
الشعب السوداني العملاق
أزهري محمد بلول
((وينصرَكَ اللهُ نصراً عزيزاً.)) صدق الله العظيم.
((الشعب السوداني شعب عملاق يتصدره أقزام.)) الأستاذ محمود محمد طه
التحية للشهداء الأماجد، وللجرحى وللمفقودين، ولأمهاتهم، وأبآئهم، وأسرهم، وأصدقائهم، وجميع أفراد الشعب السوداني الصامد. التحية لهم وهم الذين جادوا بأرواحهم، ودمائهم الغالية، مهرا للحرية والتي يتوقون لتحقيقها وتحقيق شعارات الثورة: حرية سلام وعدالة، والثورة خيار الشعب.
التحية للشعب السوداني العملاق، مفجر الثورات السلمية. التحية له وهوقد فجر ثلاث ثورات سلمية، أطاحت بحكومات عسكرية، ثورة أكتوبر 1964م، وثورة أبريل 1985م، وثورة ديسمبر أبريل 2019م. التحية له وهو يسعى غداً ليسقط حكومة الانقلابيين والحركات المسلحة.
التحية للشعب السوداني العملاق وهو يتأهب، ليهب غداً في مظاهرات سلمية، ليعبر عن رفضه لمجزرة فض الاعتصام في 3 يونيو 2019م، والتي اغتصبت فيها الحرائر، وأزهقت فيها بطريقة وحشية، أرواح الأبرياء من الشباب والشابات، والذين كانوا يمارسون حقهم الدستوري في التجمع السلمي.
ولولا الخوف من المحاكمة بسبب جريمة فض الاعتصام لما قام قائد الانقلاب الفريق أول عبدالفتاح البرهان بانقلابه في 25 أكتوبر 2021م. ولم يقدم قائد الانقلاب البرهان على الانقلاب، إلا بعد أن فشل في تضرعه للمبعوث الأمريكي جفري فيلتمان لكيلا يحاكم هو ومن شارك معه في جريمة فض الاعتصام. وقد رد عليه المبعوث الأمريكي بأن الشعب السوداني هو من يقرر ذلك… وبعد كل هذا يقول قائد الانقلاب البرهان إن ما يهمه هو مصلحة السودان!!! ( يخادعون الله والذين آمنوا، وما يخدعون إلاّ أنفسهم وما يشعرون) صدق الله العظيم.
التحية للشعب السوداني ملهم الشعوب، وهو يعبر غداً عن رفضه لانقلاب 25 أكتوبر 2021م والذي ولد ميتاً، وصار جيفة، تزداد نتانة في كل يوم يمر عليها، ويقتات عليها الانقلابيون وقادة الحركات المسلحة وبعض المدنيين.
التحية للشعب السوداني المرعي دوماً من الله جل شأنه وعلا، وهو يزداد كل يوم تصميما لإسقاط هذه الانقلاب الغاشم، انقلاب لجنة المخلوع الأمنية، والحركات المسلحة، انقلاب من لا كفاءة لهم، ولاخلق ولاعقل ولاضمير، ولادين، ولامروءة، انقلاب الغشماء أصحاب القلوب المقطوعة بسبب الخوف من المحاكمة على جريمة فض الاعتصام، انقلاب أصحاب المطامع والتي تغيّب مصلحة الوطن، وتمطى صهوة المطامع الشخصية، والجهوية، والقبلية.
التحية للشعب السوداني، معلم الشعوب، وهو يسعي لإسقاط حكومة الانقلابيين الفاشلة، والتي تجد الدعم من عدو السودان الأول مصر، والتي ظلت تنهب ثروات السودان لأكثر من ثلاثين عاماً، من غير أن تورد ولا دولار واحد لبنك السودان، بل هي تعمل على تخريب اقتصاد السودان باستعمال عملة سودانية مزيفة. ليس ذلك فحسب بل أن مصر تحتل الأراضي السودانية في حلايب وشلاتين. التحية للشعب السوداني وهو يهب ليحرر أراضيه، و ليتحرر من هذا الاستغلال المصري البشع لموارد بلده.
التحية لشعب السودان الأبي والذي يرفض أن تشارك قوات مرتزقة باسمه في الحرب في اليمن مقابل دريهمات بخسة تدفعها السعودية ودولة الإمارات المتحدة.
إن قائد الانقلاب الفريق أول عبد الفتاح البرهان هو أدرى بأنه لن يستطيع الصمود أمام إرادة الشعب السوداني، لهزيمته وللإطاحة به. وهو كذلك يعلم تمام العلم، بأن تقتيل أبناء وبنات الشعب السوداني لن يخيفهم، وأن التهديدات لن تثنيهم عما يريدون تحقيقه، وهوالحكومة المدنية، والحرية، والسلام، والعدالة، والرخاء الاقتصادي، والعسكر للثكنات، والجنجويد ينحل.
لقد تأخرت كثيراً عن ركب الإنسانية والتمدين يا قائد الانقلاب، الفريق عبد الفتاح البرهان، يوم نقضك للعهود، يوم أن قمت بانقلابك الفاشل الواضح الفشل، كوضوح الشمس في رابعة النهار، وستذهب حتما شئت أم أبيت، فإن خوفك من المحاكمة بسبب جريمة فض الاعتصام، واتفاقياتك « تحت التربيزة» والتي كشفها شريكك في الانقلاب، أركو مناوي، لن تقف أمام مسيرات الشعب السوداني السلمية الهادرة، وثق تماما فإن الشعب السوداني لن يتأخر في تحقيق ما يصبو إليه.
لاتركن إلى ما قاله لك والدك إنك ستحكم السودان، فإن مدة حكمك للسودان قد أزفت بالزوال، فإن هذا الشعب العملاق مصمم على إزالتك، وشعاراته هي: لامشاركة، ولامساومة، ولاتفاوض.
لقد قلت إنك تحسب والدك من الصالحين، وإنه تنبأ بأنك ستحكم السودان. إن كان والدك صالحاً فأنت لست صالحاً، بل أنت طالح، فلقد استبحت حرمات الأنفس، ومردت على الكذب وتحري الكذب. قال تعالى في محكم تنزيله: ( ومن قتل نفساً بغير نفسٍ، أو فسادٍ في الأرض، فكأنما قتل الناس جميعاً) وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ( لأن تهدم الكعبة حجراً، حجراً، أهون عند الله من أن يراق دم امرئٍ مسلمٍ.)
ختاما، التحية للشعب السوداني العملاق، الكريم، الأبي، والذي يسعى جاهدا لتحقيق الحكم المدني. كما قال الأستاذ محمود إن الشعب السوداني ماضي لأمرو وما بتأخر. نصر الله جل شأنه وعلا الشعب السوداني الكريم العملاق، وهزم الانقلابيين وجحافل الهوس الديني وأّذلهم، إنه نعم المولى ونعم المجيب.