ثقافة وفن

بداية ونهاية

نحو مهارات الكتابة (18)

الكاتب هو القارئ

إذا ما تناول القاص مطالعة العمل الأدبي من منظور(كاتب) وليس قارئ، فهو يرى التقنيات التي يستخدمها الكاتب لإنشاء تلك التجارب وبالتالي الكاتب القارئ يرى العمل الأدبي من خلال ما يتضمنه من حرفة البناء على مستوى التخطيط، سير السرد القصصي والتوصيف، الخ. بينما عندما تقرأ كقارئ عادي، فأنت لا تركز على كيفية التقنية التي تناولها الكاتب في صياغة القصة، فما يهم القارئ هو كيف تتعامل مع الشخصيات مع بعضها البعض من خلال أفعالهم ومشاعرهم وما ستفضي إليه الخاتمة. حيث الكاتب تنشط عينه النقدية لترى كيفية سير هذا العمل على غرار الطريقة التي يتعامل معها مع قراءة قصته.

بإمكان الكاتب القارئ أن يضيف لنفسه من تجربة القراءة من خلال منظور النقاط التالية :

أن يتواصل بمشاعره بما يقرأ، فالقراءة تجربة عاطفية أو يجب أن تكون عليه. القطعة الأدبية الجيدة ستعجل من الكاتب القارئ متفاعلاً معها. إذ سيغضب من الشخصيات، وسيحزن على اختياراتهم، وسيكون سعيدًا مع بعضها. ولكن ما الذي يثير بالضبط هذه الاستجابة العاطفية؟ إذا فكر في كيفية إنشاء المؤلف للقصة وتشكيل شخصياتها و كيف جعل المؤلف هذه الشخصيات ذات تأثير.

البحث عن مقابلات مع المؤلف بالإضافة إلى القراءة ككاتب، حيث يكسر المؤلف عملية كتابته ويتعمق في سبب اتخاذ خيارات معينة، من حيث اختياره لموضوع القصة وغايته، ويفصح عن أسباب اتخاذه لتقنيات كتابته وكيفية ربط أفكاره.

عند القراءة ككاتب بإمكانك طرح أسئلة أولية تعاين بها ما تقرأ:

1 الإعداد:

لماذا اختار المؤلف هذا الإعداد؟

هل يؤثر الإعداد على القصة؟ إذا كانت الإجابة بنعم، ما هي الطريقة؟

كيف تتفاعل الشخصيات مع المكان؟

هل يمكن أن يكون الإعداد مختلفًا عما عليه؟ إذا كانت الإجابة بنعم، فكيف سيؤثر ذلك على القصة ككل؟

2 الشخصيات:

هل طور المؤلف جميع الشخصيات الرئيسية في القصة؟

ما الذي يجعل الشخصيات قابلة للتواصل والتأثير؟

كيف تعكس الشخصيات موضوع (مواضيع) الرواية؟

كيف تتغير الشخصيات خلال القصة؟

هل أنت راضٍ عن الطريقة التي تتطور فيها أدوار الشخصيات أم أن هناك فرصًا لفعل المزيد؟

3 الحبكة وتطور الأحداث:

ما الذي يجعلك تهتم بما يحدث للشخصيات في هذه القصة؟

ما هي الصراعات (الداخلية والخارجية) التي تجعل الشخصيات تتصرف بالطريقة التي تتصرف بها؟

هل اختيارات الشخصيات تدفع القصة إلى الأمام بشكل طبيعي أم أن المؤلف يجبر الشخصيات على فعل شيء قد لا يكون طبيعياً بالنسبة لهم؟

كيف تساهم الحبكة في موضوع القصة؟

كيف يبني المؤلف الزخم نحو الذروة؟

كم من الوقت يعطي المؤلف بين الذروة والقرار؟

بإمكان القاص الحديث العهد بالكتابة أن يتناول ما يقرأ من خلال تدوين  الملاحظات التالية:

كيف انتقل المؤلف من مشهد إلى آخر؟

كيف تغيرت وتيرة من خلال القصة؟ هل تشعر أن السرعة تناسب اللحظة؟

هل لاحظت تدفق اللغة؟ هل تغيرت لتتناسب مع وتيرة المشهد أو نغمته أو مزاجه؟

ما رأيك في اختيار كلمة المؤلف؟ هل عززت تجربة القراءة ، وإذا كان الأمر كذلك ، فكيف؟

أي جزء من القصة شدك ولماذا؟

ما هي الشخصية التي انجذبت إليها ولماذا؟

ماذا اختار المؤلف أن يظهر في المشهد وماذا تتمنى أن تضيف إليه؟

كيف أثر ضمير الراوي (أنا-أنت، أنتم- هو، هم) على الطريقة التي عايشت بها القصة، وكيف أثرت هذه الاختيارات على سرد القصة بشكل عام؟

هل من الممكن أن يؤدي التحول في وجهة النظر إلى تحسين القصة؟ إذا كان الأمر كذلك ، فكيف؟

هل تناول الكاتب (المونولوغ الحوار الذاتي أو المناجاة) بطريقةٍ شيقة؟

ما هو أسلوب السرد لدى الكاتب من حيث التناغم، الموسيقى، اللغة التصويرية؟

ما الذي يعجبك في هذه القصة؟

ماذا فعل المؤلف بشكل جيد؟

ما الذي لم يتم بشكل جيد؟

ما هي النبرة والمزاج اللذان يستخدمهما الكاتب طوال القصة وكيف يؤثر ذلك على تجربة القراءة لديك؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق