
عاصم فقيري
برغم كل الاستهبال السياسي والمرواغة ومحاولات الالتفاف على مطالب الجماهير، الا ان الشارع حي والشارع صامد صامد والجماهير تواصل احتجاجاتها على كل اشكال الاستهبال السياسي الذي تمارسه قوى الردة وكأنما نستمع لكلمات الآية الكريمة (يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ).
الدجل والاتجار بالدين الذي تمارسه الفئة الضالة من الحركة الاسلامية واعوانها من مليشياتها العسكرية سواء كانت نظامية او مليشيات الخلاء واعقاب الحركات التي تدعي انها حركات مسلحة وهي أخسأ من ان تكون حركات بهلوانية مهرجة يتبعهم المصلحجية والمنتفعين الذين يعيشون في مستنقعات الازمات كالطفيليات تتغذى على دماء الشعب السوداني وتضحياته وهؤلاء كثر منهم الحزبيين وغير المحزبيين واخرون مزروعون في اوساط الصحفيين والمثقفين والاعلاميين وغيرهم من الفئات ومنهم المعاشيين من القوات النظامية والذين امتهنوا السياسة في موائد التطفل ودورهم هو العمل على اجهاض الثورات وكل هؤلاء وأولئك تربطهم مصالح ذاتية ليس لها صلة بمصالح الوطن وشعبه!
منذ سقوط رأس النظام كخطوة اولى في رحلة ثورة ديسمبر تجمعت كل الكائنات الطفيلية التي اشرنا اليها أعلاه لتقوم بالتجسير لانصاف الحلول فهي تخشى الحلول الجذرية والثورية لان طريق العدالة يمسها أيضا في مصالحها ويقطع عليها طريق التطفل لذلك تسعى بكل جهدها لتكون تحالفاتها الطفيلية في وجه الثورة التي نادت بشعارات الحرية والسلام والعدالة، فالعدالة هذه هي رأس الرمح المخيف الذي معه ترتعد اوصال كل الطفيلية والخونة الذين ادمنوا امتصاص قوتهم من دماء الشعب وموارد البلاد باسم الدين وباسم الطائفة والزعامات الزائفة التي صورت لهم وكأن السودان ملك وارث لهم فقط ولا يجب أن يكون هنالك تغيير يجعل من السودان دولة مواطنة تتساوى فيه الفرص كما تتساوى الواجبات بين مواطنيه دون تمييز!
بما ان الشارع قال كلمته ولم يتزحزح عنها، فكلمة الشارع هي الماضية ولو كره الكافرون!
كانوا يعتقدون ان الشارع سيتوقف مع مرور الزمن ولكنهم هم انفسهم الان يسابقون الزمن لكي يجدوا مخرجا من انقلابهم الميت منذ يومه الاول، وزير ماليتهم الهزيل الذي باع الشعب وغدر بالثوار وهو الذي اصلا لم يكن قلبه مع الثورة منذ اندلاعها كان يصفها بانها مجموعات من المهرجين الذين يريدون ان يرقصوا على نغمات الموسيقى ويستمتعون بالطعام والشراب على ساحة الاعتصام وبالرغم من ذلك كان هو نفسه المستفيد من تضحياتهم للوصول الى كرسي الوزارة الذي اتخذه موقعا للغدر بالثورة وشعاراتها ووقف ضد الثورة متحالفا مع الانقلابيين دون ان يدري انه لا يساوي شيئا ولا يستطيع ان يقود جمعية حي في الاطراف ناهيك عن وزارة مثل وزارة المالية تتطلب ان يكون على رأسها كفاءة تليق بتحديات المرحلة!
انهم في الحقيقية عاهات من البشر لا يصلحون لشيء ولن يفلحوا طالما قلوبهم مليئة بالحقد والكراهية ورؤسهم خاوية كأعجاز النخل!
ولهم نقول؛ الثورة مستمرة ولا تراجع ولا شراكة ولا استسلام!
عاشت قوى الثورة حية فاعلة .. والخزي والعار للانقلابيين الخونة!