
عاصم فقيري
في حالة اللاتوزان التي يعيشها السودان هناك قصور من كل الاحزاب السودانية سواء كان هذا القصور يعكس عقلية القيادات الحزبية او انه حالة عدم مسؤولية منها تجاه متطلبات جماهير الشعب السوداني متمثلة في جماهير ثوارها الذين ينادون بمطالب محددة و واضحة لم تستطيع معظم الاحزاب ان تكون هي القيادة التي تتبنى اهداف الثورة ، بل تقوم بتمييع الثورة من خلال هرولتها للجلوس مع العسكر مقدمة تنازلات ليست من حقها ان تقديمها وبالتالي تنفصل تدريجيا من حركة الشارع فتزيد الازمة وهذا حدث في منعطفات كثيرة سواء خلال هذه الثورة او في ثورات سودانية سابقة وللاسف يحدث الآن!
بالرغم من ان الكل يكاد يعترف بشبح انهيار الدولة السودانية في ظل التخبط الذي يسود الساحة السياسية وكذلك تغول كثير من الانتهازيين سواء كان ذلك من خلال تكتل طائفي او مراكز قوى مالية او عسكرية وكل منها يعمل لصالح مصالحه الضيقة التي لا تعني الجماهير في شيء ولا تعني الوطن أيضا! إلى متى ستظل المقاومة في حالة الميوعة هذه والفساد لم يتوقف في كل النواحي سواء في النواحي الاقتصادية او الامنية او السيادية التي تهدد سيادة الوطن!
لذلك وعلى نحو طاريء وعاجل يجب على المقاومة ان تخطو خطوات مبادرة وليس ان تنتظر الفعل بتقوم برد الفعل!
المبادرة يجب أن تكون بتوافق سريع وعاجل على برنامج حد ادنى يضع في اولوياته انقاذ الاوضاع الاقتصادية والامنية والاعلان عن حكومة جاهزة تكون مكتملة الاركان وببرنامج متكامل هذا في حد ذاته اهم من اعلان سقوط الانقلابيين والذين هم اصلا ساقطون منذ ان قاموا بانقلابهم وهم انفسهم معترفون بفشلهم وسقوطهم وان تشبثوا بالسلطة حتى الآن!
يجب أن يتم التوقيع على ميثاق تتوحد حوله كل قوى الثورة الحية وان تستفيد من أخطاء واعطاب الوثيقة الدستورية سيئة الذكر وأن تكون بداية اكثر قوة واكثر شفافية.
وهذا ليس بالامر العسير إذا وضع الوطن وسيادته في اولوية الاهداف وليس المصالح الحزبية الضيقة التي اضاعت الوطن في كل المتعطفات التاريخية بسبب المحاصصات التي من شأنها ان تأتي بعناصر ليست ذات كفاءة لتسنم وزارات ومواقع رئاسية حساسة!
لذلك، يجب تجاوز مسألة المحاصصات وعدم التنافس في المناصب والاحتفاظ بالمنافسة عندما تكون هناك انتخابات فهي ميدان التنافس حينها!
أخيرا، يجب أن يعي الجميع أن الوطن يمكن أن يضيع بعوامل الانهيار الاقتصادي والامني، أي انهيار الدولة نفسها وهذا الشبح يبدو انه يتجسد يوما بعد يوم حسب الواقع المعاش وعلى الارض الآن!
متى تكون لدينا مقاومة منظمة تستند بالشارع واحزاب وساسة تسير على خطى الشارع ؟!
الشوارع لا تخون!