
الشيخ الطيب الجد… معانا بتاع الصومال..!!
مرتضى الغالى
إعترف بأني قد تهاونت في إستيعاب مدى كارثية الشيخ الطيب الجد وجهله بالشأن العام…!
وقد وجد فيه الإنقلاب وفلول الإنقاذ (صيداً سهلاً) ليجعلوه على رأس مبادرة سياسية في أحلك مرحلة يمر بها السودان في تاريخه القديم والجديد..! فهل هان السودان حتى يرسم معالم فترته الإنتقاليه ومستقبله السياسي رجل مثل الشيخ الجد لا يكاد يعلم شيئاً عن أي (لاشيء)..!!
الحقيقة لم أدرك المدى المتسع لجهل هذا الرجل إلا بعد إستمعت إليه مؤخراً (وأنا أتحامل على نفسي) حقيقة لا مجازاً لأتابع سماع مقطع قصير من حديث له مع مندوب تلفزيون السودان.. (ويا لهوان تلفزيون السودان ومندوبيه)..!!
فأتسع أمام عيني المدى الذي لا يحده أفق للجهل الذي تقاسمه الشيخ معه محاوره المندوب الإنقاذي.. وهو شخص (أجارك الله) من الذين لفظتهم مهنية الإذاعة المرئيه بعد الثوره.. وعاد للتلفزيون بعد الإنقلاب في زفة الإخونجيه..!!
قال له المبعوث التلفزيوني الذي سافر على حساب مال الشعب إلى شرق النيل وفي حوزته أسئلة إخونجية (على المقاس)..! إلا أن الشيخ كان سادراً في عالم آخر.. خلاصته انه لا يعرف شيئاً لا عن مبادرته ولا عن السودان ولا عن أزمته الراهنة ولا عن الثورة ولا عن المقاومه ولا عن الأحزاب ولا عن الإنقلاب ولا عن الدنيا…!
وقد غابت عنه مجرد (الحصافة المعيارية) التي عادة ما يتحلي بها شيوخ التصوّف عندنا..حتى ممن تقصر هاماتهم عن قامة أواسط الشيوخ لا كبارهم.. فيملكون (بعض الحرفنه) التي تسعفهم في (الزوغان التكتيكي) من الإجابة على الأسئله التي تخرج عن محيط معرفتهم ومداركهم…!!
إنه لا يملك بل لا يقارب تلك الفطنة الشعبيه الشائعة في ريفنا الحبيب..! ولكن لا ندري كيف يركب شيخ مثل هذا على ظهر سجادة مرّ عليها قوم نجباء يرسلون الكلمة العابرة والعبارة الموجزة فتصبح مثلا سائراً يرويه الناس جيلاً بعد جيل…! خاصة وأن الشيخ الجد قد مكث على رأس هذه السجادة العامره (سنين عدداً).. ثم يقولون إنه من الخريجين الدارسين للقانون..وإنه كان من قضاة المحكمة العليا…فيا لله إذا كان ذلك حقاً وصدقاً..! ماذا حل بمناهج القانون وبقضائنا السوداني يا رب العُلا…؟!
لا بد أن ذلك من نتاج ثلاثينيه الإنقاذ الكالحه التي هبطت بالعوالي وإرتفعت بنقيضها… أي قانون وأي محكمة عليا..؟ ماذا جرى في الدنيا..!!
سأل مندوب الإخونجيه في التلفزيون الشيخ الجد عن (الحاضنه السياسيه) التي يتوقع لها أن تدعم رئيس الوزراء الجديد خلال الفترة الإنتقاليه.. (أنظر لهذا السؤال الإخونجي الإنقلابي الأمنجي المُغرض)..!
قال الشيخ:.كيف يا زول.. الجيش ما قاعد والبوليس قاعد والأمن قاعد… ثم إنحنى الشيخ ينظر إلى الأرض وكأنه أرسل الحكمة وفصل الخطاب؛ أو كأنه قد حل مشكلة إعتزال واصل بين عطاء مجلس الحسن البصري وأصول مذهبه الخمسه…!
لم يستدرك عليه المندوب الإخواني لأنه أدرك أن (مرساله خاب) وأن (مشواره طرشق) وأنه لن يرجع لمن أرسلوه إلا بالخيبه..! ثم قال المندوب التلفزيوني للشيخ: هل تؤيد مبادرتكم دول الترويكا والأمم المتحده والولايات المتحده والإتحاد الإفريقي ومنظمة إيقاد..رد الشيخ الجد: معانا السفير القطري… وبتاع الصومال واقف معانا ومعاهو بتاع وين وين… كتااار يازول.. كلهم واقفين معانا..!!
ألم أقل لكم إني إستهترت في بداية الأمر بمدى كارثية جهل هذا الرجل الذي زجّ به الإنقلاب والإخونجيه ولم يراعوا الله في جهله..؟!