سياسة

جيش الإسلاميين مُهَدِد لاستقرار السُودان

نضال عبد الوهاب

في مقابلة له مع قناة الجزيرة الفضائية قبل أيام تحدث أمين حسن عمر أحد قيادات المؤتمر الوطني «المحلول» بأن الجيش السُوداني ذو توجه «إسلامي» وأن هذا التوجه بدأ منذ عهد النميري في مايو، ومن المؤكد أن ما تمّ داخل مؤسسة الجيش في فترة حكمهم التي امتدت لمدة ثلاثون عاماً أكملت وبنجاح تام تحويل ما يُسمي بقوات الشعب المُسلحة لكتيبة «كيزانية» تابعة لتنظيم الإخوان المُسلمين والحركة الإسلامية السُودانية وتنظيم المؤتمر الوطني، وهذا أمر وبخلاف حديث أمين حسن عمر والذي سبق أن صرح بأن قائد الجيش نفسه ينتمي للمؤتمر الوطني والحركة الإسلامية، فإن الواقع يقول بهذا من خلال جميع مأتم منذ اندلاع الثورة من وقوف الجيش ضد الثورة وإصراره علي الانقلاب عليها وما قبل ذلك ومنذ فض اعتصام القيادة العامة الذي شاركت فيه قيادات الجيش ونذكر العبارة الشهيرة «وحدث ما حدث» للفريق الكباشي وكذلك اعترافات ياسر العطا، ثم انقلاب هاشم عبدالمطلب رئيس هيئة الأركان واعترافه بانتمائه للحركة الإسلامية و وجوده تحت قيادة نافع والزبير احمد الحسن وكرتي، ويصدق حديث أمين حسن عمر تحول الجيش للمدافعة عن عقيدة الكيزان وتوجهاتهم «العقائدية» منذ حرب الجنوب مروراً بحروبهم المصنوعة في دارفور والنيل الأزرق وجنوب كردفان وجبال النوبة والشرق، وتنفيذه لأجندة الأجهزة الأمنية الكيزانية بعدم تدخله لحماية المدنيين والأبرياء في كافة الصراعات القبلية المُفتعلة لتخريب الفترة الانتقالية وفرض الانقلاب، ويصدقه أيضاً أن منبره الإعلامي المُتمثل في صحيفة القوات المُسلحة والتي عند تصفحك لها وقراءتها يُخيل إليك أنك تقرأ في صحيفة «الراية» لسان حال الجبهة الإسلامية القومية سابقاً أو «الرائد» صحيفة المؤتمر الوطني مما يُنشر ويُكتب فيها من مواد وأقلام «كيزانية» تتحدث باسم الحركة الإسلامية وعقيدة أهل الإسلام السياسي، ويصدق حديث أمين حسن عمر أيضاً الرفض الكبير من قيادة الجيش نفسه و كبار ضباطه  لأي حديث عن إصلاح الجيش وإعادة هيكلته وتوحيده مع بقية الجيوش سواء عبر ترتيبات أمنية أو عمليات التسريح والإحلال والدمج المعروفة، بل وتعدي الأمر إلي التهديد وجعل المساس بالجيش وأمر إصلاحه خط أحمر .

واقع كهذا يفرض علينا مواصلة الجهر وتعلية الصوت بأن هذا الجيش وبتركيبته الحالية وقوامه وعقيدته لا يمثل شعبنا ولا يصلح أن يكون جيشاً قومياً وهو الذي صُمم لقتل وإبادة الشعب السُوداني والبطش به لصالح الحركة الإسلامية وتنظيم المؤتمر الوطني والإخوان المُسلمين، وأن استمراره بذات القيادة والتركيبة والعقيدة العسكرية فيه تهديد لأمن الوطن واستقرار البلاد لعدم حياديته أو انحيازه لرغبة الشعب السُوداني وثورته وتنحيه عن السُلطة تماماً و الابتعاد عن الشأن السياسي والقبول بإصلاحه والقبول كذلك بمساواة منسوبيه مع جميع مواطني الشعب دونما أي تمييز أو حصانات واطلاعه فقط بمهامه وفق الدستور في حماية أمن وحدود البلاد والدفاع عنها واسترجاع المُحتل من أرضنا في الحدود مع اثيوبيا ومصر وتحريرها تحريراً تاماً «الفشقة الكبري والصغرى وحلايب وشلاتين» .

وليس التغافل عن أراضينا المُحتلة ومواصلة قتل اليافعين من بنات وأبناء شعبنا والفُرجة على قتل السودانيين في النيل الأزرق ودارفور وجنوب كُردفان وتهجير المواطنين عمداً كما حدث لأهلنا في تلك المناطق وآخرها في لقاوة الباسلة من قبل المليشيات والجنويد .

أما حديث البرهان الذي يُكذبه الواقع ومطالبته للمؤتمر الوطني والحركة الإسلامية برفع يدها عن الجيش وعدم استخدامه كلافتة لها فهو حديث سخر منه الإسلاميون ورموز المؤتمر الوطني نفسه وآخرهم أمين حسن عُمر والمعتوه «المخبول» أنس عُمر الذي ظلّ يُهدد ويتوعد شعبنا وثورته مثله مثل الداعشي الآخر «المّوتور» محمد حامد الجزولي، ويُكذب حديث الانقلابي البرهان كذلك واقع اتفاق أجندته مع الإسلاميين واستعانته بهم ما بعد الانقلاب ودعم مسيراتهم وتحركاتهم وبالمقابل البطش والقتل والدهس والقمع لمواكب الثوار والشباب ولجان المقاومة .

علي المجتمع الدولي الذي يُحاول فرض «تسوية» وحل سياسي لن تأتي بأي تغيير الاعتراف بأن الجيش الحالي وقيادته تتبع للحركة الإسلامية والإخوان المُسلمين وتنفذ أجندتهم ولن يُساهم هذا الجيش بتركيبته وقوامه الحالي أو قيادته في استقرار للسودان أو المنطقة، وأنه يُنفذ كذلك أجندة ومصالح قوي الثورة المُضادة وليست مصالح شعبنا.

إذا لم ينصلح حال الجيش فلن ينصلح حال الوطن.

إصلاح الجيش وإعادة هيكلته وتوحيده مطلب ثوري لا نكوص عنه من أجل استقرار وحاضر و مُستقبل السودان أولاً ثم من أجل استقرار الإقليم والسلم العالمي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق