ثقافة وفن

تدشين كتاب معالم الخرطوم القديمة … تأليف أحمد علي شرف

محمًد هارون عمر

تكفّلت مجموعة شركات النفيدي بطباعة الكتاب. و دشنته في احتفال كبير بفندق السلام روتانا. المؤلف كان يعمل مع مجموعة النفيدي كإداري ناجح متميز. خلال أربعة عقود فتقاعد بعد مسيرة. حافلة من العطاء، فيعتبر الطباعة والتدشين بمثابة تكريم لرجل بذل جهدًا كبير في تطوير. شركات النفيدي. قُدمت لنا دعوة. كريمة فلبيناها؛ وكان حفلًا رائعًا راقيًا.. أستهل بالقرآن وكلمات الإحتفاء من زملاء المؤلف ومن ابنه ومن. الأستاذ امين النفيدي الذي قدًم. محاضرة. قيمة عن العمل الاقتصادي والثقافي الذي تدعمه مجموعته. أثنى على المؤلف وتفانيه في خدمة مجموعة شركات النفيدي.. أعجبني حديثة عن. مستقبل شركات النفيدي حيث قدّم الجيل الثالث من الملاك وأكّد على استمرار الشراكة. بشركاتها، علة السودان في تقديري تتمثل في عدم شيوع. ثقافة الشراكة فبمجرد وفاة المؤسس ينفرط عقد العمل، لتوزع الثروات على الورثة حيث قاصمة الظهر َوالانشطار والانكسار، هناك شركات في أوربا أسست منذ القرن الثامن عشر وما برحت تعمل. ويبدو أن شركات النفيدي استفادت من تجارب العالم الأوّل..

الكتاب. سياحة في معالم الخرطوم القديمة التي كانت تنحصر شمال خط السكة حديد. وتحادد نفق بري والمقرن. كانت في حجم قرية. الرجل عاش فيها طفولته. بذاكرة. قوية. فولاذية. فسجل ودوّن كل شاردة وورادة، فجاء الكتاب كتحفة و كلوحة تناولت الجانب الجغرافيُّ. والطبغرافيُّ والإجتماعيُّ والتاريخي.ُّوالثقافيُّ. قُدمت. دراستين نقديتين عن الكتاب قدّم الأولى الأستاذ عزالدين ميرغني والثانية. قدّمها الأستاذ محمد مصطفى الأمين. ..فأبدعا. وكانتا غوصًا عميقًا في بحر الكتاب الحافل بالدرر. كلتا الورقتين أثنت على الكاتب الذي قدّم تشريحًا و شرحًا لعوالم العاصمة. آنذاك. ككتاب. فريد من حيث المحتوى. و المضمون.

بقراءة للكتاب وجدتُ أن المؤلف يمتلك ذاكرة. حاسوبيّة. لقد ذكر سكان. العاصمة. فردًا فردًا مواقع المنازل وأفراد الأسرة ووظائفهم ووضعهم الإجتماعي. ذكر الشوام والخواجات والهنود والمصريين الساسة. والوجهاء والأدباء والفنانين ورجال المال والأعمال.  وصف مساكن الشعراء خليل فرح وحدباي والعمري والفنان. سرور. وحسن سليمان الهاوي.. وصف الحانات والأزقة.  حتى العاهرات ذكرهنّ بالاسم.. عزى تفشّى الدعارة لمساعدة المستعمر. لإفساد الناس.. ولكن هناك أسباب اجتماعية واقتصادية وربما ثقافية.. ورغم ذلك فإيراد الموبقات نوع من الشجاعة التي تحمد للكاتب. لم. ينس مساكن ثوار.ثورة ١٩٢٤م على عبداللطيف والماظ وثابت. وعلى البنا. عموما هذا النص يمثل مصدر معلومات. وافية. للباحثين. الاجتماعيين الذين يدرسون. علم الاجتماع في تلك الحقبة حيث أوضح الفوارق الطبقية وتباين الإثنيات والقوميات والديانات. يهود ومسيحيون وهندوس.  وأيضًا يفيد النص المؤرخين وعلماء السياسة. المؤلف أبدع بذكاء كتابي يستحق الثناء والإطراء.  ثمة سلبيات لابد من ذكرها. الكتاب مكتوب بلغة. جيدة لغة شاعرية سلسة. وجزلة وليست تقريرية، ولكنه لم يعرض الكتاب على مدقّق لغوي. ربما اعتمد على مرحلة الجمع، فمثلَا الفنان حسن سليمان الهاوي كُتب الهادي ثلاث مرات بدل الهاوي. توجد أخطلاء إملائية بغياب بعض الحروف وزيادة أخرى. همزات القطع والوصل لا وجود لها. ويمكن تدارك تلك الهنات في الطبعة الثانية.

في ختام الحفل. قلًد. آل النفيدي. درعًا للمحتفى به فيه كلمات الشكر. والعرفان وكان للجيل. الثالث هدية قيمة للكاتب. ثم. وُزع الكتاب للحضور الذين. ناهز عددهم المائة وربما أكثر من ذلك. هذه ظاهرة لا تتكرر إلاّ عند آل النفيدي ويا له من وفاء وإطراء! أكرم آل النفيدي الضيوف كرمًا سارت به. آل ركبان، كانوا كرماء كحاتم الطائي والنعيم ود. حمد.. أنفقوا في الضيافة. ما يحلق في أودية الأساطير كل ماطاب ولذّ.  أفرنقع الناس مسرورين مغتبطين معجبين بالمؤلف الأستاذ أحمد علي شرف وبمجموعة النفيدي الرائدة والرائعة رحم الله. مؤسسها الحاج. بشير النفيدي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق