سياسة

البرهان بني جداراً فاصلاً حول القيادة العامة … فكيف لمرعوب أن يحمي وطنا ومواطن؟!

حمد النيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي

هذا الجدار الطويل العالي الممتد لمئات الكيلومترات مخترقا أراضي ومزارع ومقابر الفلسطينيين في الضفة الغربية يجسد الرعب والقلق والتوتر الذي يعيشه الإسرائيليون رغم تفوقهم العسكري وتقدمهم العلمي ورغم وقوف امريكا معهم بلا حدود لدرجة أن طلبات الصهاينة لا تقبل التأجيل ولو فقدوا رصاصة واحدة يتم تعويضها علي الفور فما بالك بالسلاح الثقيل الذي يحصدون به الشعب الفلسطيني لدرجة الإبادة وبالأمس القريب اخرسوا صوت أيقونة الصحافة العربية شيرين أبو عاقلة التي لم تكن تمتشق حساما بل كان سلاحها الميكروفون والقلم وهذا السلاح بالتحديد أشد وقعا علي دويلة إسرائيل ويبث فيها الرعب كلما أطل فجر يوم جديد !!..

البرهان بني الجدار حول القيادة العامة ظنا منه أن الدشم الاسمنتية والكتل الصخرية والحاويات هي صمام الأمان من جحافل الشعب عندما يقول كلمته وتكون معاقل الظلم وجهته مع أن الشعب يزحف ناحية الهدف بكل سلمية ولا يحمل طبنجة ولا خنجر ولا قنابل ذرية ولا حتي عكاكيز وألعاب نارية !!

الشعب الفلسطيني البطل يضيق عليه كل يوم بالجدر التي تخنقه وتنقص عليه عيشه والعالم يتفرج والأخوة العرب بعضهم ماتت عنده النخوة فصاروا اقرب لليهود يشاركونهم الانخاب ويتوددون إليهم والعلاقة تزداد متانة والتطبيع صار مثل شرب الماء البارد النمير ومتوقع المزيد من أمة العرب الدخول في كازينوهات تل أبيب والجامعة العربية ازداد هزالها و (ابو الغيط) ينتظر منه أن يطفئ أنوارها ويقلق أبوابها ويقول للجميع تصبحون على خير !!…

وغزة الجريحة هذا السجن الكبير من غير سقف تمسك بمفاتيحه إسرائيل وللأسف تشارك مصر التي كانت قلب العروبة النابض في الجريمة وبكل برود تحرس البوابة من ناحيتها وتتحكم في الخروج والدخول بكل صرامة خدمة للمجرمين الذين هم أيضا من خلال البوابات التي نصبوها لخنق شعب غزة تحكموا في إدخال البضائع والمحروقات وكافة الضروريات وحتي الرواتب كانوا في كثير من الأحيان يماطلون في إيصالها لمستحقيها امعانا في الإذلال وتقليل الشأن لأبناء غزة الذين تنكر لهم حتي أشقائهم في الوطن العربي الكبير !!..

هذا البرهان الذي أطل علينا في اخر الزمان بدلا من أن يحصن الدولة بالعدل كما يفعل الحكام الصالحون فضل أن يناي بنفسه عن الشعب وأن يرميها في احضان نتنياهو والسيسي وابن زائد وابن سلمان واستحسن أن تكون له شراكة ذكية مع حميدتي وقد صار نائبه والدعم السريع تحول من مليشيا الي جيش نظامي له ثكنات وقيادات وأسلحة ثقيلة وطائرات وبه ارفع الرتب والرواتب والبدلات والعلاوات بين ظهرانيه مما يسيل له اللعاب والكل يريد الالتحاق بهذه القوات التي شبت عن الطوق وأصبح أفرادها يصدرون للخارج لخوض معارك وقضايا غيرهم والمهم حصيلة الصادر الدولارية التي جعلت للوردات الحرب مكانة مرموقة وسط المجتمع والطموح بات أن هذا اللورد لن يقبل بعد هذا الانفتاح العالمي. في دنيا الاقتصاد بأقل من منصب حاكم بأمره تخضع له الفرسان لانه لن يقود الأسطول غيره وعلي الذين ينتظرون انتخابات حرة نزيهة أن ينتظروا طويلا أو يشربوا من مياه البحر الأحمر إذا سمحت الامارات أو روسيا بذلك !!..

مثلما حطم الالمان حائط برلين وتوحدت الالمانيتان ومثلما اقتحم المصريون خط بارليف بخراطيم المياه العاتية لبحولوه الي بقايا حطام ليبدأ نصر اكتوبر الذي أعاد للأمة كرامتها … نرجو أن ينتصر الثوار في ٣٠ يونيو ويحطموا كافة الأسوار الاسمنتية والمعنوية وان نري نصرا مؤزرا ينساب عبر التاريخ للأبناء والأحفاد …

شدوا حيلكم يا ثوار والنصر معكم بأذن الله الواحد الأحد الفرد الصمد .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق