سياسة

انتعاش كبير في البورصات الخليجية

سهم شركة كويتية يقفز بصورة خارقة للعادة خلال يناير 2023

عبد العالي الطاهري

عرفت معظم أسهم شركات الطاقة المدرجة بأسواق المال الخليجية تسجيل أداء إيجابي خلال شهر يناير/كانون الثاني (2023)، وذلك مع ارتفاع الطلب على منتجاتها وانعكاس ذلك على نتائج الأعمال، إلّا أن تراجع أسعار النفط عالميًا قلّص تلك المكاسب الشهرية.

وجاء ارتفاع تلك الأسهم مدعومًا بالتفاؤل حيال الطلب على النفط بعد تخفيف الصين التدابير المتخذة للسيطرة على تفشّي فيروس كورونا، بالإضافة إلى تنفيذ خطط تطوير الطاقة المتجددة بدول المنطقة عامة.

وارتفع مؤشر قطاع أسهم شركات الطاقة ببورصات الخليج منذ بداية عام 2023 وحتى نهاية تعاملات يوم الإثنين 30 يناير/كانون الثاني (2023)، بنسبة تتجاوز 1.6%، استنادًا لبيانات صادرة عن شركة الأبحاث الكويتية كامكو إنفست، التي اطّلعت عليها المؤسسة الإعلامية «المدائن بوست».

«الحفر العربية» و «أرامكو» في الريادة

ارتفعت أغلب أسهم شركات الطاقة في السعودية خلال تلك المدة، إذ زاد سهم أرامكو السعودية، أكبر شركة منتجة للنفط في العالم، بنسبة 2.8%، ليصل إلى مستوى 33 ريالًا سعوديًا (8.8 دولار أميركي).

وجاء ذلك مع اعتزام الشركة استثمار 1.9 مليار دولار بالقطاع الرقمي ودخولها مجال السيارات الكهربائية، إضافة للتوقعات بإعلان نتائج سنوية قوية وتوزيعات مجزية للمساهمين عن عام (2022).

وزاد في تلك المدة سهم شركة زيوت الأساس «لوبريف»، المملوكة لشركة أرامكو، بنحو 6.6%، مقتربًا من أعلى مستوى تداول سجّله منذ إدراجه في 28 ديسمبر/كانون الأول (2022)، ليصل إلى مستوى 99.2 ريالًا سعوديًا.

وكان من أكثر أسهم شركات الطاقة ارتفاعًا في تلك المدة سهم شركة «الحفر العربية» الذي صعد بنسبة 35.8%، بالغًا مستوى 137.2 ريالًا سعوديًا.

كما ارتفعت أسهم شركات «سابك»، والدريس للخدمات البترولية والنقليات «الدريس»، وشركة الصحراء العالمية للبتروكيماويات «سبكيم»، والمجموعة السعودية، والشركة المتقدمة للبتروكيماويات، و»اللجين»، وشركة ينبع الوطنية للبتروكيماويات»ينساب»، وشركة «رابغ للتكرير والبتروكيماويات» «بترورابغ»، و «كيمانول»، و «نماء للكيماويات»، و «السعودية للكهرباء»، بنسب تترواح من 0.4% إلى 12%.

بينما ضمّت قائمة تراجعات أسهم شركات الطاقة في تلك المدة أسهم شركة سابك للمغذيات الزراعية، والتي تراجعت 6.4%، إضافة لانخفاض أسهم شركة البحري 4.7%، وأسهم شركة كيان السعودية 2%.

أمّا في الإمارات، فقد ارتفعت أسهم شركة أدنوك للحفر في تلك المدة بنسبة 12.8%، وزادت أسهم أدنوك للتوزيع، وكهرباء ومياه دبي بنسبة 1.8% لكل منهما، في حين هبطت أسهم شركة دانة غاز وفيرتيغلوب، وطاقة، بنسب تتراوح بين 5% و10%.

بورصة الكويت..بيت الطاقة الأكثر ارتفاعًا

في بورصة الكويت، قفزت أسهم شركة بيت الطاقة القابضة بنسبة 411.6%، مسجلة أكبر نسبة ارتفاع بين شركات قطاع الطاقة على مستوى الخليج، مع سعيها لإطفاء الخسائر وتنفيذ إجراءات الانسحاب من السوق المالية.

وارتفعت -أيضًا- أسهم شركة نابيسكو بنسبة 4.9%، وآبار 1.7%، وبتروغلف 1.4%، في حين هبطت أسهم شركة السور للوقود 4%، وبترولية 1.9%، وسنرجي القابضة 11%.

شركات الطاقة في قطر وعمان..ارتفاعات بنسب متفاوتة

شهدت بورصة قطر -أيضًا- ارتفاعًا في أغلب أسهم شركات الطاقة، إذ زادت أسهم شركة صناعات قطر 9%، وصعدت أسهم شركة مسيعيد للبتروكيماويات 4.5%، في حين نزلت أسهم قطر للوقود 0.7%.

أمّا في سلطنة عمان، فقد ارتفعت أسهم شركات الطاقة، إذ جاءت أسهم شركة العنقاء للطاقة في مقدمة المكاسب، بنسبة 32.6%.

وزادت أسهم شركة الباطنة للطاقة وشركة السوادي للطاقة 21% لكل منهما، وأسهم شركة سيمبكورب صلالة 17%.

كما ارتفعت أسهم شركة المها لتسويق الوقود 2.2%، وزادت أسهم شركة مسندم للطاقة زيادة طفيفة بنسبة 0.65%.

عوامل داعمة

بدوره، قال المحلل المالي رائد دياب -في تصريحات إعلامية-، إنَّ أداء شركات الطاقة بدول الخليج استفاد من اشتعال الصراع العسكري بين روسيا وأوكرانيا منذ مطلع العام الماضي (2022)، وهو أمر دفع أسعار النفط الخام -المحرك الرئيس لإيرادات أغلب تلك الشركات- إلى مستويات قياسية.

وأوضح أن التوقعات بوصول أسعار النفط لمستوى 100 دولار للبرميل هذا العام (2023)، إضافة لتخفيف التدابير الخاصة بكورونا في الصين، واستمرار تراجع معدلات التضخم في الولايات المتحدة، من العوامل الرئيسة التي ستعزز أداء قطاع شركات الطاقة بالخليج خلال عام (2023).

ومن بين العوامل الأخرى التي ستعزز من الأداء الإيجابي المتوقع لهذا القطاع، توجُّه دول الخليج بجدّية نحو مجال الطاقة المتجددة، ووضع خريطة طريق لتنويع الاستثمارات بعيدًا عن النفط، واستغلال الطاقة الشمسية وطاقة الرياح لتنويع مصادر الطاقة، في محاولة لخفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون وغازات الاحتباس الحراري.

تضارب في أداء بورصات الخليج

يُشار إلى أن بعض مؤشرات أسواق المال بالمنطقة توافقت مع أداء أسهم شركات الطاقة في تلك المدة، إذ ارتفع مؤشر بورصتَي قطر والسعودية بنسبة 3% للأولى و2.4% للثانية، وزاد مؤشر بورصة البحرين 1.7%.

بينما نزلت مؤشرات بورصات أبو ظبي ودبي والكويت بنِسب 4.6% و0.9% و0.8% على التوالي، وتراجع مؤشر سوق مسقط المالي 2.6%.

قيمة سهم أرامكو السوقية تتجاوز البورصات العربية مجتمعة 1.4 مرة.. عدا السوق السعودية

تجاوزت القيمة السوقية لسهم أرامكو السعودية إجمالي القيم السوقية للشركات المدرجة بأسواق المال العربية مجتمعة، عدا سوق الأسهم السعودية «تداول» بنحو 1.4 مرة، وذلك خلال تعاملات الأسابيع الـ3 الأولى من شهر يناير/كانون الثاني 2023.

ويأتي ذلك مع إجراء عملاق النفط السعودية استحواذات دولية جديدة، وسعيها لزيادة إنتاج النفط الخام.

ويتزامن ذلك مع زيادة التفاؤل بشأن الطلب في الصين -أكبر دولة مستوردة للخام-، خصوصًا بعد إعادة فتح اقتصادها والتخلي عن سياسة «صفر كوفيد»، التي عاقت الأعمال التجارية لمدة طويلة، بالإضافة إلى تصدّر الشركة قائمة أقوى العلامات التجارية الأكثر قيمة في منطقة الشرق الأوسط لعام 2023.

وأصبح لدى شركة أرامكو السعودية القدرة -حاليًا- على ضخ إنتاج بنحو 12 مليون برميلًا من الخام يوميًا، وتعمل على زيادة إنتاجها بقرابة مليون برميل أخرى يوميًا بحلول 2027، ومكّن ذلك الشركة من الاستحواذ على نحو 10% من إمدادات النفط العالمية، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

مكاسب سهم أرامكو

بلغت القيمة السوقية لشركة أرامكو السعودية نحو أكثر من 7.08 تريليون ريال سعودي (1.89 تريليون دولار أمريكي)، لتُعادل قرابة 1.46 مرة ضعف القيمة السوقية للبورصات العربية مُجتمعة دون السوق السعودية البالغة 1.29 تريليون دولار -تقريبًا- خلال تعاملات الأسابيع الـ3 الأولى من شهر يناير/كانون الثاني 2023.

وزادت القيمة السوقية لشركة أرامكو السعودية خلال تلك المدة من عام 2023 بنسبة 46% -تقريبًا- عن القيمة السوقية للبورصات العربية مجتمعة دون القيمة السوقية لسوق الأسهم السعودية، البالغة نحو 2.54 تريليون دولار، وفق بيانات صندوق النقد العربي التي اطلعت عليها المؤسسة الإعلامية «المدائن بوست». وارتفاع القيمة السوقية للشركة جاء بعد تحقيق سهم أرامكو أرباحًا تجاوزت 5.8 مليار دولار خلال الأسابيع الـ3 الماضية.

وارتفع سهم شركة أرامكو السعودية إلى مستوى 32.15 ريالًا سعوديًا خلال تلك المدة بنسبة 0.32%، رابحًا 0.10 ريالًا سعوديًا (0.26 دولارًا أمريكيًا)، وبذلك يكون قد بلغ مستوى 32.20 ريالًا من 32.10 ريالًا، بحسب بيانات سوق الأسهم السعودية.

4 عوامل دعّمت الأداء الإيجابي

جاء أداء سهم أرامكو السعودية الإيجابي خلال تلك المدة تزامنًا مع ظهور 4 عوامل، كان آخرها استحواذ شركة أرامكو للتجارة على شركة موتيفا للتجارة، وهي الذراع التجارية لشركة تكرير النفط الأمريكية «موتيفا إنتربرايزز».

ونجحت شركة أرامكو بذلك في تأسيس كيان جديد بهيوستن، هو «أرامكو للتجارة الأمريكية المحدودة»، التي ستكون المركز الإقليمي للذراع التجارية للشركة السعودية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق