
“فتنة بذرة جمال النص” والقراءة العاشقة
حين تقود الغواية مسار الكشف عن فتنة بذرة جمال النص الأدبي
هند البكري
في كتابه “فتنة بذرة جمال النص.. محاولات في مداعبة النص“، نحس كقراء أن الكاتب عبد العزيز كوكاس يأخذنا في نزهة رومانسية كما في قصص الفرسان النبلاء، حيث العشق ومفاجآت المخاطر غير المتوقعة، والموسيقى الحزينة ثم النهاية السعيدة كما في حلم جميل، بعد فراق العشاق هناك لقاء.. إن النص هنا دليل تقود إليه المحبة، والغاية اكتشاف بذرة الجمال التي تميزه عن غيره من النصوص الأدبية.. إنها بهجة السفر الممتع والمخاتل أيضا، إذ لا سفر بلا مخاطر..
في فتنة العنوان
ما يميز نصوص الكاتب والناقد المغربي عبد العزيز كوكاس هو عناوينه المختارة بدقة فائقة، كانت إبداعا أو صحافة أو سياسة أو نقدا، من “سطوة العتمة” و“الصحو مثير للضجر” الإبداعيين، إلى كتابه النقدي الأول “اللعب في مملكة السلطان.. في امتداح النص“، حتى الكتاب موضوع هذا المقال “فتنة بذرة جمال النص.. محاولات في مداعبة النص“.. الفتنة في اللغة ذات دلالات متعددة: من فَتَن المعدن بالنار، إذا اختبره ليميز نفيسه من خسّيسه، والفتنة هي الاختبار والابتلاء، وهي انشغال الفكر لعارض جميل ومثير يفرض الحجب كي لا يثير الفتنة أي انشغال الفكر وصحو الذهن.. بهذا المعنى تغدو فتنة بذرة جمال النص الأدبي، هي شامته وخالة تزيينه، التي يقتضي الكشف عنها الاختبار والتجريب لتمييز الجميل عن غيره، وكشف ما يشغل فكرنا وما يثير انبهارنا وميلنا إليه دون غيره، أي تلك المقومات الجمالية والبنيوية التي تكشف سر جمالية النص، فتنة بذرة الجمال فيه، أو ماء النص الذي يمنحه أسباب حياته وروائه ورونقه..
نفس الاهتمام يبديه الناقد عبد العزيز كوكاس نحو العناوين الفرعية لمقالاته النقدية التي عالجها في كتابه الصادر حديثا عن دار النشر النورس، حيث الاحتفاء بلغة شعرية مكثفة تختزل منذ العنوان أفق رؤية الكاتب وزاوية معالجته النقدية، نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر: “الكتابة النسائية والإخصاء الذكوري.. وراء ميلاد كل إبداع أنثوي عظيم يوجد حامض نووي للرجل!”، “بستان السيدة.. رواية زئبقية مسكونة بالحلم والرؤيا“، “ديوان أرق الملائكة لعائشة البصري.. المرأة التي تملك من الضجر ما تؤرق به الملائكة“، “كتابات محمد شويكة: التجريب كرؤيا والمسخ ككينونة“، و“المحكي الشعري: تجنيس مشع ينقذ نصوصا تائهة خارج الحدود المألوفة“..
دكاترة و“أطباء النص“
يفتتح الناقد كتابه بما أسماه “على سبيل التشويش” الذي لم يكن غير إيضاح لزاوية المعالجة التي اختارها عبد العزيز كوكاس لمقاربة النصوص المختارة في كتابه “فتنة بذرة الجمال“، ابتعادا عن العتمة، يتكئ على قراءة “لذية“، يقول: “يفرق بارث بين نظامين للقراءة، قراءة تذهب رأسا إلى مفاصل النص آخذة في اعتبارها امتداد النص الخطي وهي بهذا تجهل ألاعيب اللغة، وقراءة ثانية تهتم بالرغبة، وتتميز عن النقد.. أن نمر من القراءة إلى النقد هو أن نغير رغبتنا وأن نرغب لا العمل المؤلف بل لغتنا الخاصة كما يؤكد صاحب “لذة النص“، بهذا المعنى أتغيّى من هذه القراءة مصاحبة نصوص سكنتني وسكنتها، كما يوحي العنوان الفرعي للكتاب “محاولات في مداعبة النص“، أي الكشف عن فتنة بذرة جمال النص“.(ص6)
هل هو نفور من المنهج، ومن الصرامة التي تقتضيها النظريات النقدية في مقاربة النص الأدبي؟ قد يبدو الأمر كذلك من الوهلة الأولى، كما لو أن الأمر يتعلق بقراءة ذوقية يسود فيها الانطباع والحدس على الكفاية المنهجية، لكن بتتبع نصوص الكتاب وفصوله، نجد أن الناقد عبد العزيز كوكاس الذي هو خريج كلية الآداب والعلوم الإنسانية – في الأصل– يستفيد من كبار منظري الأدب من بارث إلى جوليا كريستيفا وباختين وجيرار جنيت ويوري لوتمان، ويستخدم مفاهيم قادمة من حقول اللسانيات والسيميولوجيا، لكنه يعلن انتسابه إلى ما يسميه “القراءة المصاحبة” التي تبغي إبراز فتنة بذرة جمال النص، يقول في مفتتح دراسته حول ديوان “البستان” لعبد الكريم الطبال: ” هذه القراءة هي مصاحبة النديم، لا تتخندق فيما اعتاد دكاترة وأطباء النصوص تجريبه من نظريات ومناهج نقدية على جسد قصيدة عادة ما تصبح مضرجة بالدماء بعد كل عملية جراحية وقد تفقد بهجتها وروحها، وأعتقد أن الشعر الجيد لا يحفل بمراثي النقاد ولا بمدائحهم، يطردهم بعيدا كي لا يحولوا ورد الحياة في القصيدة إلى موائد للفجيعة والموت، لذا أعلن منذ البدء أنها مجرد مصاحبة لشاعر تعلم كيف ينغمس عميقا في متاهات الروح ويخرج غانما من العتمة، مضاء بسر داخلي يتفجر عبر لغة شفيفة، كما يجسدها ديوان “البستان” الذي أعتبره بمثابة ميلاد جديد للشاعر الرائي، لا الشاعر المبشر، من خلال لغة مكثفة تشير ولا تصرح، لغة أشبه بالصحو على درب السالكين والمشّائين في الدروب المعتمة للروح، وإيقاع يحاول نقلنا نحو عوالم متخيلة تعيد خلق الكلمات والأشياء“.(ص121)
منذ زمن بعيد عبر الكاتب والإعلامي كوكاس عن نفوره من القراءات التي تجعل المنهج أولا والنص ثانيا، ومن ما يسميهم نقاد سرير بروكيست الذين يلوون عنق الجمالية والمتعة ليطوعوا النصوص للمقولات والمفاهيم والنظريات أكثر من اهتمامهم بكشف المقولات الجمالية والبنائية في النص الأدبي، وقد عبر عن ذلك إبداعيا في كتابه الشذري حين قال: “هناك طينة جديدة من الدكاترة تناسلوا بيننا بشكل غريب في زمن يباب الإبداع وشح متلقيه. دكاترة تقنيون يحملون مباضعهم ويُشَرحون النصوص بحثا عن ورم ما..
بدم بارد يقتلون ماء الحياة في النص، ويسرقون أعضاءه الحية لبيعها في المزاد العلني.
وِزْراتهم مثل الجزار مليئة ببقع الدم..
أطباء النص يبدون متباهين بألقابهم ونياشينهم كلما غادروا غرفة عمليات جراحة النص!” (انظر “الصحو مثير للضجر” منشورات إديسيون بلوس ط1 عام 2016 –ص 49)
الدفاع عن “ديمقراطية الإبداع“
في تناوله لقضية الوصاية الذكورية على الكتابة الإبداعية النسائية، يستعرض الكاتب عبد العزيز كوكاس مجموعة من الأسماء النسائية البارزة في حقل الإبداع العربي، من مي زيادة إلى أحلام مستغانمي، مرورا بالكاتبة المصرية عائشة التيمورية صاحبة رواية “نتاج الأحوال في الأقوال والأفعال“، والتي تعتبر اليوم أول إنتاج روائي عربي موقع بقلم نسائي، قبل رواية “زينب” لهيكل، والشاعرة الكويتية سعاد الصباح، ثم الكاتبة اللبنانية أليس بطرس البستاني التي نشرت رواية “صائبة” عام 1891، حيث أن العديد منهن تم نسب أشعارهن أو روايات لهن لمبدعين كبار ذكور، ويؤكد الناقد أن مي زيادة وصلت إلى الجنون، ودخلت المصحة العقلية وتخلى عنها كبار الأدباء والمفكرين العرب الذين فتحت لهم صالونها الأدبي، وتنكر لها الأهل لأنها مارست ثورة رمزية على التقاليد الشرقية، وماتت معزولة ولم يمش في جنازتها من آوتهم في بيتها ومن صادقوها خنوعا بعد أن أثبتت تميزها وتألقها الأدبي وهي التي كانت تتقن تسع لغات وعلى اطلاع واسع على التراث العربي والعالمي.. وفضلت الكاتبة المِصريّة مَلَك حنفي ناصف أو “باحثة البادية” الانتحار، لتحتج بالموت على السلطة الذكورية التي تحاول إقصاء المرأة من حقل الإنتاج الرمزي والصراع على أحقية المساهمة في متروبول الإنتاج الإبداعي والثقافي إلى جانب الرجل، إذ كانت المرأة الوحيدة في صالون مي زيادة الأدبي إلى جانب الكبار: طه حسين، أحمد شوقي، لطفي السيد، محمود العقاد، مصطفى الرافعي، خليل مطران، أنطوان الجميل، مصطفى عبد الرزاق وغيرهم… منذ عام 1912، كانت ابنة اللغوي المشهور حنفي ناصف، ذات جرأة عالية، تطاوعها اللغة وتنثال على لسانها وقلمها، وهو ما لم يقبله حراس الكتابة الإبداعية الذين سعوا إلى طرد مَلَك حنفي ناصف من المجال الإبداعي الموسوم بالفحولة، فعانقت الموت لتكتب سخطها واحتجاجها بجسدها بطريقة تراجيدية..
فيماوجدتالعديدمنالكاتباتالعربياتفيالهجرةمامنحهنهواءأكثرنقاءلمواصلة
الكتابةوالإبداع،وكنأكثرتحررامنزميلاتلهنظللنعلىامتدادهذهالرقعةالعربية
يقاومنالتقاليدوالأعرافوالإقصاءفيمجالالكتابةالإبداعيةخاصة،وبعضهنصمت
إلى الأبد.. دفاعا من الكاتب كوكاس عن “ديمقراطية الإبداع” دونالسقوطفيمزالق
النسوية، يقول صاحب “فتنة بذرة الجمال“: “تعكستجربةالمرأةالعربيةفيمجالالإبداع
طابعاتراجيديا،إذلميقبلحراسالمعبدالإبداعيللمبدعاتالعربياتبالتفوقوالخروج
عنالحقلالمسيجبالرموزوالقوانينوالأعرافوالذيقيدالمرأةوحصرهافيمجال
الأدوارالتقليديةكضامنلاستمرارالنسلوالتربيةوأشغالالمنزل،تبدوالنساءالمتألقاتفي
مجالإنتاجالرأسمالالرمزيفيوضعبروميثيوسسارقالشعلةالمضيئةالتيتحيلعلى
الوعي،المعرفة،الفنوالإبداععامة،إنهنأكثرمنتعرضنللظلموالألموالإقصاء،كان
لابدلهنمنضرائبباهظةلإثباتتفوقهنفيحقلالكتابةوالإبداع،المجالالذيسيّجته
السلطةالذكوريةبقوانينهاورسمتالمباحوالممنوعوالمتاحللمرأةفيحدوده،تكلفةمن
جنونومرضوموتوقتلرمزيوإسنادمواليدهنالإبداعيةلمبدعينذكورفيمايشبه
الطردالممنهجللمرأةمنحقلالكتابة،أيمنحقلإثباتالذاتوتحقيقالاستقلاليةوالتفرد
والثورةعلىالإقصاءوالتهميشوتكسيرالطابوهاتالمنتصبةفيطريقهنمثلألغامدائمة
الاشتغال حتى بعد انتهاء أزمنة الحرب” (ص10).
قراءة مخاتلة تلج النصوص من الشقوق المواربة
في قراءته لمجموعة من نصوص مبدعين عرب ومغاربة، ثمة ثابت أساسي وهو الولع بالعتبات، الانطلاق من سيمياء عناوين النصوص وأغلفتها وإهدائها كمدخل للنص الأدبي، ففي دراسته المعنونة ب“شعرية العتبات في ديوان سلطان لحروف” للشاعر العامي المغربي عبد الرحيم لقلع، يكتب عبد العزيز كوكاس: “يبدو الغلاف باعتباره عتبة للبيت الذي يشيده لنا “البنّاء” عبد الرحيم لقلع والذي يحمل عنوان “سلطان الحرف” في درب “الزجل“، مثل شمس تنتصب على صدر الصفحة الأولى، تليق بعرش جلوس “السلطان” المفرد بصيغة الجمع، كشمس “كتكوي، كتكدي، ولي كواه الحرف، ما يجيه ركاد ففراش، حيت الحرف منغاز، حيت الحرف هواس ف الراس دكان المهراز“.. ليس هناك غير الضوء وظله، في الانصهار الكيميائي الذي تعكسه لوحة المبدع التشكيلي شفيق الزوكاري.. البوتقة، الانصهار، الذوبان، حيث الحرف صهد، انحياز حارق، انتماء، لا فراغ في الغلاف، كامتداد أيقوني حيث تمتد لوحة الغلاف بكامل بهائها، العنوان المتسلطن، الكاتب المكتوي بلهب الحرف وخادمه المطيع، هوية النص المعلن عن انتمائه منذ البدء، قطرة الحليب الأولى من ثدي الأم، مجهول الهوية في حضرة السلطان العالم بتفاصيل مملكته وجغرافيتها السرية، بناسها وكائناتها.. لا غُفل هنا، فالشمس/ الضوء تعني من أحد وجوهما الكشف/ الحقيقة/ الضياء/ الوضوح“(ص23)..
غير أن ثمة مؤاخذة لي على الكاتب كوكاس ترسخ هذا البعد التداولي غير السليم بين أبناء الأمة العربية، في عدم نقل الشعر العامي إلى اللغة العربية الفصحى ليتسنى لغير المغاربة تذوق النص، صحيح أن عقدة اللسان وعطبه في العربية أكبر من الباحث والناقد كوكاس، ولكن في تقديري كان ينبغي تجاوزه لكي لا نحرم من متعة المتن الإبداعي الذي عالجه خاصة في ديوان الزجل “سلطان لحروف“.
من ذات الشقوق يلج الناقد الديوان الشعري لعائشة البصري المتعددة التي تمحو بدقة موانع وحواجز الأجناس الأدبية، يقول: “في عتبة الولوج، يطالعنا عنوان النص المشع مثل بلور متعدد الأضلاع، يعطي لكل الوجه الذي يريد، “أرق الملائكة” خبر لمبتدأ محذوف أو مبتدأ لخبر محذوف تقديره (هذا أرق الملائكة) ومضاف إليه، مع وجود توتر دلالي بين المسند والمسند إليه، فالأرق سارق النوم، حين يخاصم النعاس الجفون نقيض الراحة الجسدية والنفسية، والأرق مرتبط بالليل وله أسباب ارتبطت في الذاكرة الشعرية باللوعة… لكن أرق الشاعرة عائشة البصري يرج المعنى وينزاح بعيدا عن الذاكرة الثقافية والشعرية والدينية، كما يبدو في علاقة التوتر بين المسند والمسند إليه في عنوان الديوان، فحين تنام الملائكة يجتاح الأرق الشاعرة، إذ علينا استحضار البعد الاستعاري لجن الشعر وشياطين وادي عبقر، فالشعر غواية ولا تحلو نغماته وعذاباته إلا في سكون الليل، في الأرق المشتهى، حين تنادي القصيدة بشعاعها غير القابل للتأجيل“.
أو في ديوان “نديم الطير” لصديقنا المشترك مصطفى ادزيري، الذي يشتغل بابتهاج جلي على شعرية النص الصوفي، ودوما يتساءل هل هناك شعرية خارج الصوفية بالمعنى الكوني الذي يجعل الشعر رديف الروح والسمو الإنساني، ألم يقل جون كوكتو: “الشاعر أكبر كذاب يقول الحقيقة“، نقرأ في نص “فتنة بذرة الجمال“، قراءة ماتعة لعنوان وغلاف ديوان “نديم الطير“: “تعكس لوحة الغلاف المخاض الذي صاحب السديم الأول، هبة الفراغ، الأصل الأول للنشأة، ما بعد خراب الزلزال يبدأ البناء، التشكل، العمران.. يمتد التشكيل الكاليغرافي للفنان إبراهيم حمامي بتموجاته الساحرة على بياض الغلاف، تشكيل بالنيلة، بلون الغمام، الرمادي كرمز للغيوم، أصل الماء الذي “جعلنا منه كل شيء حي“، الرمادي كرمز للفناء، للطير الأسطوري الذي ينبعث من موته أرقى وأقوى، الشيبلغ الفارسي، العنقاء العربية، والفنيق اللاتيني.. في البدء كان الحرف، الكلمة، وكان الشعر، لذلك تتخذ التشكيلات الكاليغرافية من خلال تطويع الحرف لجسد الغلاف، شكل “طير“.. كما لو أن التشكيلي حمامي، ظل وفيا لأصول اسمه، ووضع عمق روحه في هذه التشكيلات التي تحتفي بالطير من خلال إعادة صهر الحروف، إلى جانب روح قصائد “نديم الطير“، حيث يعيد المبدع التشكيلي الحرف إلى أصوله الأولى ذات الطبيعة المادية.. جسدا وصورة، قبل أن يتعرض لعملية التجريد، لكنه بملمس خاص يتغيى الاشتغال على العلاقة الحميمة بين الحرف والجسد، ولعل هذا هو السر في اختيار حمامي مادتين أصيلتين: النيلة والصمغ، لتشكيلاته الكاليغرافية في صورة وخط ديوان “نديم الطير“..”
ختاما قصدت بهذا القراءة الاستعراضية مشاركة القراء بهجة الكتاب النقدي الصادر عن “منشورات النورس” لصاحبه الشاعر والروائي والناقد والإعلامي عبد العزيز كوكاس، الذي يكتب بلغة مبهرة، ويشتغل في صمت على نصوص متعددة من حيث البناء الأجناسي واللغة وأشكال التجريب التي تمتح منها وهو ما يعكس أفقا نقديا لدى كوكاس الذي يحاول أن يستعيد بقوة ما ضيّعته فيه دروب الصحافة من عشق لا يقاوم ولا يساوم للإبداع.