
القصير مدينة التاريخ
أ. د. محمد أبو الفضل بدران
اتجهت شرقًا لمدينة القُصَيْر العريقة فلها مكانة عزيزة في نفسى فالقصير مدينة لها تاريخ مشرف منذ العصر القديم تتمتع بطيبة أهلها وسماحتهم وجمال بحرها واتساع صحرائها ومدنيَّتها المغلفة بأخلاق القرية وتستبشر خيرًا بالمشروع القومي «المثلث الذهبي» الذى سينقل القصير نقلة كبيرة وآمل أن تتحول القصير إلى محافظة تحوى مرسى علم وحلايب وشلاتين وأبو رماد وبرنيس وما جاورها وحبذا لو أنشأنا بها جامعة متقدمة حتى تجذب أبناء مصر ليتعلموا بها ويتعرفوا على جزء عزيز من تراب مصر، وقد عانت القصير وما تزال تعانى من قلة المياه التي لا تصل إليهم إلا يوما واحدا كل ثمانية أيام وعليهم تخزينها بقية الأسبوع في خزانات مما يجعلها عرضة للتلوث ولعل «حُمى الضنك» لا تعود للقصير مرة أخرى وقد كان تلوث الماء بالقصير سببا رئيسا لهذه الحمى القاتلة فهل نجد في تخطيط المثلث الذهبي خط مواسير مياه من قِفط إلى القصير حتى لا ينتظروا أسبوعا كاملا لتصل إليهم المياه عن طريق خط مواسير (قنا / سفاجا ) مع العلم أن هذا الخط أنشأه مثقف كبير وبرلماني قدير من القصير تنتمى جذوره لعائلة عريقة بقفط وهو النائب العالم الراحل كمال الدين حسين عبدالرحيم (همام) الذى كان نِعم البرلماني الرائد الذى عمل من أجل البحر الأحمر ومصر عامة. وأتمنى من السيد محافظ البحر الأحمر إعادة طباعة كتبه فهي كنوز معرفية عن تاريخ القصير والبحر الأحمر وبونابرت والقصير والمعارك الرئيسية في جنوب الصعيد، وغير ذلك من الكتب الكنوز والمخطوطات الموجودة لدى شقيقه الأستاذ عبد الرحيم ولدى قريبه المثقف الكبير الأستاذ محمد عبده حمدان ابن القصير وحافظ تاريخها.
هل نرى تجديد طريق قِفط القصير وازدواجه وسفلتته وإنارته بالطاقة الشمسية؟ هل نرى عودة مناجم الفوسفات بدلا من تصدير ثرواتنا المعدنية بمبالغ زهيدة للخارج وإعادة استيراد ما بها من كنوز بملايين الدولارات؟ وهذا ما نبه إليه الصديق الجيولوجي الراحل محمد الجارد رحمه الله.
هل تعود القصير إلى مجدها الناصع لاسيما أن بها شبابًا يتطلع إلى التعليم وإلى خدمة بلده بكل انتماء ومحبة، وقد لمست هذا الحماس لدى شبابها الذي له مطالب آمل من اللواء محافظ البحر الأحمر أن يلبيها وأن يشاهد عدم اكتمال الصرف الصحي رغم البدء في إنشائه قبل عشرة أعوام وحتى يرى معاناة أهلها في المياه وعدم إيصال الغاز لديهم، فمصر لا تبخل على أبنائها الذين ضحى أجدادهم بأرواحهم فداء مصر.
خاتمة الكلام
قال المتنبي:
إِذا اعتادَ الفَتى خَوضَ المَنايا
فَأَهوَنُ ما يَمُرُّ بِهِ الوُحولُ