ثقافة وفن

عرض وقراءة في نقد البروفيسور فدوى عبد الرحمن علي طه لكتاب (محمود محمد طه والمثقفون)

وتعقيب مؤلف الكتاب الدكتور عبد الله الفكي البشير عليه (11-18)

بقلم بدر موسى

سأواصل في هذه الحلقة نشر تفاصيل السجل التاريخي الموثق لأوجه نشاط الحزب الجمهوري السياسي الكبير، والذي رصده عبد الله في تعقيبه على البروفيسور فدوى عبدالرحمن علي طه، حيث تابع عبدالله، فكتب، قائلاً:

91. في يوم 1 أكتوبر 1958 (مقال)ـ «دعوة جديدة تناهض الشيوعية»، بقلم جلال الدين الهادي الطيب، عضو الحزب الجمهوري، صحيفة أنباء السودان.

92. في يوم 4 أكتوبر 1958 (مقال)، «نظرات في السياسة الداخلية والخارجية: هيئة الأمم- ومسألة المجر أيضاً- الجزائر- نحن شعب بلا سياسة»، صحيفة أنباء السودان.

93. في يوم 18 أكتوبر 1958 (بيان)، «عضويتنا في الجامعة العربية»، صحيفة أنباء السودان.

94. في يوم 18 أكتوبر 1958 (مقال)، «مستقبل الثقافة العربية في السودان، المدلول الحديث للثقافة والوسائل إليها- مهداة إلى طلبة وأساتذة المعهد العلمي بامدرمان»، صحيفة أنباء السودان.

95. في يوم 18 أكتوبر 1958 (مقال)، «نظرات في السياسة الداخلية والخارجية: الشرق الأقصى- الجزائر- مؤتمر البجة- رأس الدولة»، صحيفة أنباء السودان.

96. في يوم 18 أكتوبر 1958 (مقال)، «في الميدان السياسي: إنكار مصر لعرضها يشكل سابقة خطيرة في تاريخ العلاقات الدولية»، أحمد إبراهيم، عضو الحزب الجمهوري، صحيفة أنباء السودان.

97. في يوم 18 أكتوبر 1958 (مقال)، «حول الخطوة التالية لعبد الناصر هي السودان»، بقلم عبداللطيف عمر، صحيفة أنباء السودان.

98. في يوم 18 أغسطس 1958 (خطاب)، «الحزب الجمهوري يرسل خطاباً لجمال عبدالناصر» (ثلاثة آلاف كلمة)، صحيفة أنباء السودان.

99. في يوم 25 أكتوبر 1958 (خبر)، «محمود محمد طه يعتقل في القاهرة»، صحيفة أنباء السودان.

100. في يوم 25 أكتوبر 1958 (مقال)، «الأزمة بين السودان ومصر: اتفاقية مياه النيل سنة 1929»، صحيفة أنباء السودان.

101. في يوم 25 أكتوبر 1958 (عمود صحفي)، «مشكلة اليوم [حديث مندوب تونس في الجامعة العربية عن تدخل مصر في شؤون الدول العربية وسيطرة مصر على الجامعة العربية- اعتراف الجامعة العربية بالعراق قبل السودان]»، صحيفة أنباء السودان.

102. في يوم 1 نوفمبر 1958 (بيان)، «ماذا يريد الحزب الجمهوري بالتطوير في التشريع الاسلامي؟»، صحيفة أنباء السودان.

103. في يوم 1 نوفمبر 1958 (بيان)، «بيانات الحزب الجمهوري على الموقف الداخلي[استقراء لطابع الحركة الوطنية]»، صحيفة أنباء السودان.

104. في يوم 1 نوفمبر 1958 (عمود صحفي)، «مشكلة اليوم: فضيحة عالمية»، محاور: قضية الكاتب الروسي بوريس باسترناكو إعلانه عن الاضطهاد الذي يلقاه المفكرون الذين يشذون عن القطيع- الحرية الفردية- الشيوعية- ومنح الأكاديمية السويدية جائزة نوبل لباسترناك عام 1958م، صحيفة أنباء السودان.

105. في يوم 29 نوفمبر 1958 (عمود صحفي)، «كلمة حق [حركة الجيش- المؤامرات الأجنبية- الكرامة القومية- كلمات الإطراء التي يتبرع بها المنافقون- الصحافة والصحفيون- الرأي العام]»، صحيفة أنباء السودان.

106. في يوم 6 ديسمبر 1958 (مقال)، «تعالوا إلى كلمة سواء: الحرية الفردية في [أعلى] مستوياتها»، صحيفة أنباء السودان.

107. في يوم 13 ديسمبر 1958 (مقال)، «السودان أولاً»، بقلم أحمد إبراهيم، عضو الحزب الجمهوري، صحيفة أنباء السودان.

108. في يوم 18 ديسمبر 1958 (مقال)، «تعالوا إلى كلمة سواء: الحرية والقيود»، صحيفة أنباء السودان.

109. في يوم 20 ديسمبر 1958 (مقال)، «تعالوا إلى كلمة سواء: خلافة الأرض»، صحيفة أنباء السودان.

110. في يوم 24 ديسمبر 1958 (خطاب)، «التعليم: خطاب إلى عميد معهد بخت الرضا الأستاذ عثمان محجوب»، ضمن: الكتاب الثاني من سلسلة رسائل ومقالات، ط1، أم درمان، ابريل 1973.

​​​​وختم عبدالله هذا التفصيل، قائلاً: هذا جردٌ مجمل لنشاط الحزب الجمهوري خلال الفترة ما بين 1952- 1958، مع الاختصار الشديد، واستبعادي للكثير من الأنشطة.

حاجتنا للمروءة الأكاديمية والتواضع الذهني

تضمنت القائمة أعلاه، جرداً مجملاً مختصراً لنشاط الحزب الجمهوري خلال 1952- 1958 من حيث الكم، فما بالك بالكيف والمحتوى؟

كتب عبد الله، قائلاً: في تقديري أن كل نشاط: بيان…إلخ، مما ورد أعلاه، يستحق أن يدرس لحاله، ذلك لأن الحزب الجمهوري كانت لديه رؤية مغايرة ومختلفة عن ما هو مطروح وسائد في الساحة السياسية، والمغاير دوماً أحق بالدراسة لأنه يسعف في الفهم أكثر من المتشابه، وعبر دراسة المغاير، يمكننا كذلك، أن نكتشف التباينات والمداخل لتفسير الوقائع والأحداث.

ثم تساءل عبدالله، قائلاً: فهل بعد كل هذا، يمكننا أن نقبل من مشرفة على أطروحة جامعية عنوانها: الحركة السياسية السودانية (1952- 1958)، دعك من الطالب/ الطالبة، أن تطلق حكماً، بأن الحزب الجمهوري لم يكن له دور في الحركة السياسية خلال الفترة الزمنية التي مثلت الاطار الزمني للأطروحة؟.. وهل نقبل بأن يكون ذلك الحكم، حتى ولو أتى من الدكتور القدَّال، أو أي أكاديمي آخر، هو المبرر لخلو الأطروحة المعنية من ذكر الحزب الجمهوري أو الأستاذ محمود؟ ل وهل نقبل من البروفيسور فدوى قولها: «ويكفي ما ذكره القدَّال أعلاه ليبرر خلو رسالة الباحثة شيرين إبراهيم النور تاريخ الحركة السياسية السودانية 1952 – 1958، رسالة ماجستير جامعة الخرطوم 2010، من ذكر للحزب الجمهوري في رسالتها»؟ وهل بعد كل هذه المعلومات والوقائع، يمكننا قبول ما كتبته المشرفة، قائلة: «ولا توجد مناسبة للإشارة للأستاذ محمود أو كتبه أو كتب تلاميذه في قائمة المصادر والمراجع»، عن أطروحة موضوعها وعنوانها: الحركة السياسية السودانية (1952- 1958)؟ لا ولا كرامة.. وهل من المقبول علمياً، أن نبرر عدم ذكر الحزب الجمهوري في الأطروحة، استناداً على قول أكاديمي آخر، حتى ولو كان مخالفاً للوقائع والأحداث الموثقة؟ وهل رأي أي أكاديمي كان، بأن الحزب الجمهوري لم يكن له نشاط في تلك الفترة، يمنعنا من التنقيب والبحث في الأرشيف؟ هل نجمد البحث عند رأي القدَّال؟ وإذا كانت القائمة أعلاه، تتضمن نشاط الحزب الجمهوري خلال الفترة 1952- 1958، المغيب في الأكاديميا السودانية والمعلن إنكاره، في أحدث مقال نقدي، بحكم أكاديمي، من غير علم، بعدم وجود النشاط أصلاً، ليبرر، الجهل بالنشاط، عدم ذكر الحزب في أطروحة موضوعها: تاريخ الحركة السياسية السودانية خلال الفترة 1952- 1958، فما بالك بحجم نشاط الحزب في الفترات الأخرى كماً وكيفاً؟ وبعد كل هذا، هل يمكننا قبول ما كتبته البروفيسور فدوى، قائلة: «لو أورد المؤلف ذلك الذي ذكره القدَّال  لنسف الهدف الذي رمى إليه وهو تضخيم دور الحزب الجمهوري السياسي»؟ فهل ضخم مؤلف كتاب: الأستاذ محمود والمثقفون، دور الحزب الجمهوري، أم قزمت الأكاديميا السودانية، ضخماً، ظل يقدم العلمي والنوعي؟ بيد أنه تقزيم إلى حين.. وهل إيرادي لما ذكره القدَّال ينسف الهدف الذي رميت إليه، كما أدعت البروفيسور فدوى، وهو تضخيم الحزب الجمهوري، أم أن ما أوردته الآن عن نشاط الحزب الجمهوري خلال الفترة 1952- 1958 ينسف ما ذكره القدَّال، وينسف ما ركنت إليه البروفيسور فدوى، وينسف ادعاءها، وينسف كذلك الصورة الذهنية للحزب الجمهوري التي رسخت في وعي ودوائر الأكاديميا السودانية، بتنميط موروث، ثم تسرب ذلك التنميط، بوعي أو بدون وعي، إلى الأجيال وإلى إنتاج الأكاديميا السودانية؟

فبعد اطلاعنا على كل هذا الرصد لأهم أنشطة ومواقف الحزب الجمهوري السياسية، يمكننا أن نرى بوضوح بأن الزعم بعدم وجود مناسبة لذكر الحزب الجمهوري في الأطروحة المعنية، وكما يقول عبدالله: (لم يكن بسبب غياب نشاط الحزب الجمهوري، وإنما بسبب عدم المامنا بذلك النشاط، نسبة لعدم انفتاحنا، بما يكفي، على الأرشيف السوداني في دار الوثائق القومية. ولو أننا انفتحنا على الأرشيف، دون الحاجة للسكن في دار الوثائق القومية، لوقفنا على نشاط ضخم ونوعي وعلمي قام به الحزب الجمهوري خلال الفترة ما بين 1952- )1958.

وختم عبدالله توضيحه المستفيض، وتعقيبه الشافي، بتوجيه دعوة صادقة إلى البروفيسور فدوى، التي تمثل سلطة أكاديمية، في مجال تاريخ السودان السياسي، بأن: (تراجع موقفها، وتراجع الحكم الذي أطلقته، بأن الحزب الجمهوري لم يكن له نشاط خلال الفترة ما بين 1952- )1958، بعد أن أثبت، بما لا يدع مجالًا للشك، بأن حقيقة الأمر على غير ما ذهبت إليه وغير ما حكمت به البروفيسور فدوى.

وكتب منبهًا لضرورة ملحة، ربما تكون أكثر أهمية، وهي أن لمعطيات وشواهد الواقع: (تلزمنا بضرورة ممارسة النقد الذاتي، وبضرورة التحلي بالتواضع الذهني. فإرث تنميط الصور والتهميش والتغييب وبتر المعارف، المتمكن في وعي وإنتاج الأكاديميا السودانية، تسرب إلى عقول الطلاب فانطلى عليهم، وعلى غمار الناس، حتى صدقه، للأسف الشديد، بعض أذكى الأذكياء من المثقفين والأكاديميين السودانيين. لهذا فإننا في حاجة ماسة لاستنهاض المروءة الأكاديمية لمزيد من البحث المتعمق والتنقيب والتمحيص والتقصي في إرشيف السودان، فهناك الكثير مما لم يكشف عنه، وما لدينا لا يكفي لأطلاق الأحكام. ويجب علينا كذلك الانتباه إلى ضرورة أن نستدعي المهمش والمكبوت والمقموع والمغيب حتى نفهم لننقذ أنفسنا والسودان والإنسان).

سأواصل في الحلقة القادمة..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق