آراءسلايدرسياسة

حرب بين مليشيا الدعم السريع والقوات النظامية (الجيش) ؟!

عاصم فقيري

منذ فترة وهناك خطابات تشير الى حرب باردة بين الطرفين المذكورين اعلاه، قد تكون مجرد مسرحية وقد تكون حقيقة كما يذهب تحليل هذه الخطابات او الرسائل الى فريقين ، وهذه الخطابات التي ترسل من كل طرف للآخر في الهواء الطلق رغم وجود كل سبل التواصل بين الطرفين ليجتمعوا ولو سريا في القصر أو أي من مرافق الدولة التي تحت سيطرتهما ولا يدخلها مدني الا برغبتهما او رغبة طرف منهما!

الا ان هذه الخطابات لا تخلو من حقيقة، الا وهي ان مليشيات الدعم السريع، مهما تظاهرت بانها ليست على خلاف مع الجيش الا ان قياداتها على الأقل دقلو اخوان وبقية الدهماء، يطمحون في السيطرة على السودان بكل السبل، وفي بيئة على سطحها كل جهلاء السودان وانتهازييه من ادارات اهلية وزعماء قبائل، حيث ان الزعامة القبيلية ذاتها منذ امد طويل وقعت تحت ايدي انتهازيين وفقا لخطط الحركة الاسلامية الرامية الى خلق قطيع معروف الثمن يمكن شراؤه بالمال والمناصب في أي وقت وكان ذلك واضحا في اجندة ما سمته الحركة الاسلامية ب (الاستراتيجية الشاملة)، والتى بدأت باختراق كل القبائل بامالة الانتهازيين فيها الى خط الحركة الاسلامية سواء بالاموال او المناصب والامتيازات مستعينة بخطط زراعة الجهل بشتى الطرق سواء عبر بعض الطرق الصوفية مرورا بخلق كيانات مستحدثة مثل الجنجويد وتغذيتها بالاجانب المجلوبين من غرب افريقيا (غربا) ومن ارتريا (شرقا) وقبلها معروف أيضا بعض العناصر في حالات فردية من مطاريد الدول الاخرى في الاقليم من منتسبي القاعدة والجماعات الاسلامية المتطرفة، وصولا بتلك الاستراتيجية الشاملة المزعومة الى قمة التجهيل والدجل واعلانها بما سمي بالاستعانة بالجن .. نعم الجن الواحد هذا الذي لا يرى بالعين، كان ضمن استراتيجيتهم المزعومة ان يستعينوا بالجن لتحريك عجلة الاقتصاد السوداني او كما زعموا، وطبعا في سودان العجائب صدقهم كثيرون من المطبلاتية، حتى صارت نظرية الجن في يومنا هذا يعلن عنها جهارا نهارا على مواقع التواصل الاجتماعي وأصبحت شيئا لا يدعو للاستغراب او الدهشة، انها خطوات الشياطين يا سادة وهي سياسة شيطانية معروفة وهي تقريب المفاهيم رويدا رويدا حتى يعتادها الناس وتصبح مقبولة، وهذا بالتأكيد ينطبق على كثير من المفاهيم، مثل الاختلاس واللصوصية والتي أيضا تم تقريبها لمفاهيم الناس حتى أصبحت غير مستنكرة، بل أتت فتاوى على نفس النهج مثل فتوى (التحلل) من السرقات الكبيرة التي اصدرها شيوخ الحركة الاسلامية وبعض من قطيعهم من الامعات ممن يسمون مشايخ طرق!

إذا، مليشيا الدعم السريع، هي احدى أدوات الحركة الاسلامية الاجرامية، فكيف لعاقل أيا كان انتمائه السياسي او القبلي داخل السودان، ان يقبل بان تكون هذه المليشيا جزء من نظام الدولة، بعد كل هذا الجهد من عمر الثورة التى ضحى آلاف من الشرفاء بدمائهم من اجل انجاحها ومن اجل وطن حر ديمقراطي، كيف لعاقل ان يقبل بان تكون هذه المليشيات جزء من نظام التغيير، كيف لوطني غيور ان يقبل بان تشاركه في رقعة الوطن عصابة لا زال في صفوفها اجانب من مجلوبي غرب افريقيا، كيف القبول بمليشيا كونها البشير وهو الان خلف القضبان والكل يعرف انها كانت بقرار من اللجنة الأمنية الكيزانية وكان مهندسو انشائها هم أنفسهم نفس الجنرالات ابن عوف والبرهان وجمال عمر وشيوخهم اصحاب القرار السياسي في اللجنة الأمنية علي عثمان وعبد الغفار الشريف واحمد هارون ونافع، فكيف وبأي منطق او مبدأ تعتقد ان مليشيا الجنجويد حليف للتغيير نحو حكم مدني ديمقراطي ؟!!

بنفس المنطق، جنرالات الجيش المذكورين أعلاه، طالما انهم لم يحفظوا هيبة الجيش كقوات نظامية وانصاعوا لشرذمة من المدنيين الحزبيين في الحركة الاسلامية، وهي شرذمة انتهازية من (شذاذ الآفاق) الذين تاجروا بالدين ليسيطروا على موارد البلد كذبا وبهتانا ولا هم حرروا أرضا ولا حرروا اقتصادا بالاكتفاء الذاتي ولا اقاموا دينا بل استعبدوا الانسان السوداني واذلوه والان مستمرين في مخططاتهم من خلف ستار وادواتهم هي نفسها ولكن لا يملكون الان الشجاعة ليجاهروا بها امام كاميرات ومايكرفونات الإعلام كما كانوا سابقا حيث كان يقولها علي عثمان امام العالم كله shoot to kill ولكن ادواتهم من جنرالات ومليشيات وحركات مسلحة تحديداً حركة جبريل الكوز (موظف اسامة بن لادن السابق) تنفذ في مخططات قيادات الحركة الاسلامية!

نعود للفرضية (العنوان)، إذا نشبت حرب بين الدعم السريع والجيش فهي اما تغطية لعودة الحركة الاسلامية بثوب جديد واما استعمار غرب افريقي للسودان حسب طموحات الجنجويد!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق