آراءسياسة

وكفرنا بمسلح آخر!

عاصم فقيري

كل هذه الدوامة في المشهد السياسي، والذي عبر عنها كل الثوار كتابا وفنانون ورسامون، وامتلأت وسائل التواصل الاجتماعي بالمقروء والمنظور والمسموع بكل ما هو يفسر الاوضاع الراهنة من مفارقات، حيث اعتلى منصات الثورة كل المنافقون والدجالون والنفعيون وعانت كثير من قوى الحراك الثوري من الانقسامات منها ما هو حقيقي ومنها ما هو نتاج فوبيا التخوين بسبب انعدام الثقة!

مع كل هذا الدوامة من حالات الصراع السياسي وحالة اللادولة الماثلة اليوم في الراهن السوداني، الا ان فصول التوعية لا زالت مستمرة، والتوعية لمن اراد ان يستمع بعقله، فكلما تم الفرز، هناك قوة شيطانية تعمل على خلط الاوراق وخلق حالة من الشك وسط عناصر الثورة!

اليوم نتفاجأ بأن حركة تحرير السودان قيادة عبد العزيز الحلو تجتمع وتوقع على اتفاق مع ما تسمى بالحرية والتغيير الكتلة (الديمقراطية)، ولعمري ما هي الا الكتلة الانتهازية وهي التي باعت الثورة ضحى وساندت العسكر في الانقلاب على الفترة الانتقالية وهو نفس الانقلاب الذي لا زال يحكم بالأمر الواقع حتى يومنا وساعتنا هذه!

على أي اساس يا عبد العزيز الحلو تتفق مع الكتلة المسماة ديمقراطية جزافا، ان كان هذا هو حالك فلماذا لا تتفق مع العسكر او المجلس العسكري او أيا كان اسمهم مباشرة دون المرور عبر هذه الكتلة الشريرة، كان اولى لك أن تذهب للشيطان مباشرة، وكمان قيل: على قدر اهل العزم تأتي العزائم وتأتي على قدر الكرام المكارم ! جنا لجن كان افضل ذلك الجن (الكلكي) اللابس عسكري ان صعب عليك الاتفاق مع الجن اللابس ملكي!

تمر الايام، وتصعب وتتعقد الاوضاع، وها أنت يا عبد العزيز حلو تزيد الطين بلة وتزيد العقد عقدة، وتسقط ضمن الساقطين في نظر الثوار واهل الحق وتنجر خلف من اقل ما يوصفون به انهم خانوا الثورة وامتطوا ظهرها ليحققوا مصالح ذاتية، والان عندما وصلوا اليك، فهم وصلوا ساقطون وليس لديهم رصيد، فهل أنت لا تعلم عما هو في الراهن من متاهة ام انك اتبعت المثل القائل ان غلبك سدها!؟

حقيقة هذا الوطن، جريح ومثقل ومثخن بالجراح، وكل هذا من ابنائه أولا!

سقط مالك عقار، وسقط مناوي، وسقط جبريل والان عبد العزيز الحلو، تبقى فقط أن نعرف متى سنعرف سقوط عبد الواحد محمد نور، هذا ليس تخمين، ولكن تاريخ هذه الحركات المسلحة الحثالة، منذ أن غادر هذه الفانية الدكتور جون قرنق، اصبح تاريخا قبيحا ومشوها، لذلك كفرنا بكل من يحمل السلاح، واصلا نحن كنا ضد حمل السلاح، وظللنا دوما ننادي بالنضال السلمي المدني، وها هو بعد نصف قرن يتأكد لنا أن من حملوا السلاح ليسوا الا انتهازيون، اما لديهم حسابات شخصية يريدون تصفيتها او مصالح شخصية يريدون تحقيقها، او انهم امتهنوا حمل السلاح تجارة يتكسبون من وراءها بادخال اسيادهم لاستغلال موارد البلد من معادن وغيرها، ولا يهتمون حتى ولو انهم يستفيدون الفتات بعد أن يأخذ اسيادهم من الاجانب كميات مهولة من الثروة!

نعم هذا ما يحدث فعلا، فكل الحركات المسلحة لها ارتباطات مع دول خارجية وحتى الجنجويد (اسم الدلع: الدعم السريع) يقومون بنفس التجارة، وما ليعرفه كثيرون هو ان عبد العزيز الحلو وعبد الواحد محمد نور وجبريل ومناوي وبقية الحركات المسلحة تقوم بنفس التجارة في موارد السودان مع شركاء اجانب بحجة انها مقابل السلاح، ولكنها تتجاوز حوجة السلاح بكثير لتصبح مليارات من الدولارات يخسرها السودان كان الشعب السوداني اولى بها لتصرف على الصحة والتعليم والبنى التحتية!

ومن هنا يجب أن نقوم بتوعية وفرز بمنهجية جديدة، تعرف ماذا تريد وكيف نتخلص من كل هذه الاعباء!

كفرنا بكل من يحمل سلاح!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق