ثقافة وفن

ألوان الطيف الإبداعي تاور والعباس فنانان

محمًد هارون عمر

انفضّ سامر اللجنة التنفيذية لجمعية الروائيين السودانيين في كافتيريا مول عفراء وكان الغرض من الاجتماع، تكريم الروائي المغترب بالإمارات أسامه رقيعة بمناسبة عودته للوطن. بعد غياب. والاحتفاء بمرور عامين على صدور صحيفة جرس. بعد عصف ذهني حماسي ختمنا اجتماعنا المكلل بالنجاح، وهممنا بالمغادرة لهامش العاصمة. وقُبيل الوداع، طلب مني الأستاذ العباس على يحيى أن أذهب معه لصالة. دريم لحضور حفل زواج شقيق زوجة الفنان محمود تاور.. تنصلتُ اعتذرتُ ولكن هيهات أخيرًا استسلمت لدعوة. زعيمنا الذي يعلم تعلقي بالصحافة. وبتاريخ فن الغناء لست باحثَا لكني هاويً لسبر غور ولعجم عود تاريخ الغناء في السودان. ولي فيه مساهمات. امتطينا سيارته ماركة. برادو. آخر موديل وهي فارهة مطهمة.. تحرك دكتور فائز وقنديل وعرفة وأمينة وتركوني مع الزعيم لكي نري ما سيجري في دريم من إبداع. وبمجرد أن استشرفنا الصالة الرائعة استقبلنا الفنان الكبير محمود تاور هو رجل جميل وديع ودود بشوش. يتمتع بشفافية وجمال روح لا تجده إلا عند المبدعين المتواضعين. جلس معنا على المنضدة ومن. هاتف العباس انبعث فيديو، صدح كموسيقى تصويري أثناء الحوار لأشهر أغانيه مصابك سميرك. كلمات اللواء حمدون.. معظم الوقت سامرنا فيه، غنى أغنيتين فقط، ثم عاد ليجلس معنا.. انتهزت الفرصة ودلفت نحو تاريخه الفني.. في حوار لطيف خفيف. وكان ملخص ما قاله. (انا جايلت عثمان الأطرش رغم فارق السن. وأيضا مصطفى سيد أحمد. عبد المنعم الخالدي يوسف الموصلي والأمين عبد الغفار. فزنا في مهرجان الثقافة الثالث. في عهد النميري الذي أتاح فرصة للمبدعين. ليظهروا في المنابر من ثم الانطلاق كان ترتيبي الثاني.. غضبت من أحد أعضاء اللجنة الذي منحني صفرًا في تخصصه. ورغم ذلك كنت الثاني من عشرات الأصوات. عبدالمنعم. الخالدي صاحب صوت ساحر. كنت أخشى منافسته) شق تاور طريقه وسط الجلاميد وحفر بالإبرة، حتى سطع وتلالا نجمه حيث أثرى مكتبة الغناء بعشرات الاغاني الرائعة مثل (يمه الشوق) التي تداعب وجدان الأمهات والأبناء.. والآن في طريقه للقمم الفنية لما يمتلكه من قدرات فنية رائعة. هو صاحب صوت متميز عذب تاور. كخضر بشير يظهر غناؤه على ملامح وجهه الطلق بتعابير عميقه فيها احساس كبير بجمال النص الذي يسري في وجدانه نغمًا ناعمًا شجيَا رخيمًا، يغني من الأعماق. كردفان هي محضنه الثقافي الذي نهل من معينه الشهديّ الكوثريّ.. هي ملهمة. ور ائعة. بيئة عبد القادر سالم عبدالرحمن عبدالله، إبراهيم موسى، عبدالله الكردفاني، زينب خليفة أم.بلينا السنوسي وعبدالعزيز العميري ولا ننسى الشاعر محمد عوض الكريم القرشي(الذكريات) ومحمد المكي إبراهيم وعشرات الأسماء(جيلي أنا) ..

حقيقة. كانت أمسية جميلة عرفت أن المطرب الشاب الذي أطرب و أبدع. هو محمد بشير (الدولي) نجل المطربة حنان بلوبلو.. قلت لتاور. نحن. روائيان. واقصد شخصي والأستاذ العباس على يحيى.. كلّ الفنون. والآداب تنبع من بورة واحدة متوهجة. داخل وجدان المبدع. ثمة قواسم مشتركة ما بين كل الأجناس الأدبية والفنية الأغنية، القصة، اللوحة، المسرحية القصيدة، الرواية. اللحن التمثيل السيناريو العزف.. كلّ الفنون الادائية والكتابية. تتداخل و تتناغم وتتواشج وتتصادى بالمنظور القيميّ الجماليّ وأيضًا تتساوق وتتناغم في لطافة داخل الوجدان الجمعي.. كلها تمثّل ألوان الطيف الإبداعي ولا يعرف قيمة ومقام و قدر المبدع إلا المبدع.. كانت أمسية جميلة فإذا كان تاور فنانًا فأيضـا العباس فنان في جنس الرواية الأدبي.. الرواية والأغنية وجهان لعملة واحدة على ما اظن كلتاهما غانيتان ساحرتان، جاذبتان تهفوان للعاشق المتيم المدنف .. شكرا للعباس الذي عرفتي بالمطرب تاور وشكرًا للمطرب تاور الذي احتفى بي ومنحني وقتَا ثمينَا لإجراء هذا الحوار الخاطف الخفيف اللطيف!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق