آراء

ضفاف

ويظل الوطن أسيرا ويستمر الشعب في ثورته!

عاصم فقيري

يمارس الشعب السوداني مهام الثورة دون كلل او ملل بالرغم من كل الصعوبات التي تواجهه، ممن يواجه الصعوبات؟ يواجه الصعوبات من العسكر والمليشيات والحركات وكان يأمل ان تقف معه احزابه الوطنية صفا واحدا ضد كل محاولات العسكر والمليشيات، لكن للاسف معظم هذه الاحزاب السياسية السودانية اصبحت بعيدة عن جماهير الشعب وتمارس نفس عاداتها القديمة في الخنوع للعسكر وهذا فقط من اجل الوصول للسلطة ضاربة بآمال وطموحات وشعارات الثورة عرض الحائط فهي في الغالب احزاب لا تعترف بدور الشارع والحراك الجماهيري بل تعترف فقط بالقوة المسلحة أيا كانت، لذلك نجدها دائما تهرع خلف من يحمل السلاح رغم انها هي نفسها حملت السلاح في كثير من المنعطفات ولم تنجح مساعيها في الوصول إلى سدة الحكم عبر سلاحها ومعارضاتها المسلحة، بل كانت دائما قصيرة النفس سواء في المقاومة المسلحة او المقاومة المدنية، وكان الأحرى بها ان تكون هي الطليع الرائد للجماهير ولثورة الشارع السوداني ولكن للاسف انها في كل جولة تثبت انها لا تمثل الجماهير! كيف تريد أن تحكم اذا، بالتأكيد انها لن تحكم بالديمقراطية طالما انها تتحالف مع من يقفون ضد الحكم المدني والديمقراطية، فهل هذه الاحزاب منتبهة لما تفعله ام انها فقط تريد أن تكون جزءا من الامر الواقع حتى وان كانت أداة لحرق الثورة، يبقى السؤال الاهم، هل ستظل تسمي  نفسه احزاب سياسية مدنية ام انها سوف تتحول الى مليشيات وبدلا عن دمج المليشيات في المجتمع المدني سوف تندمج هي كاحزاب في المليشيات وبالتالي بدلا من الانتقال المدني الديمقراطي ستعمل على الانتقال الى دولة مليشيات مسلحة وعندها لا يمكن ان تعود مرة أخرى لخانة حزب سياسي وكذلك ستتغير كل الخريطة السياسية في السودان جذريا، هذا أن لم تنهار الدولة تماما وهي بالفعل على اخر عتبات الانهيار!

السودان يمر بمرحلة هي فريدة من نوعها على مر التاريخ بالرغم من الازمات الكثيرة التي مر بها السودان منذ الاستقلال، لكن الازمة الحالية ليس لها مثيل ولا شبيه في تاريخ السودان، حتى أنني أعتقد أن كانت هناك ما زالت دول تمارس الاستعمار القديم لكان السودان الان مستعمرا، ولكن هذا ليس ببعيد أن يتم بيع السودان بالفعل باي شكل من اشكال البيع الذي يجعل من السودان مستعمرا وان لم يطلق عليه اسم مستعمرة، لكن ما يبدو الان ليس له تفسير الا ان نقول السودان معروض للبيع فالقوى المسيطرة سواء عسكرية او حركات او مليشيات بانواعها المختلفة وتحالفات الاحزاب تشي بان هذا هو الطريق الذي ارتضته للسودان!

يظل حراك الجماهير في ثورته المستعرة هو صمام الأمان الوحيد والطريق الوحيد لتحجيم هذه المرحلة وهذا الوضع المأساوي، يجب أن ننتبه جميعا انه لا يوجد الان أي طريق ثالث، فقط هي الثورة رغم كل الصعوبات، او ان نقول على السودان السلام!

الا هل بلغت، اللهم فأشهد!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق