سياسة

اذهبوا للقصّر مع الكيزان والقتلة واتركوا لنا الشُوارع …!

نضال عبد الوهاب

أعلنت مجموعة الحرية والتغيير وفي بيان وتصريح رسمي توقيعها للاتفاق الإطاري يوم الإثنين القادم ٥ ديسمبر في طريق التسوية النهائية مع مجموعة الانقلابيين والقتلة ومن معهم من كيزان وفلول…

ابتداء لن نخّون أحداً في مجموعة الحرية والتغيير ومن معهم من قوي ديمُقراطية وداعمّين للتسوية فهذه هي تقديراتهم السياسية ومواقفهم التي قطعاً هم وحدهم من يتحملون نتيجتها ومآلات اختيارهم..

فلا أحد من شعبنا فوّضهم ليتفاوضوا باسمه، فهم يمثلون أنفسهم تماماً…

الشارع في كل مواكبه التي أعقبت بدء وإعلان ما يُسمي بالتسوية وحتى ما قبلها ومنذ الانقلاب في ٢٥ أُكتوبر ٢٠٢١ ظلّ يرفض أي تفاوض مع العسكر والانقلابيين وكان يزداد رفضه مع كُل شهيد يرتقي أو جريح ومُصاب بأيدي القتلة ومع كل بطش وترويع ضد المُتظاهرين السِلميين..

رفض التسوية كان واضحاً في ٣٠ أُكتوبر الأخير وقبلها في ٢٥ منه…

و أكد شعبنا وفي كُل مُدن السُودان وقُراه علي هذا الرفض برغم الظروف المعيشية والاقتصادية القاسية ، وبكل تقاعس وتآمُر الانقلابيين ومؤسسات الأجهزة الأمنية والشُرطية الانقلابية عن أداء دورها في حمايته وأمنه ، فشهدنا الانفلاتات الأمنية المصنوعة والصراعات القبلية المصنوعة والقتل المجاني في دارفور و جنوب و غرب كردفان وفي لقاوة و في النيل الأزرق وغيرها من مناطق السُودان ، وكل ذلك وبدعم من قوي الثورة المُضادة للقتلة من أجل مُساومة العسكر لشعبنا للتخلي عن رغبته وطموحه المشروع في التغيير  نحو الحرية والعدالة والديمُقراطية والسلام العادِل والإصلاح الأمني والعسكري والعدلي وإزالة تمكين الكيزان والمنظومة العسكرية والأمنية ومُحاسبة كل من أجرم في حق شعبنا والاقتصاص من قتلة الشُهداء وإنصاف أُسر الضحايا…

اختارت مجموعة الحرية والتغيير رغم وقوف شعبنا وبوضوح ضد هذا الاتفاق وضد التسوية مع القتلة، اختارت السيّر في ذات الاتجاه.. ولم تستمع لكل محاولاتنا في انتقاد الخطوة خاصة وبعد إصرار العساكر علي الاستمرار بذات المكون الانقلابي البرهان وحميدتي ومجموعتهم ، وخاصة بعد إرفاقهم وإشراكهم لمن قامت الثورة ضدهم والموافقة علي دخول المؤتمر الشعبي والاتحادي الأصل وأنصار السُنة والذين يمكن تسميتهم بفرع الكيزان السلفي ، وكما قال الشهيد كشة «نحن عملنا ثورة ضد العساكر يقوم يجينا حميدتي نائب رئيس» ولم يعيش كشة ليشهد وضع التسوية الحالي وإلا كان أردفها بقول « نحن عملنا ثورة ضد الكيزان وحلفائهم» يقوموا يجيبوا لينا المؤتمر الشعبي والاتحادي الأصل وأنصار السُنة والفلول»…

وبعد هذا كله يخرج قادة مجموعة الحرية والتغيير ليُروجوا لشعبنا أن الاتفاق به ٨٥% من مطالب شعبنا والثورة وأن ال ١٥% المتبقية هي فشلهم في إزاحة البرهان وحميدتي ومحاسبتهم ، في حين أن وجود هؤلاء تحديداً مع تحصينهم يعني التوقف عند مرحلة ٢٤ أكتوبر ولكن بإخراج جديد «تغيير اسم المُنتج مع الإبقاء عليه»… مع التذكير بإنه وحتي ذلك التاريخ ظلّ التحقيق في جريمة فض الاعتصام مُستمراً ومفتوحاً من لجنة أدمنت التستر والنفاق والكذب البواح ، ومع التذكير أن القتلة عندما لم يتم تقديمهم لأي مُحاكمة عادلة واصلوا في نهجهم بعد انقلابهم علي الفترة الانتقالية ويمكن لهم المواصلة مُجدداً متي ما أحسوا بأن الأمور في اتجاههم … فهم يعلمون بأن شعبنا ضدهم لذلك لن يقابلوا استمرار ثورته بالورود ولن تمنعهم وساطة الآلية الثلاثية والرباعية ورقابتها ، فكل هذا القتل والقمع كان في وجودهم…

كل الذي يهمهم هو إضفاء شرعية لانقلابهم مع احتفاظهم بكامل سُلطتهم وتسهيل فسادهم وسرقة شعبنا وثرواته لصالح سادتهم من قوي الثورة المُضادة…

لم تفلح مجموعة الحرية والتغيير بتركيبتها الحالية عندما كانت في تحالف أقوي وله تفويض من الشعب وسقطت أمام امتحان مُصارعة العسكر والكيزان برغم وقوف شعبنا من خلفهم آآ الآن يُريدون تحقيق نجاحهم في التقَوّي بالكيزان ومرفوضي الشعب ودون سند الشعب نفسه أو تفويضه؟؟

تقف كل تنسيقيات المقاومة ضد التسوية لأنها رفعت شعارات عدم التفاوض والمساومة ومُنذ البدء خاصة حول دماء وأرواح الشهداء ومبادئ الثورة، والآن وقد تبيّن لها ووضح جليّاً أن مجموعة الحرية والتغيير لم تكتفي بتمرير مبدأ الإفلات من المُحاسبة والعقاب وأن ذات القتلة سيكونون على رأس السُلطة شراكةً بمُسماً جديد، لا وبل عودة شرعية للكيزان وحلفاؤهم، فهل بعد هذا كله تتوقع مجموعة الحرية والتغيير أن هذا سيجد القبول والتأييد من شعبنا؟؟ ولجان المقاومة وكل قواه الحيّة والثورية والديمُقراطية تقف ضد التسوية وعودة القتلة والكيزان وحلفاؤهم…

كُل القوي التي تُريد التغيير الحقيقي ستكون في مواقعها في المقاومة ورفض هذا الاتفاق وما ينتج عنه من سُلطة ، وهي لدينا امتداد للانقلاب الحالي فقط بإضافة وجوه أخري ليست قطعاً كلها جديدة علي السُلطة من المدنيين… 

و ختاماً نقول لمجموعة الحرية والتغيير ومن معهم من داعمي التسوية «اذهبوا للقصر مع الكيزان والقتلة واتركوا لنا الشوارع»

فالمقاومة والثورة مُستمرة…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق