سياسة

من هي الوجوه التي ستغيب عن المجلس النيابي اللبناني الجديد؟

ايلي جو باسيل (المدائن بوست – بيروت)

أصبح للبنان مجلس نيابي جديد، ومفاجئات عديدة افرزتها الانتخابات ومنها خسارة وجوه بارزة من المشهد السياسي اللبناني. فلهذه الوجوه سير ذاتية متعددة وانتماءات سياسية مختلفة وسبب واحد للخسارة. فمن هم اهم الخاسرين في الاستحقاق الانتخابي المنصرم:

• طلال أرسلان: هو وريث العرش عن والده، الأمير مجيد أرسلان، نائب عن قضاء عاليه منذ انتهاء الحرب الاهلية وهو رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني. خاض جميع الاستحقاقات منذ سنة ١٩٩٢ وربحها مع ترك المقعد الدرزي له من قبل وليد جنبلاط الذي أراد على الحفاظ على التنوع السياسي داخل البيت الدرزي الواحد. فجاءت موجة الثورة وأقفلت العديد من البيوتات السياسية في لبنان وأصيب المير طلال بالضربة عبر خرق النائب المستقل مارك ضو اللائحة التي يترأسها أرسلان ووضعه في خانة النواب السابقين. بذلك، خسر تحالف ٨ اذار الحليف الدرزي الذي كان يضمن الميثاقية المطلوبة.

• إدغار معلوف: هو نائب التيار الوطني الحر عن قضاء المتن في دورة ال٢٠١٨. تسلم المقعد عن عمه اللواء ادغار معلوف، الصديق الاوفى لرئيس الجمهورية ميشال عون. خاض التيار الوطني الحر معركة وجودية لإنقاذ هذا المقعد التاريخي الذي كان يتنافس عليه معلوف وملحم رياشي المدعوم من القوات اللبنانية، حيث ان طلب الحزب البرتقالي من مناصريه إعطاء جميع الأصوات التفضيلية لمعلوف حتى ولو أطاح ذلك بغيره من النواب على نفس اللائحة مثل إبراهيم كنعان والياس بو صعب مما جعل من لائحة التيار في المتن مسرحية طعن وتنافس ضمن الحزب الواحد. حصد معلوف ١٠.٠٠٠ صوت، اقل من الرياشي الذي حصل على ١٥.٠٠٠ صوت وضمن فوزه على حساب التيار الحاكم. سيغيب ادغار معلوف عن المجلس تاركا ورائه نواب خزبه غاضبون ومنقسمون بسبب الممارسات التي خلال الاستحقاق النيابي.

• ايلي الفرزلي: هو نائب رئيس المجلس النيابي لفترة طويلة، وهو معروف لقربه من سوريا الأسد ويصفه البعض ب «اخر ركام الوصاية السورية». خسر الفرزلي مقعده بعدما خرقته لائحة الثورة بمقعد، وعلى الرغم من ذلك، حاول كل شيء لتزوير النتائج عبر اختراع صندوق من دمشق وممارسة الضغط على القضاء لفرزه. هذا ما رفضته احدى القضاة مما أطاح بصاحب الصوت المرتفع في وجه الشعب وأدى الى خروج أحد اركان النظام اللبناني، مهندس التسويات والصفقات، من اللعبة البرلمانية. خبر خسارة الفرزلي كان سبب فرح العيدد من اللبنانيين المقيمين والمغتربين كونه معروف لطريقته الفوقية بالتعامل مع الأمور، وفضيحة لقاحات وباء كورونا كان نموذج عن ادائه.

• اسعد حردان: لم ترحم الموجة التغييرية الوجوه التقليدية في جميع المناطق: ففي الجنوب اللبناني، المعروف لانتمائه لحزب الله والسيطرة الكاملة من الأخير عليه، تمكنت قوى التغيير من هزم أحد النواب الأقل نشاطا في تاريخ لبنان الحديث وهو عضو الحزب السوري القومي الاجتماعي، اسعد حردان. خسارته على حساب ربح المرشح الياس جرادة كانت سقوط الحزب القومي السوري في الانتخابات وخروجه بقوة من المجلس النيابي، وهذا ما اعتبره البعض انجاز للثورة الوطنية ونكسة لحزب الله الذي يدعي تمثيل جميع اهل الجنوب اللبناني، عرين المقاومة ضد إسرائيل.

• هادي حبيش: كما في الجنوب، حصل في الشمال نوع من ذوبان ثلج الحريري مع خسارة هادي حبيش مقعده في عكار. فالأخير ترشح رغم قرار زعيم تيار المستقبل بالمقاطعة وكانت النتيجة خسارة النائب الذي دخل الى قصر العدل في بيروت مهددا القاضية غادة عون بطريقة تشبه المليشيا. كما خسر كل من زملائه الذين تخلو عن اللون الأزرق، مصطفى علوش وسامي فتفت.

• زياد اسود: ربما كانت أبرز الهزائم التي شهدناها في الانتخابات اللبنانية تجديد كافة نواب جزين المنتمين لقوى ٨ اذار. واهم الوجوه الخاسرة كانت النائب زياد اسود المعروف لمواقفه الاستفزازية تجاه خصومه وخصوصا ثوار ١٧ تشرين. ومع عدم حصول لائحته على حاصل انتخابي، خسر هو وسليم خوري، النائب الغائب عن المشهد السياسي كما خسر مرشح حركة امل، إبراهيم عازار وفاز نائبين من القوات اللبنانية ونائب من لائحة أسامة سعد. سيترك زياد اسود المشهد السياسي من قوة الضربة التغييرية وهو الذي دخل الى مجلس النواب عام ٢٠٠٩ للمرة الأولى. ويسجل غضب كبير من قبل حزبه عليه كونه سبب خسارتهم المعركة.

• اسطفان الدويهي: هو نائب زغرتا المنتمي لتيار المردة، والنائب الناطق باسم سليمان فرنجية خلال المناسبات والاجتماعات. مع رفض النواب طوني فرنجية وميشال معوض المناظرة مع مرشح الثورة ميشال الدويهي، استطاع الأخير الدخول الى المعترك السياسي في الدائرة الصعبة المعروفة الانتماء لعائلتا معوض وفرنجية، خالقا المفاجئة الأكبر في انتخابات ٢٠٢٢. يخرج اسطفان الدويهي من المجلس النيابي مع تراجع شعبية تياره الموالي لحزب الله في الدائرة التي تعتبر المكان الذي يصنع فيه رؤساء الجمهورية، مما يثير التساؤلات حول جدية طرح اسم سليمان فرنجية للرئاسة الأولى في تشرين الأول المقبل.

سقطت الوجوه القديمة المتهمة بالفساد والانبطاح للمشروع الإيراني، واعتبر العض ان لبنان خرج عن خط طهران، بغداد، دمشق وصنعاء مع الموجة التغييرية التي أرسلت ١٣ نائب تغييري الى ساحة النجمة. فمن المتوقع حدوث تغيير حقيقي وجذري بسبب تردي الأوضاع المعيشية وانتظار الشعب بارق

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق