزيت اسود لكي يحمي البياض المصنوع من الرمل والصمغ من الماء والاوساخ. والبعض يجعل لذلك الشريط عريضا وقد يزيد عن نصف المتر. وكاريل كان ينقص ذلك الشريط إلى شبر واحد. وكان يجعل الوظرة او الجزء الأعلى وهو باللون الابيض من الاذبداج عريضا جدا وهذا يجعل الغرفة تبدو أكثر رحابة. ويصبغ الأكتاف باللون الابيض. ويعطي هذا صورة جمالية للصالون او الغرفة. والكتوف هي الجانب الداخلي من النوافذ. وكنا نجعل الوظرة تعانق الاسفال في كل الاركان. وقد نعمل لها زيقا من زيت الاسفال كبرواز.
من العادة ان يقوم الأسطى، بدق الخيط، وهو ان يوضع خيط طويل في الجير ثم يشد الخيط من الطرفين ويرفع قليلا ثم يفلت ويترك خطا مستقيما يتبعه النقاش في الطلاء. وكان كاريك والاخ حسن النمر من الوحيدين الذين لا يستعملون الخيط؟ وباتي العمل مضبوطا. ونفرني كاريل من اللون الاصفر الذي يشاهده الانسان في اغلب البيوت السودانية. وكان يصر على الالوان الجميلة.
الغرفة اربعة في اربعة أمتار تحتاج لثلاثة كيلو جرامات من الاذبداخ الابيض الناصع لكي يخلط باللون. وتأخذ الوظرة بكيلو كامل، الاذبداج كان يكلف عشرين قرشا للكيلو واللون عبارة عن كيلو وأحد يساوي كذاك عشرين قررشا. ويثبت كل ذلك بنصف ركل من الصمغ المبثور بساوي 5 قروش وكان كاريل ضد الغش. لان النقاش لا يشتري الاذبداج بل يشتري جوالا مع جير امدرمان خمسة كيلوجرامات وينقعه في الماء ليوم كامل ويساوي 6 قروش ونصف. ونقوم بهرسه باليد وتصفيته شبكة بالنملية. وبدلا عن اللون الاصفر ويساوي عشرين قرشا. يمكن شراء ربع رطل من الزرنيخ بخمسة قروش. وتكون النتيجة مماثلة للاذبداج واللون العادي. لا يعرف الفرق الا النقاش المتمرس.
وكنت اقوم بهذ العمل بدون اجر ولكي اوفر للأصدقاء والاهل بعض المال يفيدهم في العيد الذي يكون على الابواب. وكل ذلك ببركة وروح الاخ الحبيب كاريل طيب الله ثراه. كاريل ذهب لأعإلى النيل لفترة فاقت السنة. وطبقت نظرياته. وكان صالون توئم الروح بله يحمل اللون الوردي. وكان ذلك غير عادي. وغيرت لون صالون اخي مصطفي كتبا في فريق ريد من الاصفر إلى الزرعي. وكانت الكراسي تصبغ قبل العيد بالجملكا غامغة اللون. ولكن صار يضاف الاذبداج الابيض إلى الجملكا وهي مسحوق وبعض السبيرتو. ويصير لها لونا فاتحا جميلا. كل ذلك تعلمته من كاريل طيب الله ثراه. وكان يحاول ان يعلمني الصبر والاناة في العمل. ويصر على ملئ الشقوق بالرمل المخلوط بالصمغ المبثور قبل فترة حتى يجف تماما قبل الطلاء والا صارت هنالك ندوب في الجدار. وتعلمت من كاريل ان لا اجزع او اتهيب حتى الموت. وكنت انتظر عودته من القيقر لكي انعم برفقته الجميلة ولكي أزكى نفسي كنقاش بارع.
وفي 1964 اتي كاريل لفترة بسيطة وكان يخطط للرجوع نهائيا إلى امدرمان. وكنا قد رحلنا من العباسية ميدان الربيع إلى السردارية. وعندما شاهدني جالسا على رصيف منتزه الريفيرا بالقرب من الطابية. أطلق ضحكته الرائعة. وقال لي انه كان متأكدا من انه سيجدني في ذلك المكان الذي كنا نجلس فيه ونراقب النيل الذي كان قد لثم جبين القيقر قبل اسابيع مع بداية الفيضان. وفي ذلك المكان تفارقنا في يوم الجمعة لان القطار كان يغادر إلى كوستي في السادسة مساء ويصل كوستي في الصباح وبعد اربعة ايام وفي يوم الاربعاء تصل الباخرة المحلي ملكال بعد ان تكون قد مرت على القيقر بأكثر من يوم. واظن ان اسم الباخرة التي مات فيها اخي كاريل له الرحمة هو فشودة. وقبل ان تصل الباخرة إلى القيقر توقف ذلك القلب الكبير. وتوقفت تلك الضحكة المميزة.
اتي من أخبرني بموت كاريل قبل الغروب نحن جلوس بالقرب من الريفيرا. واصابني نوع من الوجوم. وكان يجلس بجانبي توئم الروح بلة. واحترم المي ولم يتحدث. واتي انسان لم يحترم المناسبة حتى بعد ان أخبره بلة بسبب وجومي. وعندما لم يرعوِ. اخذة بله بعيد وقال له انه قد يصيبه ضرر. لم أستطع ان استوعب ان كاريل قد ذهب.
كلما امسك فرشاة لادهن شيئا ويحدث هذا كثيرا، اتذكر كاريل رحمة الله عليه. والآن عندما اري ما يحدث لأهلنا في جبال النوبة أفكر لأول مرة ان كاريل نوباوي. واذكر عندما كنت اتكلم عن البرون في مركز المابان في شمال شرق اعإلى النيل، ان كاريل كان يقول لي ان النوبة يقولون ان جد البرون هو اخوهم الذي اخذه الخور. فالخيران تأتي من الجبال مندفعة وقد تحمل كل شيء معها. وكان يقصد تقارب الشكل وكثير من العادات بين الشعبين. الرحمة لأخي الحبيب كاريل.